للنشر في مجلّة المنارة الّتي تتعهّد إصدارَها جمعيّة المرسلين اللبنانيّين الموارنة
1– مقدّمة: لبنان “أرض مقدّسة”
وصف البابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني وطننا لبنان مرّتين بأنّه “أرض مقدّسة”. جاء ذلك في الفقرة الأولى والفقرة 122 من إرشاده الرسوليّ رجاء جديد للبنان:
- – “إنّ الربّ يدعو الكاثوليك في هذه الأرض المقدّسة إلى عيش الرجاء الّذي لا يُخيِّب أبدًا…” (§1)
- “أيّها الأبناء الأعزّاء القائمون في لبنان، لقد كان أجدادكم […] من ضمن الجموع الّتي تحلّقت حول المسيح لسماع تعليمه. […]وطئت قدما الفادي أرضكم. […] ابتهجت عيناه بجمالها. […] مُرادي هو أن تكون نظرته المفعمة بالحبّ رفيقة دربكم جميعًا على هذه الأرض الّتي غدت أرضًا مقدّسة منذ مرور المخلّص بها.” (§122)
نودّ أن يُتّخذ هذان الاستشهادان من فم البابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني، عاشق لبناننا وكنيستنا، شعارًا يظلّل كلّ الجهود الحاليّة لتحويل لبنان، الأرض المقدّسة الّتي استقبلت شخصي يسوع المسيح ومريم العذراء بحسب الرواية الإنجيليّة والتقاليد الموروثة، إلى مَقام حجّ عالميّ سعيد ومزدهر، ومن ثمّ الكشف عن أنبل وجه للبنان في ظلّ الحقيقة الكبرى. فهو، في حقيقة ذاته، مستودع كنوز التقاليد المسيحيّة، ومعها الكثير من مثيلاتها الإسلاميّة، ومن ثَمّ هو تراث عميم للإنسانيّة.
2– الحجّ المسيحيّ وروحانيّة الحجّ
كلمة “حاجّ” (peregrinus في اللاتينيّة) تفيد، في المسيحيّة، معنى الطواف على مَدِّ مسافةٍ ما، لكن لا على غير هدى، بل نحو مقصد. فالبشر يحملون في أعماقهم توقًا إلى نشدان إجابات عن بعض الأسئلة المصيريّة. ويقرّ المجمع الفاتيكانيّ الثاني، في بيانهNostra Aetate ، بوجود هذا التوق العميم عندما يقول: “يتوقّع البشر من شتّى الأديان إجابات عن المعاضل العصيّة في سيرورة البشر الّتي تختلج في أعماق قلوبهم، اليوم كما في الأمس: ما الإنسان؟ ما معنى الحياة ومآلها؟ ما الخير، ما الإثم؟ لم الألم وأيّ هدف يخدم؟ ما السبيل إلى السعادة الحقّة؟ ما الموت، ما الدينونة، وأيّ جزاء بعد الممات؟ وفي الأخير، ما هذا السرّ الأقصى، الفائق كلّ وصف، الّذي يلفّ وجودنا: من أين أتينا وإلى أين نؤول؟”[1] الحجّ هو أحد التعابير عن هذا النِشدان الإنسانيّ الجوهريّ، وهو عنصر مشترك لدى جميع الأديان الكبرى على الأرض.
في المسيحيّة، قليلة هي التعابير التقويّة الّتي تتحلّى بثراء تاريخيّ وتراثيّ وروحيّ كمثل ما يتحلّى به الحجّ، بل إنّ هذا الأخير قد أصبح صورة مَجازيّة للحياة نفسها. نحن جميعًا في حجّ نحو السماء. ويتكلّم المجمع الفاتيكاني الثاني، في دستوره العقائديّ Lumen Gentium حول الكنيسة، في الفصل السابع، على الكنيسة الحاجّة الّتي ترتحل قُدُمًا نحو أورشليم السماويّة.[2] وفي دستوره الرعائيّ Gaudium et Spes حول الكنيسة في العالم الحديث، يقول في المقدّمة إنّ الكنيسة هي جماعة من المـُريدين “يقودها الروح القدس في ترحالها نحو ملكوت الآب”.[3]
ويقرّ البابا فرنسيس بطبيعة الكنيسة الحجّيّة وبقوّة هذا التعبير التقويّ الشعبيّ. يقول فيEvangelii Gaudium: “إنّ الكنيسة، بحكم كونها أداة للأنجلة، هي أكثر من مؤسّسة عضويّة تراتبيّة؛ إنّها، قبل كلّ شيء وفوق كلّ شيء، شعب يتقدّم في حجّه نحو الله… وهي، تاريخيًّا، تتبدّى على أرض الواقع كشعب من الحجّاج والمبشّرين، متعالية على كلّ تعبير مؤسّساتيّ، مهما كان ضروريًّا.”[4] ثمّ يضيف أنّهذا الأمرهو “طريقة مشروعة لعيش الإيمان، وباب للشعور بالانتماء إلى الكنيسة وطريقةٌ للاقتداء بالمرسلين؛ فهو يحمل فيه نعمة الترسّل، أي الخروج من الذات والتحفّز للحجّ. إنّ الترحال معًا نحو المقامات المكرّمة والمشاركة في التظاهرات التقويّة الشعبيّة، بصحبة أولادنا أو مع ضيوف دعوناهم، هو في حدّ ذاته عمل من أعمال الأنجلة.”[5]
ظاهرة الحجّ هي، إذًا، روحانيّة حياة تحملنا على أن نعي الكنيسة لا كمجتمع جامد يجثم على رأس تلّة وينظر إلى العالم من عَلُ، بل كشعب حاجّ يرتحل بألم في سفح الوادي، ضمن مسيرة تضامنيّة مع البشر ككلّ، يشاطرهم أفراحهم وآمالهم كما أتراحهم وخيباتهم.[6] ولئن بقي المقصد الأخير حلمًا يتخطّانا دومًا إلى الأمام، فإنّ الارتحال نفسه يربط في ما بيننا ويشفينا من وحشتنا. ما نحتاجه اليوم، في عالم منقسم على ذاته بسبب سمته الفردانيّة الفظّة، وروح المزاحمة والتنازع الّتي تفتك به، هو “روحانيّة حجّ” تعلّمنا كيف نكتشف معنى الحياة في طيّات الارتحال ذاته الّذي نؤدّيه معًا.
من جهة أخرى، تقرّ الكنيسة بنوع من “الطبيعة الحاجّة” في الأسرة البشريّة جمعاء، لا لدى المسيحيّين فحسب. ويمكن القول، بشكل عامّ، أنّ الإنسان، كلّ إنسان، هو إنسان سائح (homo viator)، إنسان “متعطّش إلى آفاق جديدة، جائع إلى العدالة والسلام، باحث عن الحقيقة، تائق إلى الحبّ، منفتح على المطلق واللامتناهي”.[7]
هذا هو، بالضبط، معنى السياحة الدينيّة.
السياحة الدينيّة ليست مسألة قطع مسافة أو نوال استحقاق بسبب تحمّل مشقّات المسير فحسب، بل تتضمّن رمزيّة كوسمولوجيّة. على السائح أن يعي كلّ خطوة يؤدّيها، لأنّ الدرب نفسها مقدّسة. إنّها حضيضٌ مقدّس. هو يرسم خطى معلّم، أو يَعبر مكانًا شرّفه قدّيس. لذا تعين السياحة الدينيّة (وبدرجة أَوْلى روحانيّة الحجّ) على احترام الأرض، والاعتناء بها، والإسهام في تقديسها.
في الحجّ، كما في السياحة الدينيّة، نعي أيضًا نعمة “بساطة العيش”. كم من الحجّاج-السيّاح يُدهَشون من مقدار غبطتهم عندما يحملون فقط متاعًا قليلًا، متخفّفين من أشياء كثيرة يَعُدّها نمط التفكير في عالم اليوم من ألزم اللوازم! بالحجّ يتعلّم المرء أن يعيش حياة بسيطة. والحقّ أنّ التقليل من الأمتعة ومن الانهماك الأجوف يوفّر “جودة حياة” أكبر. فكلّ هذا النمط الاستهلاكيّ الّذي يخنقنا، ومعه المحفّزات الإعلانيّة الّتي تخدعنا، لا يؤدّي سوى إلى إلهائنا عن رسالتنا الأساسيّة: أن ننمّي أنفسنا كبشر، في علاقة مع الله والآخرين. الاستهلاك، إذ يغدو نمط حياة، هو كالمخدّرات، وله مفعول مدمّر لا يقلّ فتكًا عن آفات المخدّرات. الاستهلاك يدمّر كوكبنا. أمّا المضيّ في حجّ (أو في سياحة دينيّة) فيعني السير بتخفّف لا يُبقي وراءه سوى آثار أقدام.
أن نرود الطريق كحجّاجّ يعني أن نتعلّم كيف نعيش مع المجهول، فنفهم أنّ الأجدر بنا والأهمّ، بعد، هو أن نغدو قادرين على تقليص تشبّثنا بثوابتنا القديمة. عندئذٍ، وعندئذٍ فقط، يستطيع المرء أن ينمّي نفسه ويبقى منفتحًا على الآخرين وعلى الله. أن نمضي في مسيرة حجّ يعني أيضًا أن نتعلّم كيف نثق بأنّ الأمور ستؤول إلى الأحسن ولو، في الأغلب، بطريقة مغايرة تمامًا لما حسبنا. تلك أمثولات مهمّة في هذه الأزمنة المضطربة، المتّسمة بامّحاء العلاقات التقليديّة، وبوفرة الأزمات الاقتصاديّة والبيئيّة، وبتفشّي الصراعات الثقافيّة.
الحاجّ-السائح غريب. حَجُّك، أو سياحتك الدينيّة، هو أمر يعني، من جملة ما يعني، أن تَمضيَ كالغرباء إلى بلدان أخرى، أو إلى مناطق أخرى من بلادك، فتختبر بحقّ ماذا يعني أن يكون المرء غريبًا، خصوصًا عندما ترتحل بتخفّف، فتغدو رهنَ الآخرين بازدياد، ومن ثمّ منفتحًا إزاءهم بازدياد، على مدّ رحلتك. المرء إذًا، بصفته حاجًّا أو سائحًا دينيًّا، يشعر، بقوّة مضاعَفة، كم يغدو حسن الضيافة أمرًا مهمًّا له، وماذا يعني أن تُكرَم وفادته حقًّا. وهكذا تنقلب، إلى غير رجعة، نظرته إلى الغرباء في بلده، فيرمقهم بعين جديدة ملؤها الانفتاح والتفهّم.
لجميع الأديان في العالم مساراتها المقدّسة وأضرحتها المقدّسة الخاصّة بها. وهذا إن دلّ على شيء، فعلى أنّ البشريّة جمعاء، في مطلق موقع على وجه الأرض، ماضية في رحلة حجّ. وسيثري الحوار هذه الرحلة إن كنّا متصادقين بعضًا إزاء بعض ومستنيرين بعضًا ببعض، لأنّ البشريّة جمعاء سائرة نحو نور الله إيّاه، والله ليس بعيدًا عن أيّ منّا، لأنّنا “به نحيا ونتحرّك ونوجَد” (أع 17/27-28).
ثمّة فرق في الأهداف بين الحجّ وبين السياحة الدينيّة، وإن توحّدا في الوسائل. الأوّل هو اختبار إيمانيّ عميق، الثاني هو سياحة للنفس والجسد إلى مقامات دينيّة، من دون أن يكون السائح، بالضرورة، مؤمنًا. بعكس السياحة الدينيّة، يَمحَضنا اختبار الحجّ حسّ اليقين بأنّ لدينا غاية أخيرة. لذا يمكننا السير معًا، آملين في أن تلتقي هذه الغاية بالله. وقد اختصر البابا بينيدكتوس السادس عشر هذا الغرض السامي في خطابه إلى الحجّاج نحو سانتياغو ده كومپوستيلا في 6 تشرين الثاني 2010، فقال: “أن نمضي في حجّ ليس أن نزور مكانًا لنتمتّع بكنوزه الطبيعيّة والفنّيّة والتاريخيّة فحسب. أن نمضي في حجّ هو، بمعناه الحقّ، أن نخرج من ذواتنا لنلتقي بالله حيثما اعتَلَن بذاته، وحيثما شعّت نعمته بسناء مميَّز، فأنتجت ثمارًا غنيّة من التوبة والقداسة لدى هؤلاء الّذين يؤمنون.”[8]
3– الحجّ المسيحيّ عبر التاريخ
تتأسّس فكرة الحجّ في الكتاب المقدّس على ركن في غاية المتانة نجده محبوكًا في طيّات أسفار عدّة من هذا الكتاب في عهديه القديم والجديد. الحجّ مفهوم متعدّد الأوجه. فهو ينطوي على تصوّرات الترحال، واختبار المنفى، والعيش كالرُحَّل، ونشدان أرض للتوطّن – من ترحال إبراهيم بقوّة الإيمان نحو أرض ميعاد في سفر التكوين إلى ترحال المخلَّصين نحو أورشليم السماويّة في سفر الرؤيا.
3/1– الحجّ في العهد القديم
يبدأ سفر التكوين بسرد قصّة محوريّة حقًّا لفهم أفكار المسيحيّة حول الحجّ: طرد آدم وحوّاء من جنّة عدن بعد سقطتهما. وستكون لهذه السقطة، بالفعل، تداعيات مصيريّة على الجنس البشريّ. لقد اغتربا عن الله، وواحدهما عن الآخر، وقُضِي عليهما بالعيش كمنفيَّين في عالم قاسٍ لا وفادة فيه، قبل أن تتدهور الأمور مع تفشّي الخطيئة. ويختم سفر الرؤيا بوصف رجاء النعيم المستعاد باستحقاقات حمل الله، والمرموز إليه على نحو رائع بأورشليم السماويّة الجديدة. وبين سفري التكوين والرؤيا يصوّر الكتاب المقدّس حجّ الله نحو الإنسان وحجّ الإنسان نحو الله.
غالبًا ما يظهر المعنى الروحيّ للحجّ من خلال الارتحالات الحسّيّة والتجارب الّتي يكابدها البشر عبرها. يبدأ تاريخ الخلاص بقصّة إبراهيم، وهو “آراميّ تائه” (تث 26/5) سيغدو شخصيّة محوريّة في كلّ من اليهوديّة والمسيحيّة والإسلام، ذاك الّذي دعاه الله إلى ترك دياره والتوجّه إلى أرض مجهولة حيث يرث مواعيد الله بأن تغدو أمّته عظيمة (تك 12/1؛ 15/7؛ 17/1). لقد كان إله إبراهيم، على عكس الألوهات الأخرى في ذاك الزمان، غير مرتبط بأرض معيّنة، ولكنّه “ظهر” لخادمه، فبقي هذا الأخير مرتحلًا مدى أيّامه (تك 17/1؛ 18/1). وبالفعل، يعرّف إبراهيم نفسه بأنّه “غريب ونزيل” (تك/23/4)، حتّى في أرض الميعاد. وسيحمل أبناؤه إسحق ويعقوب الهوّيّة ذاتها، هوّيّة المقيمين المؤقّتين (تك 21/8-21؛ 28/1-5)، فيما محطّات ترحالهم مطبوعة بـ “مقامات مقدّسة”.[9] ففي الكتاب المقدّس كانت مواضع الحجّ المقصودة، بدايةً، أمكنة مقدّسة كلّم فيها الله آباءنا الأوّلين (تك 28/17) – بيت إيل، حبرون، شكيم، جبل سيناء (المعروف أيضًا بجبل حوريب)، إلخ.[10]
في الرسالة إلى العبرانيّين، وهي من العهد الجديد، يصبح حجّ إبراهيم أنموذجَ ترحال المسيحيّ نحو الإيمان: “بالإيمان أطاع ابراهيم لـمّا دعي إلى أن يخرج نحو المكان الّذي كان عتيدًا أن يأخذه ميراثًا، فخرج وهو لا يعلم إلى أين. بالإيمان استقرّ لفترة في أرض الميعاد كأنّها أرض غريبة، ساكنًا في خيام، كما إسحق ويعقوب، الوارثَين معه الميعاد عينه. لأنّه كان يتطلّع إلى المدينة المكينة الأساسات، حيث الله هو المهندس والمشيِّد… لقد أقرّوا بأنّهم غرباء ونزلاء على الأرض، لأنّ هؤلاء الّذين يقولون مثل هذا يُظهِرون أنّهم يطلبون موطنًا.” (عب 11/8-10، 13-14)[11]
إنّ خروج بني إسرائيل من أرض مصر، فارتحالهم عبر الصحراء بقيادة موسى، هو، من أوجه عدّة، بمثابة حجّ عملاق وترحال نحو الإيمان. إنّه الحدث والأنموذج الأهمّ للشعب اليهوديّ، حيث غدا أحد المراجع الأصل للعلاقة بين الترحال وحياة الإيمان. وبالفعل، يُنشِد النبيّ إشعيا حدث العودة من سبي بابل كزمن خروج جديد (إش 43/16-21)، وهذه العودة تُستذكَر عند كلّ احتفال بعيد الفصح اليهوديّ. وفوق ذلك يكتسب هذا الحدث بعدًا أخرويًّا، لأنّه يمثّل المنتهى الأخير حيث يتمّ الاتّحاد بالله في خليقة متجدّدة (حك 19).
ولئن عُدَّ زمن الخروج، بامتياز، أنموذجًا للحجّ، إلّا أنّ ما تجدر الإشارة إليه هو حضور الله في وسط شعبه منذ اللحظة الأولى للخروج، ومرافقته إيّاه في ترحاله. “لأنّ الربّ إلهك قد باركك في كلّ ما أتيت؛ هو عارف مسيرك في هذا القفر العظيم. الربّ إلهك على مدى هذه السنين الأربعين كان دومًا معك؛ لم يَنقُص عنك شيء.” (تث 2/7؛ راجع أيضًا: هو 24/17؛ إر 2/2) وفضلًا عن ذلك، لم يكن مقصود هذا الحجّ مكانًا مقدّسًا، لأنّ الشعب نفسه كان مُستقَرّ الله.[12]
شيئًا فشيئًا صارت أورشليم، في عين شعب العهد القديم، ذروة حضور الله وأيقونة أمانته على مواعيده. لذا شُيّد الهيكل هناك (راجع تث 12/2-12؛ 16/1-17؛ 1 مل 8/14-40)، بل إنّ النبيّ حزقيّال، بعد السبي، أعاد تسمية المدينة المرمّمة “يهوه شمّا”، ومعناها “الله هنا” (حز 48). ومزامير الصعود (مز 120-134) الّتي ترافق مختلف مراحل الحجّ تعبّر، تحديدًا، عن الديناميكيّة الباطنيّة وأتواق الشعب الحاجّ العميقة إلى الأمان، والهناء، وملء الحياة.[13] ويُنشِد الشاعر العبرانيّ، في المزمور الثامن والأربعين، فيقول: “ عظيم هو الربّ وعظيم جدًّا أن يُسبَّح في مدينة إلهنا. جبله المقدّس، الجميل الارتفاع، هو بهجة كلّ الأرض، جبل صهيون، في أقاصي الشمال، مدينة الملك العظيم.” (مز 48/1-2) وهكذا أصبحت أورشليم المركز السياسيّ والدينيّ، وعُدّت نقطة المركز في العالم.[14]
3/2– الحجّ في العهد الجديد
يشكّل مفهوم العهد القديم للحجّ مثالًا لترحال المسيحيّ عبر هذا العالم نحو الملكوت السماويّ، لا بمعنى كونه ترحالًا حسّيًّا بالضرورة، بل لأنّه يجسّد فكرةَ عيشِ ما نحياه على الأرض بطريقة تُدنينا من الموطن الأبديّ في السماء. وهكذا ينتقل التركيز من نِشدان الله في مدينة أورشليم الأرضيّة إلى طلبه في يسوع المسيح، نقطة التلاقي بين الله والإنسان.
في التوطئة للإنجيل بحسب يوحنّا نجد عرضًا لتجسّد المسيح وكأنّه حجّ للكلمة الّذي صار بشرًا ونَصَبَ خيمته بيننا (يو 1/14). كما يعرّف يوحنّا بيسوع المسيح، في مكان آخر، أنّه “الطريق والحقّ والحياة” (يو 14/6) من أجل إعادة البشريّة إلى حضن الله.
ويستعرض لوقا حياة يسوع كسيرة شخص حاجّ يُقدَّم إلى الهيكل طفلًا (لو 2/22)، ويقوم بالحجّ السنويّ إلى القدس مع أبويه بحسب العادة (لو 2/41). أمّا خدمته المنظورة كلّها، الّتي يبدأها كواعظ يطوف الجليل، فيصوّرها لوقا، هنا أيضًا، كترحال طويل ووطيد العزم نحو أرورشليم، حيث سيتمّم موته وقيامته وصعوده (راجع لو 9/51، 53؛ 13/22؛ 17/11؛ 19/11، 28؛ 24/50-51). كما أنّ تصوير تجلّي المسيح يشير إلى خروجه الفصحيّ. فموسى وإيليّا “ظهرا بمجد وتحدّثا عن خروجه الّذي كان على وشك إتمامه في أورشليم“. (لو 9/31)
يعيش يسوع علاقته مع الله بطريقة جديدة لا تستند إلى عبادة الهيكل الخارجيّ، بل إلى عبادة الآب بالروح والحقّ (يو 4/23). لقد غدا جسدُ المسيح الهيكلَ الجديد الّذي أقيم في ثلاثة أيّام، وهو إشارة واضحة إلى قيامته (يو 2/19). رسالته هي أن يأتي بمن ائتُمن عليهم إلى حضن الآب (يو 17/24). لذا يمضي أمامهم ليُعِدّ لهم مكانًا (يو 14/2-3)، بل هو نفسه الطريق، والحقّ، والحياة (يو 14/6). هنا تجدر الإشارة إلى أنّ سفر أعمال الرسل يسترجع دومًا تجربة الخلاص الجديدة بالقول إنّها “الطريق” (أع 9/2؛ 18/25،26؛ 19/9،23؛ 22/4؛ 24/14،22). أمّا المقصد الأخير لهذه الطريق فهو ملء الاتّحاد بالله في ما وراء أفق هذا العالم، ورمزه أورشليم السماويّة في سفر الرؤيا (رؤ 21). الحجّ المسيحيّ، كما يتصوّره العهد الجديد، له إذًا غاية علوانيّة، لأنّنا ولو كنّا “غرباء ونزلاء” في هذه الأرض، فدعوتنا هي أن نكون “رعيّة مع القدّيسين وأهلَ بيت الله” (أف 2/19).[15]
3/3– لمحة موجزة عن اختبار الحجّ في المسيحيّة عبر التاريخ
لقد رأينا كيف أدخل العهد الجديد تغييرًا جذريًّا على معنى الحجّ كما كان سائدًا في التقليد العبرانيّ، وذلك عبر توعيتنا لا على عدم وجود مدينة دائمة لنا ههنا فحسب، بل على طلب مدينة عتيدة (عب 13/14). وبعد عبور يسوع الفصحيّ من الموت إلى الحياة يوم القيامة، ارتحلت جماعة تلامذته الأوائل، بدفع من الروح القدس يوم العنصرة،[16] لتنشر البشرى في أقاصي الأرض. ومع أنّ التبّاع الأوائل كانوا يعودون إلى أماكن موت المسيح ودفنه في أورشليم، ما من شيء يثبت تنظيم مسيرات حجّ نحو أورشليم في حدّ ذاتها. على العكس، ثمّة حركة رساليّة للإيمان الجديد تتمدّد بعيدًا عن أورشليم، بحسب ما تشير إليه أعمال الرسل. وقد كان لواقعة تدمير المدينة عام 70 ميلاديّة، وقبلئذٍ لأحداث التمرّد اليهوديّ التاريخيّة ضدّ الرومان (66-70)، ثمّ للثورات المتتالية بين عامي 132 و135 ميلاديّة، انتهاء بالسيطرة الرومانيّة الكاملة على أورشليم إلى حدّ تغيير اسمها كي يصبح Aelia Capitolina، أثر حاسم في تغيير الموقف المسيحيّ من أورشليم تغييرًا جذريًّا.[17]
في هذه الأثناء كان رسل المسيح يتكلّلون بالاستشهاد في أماكن عدّة، بحيث أصبحت مدافنهم، على الفور، أماكن توقير في عيون المسيحيّين القدامى – ولا سيّما مدفنا القدّيسين بطرس وبولس في روما، الأوّل بعد صلبه عام 64، والثاني بعد قطع رأسه عام 67. وكتب أحد أقدم مؤرّخي الكنيسة، أوسابيوس: “فإذا اخترت الذهاب إلى الفاتيكان أو إلى طريق أوستيا، ستجد الأنصاب التذكاريّة للّذين أسّسوا هذه الكنيسة.”[18] إنّ مسيرات الحجّ الرسميّة نحو أنصاب الإثني عشر، الّذين قضوا جميعًا كشهداء، ما عدا يوحنّا، تمتدّ من إسبانيا إلى الهند فأثيوبيا. غير أنّ التقليد يسرد حكايات تربط كلّ رسول، كما غيره من شخصيّات العهد الجديد، بمكان مماته الّذي هو أيضًا، في الغالب، الموضع الّذي حُفظت فيه ذخائره. وهكذا كانت الممارسة المسيحيّة للحجّ مرتبطة دومًا بالقدّيسين الّذين كُرّموا بكنائس وأضرحة على اسمهم، ومتّجهة في الأخصّ نحو الأماكن الّتي تَحفَظ أجسادهم ومدافنهم.
مع تَنصْرُن الأمبراطور قسطنطين وتشريع المسيحيّة عام 313 ميلاديّة، شهدت ممارسة رحلات الحجّ إلى الأماكن المرتبطة بحياة المسيح انطلاقة جديدة. وفي العام 326، أمر قسطنطين ببناء بازيليك لإيواء قبر المسيح، وذلك تحت إشراف أمّه القدّيسة هيلانة. وشهدت الفترة ما بين عامي 340 و350 اكتشاف عود الصليب المقدّس وإكرامه في بازيليك القبر المقدّس. ومع انتهاء القرن الرابع دخل العديد من الأماكن المقدّسة المرتبطة بالمسيح ضمن خارطة الحجّ في المسيحيّة، كما يفيدنا بذلك القدّيس هييرونيموس.[19]
إذًا، تطوّرت أورشليم وروما لتصبحا مقصدَي رحلات الحجّ في المسيحيّة. وفي القرن الميلاديّ العاشر، اكتسب سانتياغو ده كومپوستيلا، في الشمال الغربيّ من إسبانيا، شهرة كبيرة جعلته يصبح المقصد المقدّس الثالث للحجّاج، حيث يقطعون الـ Camino الشهير سيرًا على الأقدام.[20] وما زال حتّى اليوم مقصدًا شعبيًّا تُكرَّم فيه ذخائر القدّيس يعقوب الكبير. وثمّة العديد من دروب الحجّ الرسميّة في كلّ أنحاء أوروبّا، مع مَضافات محدّدة على مدّ الطريق كي يرتاح فيها الحجّاج ويتلاقوا. وإلى لائحة مقاصد الحجّ الرئيسيّة الثلاثة، أورشليم وروما وسانتياغو، يمكننا أن نضيف كانتربري في إنكلترا (حيث قبر القدّيس توماس بيكيت) وپادوڤا في إيطاليا (حيث قبر القدّيس أنطونيوس البدوانيّ)، إذ تطوّرتا لتصبحا مقصدين للحجّ، الأولى في القرن الثاني عشر والثانية في القرن الثالث عشر.[21]
ومن الأماكن الأخرى المهمّة كمقاصد حجّ في المسيحيّة نذكر المقامات المرتبطة بالبتول مريم، وهي إمّا أماكن متصّلة بحياتها في الأراضي المقدّسة، أو أحرام تُكرَّم فيها ذخائرها أو هي مسرح لظهوراتها أمام المتعبّدين. وأقدم حرم مريميّ في أوروبّا هو، على الأرجح، Santa Maria Maggiore الكائن في روما والمشيَّد في العام 350 ميلاديّة تقريبًا. أضف إلى ذلك مقامات لوريتو في إيطاليا، حيث يقول التقليد إنّ بيت مريم المقدّس في الناصرة ما زال محفوظًا هناك؛ ولورد في فرنسا، حيث ظهرت العذراء مريم للقدّيسة برناديت سوبيرو عام 1858، وفيه حصلت أيضًا شفاءات عجائبيّة كثيرة؛ وفاتيما في البرتغال، حيث ظهرت العذراء عام 1917، مع رسالتها من أجل السلام، للأولاد الرعيان الثلاثة، لوسي وفرنسيس وجاسينتا؛ وأخيرًا غوادالوپي في المكسيك وأپاريثيدا في البرازيل.
4– ثمار عمليّة للحجّ (والسياحة الدينيّة) في لبنان
منذ شباط 2019 استعاد لبنان، رسميًّا، موقعه على قائمة بلدان الحجّ والسياحة الدينيّة في العالم، الصادرة كلّ عام عن الكرسيّ الرسوليّ. وقد جاء هذا التطوّر المفرح بعد طول انتظار، إذ كان الكرسيّ الرسوليّ قد شطب اسم لبنان من اللائحة في العام 2006 لأسباب أمنيّة، بعد أن كان مدرجًا فيها في السنوات السابقة. وتضمّ هذه اللائحة اليوم عشرين بلدًا تقريبًا، معظمها في أوروبّا، وهي البلدان الّتي تتميّز باحتضانها مقامات حجّ يصحّ أن تكون مقصدًا لكلّ مؤمن أو سائح نحو غاية كبرى مهما كان دينه وجنسه.
منذ هذا التطوّر المبارك تتحرّك الكنيسة في لبنان ومعها السلطات الرسميّة، ولو بخجل، لتنظيم شؤون الحجّ والسياحة الدينيّة عبر المبادرة، في مرحلة أولى، إلى خلق لجان مختصّة تعنى بالحجّ والسياحة الدينيّة في نطاق محدّد، على أن تتكتّل هذه اللجان في مرحلة لاحقة لتنظيم شؤون الحجّ والسياحة الدينيّة على مدّ الأراضي اللبنانيّة من ضمن تصوّر متكامل.
وقد تسنّى لي شخصيًّا، مع أخت وإخوة ثلاث[22] لي في الإيمان والالتزام بالحركة الكشفيّة ضمن نطاق عائلة الرسل الكشفيّة، أن نحجّ معًا في صيف العام 2018 نحو مزار القدّيس يعقوب الكبير في سانتياغو ده كومبوستيلا، فعرفنا طعم الحجّ الروحيّ العذب، وهو ما لم نذقه أبدًا من قبل مع أنّنا، ككشّافة مؤمنين، أحببنا طبيعة لبنان وعشقناها بأقدامنا عشرات السنين، ثمّ أهّلنا لاحقًا طريق حجّ مريميّ صغيرة، واسمها درب السما (من ساحل علما إلى مزار سيّدة لبنان في حريصا عبر الطبيعة الخضراء)، وما زلنا نتعهّدها. لذا رجعنا من سانتياغو وفي قلوبنا جوع إلى إبراز لبنان، “الأرض المقدّسة”، كمحجّة روحيّة عالميّة. وسرعان ما عملنا على تأسيس لجنة أبرشيّة للحجّ والسياحة الدينيّة ضمن نطاق الأبرشيّة البطريركيّة لمنطقة جونيه، فانضممنا إليها، وانطلق حلمنا الكبير، والمضني، والطويل الأمد.
بدأنا رحلة الألف ميل بوضع خطّة عمل أوّليّة لتعزيز الحجّ والسياحة الدينيّة في نطاق الأبرشيّة البطريركيّة لمنطقة جونيه، ثمّ شرحنا كيفيّة ربط خطّتنا الأبرشيّة الموضعيّة بالمخطّط العامّ للحجّ والسياحة الدينيّة في “لبنان الأرض المقدّسة”. وبالمناسبة، اقترحنا عمليًّا، كخطوة أولى، على جميع الهيئات المعنيّة مستقبلًا بتعزيز الحجّ والسياحة الدينيّة في لبنان أن يكون لها شعار موحّد هو: “لبنان أرض مقدّسة”. كما اقترحنا ترجمته إلى أكبر عدد ممكن من لغات العالم الحيّة والحضاريّة (مثلًا: بالإنكليزيّة “Holy Land Lebanon”، بالفرنسيّة “Liban Terre Sainte”، بالإيطاليّة “Libano Terra Santa”، باللاتينيّة “Terra Sancta Libani”، بالفارسيّة “سرزمين مقدس لبنان” (Sarzamin Mogadas Lobnān)، بالتركيّة “Kutsal Topraklar Lübnan”، بالروسيّة “Святая Земля Ливан” (Svyataya Zemlya Livan)، بالصينيّة “圣地黎巴嫩” (Shèngdì líbānèn)، بالألمانيّة “Heiliges Land Libanon”، بالإسبانيّة “Líbano Tierra Santa”، بالبرتغاليّة “Líbano Terra Santa”، بالسريانيّة “ܠܶܒܢܳܢ ܐܰܪܥܳܠ ܕܩܽܘܕܫܳܐ“، وهلمّ جرّا). وهكذا يفهمه الحجّاج من كلّ اصقاع الأرض، صغارًا وكبارًا، شبابًا وشيبًا، هؤلاء الّذين نأمل جذبهم إلى لبنان كي يحجّوا على دروبه المعطّرة بأطياب القداسة.
4/1- خطّة العمل الأوّليّة لتعزيز الحجّ والسياحة الدينيّة في نطاق الأبرشيّة البطريركيّة لمنطقة جونيه
تستند خطّة العمل الأوّليّة لتعزيز الحجّ والسياحة الدينيّة في نطاق الأبرشيّة البطريركيّة لمنطقة جونيه على أنشطة مستقلّة ومتوازية يتوخّى كلّ منها شرائح مختلفة من السيّاح، على أن تتوخّى أيضًا، وعلى نحو مركّز، تعريف الحجّاج-السيّاح بتقاليد البلاد (المأكولات الشعبيّة، الملابس والأغاني الفولكلوريّة، المتاحف المحلّيّة، سهرات السمر القرويّة) وتأمين إيوائهم لا في الفنادق فحسب، بل خصوصًا في المَضافات الصغيرة وبيوت المواطنين لتشجيع الدورة الاقتصاديّة اللبنانيّة. وتتضمّن هذه الأنشطة، عدًّا لا حصرًا:
- للمعافين صحّيًّا من لبنان أو خارجه، أفرادًا أو مجموعات (أحداث، شبّان وشابّات، كهول وشيوخ، أسر، محموعات مهنيّة):
- مسارات حجّ أو سياحة دينيّة على الأقدام لمدّة تتراوح بين ثلاثة أيّام وشهر بحسب الفئة العمريّة
- مسارات حجّ أو سياحة دينيّة بالآليّات أو بالدرّاجات
- نزهات تثقيفيّة مع دليل سياحيّ إلى أديار ومقامات وأضرحة وأنصاب لها شهرتها أو رمزيّتها الدينيّة
- زيارات تقويّة تشمل باقة من المعابد الدينيّة في بلدة معيّنة أو منطقة محصورة
- لذوي الحاجات الخاصّة من لبنان أو خارجه:
- مسارات حجّ على طرقات مؤهّلة خصّيصًا للتكيّف مع حاجاتهم
- نزهات تثقيفيّة، مع دليل متخصّص لهم، إلى أديار ومقامات وأضرحة وأنصاب لها شهرتها أو رمزيّتها الدينيّة
- زيارات تقويّة، مع مرافقة متخصّصة لهم، تشمل باقة من المعابد الدينيّة في بلدة معيّنة أو منطقة محصورة
من أجل تحقيق هذه الأهداف (مع السعي الدائم إلى تنويعها وتوسيعها)، تسعى لجنتنا إلى تجهيز فرق عمل متخصّصة لتنفيذ الأعمال الآتية:
- فرقة لإنجاز مسح، جزئيّ أو كلّيّ، بالمعالم السياحيّة الدينيّة (كنيسة، دير، مزار، محبسة، كنيسة، ضريح، مدفن، خربة) والتراثيّة (نهر، طاحون، ياتون، مغارة، بالوع، أشجار نادرة، مساحات محميّة) الجديرة بالاهتمام في نطاق الأبرشيّة
- فرقة لرسم مسارات الحجّ الممكنة على الخريطة، وتأهيل الطريق عمليًّا مع تزويدها بالإشارات المناسبة، وتأمين نقاط التغذية والمَنامة على مدّها
- فرقة لتحرير المناشير المناسبة لكلّ نشاط باللغات المطلوبة
- فرقة لوجستيّة لصيانة مسارات الحجّ بعد تأمين المعدّات اللازمة وحفظها في مستودعات
- فرقة لتنظيم أعمال أمانة السرّ، والأرشفة، والتغطية الإعلاميّة التوثيقيّة
- فرقة علاقات عامّة لمدّ شبكة اتّصالات مفيدة مع هيئات شقيقة في أبرشيّات لبنانيّة أخرى، أو مع أطراف غير مسيحيّة، دينيّة أو مدنيّة، أو مع منظّمات في الخارج تعنى بأمور الحجّ والسياحة الدينيّة، أو مع الأندية اللبنانيّة في دنيا الانتشار، أو مع غيرها من الهيئات المهتمّة (المكاتب السياحيّة)، بغية التعاون والتكامل، وتبادل الخبرات، والتوأمة، واستجلاب الحجّاج من الخارج، إلخ.
- فرقة إعلام لضبط كلّ المعلومات على مواقع إلكترونيّة، وتصميم التطبيقات للهواتف الذكيّة، وتأمين الدعاية اللازمة للأنشطة
- فرقة لتنظيم سبل التمويل اللازم لكلّ المراحل السابقة
من أجل نجاح عمل فرق العمل أعلاه في إنجاز مهامّها التمهيديّة، تتطلّع لجنتنا إلى التماس العون من الهيئات الآتية، وربّما العمل على تجنيد البعض منها عبر وساطة مطران الأبرشيّة أو غيره من النافذين:
- وزارتي السياحة والثقافة
- الجيش اللبنانيّ
- البلديّات في نطاق الأبرشيّة
- الرعايا، وتحديدًا أفواج الطلائع والفرسان فيها
- فرق الكشّافة
- الجمعيّات ذات الصلة بهذه الاهداف ولو جزئيًّا (مثلًا: درب السما)
- أقسام الحجّ والسياحة الدينيّة في الجامعات إذا وجدت
- الأدلّة السياحيّين المحترفين في الأبرشيّة
- المتطوّعين من ذوي الخبرات الحرفيّة المفيدة
- الراغبين في الدعم الماليّ من مصارف ومقتدرين وجمعيّات تمويليّة داعمة
- شركات النقليّات المستعدّة لتقديم أسعار متهاودة لنقل السيّاح-الحجّاج
باختصار، وضعت لجنتنا نصب عينيها، كخطّة مرحليّة أولى في المدى المنظور (خمس سنوات)، تحقيق الأهداف الآتية كلّيًّا أو جزئيًّا:
- ترسيم مسارات حجّ ثابتة على الأرض في نطاق الأبرشيّة، إن على الأقدام، أو بالدرّاجات، أو بالآليّات، مع مرافقة تثقيفيّة، لمختلف الفئات العمريّة، وللأسر، والمجموعات المهنيّة، وذوي الاحتياجات الخاصّة.
- تنظيم زيارات روحيّة، مع دليل، لباقة من الأماكن الدينيّة الشديدة الرمزيّة مسيحيًّا (أديار، مقامات، أضرحة، أنصاب شهيرة،…) في نطاق الأبرشيّة (ولاحقًا حتّى في خارجها) ، إن في بلدة معيّنة (غوسطا، مثلًا، كنموذج أوّل للتحقيق) أو ضمن منطقة محصورة (المنطقة الجغرافيّة الموسّعة المحيطة بالبطريركيّة المارونيّة، مثلًا، كنموذج أوّل للتحقيق)، أو في إطار مسكونيّ (محيط مزار سيّدة لبنان، مثلًا، كنموذج أوّل للتحقيق)
- تعريف الحجّاج أو السيّاح بتقاليد لبنان العريقة وحسن ضيافته للحجّاج، وفي الوقت عينه تشجيع الدورة الاقتصاديّة اللبنانيّة، عبر إنشاء شبكة مراكز ضيافة للمأكل والمنامة (مضافات أو بيوت للمواطنين) وفقًا لمعايير جودة عالميّة وموحّدة على مدّ مسارات الحجّ وفي مناطق الزيارات الروحيّة.
- تدريب أدلّة سياحيّين من شبيبة الأبرشيّة تدريبًا محترفًا.
- توفير شبكة لوجستيّة فعّالة لشؤون الصحّة والنقل والإعلام ضمن نطاق الأبرشيّة كي تواكب أنشطة الحجّ والسياحة الدينيّة فيها.
4/2– ربط الخطّة الأبرشيّة الموضعيّة بالمخطّط العامّ للحجّ والسياحة الدينيّة في “لبنان الأرض المقدّسة”
عند وضع خطّة العمل الأبرشيّة لتعزيز الحجّ والسياحة الدينيّة، كنّا نستحضر الهدف الأبعد دومًا، وهو إنجاز المخطّط العامّ الحجّ والسياحة الدينيّة في “لبنان الأرض المقدّسة” من خلال التعاون مع هيئات كنسيّة ومدنيّة ودينيّة أخرى. يتوخّى المخطّط العامّ، عدًّا لا حصرًا، الأهداف الآتية:
- إنجاز مسارات حجّ طويلة وشديدة الرمزيّة الدينيّة على غرار مسارات الحجّ العالميّة المعتبرة، ومنها، على سبيل المثال:
- دروب المسيح والعذراء في جنوب لبنان
- دروب الحجّ المريميّة الّتي تصبّ في مزار سيّدة لبنان كمحطّة أخيرة عبر المرور بمحطّات مريميّة أخرى
- دروب القدّيسين والنسّاك (نورد في ما يلي، كنموذج ، درب الحجّ الشربليّ بين بقاع كفرا ومزار سيّدة لبنان في حريصا بطول نحو مئة وثلاثين كيلومترًا وعلى مدى سبعة أيّام)
- دروب الحجّ في الوادي المقدّس (قنّوبين وقاديشا)
- الحجّ إلى أديار البطاركة الموارنة وأضرحتهم عبر التاريخ (نورد، في ما يلي، نموذجًا أوّليًّا لدرب كهذة)
- إصدار شهادات رسميّة ممهورة لمنجزي مسارات الحجّ الموسّعة في لبنان
- إصدار الكتب التوثيقيّة والقصص المشوّقة للصغار حول هذه المسارات
- توأمة مسارات الحجّ الموسّعة في لبنان مع مسارات شهيرة أخرى في العالم
- العمل على إدراج بعض من مسارات الحجّ على أرض لبنان المقدّسة في مجموعة التراث العالميّ للأونسكو
- التثقيف على مسارات الحجّ اللبنانيّة في المناهج المدرسيّة التعليميّة وفي مقرّرات الثقافة العامّة في الجامعات
- تنظيم مباريات وطنيّة حول مسارات الحجّ في لبنان
- التوسيع التدريجيّ لشبكة مضافات المأكل والمنامة عبر الأراضي اللبنانيّة وفقًا لمعايير جودة عالميّة وموحّدة
5– نموذج أوّل لمسار حجّ موسّع في لبنان: درب مار شربل
هذا المشروع موضوع حاليًّا على نار حامية. طوله التقريبيّ مئة وثلاثون كيلومترًا. مدّة مساره سبعة أيّام. عنوانه الموسّع هو: على خطى قدّيس لبنان، شربل، إلى عتبة باب السماء، مريم. يتضمّن المحطّات الرئيسيّة الآتية (اقتراح أوّليّ):
1) بقاع كفرا (قرية مولد يوسف مخلوف)
2) حريصا-تنّورين (تمهيدًا لمحطّة المزار الكبرى، لاحقًا، في حريصا-كسروان)
3) دوما (قرية نموذجيّة من الريف اللبنانيّ؛ بقربها يقع دير مار يعقوب الحصن، حيث قضى شربل بضعة أشهر من حياته بعد سيامته كاهنًا)
4) كفيفان (وفيها دير مار قبريانوس ويوستينا، حيث درس شربل اللاهوت والفلسفة لستّ سنوات، وكان من معلّميه مار نعمة الله الحرديني)
5) معاد (مهد كنيسة “مار شربيل” العتيقة؛ والمعلوم أنّ يوسف مخلوف قد تسمّى “شربلًا” تيمّنًا بذكرى هذا القدّيس الشهيد)
6) ميفوق (في دير سيّدة ميفوق كانت سنته الابتدائيّة الاولى؛ وإلى جانب الدير، مباشرة، يقع المقرّ البطريركيّ المارونيّ السابق في وادي إيليج)
7) إهمج (معجزة ردّ الجراد عنها عام 1885 بفضل شربل، وكان بعد حيًّا)
8) عنّايا (دير مار مارون، حيث أنجز سنته الابتدائية الثانيّة، ثمّ حياته الديريّة كاهنَا على مدى 16 عامًا؛ وإلى جانب الدير محبسة مار بطرس وبولس، حيث استحبس مدّة 23 سنة)
9) طبريّة (عبر طورزيّا، مشّان ، جبل اليرك، شوّان، يحشوش، حدشات، نهر الدهب، غبالة، شحتول (كنيسة سيّدة القلعة العجائبيّة)؛ ننظر أيضًا في ترسيم مسار آخر بين عنّايا وطبريّه يكون أقلّ وعورة وأكثر غنى بالمعالم المسيحيّة التراثيّة ذات الرمزيّة الشديدة، ومنها تلّة “قرنة الدير” التاريخيّة في خراج بلدة قهمز)
10) بزمّار (عبر عشقوت أو غيرها نحو المقرّ الصيفيّ لبطريركيّة الأرمن الكاثوليك)
11) غوسطا (دير مار شلّيطا-مقبس، حيث رفات أكثر من بطريرك؛ المنامة في بيت الأب بطرس شلهوب الكشفيّ)
12) حريصا (دير الشرفة؛ مزار سيّدة لبنان)
ملاحظة: يُحتمَل إدراج محطّة إضافيّة أخيرة:
13) بكركي (محلّ سيامة مار شربل الكهنوتيّة عام 1895؛ مقرّ البطريركيّة المارونيّة)
6- نموذج ثانٍ لمسار حجّ موسّع في لبنان: درب البطاركة الموارنة
هذا المشروع شبه جاهز كتصوّر أوّليّ، بعد أن تمّ جمع المعلومات التاريخيّة اللازمة وترتيبها. يتناول المرور بجميع (أو بمعظم) المقرّات البطريركيّة المارونيّة عبر التاريخ. والمعلوم أنّ هذه المقرّات تندرج في فئتين:
- المقرّات المديدة: كفرحي-البترون (690-750 (تواريخ تقريبيّة)؛ ستّون سنة؛ 4 بطاركة)، يانوح-جبيل (751-1121 (تواريخ تقريبيّة)؛ ثلاثمئة وواحد وسبعون سنة ؛ 21 بطريركًا)، ميفوق/إيليج–جبيل (حدود البترون) (1121-1440 (تواريخ تقريبيّة)؛ ثلاثمئة وستّ عشرة سنة ؛ 16 بطريركًا) ، قنّوبين-بشرّي (1440-1825 (تواريخ تقريبيّة)؛ ثلاثمئة وخمس وثمانون سنة ؛ 24 بطريركًا)، بكركي-كسروان)/الديمان-بشرّي (1825-الآن؛ مئة وخمس وتسعون سنة ؛ 10 بطاركة)
- المقرّات الخاطفة: سمار جبيل-البترون (يوحنّا مارون الأوّل، البطريرك الأوّل، قلعة سمار جبيل)، لحفد-جبيل (يوحنّا اللحفدي، البطريرك الثامن والعشرون، دير مار الياس في لحفد)، هابيل-جبيل (يوحنّا اللحفدي، البطريرك الثامن والعشرون، دير السيّدة، هابيل؛ داوود، البطريرك الثالث والأربعون)، كفيفان-البترون (دانيال الشاماتي، البطريرك الثالث والثلاثون، دير مار قبريانوس ويوستينا، كفيفان)، الكفر-جبيل (دانيال الشاماتي، البطريرك الثالث والثلاثون، دير مار جرجس، الكفر)، حدث الجبّة- بشرّي (دانيال الحدشيتي، البطريرك السابع والثلاثون، مغارة عاصي الحدث)، بنهران-بشرّي (لوقا البنهراني، البطريرك الثامن والثلاثون)، بلّا-بشرّي (لوقا البنهراني، البطريرك الثامن والثلاثون، دير سيّدة ديرونا، أعالي بلّا)، برحليون-بشرّي (لوقا البنهراني، البطريرك الثامن والثلاثون، دير مار قوزما ودميانوس، برحليون)، حردين-البترون (داوود، البطريرك الثالث والأربعون، دير مار سركيس القرن، حردين)، كفرزينا-الزاوية (يوحنّا مخلوف، البطريرك الثاني والخمسون؛ بنى كنيسة مرت مورا في كفرزينا على موضع كنيستها القديمة الّتي اندثرت)، حراش-كسروان (يوسف حليب العاقوريّ، البطريرك الرابع والخمسون؛ دير مار يوحنّا، حراش؛ أسّس هذا الدير وعقد فيه مجمعًا)، إهدن-زغرتا (يوسف حليب العاقوريّ، البطريرك الرابع والخمسون؛ دير مرت مورا، إهدن)، العاقورة-جبيل (يوسف حليب العاقوريّ، البطريرك الرابع والخمسون؛ توفّي في العاقورة ودفن في إحدى كنائس العاقورة)، غوسطا-كسروان (1-جرجس رزق الله البسبعليّ، البطريرك السادس والخمسون؛ دير مار شلّيطا-مقبس، غوسطا؛ توفّي في هذا الدير ودفن هناك؛ 2- إسطفان الدويهي، البطريرك السابع والخمسون؛ دير مار شلّيطا-مقبس، غوسطا؛ 3- يعقوب عوّاد، البطريرك التاسع والخمسون؛ دير مار شلّيطا-مقبس، غوسطا؛ توفّي في هذا الدير ودفن هناك؛ 4- يوسف ضرغام الخازن، البطريرك الستّون؛ دير مار الياس، غوسطا؛ توفّي في هذا الدير ودفن هناك؛ 5- يوسف أسطفان، البطريرك الثالث الستّون؛ دير مار يوسف الحصن، غوسطا؛ أسّس هذا الدير، وتوفّي فيه، ودفن هناك؛ سكن أيضًا في دير مار أنطونيوس-عين ورقة، غوسطا)، مجدل المعوش-الشوف (1-يوحنّا مخلوف، البطريرك الثاني والخمسون؛ بنى كنيسة ودارًا في مجدل المعوش؛ 2- إسطفان الدويهي، البطريرك السابع والخمسون؛ قطن افترة في مجدل المعوش)، قزحيّا-الزاوية (يعقوب عوّاد، البطريرك التاسع والخمسون؛ دير مار أنطونيوس، قزحيّا)، ريفون-كسروان (يوسف ضرغام الخازن، البطريرك الستّون؛ دير مار سركيس وباخوس، ريفون)، وطى الجوز-كسروان (يوسف ضرغام الخازن، البطريرك الستّون؛ دير سيّدة النجاة-عين شْقَيْق، وطى الجوز)، مشموشة-جزّين (سمعان عوّاد، البطريرك الحادي الستّون؛ دير سيّدة مشموشة؛ أسّس هذا الدير وعقد فيه مجمعًا؛ توفّي في هذا الدير ودفن هناك)، عجلتون-كسروان (طوبيّا الخازن، البطريرك الثاني الستّون؛ سكن في عجلتون؛ توفّي هناك ودفن في كنيسة سيّدة النجاة الخاصّة بآل الخازن)، عرمون-الفتوح (طوبيّا الخازن، البطريرك الثاني الستّون؛ دير مار روحانا-البقيعة، عرمون)، ساحل علما-كسروان (يوسف حبيش، البطريرك الثامن الستّون؛ دير مار جرجس، ساحل علما)، زوق مكايل-كسروان (يوسف راجي الخازن، البطريرك التاسع الستّون؛ دير سيّدة البشارة، زوق مكايل)، عشقوت- كسروان (بولس مسعد، البطريرك السبعون؛ مدرسة مار بطرس وبولس، عشقوت).
بناء عليه، بدأنا بترسيم مسار حجّ طويل جدًّا بعنوان “على خطى البطاركة الموارنة”، ومحطّاته الرئيسيّة، تقريبيًّا، تتبع الترتيب الآتي: كفرزينا، إهدن، قزحيّا، (حوقا)، قنّوبين، الديمان، حدث الجبّة، بلّا، برحليون، بنهران، حردين، كفيفان، سمار جبيل، كفرحي، ميفوق-إيليج، العاقورة، يانوح، لحفد، هابيل، الكفر، عرمون، وطى الجوز، ريفون، عجلتون، عشقوت، غوسطا، (حريصا)، ساحل علما، بكركي، حراش، زوق مكايل، مجدل المعوش، مشموشة.
[1] المجمع الفاتيكاني الثاني، البيان المجمعيّ Nostra Aetate في علاقة الكنيسة بالأديان غير المسيحيّة، 28 تشرين الأوّل 1965، عدد 1.
[2] راجع المجمع الفاتيكاني الثاني، الدستور العقائديّ Nostra Aetate حول الكنيسة، 21 تشرين الثاني 1964، الأعداد 48-51.
[3] المجمع الفاتيكاني الثاني، الدستور الرعائيّ Gaudium et Spes حول الكنيسة في العالم الحديث، 7 كانون الأوّل الثاني 1965، عدد 1.
[4] البابا فرنسيس، الإرشاد الرسوليّ Evangelii Gaudium، المكتبة الفاتيكانيّة للنشر، حاضرة الفاتيكان 2013، 111.
[5] البابا فرنسيس، Evangelii Gaudium، 124.
[6] المجمع الفاتيكاني الثاني، Gaudium et Spes، عدد 1.
[7] المجلس البابويّ للعناية الرعائيّة بالمهاجرين والأشخاص المطوِّفين، The Pilgrimage in the Great Jubilee، عدد 24.
[8] راجع الموقع الإلكترونيّ الآتي:
[9] راجع روبرتو لاڤاريني، Il pellegrinaggio cristiano، ص 81-82.
[10] راجع Commissione Ecclesiale per la Pastorale del Tempo Libero, Turismo e Sport, “Venite, saliamo sul monte del Signore” (Is 2,3). Il pellegrinaggio alle soglie del terzo millennio. Nota pastorale, Collana Documenti CEI. N.95, ElleDici، تورينو 1998، ص 12.
[11] راجع Commissione Ecclesiale per la Pastorale del Tempo Libero, Turismo e Sport, “Venite, saliamo sul monte del Signore” (Is 2,3). Il pellegrinaggio alle soglie del terzo millennio. Nota pastorale, Collana Documenti CEI. N.95, ElleDici، تورينو 1998، ص 12.
[12] راجع روبرتو لاڤاريني، Il pellegrinaggio cristiano، ص 83-84.
[13] راجع المجلس البابويّ للعناية الرعائيّة بالمهاجرين والأشخاص المطوِّفين، The Pilgrimage in the Great Jubilee، حاضرة الفاتيكان 1998، عدد 7.
[14] جعلت الخرائط الجغرافيّة القدس في وسط زهرة بتلاتها هي القارّات الثلاث المعروفة آنذاك، آسيا وأفريقيا وأوروبّا. راجع روبرتو لاڤاريني، Il pellegrinaggio cristiano، ص 123.
[15] المجلس البابويّ للعناية الرعائيّة بالمهاجرين والأشخاص المطوِّفين، The Pilgrimage in the Great Jubilee، عدد 7.
[16] تجدر الإشارة إلى أنّ اليهود من كلّ الأمم يجتمعون في أورشليم، عند العنصرة، بفعل مسيرة حجّ (أع 2/1-13).
[17] راجع روبرتو لاڤاريني، Il pellegrinaggio cristiano، ص 115-121.
[18] هذا التدوين محفوظ في كتاب أوسابيوس بعنوان Eccles. Hist.، الفقرة ii. 25.
[19] راجع روبرتو لاڤاريني، Il pellegrinaggio cristiano، ص 134-136.
[20] من أجل دراسة مفصّلة تتناول كلّ ما يرتبط بمقام سنتياغو في أسبانيا لجهة التاريخ والأساطير، راجع روبرتو لاڤاريني، Il pellegrinaggio cristiano، ص 396-414.
[21] راجع روبرتو لاڤاريني، Il pellegrinaggio cristiano، ص 414-418.
[22] السيّدة جينا مطر صفير وزوجها الأستاذ سامي صفير، والأستاذان فادي برهوش وريمون الزند. وقد وضعنا تقريرًا مطبوعًا ومفصّلًا عن حجّنا المبارك هذا إلى سنتياغو في كتاب من نحو مئة وثلاثين صفحة (بالفرنسيّة).