Almanara Magazine

مسألة 350 شهيدًامسيحيًّا خلقيدونيًّا

  • د. الياس داود القطّار

مؤرخ وأستاذ جامعيّ

ظروف الحدث

صادف أن في العام 517م  كان الامبراطور وبطريرك القسطنطينة وبطريرك انطاكيا واسقف افاميا عاصمة سوريا الثانية على مذهب اليعاقبة ( السريان الارثوذكس)، وكان ساويروس Sévère (459-538) بطريرك انطاكيا[1] من انشط دعاة المونوفيزية، فانتفض عليه منذ 515م الاساقفة المؤيدون لمجمع خلقيدونية في سوريا الثانية يساندهم في مقاومتهم العديد من الاديرة في وادي العاصي.

وفي العام517م بينما كانت مجموعة من الرهبان الثائرين متجهة الى دير مار سمعان في مدخل سوريا الاولى تعرضوا لهجوم دامٍ من قبل جماعة البطريرك ساويروس والاسقف بطرس فنجم عنه مصرع ما يزيد على 350 راهبًا خلقيدونيًا. ولا ذكر في النصوص بأن الذين استشهدوا كانوا من رهبان القدّيس مارون. و لا شيء يمنع أن يكون بعض منهم من الرهبان تلامذة القديس مارون لا كلّ الشهداء المذكورين أعلاه.

  1. مصادر البحث
  2. رسالتا مجموعة Collectio Avellana

نجد بضعة رسائل تخبر عن مذبحة 350 مسيحيًّا خلقيدونيًّا، أقلها رسالتان باللغة اللاتينية محفوظتان في وثائق الفاتيكان في مجموعة  Collectio Avellana  وهي  معاصرة لبطريركية ساويروس على انطاكيا،  وهذه المجموعة  تستنسخ مراسلات بابوبة وامبراطورية تكونت في القرن السادس الميلادي.

هاتان الرسالتان تحملان الرقم 139 و 140؛ الأولى، محررة أو تم استلامها في نهاية العام 517م وهي رسالة موجهة إلى البابا “هورمزدا” Hormisdas(514-523) تحتوي على وصف لوقائع مذبحة 350 انسانًا واعتراض على ما جرى من قبل رهبان سوريا الثانية الخلقيدونيين  الذين تعرضوا لقمع دام من رئيس اساقفتهم في افاميا بطرس بالتواطوء مع البطريرك ساويروس، وطلب مساعدة من البابا بعد رفض السلطات الدينية والمدنية في القسطنطينة سماع شكواهم ، مما دفع مندوبيهما للتوجه بالشكوى الى البابا هورمزدا.

أما الرسالة الثانية (رقم 140)  فهي مؤرخة 18 شباط من العام 518 وهي جواب البابا الى رهبان سوريا الثانية، ونجد نسخة باليونانية صادرة في  العام 536م في القسطنطينية  أثناء انعقاد السينودوس  الذي اصدر حكمًا نهائيًا وحاسمًا بحق ساويروس، ويبدو أنها نشرت من قبل الوفد البابوي الذي كان يقوده البابا اغابيوس(535-536) وهي اقل شرحا من الوثيقة الاولى وتشجع الرهبان على المضي في المقاومة وتهنئهم بالرجوع الى الصراط المستقيم الخلقيدوني الذي يحمل كرسي روما لواء حمايته  وتطلق الحرم بحق ساويروس وبطرس اسقف افاميا وفيلوكسان المنبجي وقورش الرهاوي وسابقيهم بدءًا باغابيطوس القسطنطيني وسياسة الوحدة الامبراطورية التي بدأها في 482 الامبراطور انيتاس Anastaseالخ…   [2].

  • تحريف مرهج بن نمرن الباني لتواقيع رؤساء دير مار مارون

الشروحات اللاحقة التي قدمها مرهج بن نمرون الباني Fauste Nairon de Bane (1625-1712) لهذه الوثائق والتي طوبّها المؤرخون الموارنة كحقيقة في تأريخهم الرسمي، جعلت البعض يشكك في مصداقية هذه الوثائق بخاصة بعدما أوّل وحرّف  مرهج الباني معلومة واردة فيها بطريقة خاطئة مدعيًا بأن أحد الموقعين على الرسالة، الراهب اسكندر، رئيس دير مار مارون، الذي يأتي اسمه في طليعة الموقعين هو رئيس اتحاد أديرة سوريا الثانية مما يشكل تأسيسًا لأوّل هوية كهنوتية مارونية معروفة. هذه “الفبركة” الكهنوتية الايديولوجية لا تنتمي الى الحقيقة التاريخية، من دون أن يؤدي ذلك الى الطعن بصحة الوثقيتين اللّتين تؤكد ما جرى فيهما مصادر تلك الحقبة واعتراف ساويروس بوجود انتفاضة من قبل اساقفة سوريا الثانية منذ العام 515م، باستثناء افاميا ورئيس اساقفتها بطرس، رأس الحربة فيها رهبان وادي العاصي. والوثيقة 139 هي ترجمة لاتينية لنص يوناني ولربما الوثيقة 140 نص لاتيني ترجم الى اليونانية في مجمع 536م[3].

لا يمكن التشكيك في صحة وجود الوثيقتين وفي صحة نصهما بل في تحريف مرهج الباني لصفة اسكندر رئيس دير مار مارون وجعل الوثيقتين أول شهادة على الوجود المؤسساتي للموارنة[4]. هذا مع التذكير بأن مرهج الباني كان اول ماروني يَطّلع على الوثائق الاساسية للتناحر العقائدي في القرنين الخامس والسادس وعلى تراجم تيودوريطوس القرشي Theodoret de Cyr  في كتابه “أصفياء الله” Histoire des Moines de Syrie وعلى “مجموعة “Avellana”.

ج– لائحة بارونيوس شهداء مسيحيين خلقيدونيين لا موارنة

أيضًأ وأيضًا كان الكاردينال بارونيوس (1538-1607) الذي توفي قبل 19 سنة من ولادة الباني قد كُلّف بمراجعة  Martyrologium Romanum  فادخل استشهاد الرهبان الخلقيدونيين في سوريا الثانية إلى لائحة الشهداء وحدد تاريخ 31 تموز ذكرًا لهم[5]. كما كرر الأمر في كتابه Annales Ecclesiastici ناشرًا بالكامل رسالة رهبان سوريا الثانية الى البابا هورمزدا وجواب البابا. ولكن بارونيوس لا يعطي صفة وهوية الموارنة للشهداء في كتابيه؛ و لائحة الشهداء التي وضعها تُعيّد لرهبان مدافعين عن المجمع الخلقيدوني[6].

 ننشر ادناه نص الرسائل –الوثائق كما ترجم مقتطفات منها الى العربية البطريرك الدويهي وبعض نصوصها كاملة الاب بطرس ضو:

  • نص الرسائل الاكيدة الواردة في مجموعة Avellana:
  • رسالة من العام 517م من اكليروس سوريا الثانية(سوريا الأولى عاصمتها انطاكية والثانية عاصمتها افاميا والثالثة او الفراتية وعاصمتها منبج) إلى البابا هورميزدا موقعة من 25 رئيس دير، ومائة واثنين وخمسين كاهنًا وثلاثة وثلاثين شماسًا في سوريا الثانية. وأول توقيع عليها يرد هكذا في الدويهي ” انا اسكندر برحمة الله قس وارشمندريت، اعني ريس دير مار مارون، تضرعت” وفي ضو “أنا اسكندر بنعمة الله كاهن ورئيس مار مارون التمس”، ثم ترد الاسماء الأخرى : سمعان بنعمة الله كاهن ورئيس دير، كما جاء أعلاه(بمعنى التمس ما جاء أعلاه) . و لا اشارة إلى رؤساء أو رهبان من تلامذة مار مارون خارج اسم اسكندر المذكور أعلاه.

تخبر الرسالة بأن الموقعين على العريضة انتدبوا راهبين هما يوحنا وسرجيوس لحمل الشكوى الى البطريرك تيموتاوس الاول في القسطنطينية (511-518) أو الى الامبراطور انستاس نفسه ضد رئيس اساقفة افاميا بطرس والبطريرك ساويروس ولما لم يلقَ المبعوثان آذانا صاغية كُلّفا برفع الشكوى الى روما الى البابا هورمزدا. وتذكر الرسالة الآتي:   يجدر بنا أن نصف لكم العذابات التي حلت بنا ونجعلكم على بينة من الذئاب التي لا شفقة لها والتي تمزق قطيع المسيح… أما من هم اولئك…هما ساويروس وبطرس اللذان ما اعتبرا ابدا من عداد المسيحيين اذ يحرمان كل يوم علانية المجمع الخلقيدوني…فبينما كنا ذاهبين إلى دير مار سمعان لمصلحة الكنيسة كمن لنا في الطريق الأشرار المشار اليهم ووثبوا علينا وقتلوا ثلاثمائة وخمسين رجلا…[7]“.

ب – جواب البابا هورميزدا بتاريخ 10 شباط 518 الى كهنة وشمامسة ورؤساء اديار سوريا الثانية وسائر السليمي الايمان المقيمين في كافة البلدان الشرقية والثابتين في الاتحاد مع الكرسي الرسولي[8].

  • رسائل ترجمها ضو بعضها مسند إلى Mansi وبعضها لا. ولربما لا مصداقية للتواقيع الواردة فيها بخاصة تواقيع رؤساء دير مار مارون.

أ- رسالة رهبان افاميا الى مجمع اساقفة سوريا الثانية في سنة 518: (واردة في Mansi)

تتضمن  ارتياح ذوي الايمان المستقيم(الخلقيدوني) لمصرع الملك انسطاس الذي لم يعر اهتمامًا لشكوى رهبان سوريا الثانية من تصرفات ساويروس واتباعه ووصول يوستينوس Justin  المنصف والحليم والراسخ في الايمان الكاثوليكي والسليم الاعتقاد الى سدة الملك.

كما تتضمن تبيان تمادي ساويروس (الهرطوقي) في كيده ومعه بطرس (السافل) . مجددًا تسلط الرسالة الضوء على مذبحة 350 شهيدًا :عندما كنا في طريقنا بجوار قرية الكروم غير البعيدة عن هيكل الطوباوي سمعان لأجل السلام واتحاد المحبة والمفاوضة الحقة …واذا بيهود أو علمانيين وحتى رهبان انقضوا علينا من أماكن مرتفعة ووعرة… هكذا قتلوا بعضًا واستاقوا بعضًا أسرى قاموا بهجوم آخر على الدير المذكور وهدموا شطرًا من السور ودخلوا ليلاً وقتلوا بعضًا وضربوا الكثيرين … ونصبوا رموزًا أثيمة مخالفة للتقوى…

وكما لم يكن كافيًا أن يدنس ساويروس وحده ثوب المسكونة بأسرها فدفع ببطرس ضد مدينة افاميا بمساعدة الاساورة (أي الفرس)… (ويلي ذلك وصف حالة الاضطهاد والقمع والقتل التي طالت دير اوراغوروم وفتنة لاريسا والغارة على نيقراتا وفي دار الشهيد انطونينوس الخ.)

الموقعون

اسكندر كاهن ورئيس دير الطوباوي مارون، أقدم الشكوى الواردة اعلاه وأوقعها بيدي (يلي ذلك توقيع 17 رئيس دير من ابرشية افاميا فقط لا من سوريا الثانية واول توقيع فيها لاسكندر رئيس دير الطوباوي مارون في العريضة الى الباب هورميزدا وفي عريضة رهبان افاميا)[9].

ب- رسالة رهبان ابرشية انطاكية الى يوحنا البطريرك القسطنطيني بمناسبة عقد مجمع في القسطنطينية في 15 تموز سنة 518 برئاسة يوحنا بطريرك القسطنطينية ( لايذكر ضو مصدرها):

في الدويهي:” وكم قتيل من الرهبان الاطهار ودبحهم بيديه اليهودية، …وكان منظرموعر يوهل جميع الشاخصين الى الجماعة المطروحين …وهم ملقيين عراة، وبلا دفن، ما ينوف  عن ثلاث ماية نفس من ناحية سوريا الثانية…” وفي ترجمة ضو “أية مأساة لم تتجاوزها الشرور التي فعلها ساويروس؟…كم قتل من الرهبان القديسين مستخدمًا لذلك الأيدي اليهودية. قاسيا للغاية مشهد ما يزيد على ثلاثمائة وخمسين رجلاً من سوريا الثانية…

الموقعون:

كهنة وشمامسة وشدايقة ورهبان،  الخامس عشر بينهم “يوحنا، راهب دير مار مارون، كذلك قدمت “، وفي نسخة ضو “يوحنا راهب دير الطوباوي مارون، التمس…”[10].

ج- عريضة رهبان القسطنطينية واورشليم وفلسطين والمشرق إلى البابا اغابيطوس (يسندها ضو إلى Mansi) الذي قدم الى القسطنطينية في شباط 536 لمفاوضة الامبراطور يوستنيانوس بسبب المشاكل الدينية، ومنها مشكلة ساويروس وموآزرة الامبراطورة توادوره Theodora للمونوفيزيين؛ فاجتمع البابا بوفد سوريا الثانية وغيرهم من باقي ارجاء سوريا وفلسطين  وغيرها وقرر عقد مجمع للنظر بالشكاوى ولكنه توفي في 22 نيسان سنة 536 فقام منّا Menna البطريرك القسطنطيني بعقد المجمع.

وفي العريضة امور كثيرة منها ان الله ارسل البابا لطرد ساويروس وبطرس …

وقّع العريضة مندوبو 96 ديرًا منها 68 ديرًا في القسطنطينية وضواحيها و15 ديرًا في اورشليم وفلسطين و3 اديار في جبل سينا وبلاد العرب و10 اديار في سوريا الثانية .

الموقعون:

على رأس تواقيع وفد سوريا : بولس راهب ومندوب دير الطوباوي مارون في سوريا الثانية، وقعت”.( يذكر الاب بطرس ضو انه كان للموارنة دير على اسم القديس مارون في القسطنطينية جاء التاسع عشر في التواقيع ووقع رئيسه هكذا ” توادورس كاهن ورئيس دير مارون في حي سوقاس اوقع متوسلاً”[11].

د- عريضة رهبان القسطنطينة واورشليم وفلسطين وسيناء وبلاد العرب وسوريا الى الامبراطور يوستنيانوس (يسندها ضو إلى Mansi)

يطلبون من الامبراطور تنفيذ الحكم القانوني الذي اصدره البابا اغابيطوس وقطع فيه انطيمس مغتصب الكرسي القسطنطيني وشركاءه ساويروس وبطرس الخ المتمردين على المجمع الخلقيدوني.

الموقعون:

وقع العريضة رؤساء الوفود الاربعة(رئيس وفد اديار القسطنطينية، رئيس وفد اديار القدس وفلسطين، رئيس وفد سيناء وبلاد العرب، ورئيس وفد رهبان سوريا، رئيس دير مار مارون:  “بولس بنعمة الله شماس ومندوب دير الطوباوي مارون رئيس أديار سوريا الثانية الموفد هنا من قبل جميع رؤساء اديار ورهبان البلاد المذكورة الى تقواكم حاملا التماساتهم المرفوعة ضد الهراطقة اللارأسيين المذكورين أعلاه، عاملا بالنيابة عن كل الرؤساء والرهبان المذكورين التمس واوقع واقدم”[12].

هـ – عريضة اخرى إلى الامبراطور  يوستنيانوس: من رهبان واديار اورشليم وسوريا الثانية (يسندها ضو إلى Mansi) يلتمسون فيها شجب الهراطقة المذكورين بحكم مجمعي.

الموقعون:

مندوب دير مار مارون: في الدويهي “بولص برحمة الله الشماس، وسفير دير مار مارون المقدم على الاديره الموقره في سوريا الثانيه، والمتكلم عن جميع الارشمندريتيه والاديره في سوريه الثانيه، تضرعت وقدمت” وفي ضو”بولس برحمة الله شماس ومندوب دير الطوباوي مارون اكسرخوس اديار سوريا الثانية متكلما عن جميع رؤساء أديار ورهبان سوريا الثانية اتوسل واعرض”[13].

ربطاً توقيع بولس

 هذا التوقيع الوارد في “مانسي” هو الاتي مع ترجمته:

Paulus monachos et legatus montsterii beati Maronis secundae Syriae subscripsi.

انا بولس راهب ومندوب دير الطوباوي مارون في سوريا الثانية، قد مضيت.

 و لا ذكر فيه لما يدعيه البطريرك الدويهي المذكور أعلاه: ” وسفير دير مار مارون المقدم على الاديره الموقره في سوريا الثانيه، والمتكلم عن جميع الارشمندريتيه والاديره في سوريه الثانيه، تضرعت وقدمت”.

و- رسالة الرهبان المذكورين الى منّا البطريرك القسطنطيني (يسندها ضو إلى Mansi):

أحال الامبراطور طلب الرهبان الى المجمع المنعقد برئاسة البطريرك منّا والوفد الروماني وفيه تذكير بأعمال ساويروس وبطرس وجماعتهما بخاصة مجزرة 350 شهيدًا “بينما كان هؤلاء سائرين نحو دير القديس سمعان بدافع الغيرة والتشاور الجماعي بصدد مضطهدي الكنيسة وعمالهم ، جمع هؤلاء شرذمة من اللصوص اليهود المجرمين وأطلقوهم على الرجال الأبرار…”.

الموقعون:

 140 رئيس وممثل ديرولم يوقع عن اديار سوريا الثانية الا ممثل دير مار مارون وحده بالنيابة عن اديار سوريا الثانية . في الدويهي” يوحنا، برحمة الله، القس والراهب، سفير دير مار مارون، المقدم على ساير الرهبان المكرمين في سوريا الثانيه، ومتكلما عن جميع روسا الاديره والرهبان المقيمين في سوريا الثانيه، كتبت” . وفي ضو” بولس برحمة الله راهب ومندوب دير الطوباوي مارون اكسرخوس كل اديار سوريا الثانية، متكلما بالنيابة عن كل رؤساء ورهبان سوريا الثانية، اوقع” [14].

ربطاً توقيع بولس ايضاً

أظن بأن النص الوارد في “مانسي”يذكر أن الراهب بولس هو مندوب دير مارون

بعد هذه الوقائع حكم المجمع القسطنطيني بحرم وقطع ساويروس وأعوانه وثبّت الحكم الامبراطور يوستنيانوس في 536 وبمنع ساويروس من الاقامة في القسطنطينية او انطاكية او غيرها والزامه بالإقامة في العزلة ففرّ الى مصر حيث مات سنة 538.

النتيجة:

الشهداء 350  كانوا مسيحيين موالين للمجمع الخلقيدوني

السنكسار الارثوذكسي لا يأتي على ذكرهم مع ان الارثوذكس والكاثوليك كانوا لا يزالون كنيسة واحدة.

لا ذكر لهؤلاء الشهداء عند الموارنة في اي سنكسار سابق للقرن السابع عشر.

  • الشهداء مسيحيون خلقيدونيون، وهذا ليس حكرّا على الموارنة، فالروم خلقيدونيون لذا فالشهداء ليسوا بالضرورة من تلاميذ مار مارون  بل مسيحيون خلقيدونيون، ولربما بينهم رهبان من تلامذة القديس مارون، نظرًا لشدّة حماسة هؤلاء.
  • نص التواقيع الواردة في  Mansi لا يتطابق مع ما ترجمه ضو.

ما أقدم على تحريفه مرهج بن نمرون عرف رصيدًا مستمرًا في التأريخ الماروني. لذا نجمت عن ذلك ايديولوجيا تدعي كون الكنيسة المارونية اتخذت لنفسها منذ العام 517 صفة الكنيسة الرهبانية باتحاد شديد مع الكرسي الروماني لها مهمة اساسية هي الدفاع عن استقامة الرأي الكاثوليكية في الشرق. وهذا ما قاد الى تحوير وتحريف مضمون رسائل لا شك في صحة وجودها. ولعل خلف ذلك قرنين من الزمن سبقا مرهج الباني تعرض فيهما الموارنة لغزو السريان الارثوذكس(اليعاقبة) لمعاقلهم الجبلية ماديًا ولاهوتيًا لذلك كان لا بدّ لدحض هذه الجماعة المنافسة لهم سياسيًّا ودينيًّا والمنتسبة الى ساويروس في وضع جذور الموارنة في قلب الصراع على المجمع الخلقيدوني في الشرق[15].


[1] حول ساويروس راجع الدراسة المهمة:

Frédéric Alpi, La route royale = (δος βασιλική) : Sévère d’Antioche et les Églises d’Orient (512-518), Beyrouth, Institut français du Proche-Orient, 2009, 2 vol.

ويعتبر ساويروس من أهم لاهوتيي السريان الارثوذكس ومصنف قديس في هذه الكنيسة وفي الكنيستين القبطية والارمنية

[2] Le Latin des Maronites, textes receuillis par Mireille Issa, Geuthner, p. 15-16.

[3]«  Latin des Maronites”, p. 16. Frederic Alpi, “les documents latins de la controverse anti- sévérienne du VIe siècle. Leur importance et leur usage dans la définition de l’identité maronite chez les historiens des XVIIe-XVIIIe siècle, p. 19.

[4]Fauste Nairon de Bane,  Essai sur les Maronites: leur origine, leur nom et leur religion, texte latin original et  traduction française,  introduction et édition, P. Abbe  Paul Naaman, kaslik 2006, p.8-18.

[5]  Alpi, Documents Latins, p. 24-25.

[6] Alpi, Documents Latins, p. 24-25.

[7] راجع النص في الدويهي، اصل الموارنة، تحقيق الاب انطوان ضو اهدن1973، ص 79-100. الدبس، الجامع المفصل، ص 20-24.بطرس ضو، تاريخ الموارنة، دار النهار، 1970، ص 165-170.

[8] ضو، تاريخ الموارنة، 172-173.

[9] ضو، تاريخ الموارنة، 173-177.

[10] الدويهي، اصل الموارنة، ص 102-105. ضو، تاريخ الموارنة، 182-184.

[11] ضو، تاريخ الموارنة، ص 188-190.

[12] ضو، تاريخ الموارنة، ص 192-194.

[13] الدويهي، اصل الموارنة، ص 108. ضو، تاريخ الموارنة، 193-194.

[14] الدويهي، اصل الموارنة، ص 108. ضو، تاريخ الموارنة، ص 194- 196.

[15] Alpi, Documents Latins, p. 25-26.

Scroll to Top