Almanara Magazine

جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة مع البطريرك يوسف حبيش (1823- 1845) والبطريرك يوحنا الحاج (1890- 1898)

الدكتور روني خليل

أستاذ تاريخ في الجامعة اللبنانية

بدأت فكرة تأسيس جمعية المرسلين اللبنانيين مع البطريرك يوسف حبيش[1] الذي سعى لتثبيتها وإرساء قوانينها، غير أنّ هذا المشروع لم ينجح حينها ليعود وينطلق جدياً ولمرة لا رجع فيها مع الخوري يوحنا حبيب[2]  الذي جمعت بينه وبين البطريرك يوحنا الحاج[3] صداقة متينة. فمن هنا أردت توضيح العلاقة التي جمعت البطريرك حبيش مع الجمعية ثم بين البطريرك الحاج والمؤسس.

  1. تأسيس جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة وعلاقة البطريرك حبيش بها
  2. إنطلاق فكرة الرسالة

سعى خريجو مدرسة روما المارونيّة[4] لإطلاق رسالة مارونية لوعظ المؤمنين وإرشادهم في قرى الجبل اللبناني ابتداءً من العام 1707. فتشاور بعضهم بهذا الشأن. وتجلّت الفكرة فعلياً ابتداءً من العام 1725 وما بعدها، فجال بعض الكهنة على القرى اللبنانية يعظون المؤمنين ويحثّونهم على الصلاة. وقد أرسى المونسنيور يوسف السمعاني[5] قوانين وأنظمة لرسالتهم العام 1736، تضمّنت، باختصار، طريقة عيشهم العيشة المشتركة في الأديار، والتزامهم العفّة والطاعة، وقيامهم بالرسالات وغيرها من الأنظمة المطبّقة في الرهبنات. وقد سمحت قوانينهم بدخول الكهنة المتزوجين أيضاً. وضمّت رسالتهم هذه عدداً من الكهنة انتظموا تحت رئاسة واحد منهم. وقد استمرّ نشاطهم حتى أوائل عهد البطريرك يوسف حبيش، إذ انحلّت رسالتهم بسبب بعض الخلافات التي دبّت بين صفوف الكهنة وعدم جدّيّة بعضهم[6].

ب- محاولة البطريرك حبيش إعادة إحياء الرسالة

عادت فكرة إحياء الجمعية في أيلول 1819، حين أصدر البطريرك يوحنّا الحلو[7] منشوراً أعلن بموجبه قيام جمعية إكليروس على شكل أخوية قانونية، لإرشاد النفوس والوعظ وتعليم الشعب الماروني تحت طاعته، متّخذاً من مدرسة مار الياس عينطورة[8] مركزاً لها، مسلّماً تدبير المدرسة والجمعية للخوري أنطون عريضة[9]، الذي وافته المنية في 13 كانون الأول 1820 وتلاشت مع وفاته الجمعية[10]، لتعود وتظهر مجدّداً مع مطلع ربيع العام 1837، في أثناء بطريركية يوسف حبيش الذي راودته فكرة إحيائها. فأخبر المجمع المقدّس بتاريخ 28 أيار 1837 بمساعيه لترتيب جمعية كهنة بتولين ذوي خبرة بالعلم والإرشاد، تجمعهم العيشة المشتركة، تحت رسوم وقوانين بهدف وعظ المؤمنين وإرشادهم، تنفيذاً ليس لرغبة غبطته فحسب، بل أيضاً لرغبة معظم أساقفة الطائفة وبعض أعيانها، الذين قدّموا مبلغاً من المال لإسعافها. وقد تقدّم لهذه الغاية عدد كافٍ من الكهنة البتولين، وهم: الخوري يوحنّا الصايغ[11] المعروف بالإسلامبولي من حيّاطه، والخوري يوسف عطيه[12] من دبل، والخوري يوسف الرزّي[13] من كفرياشيت، طالبين دخول هذه الجمعية، فوافق حبيش على طلبهم ووعدهم بإدخالهم إليها متى تيسّر له تعيين مكان ليكون مركزاً لها. ولإتمام هذه الغاية طلب غبطته إلى المجمع المقدّس، أخذ رأيه بشأن اختيار مدرسة مار الياس عينطورة لتكون مركزاً للرسالة، وطلب إخراج اللعازاريين منها[14]. فجاء جواب المجمع في 11 تشرين الثاني 1837، رافضاً فكرة تحويل المدرسة إلى مركز للرسالة، نظراً إلى ما تقدّمه من فوائد علمية، آملاً بتحديد مكان آخر لهذه الغاية[15]. إزاء هذه الواقع، توقّف البحث بفكرة الجمعية، لتظهر مجدّداً في ربيع العام 1839، حين طلب الكهنة الثلاثة آنفو الذكر إنشاء أخوية رسولية تحت اسم “المنذرين بالإنجيل الطاهر”، واضعين لها رسوماً حتّمت على المنتسب إليها قبول الشروط الآتية:

  • أن يكون كاهناً بتولاً متّصفاً بالعلم والعمل وحسن السيرة؛
  • وعظ المؤمنين وهِداية الأنفس البشرية وخلاصها؛
  • الخضوع لاختبار وفحص أقلّه سنة قبل دخوله إلى الجمعية؛
  • وهبها كل ما يملك من مقتنيات وأملاك وأموال؛
  • عدم التعاطي بأمور السياسة ولا حتى المداخلة بدعاوى الناس، أكانت بينهم وبين  الأكليروس أو بين بعضهم بعضاً؛
  • العيشة تحت تدبير رئيسها وطاعته خاضعين لإرشاداته، حافظين رسومها وفرائضها، وسالكين بالحب والاتفاق، ومتصرّفين بروح التواضع والبساطة والعفّة والفقر… 

وبعد تقديم هذه الشروط، طلب الكهنة الثلاثة إلى غبطته موافقته على جمعيتهم، وتعيين مكان مناسب لانطلاقتها، وسلّموه رئاستها شرفياً. وتوسّلوا إلى مطارنة الطائفة مدّهم بالمساعدة[16].

لم تأت موافقة البطريرك حبيش إلّا بعد نحو سنة لكثرة مشاغله الدينية والاجتماعية والسياسية وغيرها. فأصدر في 23 نيسان 1840 مرسوماً أعلن بموجبه تأسيس جميعة، من كهنة بتولين، مشتركين في العيشة، ويكون اهتمامهم بالوعظ والإرشاد للمؤمنين وإقامة الرياضات الروحية، ومنضوين تحت رسوم الطائفة وقوانينها، وبحماية والدة الله العذراء مريم والقدّيس يوحنا الحبيب الإنجيليّ، وأبدل اسمها السابق “المنذرين بالإنجيل الطاهر” بـ”جمعية المرسلين الإنجيليين” تيّمناً بهذا القدّيس. وعيّن مدرسة عينطورة الخاضعة لسلطته لتكون مقرّاً لأعضائها. وسلّم الكهنة الثلاثة المدرسة وكامل متعلّقاتهم ومنحهم ميراث المطران المتوفّى جبرايل الناصري[17]، وعيّن الخوري يوسف الرزّي رئيساً عليها، والخوري الإسلامبولي مسؤولاً عن المصروف وإدارة الأرزاق[18]. واشترط عليهم إرجاع المدرسة المذكورة إلى سلطته في حال تلاشت الجمعيّة[19]، ورسم قوانينها بتاريخ 28 نيسان 1840، وقد تضمّنت:

  • تجريد أفرادها عن كل شيء مادي واهتمامهم الدائم بكل ما يكون مفيداً لخلاص الأنفس؛
  • أن يكون تعلّقهم الخاص بشخص البطريرك من دون واسطة. غير أن توجّههم لعمل الرسالات المقدّسة في الرعايا يكون عن يد المطارنة؛
  • منع أعضائها من تسلّم الوظائف والانخراط في أمور العالم (أي الأمور الزمنية والمادية)؛
  • تحديد فترة رئيسها بمدة ثلاث سنوات وكذلك بالنسبة إلى بقية الوظائف فيها؛
  • حظر الدخول إليها إلا للكهنة المزيّنين بالعلم والتقوى فقط[20].

وبعد إعلانها بدأت تتواتر المساعدات إليها والوقفيات، فقد أوقفت أرملة تادي المسابكي كل متروكاتها وكذلك حصة زوجها المتوفّى لشخص البطريرك الذي بدوره حوّلها إلى الجمعية[21].

إستقرّ الكهنة في عينطورة وباشروا رسالتهم، لكن على الرغم من كل الدعم المعنوي والمادي الذي حظيت به جمعيتهم، فهي لم تدم طويلاً وتفكّكت لصعوبة التزام أفرادها نظام العيشة المشتركة. فدامت رئاسة الخوري الرزي من العام 1840 حتى العام 1846 من دون أن يدخلها أفراد كثر. فخلال تلك المدّة دخلها كل من الخوري بطرس العينبكي، والخوري فرنسيس كميد من كفرياسين، والخوري يوحنّا زيادة مراد من الفتوح، والخوري مخايل المعوشي من جزّين، وجميعهم تلامذة مدرسة عين ورقة[22]. بيد أنّهم ما لبثوا أن خرجوا منها، ولم يبقَ فيها منهم سوى الخوري المعوشي. فأصبحت الجمعية مكوّنة من أربعة كهنة هم: الثلاثة المؤسّسون إضافة إلى الخوري المعوشي الذي خلف الخوري الرزّي في الرئاسة حتى تاريخ وفاته العام 1848، حين عادت الرئاسة إلى الخوري الرزّي مجدداً، وظلّت بيده حتى تاريخ وفاته العام 1849، فتسلّمها الخوري الإسلامبولي، وانحصرت الجمعية بشخصه وبشخص الخوري يوسف عطية الصوري، آخذة بالتراجع. وبعد اعتلاء المطران بولس مسعد[23] السدّة البطريركية العام 1855، حاول إنعاشها من دون جدوى لتعود وتنطلق جدّياً مع المطران يوحنا حبيب العام 1865[24]، آخذة بالازدهار الروحي والعمراني حتى أيامنا هذه.

  •  جمعيّة الآباء المرسلين اللبنانيين مع المؤسس:

عادت فكرة إنشاء جمعية مرسلين مع الخوري يوحنا حبيب (المطران) الذي أسس جمعيّة الآباء المرسلين اللبنانيين سنة 1865. فاشترى دير الكريم في غوسطا[25] من رهبان مار أنطونيوس الأرمن  الكاثوليك، وجعله مقراً للجمعية. ولذلك دعي أتباع الجمعية بالآباء الكريميين وكلمة كريم هي تصغير لكرم، إذ كان يوجد قرب الدير في غوسطا كرم صغير.

إنتشرت الجمعية وكبرت وفتحت سبعة مراكز في مختلف أنحاء لبنان[26].

  •  العلاقة بين المؤسس يوحنا حبيب والبطريرك يوحنا الحاج:

جمعت بين البطريرك الحاج ومؤسس الجمعية المطران يوحنا حبيب صداقة قوية، وقد ربطت بينهما قرابة بعيدة.

بدأت صداقتهما منذ أيام الصبا. فالإثنان درسا في مدرسة عين ورقة، ثم عملا في محكمة القضاء وعُرفا في الأوساط الشعبية باسم القاضيين اليوحنين.

بعد ترقية الحاج إلى الأسقفية سنة 1861، توسّط لدى البطريرك بولس مسعد لإعفاء الخوري يوحنا من مهمة القضاء نظراً لرداءة صحته أنذاك، فشكره الحبيب على مسعاه ووضع ذاته في تصرف البطريرك. وعندما كان الخوري يوحنا يسعى في شراء دير الكريم من الرهبان الأرمن، عارضه مشايخ آل الخازن، فطلب من المطران الحاج التدخل؛ عرض الأخير عليهم التوسط في 13 تشرين الثاني 1864. فوافق آل الخازن على طلب الحاج، وهكذا انجلت المسألة واستطاع الحبيب متابعة أعماله[27].

كثرت المراسلات بينهما وكانا يستشيران بعضهما بإستمرار. لم تكن علاقتهما رسمية فحسب بل أخوية أيضاً. فالإثنان تربيا وتعلّما وعملا سويةً. ففي إحدى الرسائل التي بعثها الحبيب للحاج يطلب منه الإهتمام بصحته والتخفيف من مسؤولياته وهمومه وينصحه بالراحة.

بين 1863 و1893 عالج اليوحنان موضوع الأراضي المشتركة بين أبرشية بعلبك والجمعية في قرية لاسا وجوارها في جرود كسروان. وبعد التداول بشأنها وإجراء المعاملات اللازمة لقسمتها، تمّ الإتفاق على اقتسامها سنة 1889[28].

قبيل ارتقاء الحبيب للدرجة الأسقفية، توسّط له الحاج عند البطريرك مسعد، وأصرّ عليه بقبول الأسقفية. لكنّ الحبيب هذه المرة لم يأخذ برأي صديقه، إلى أن أمره البطريرك مسعد بالإنصياع وقبول الرتبة الأسقفية. وسيم أسقفاً في 14 كانون الأوّل 1889[29].

بعد تولّي الحاج السدة البطريركية، توطّدت العلاقة والصداقة أكثر بين الإثنين.

كان الحبيب من أكثر الأساقفة المقرّبين للبطريرك الحاج. وكان كلامه يؤثّر في قرار الحاج أحياناً كثيرة، فهو من أقنعه بإيقاف قسم من أملاكه (الحاج) الخاصة لأجل إقامة المدرسة الإكليريكية في المغيرة (قضاء جبيل اليوم)، وفي انتخاب ثلاثة مطارنة جدد لأبرشيات شاغرة، وفي دعم المطران الياس الحويك[30] في مشروع تجديد المدرسة المارونية في روما، وتأسيس نيابتين بطريركيتين في القدس وباريس. وكان الإثنان يتبادلان الآراء والمشاورات باستمرار. إذ كان الحبيب مقيماً شبه دائم في البطريركية.

أثناء غياب الحاج عن البطريركية، كان يراسل باستمرار صديقه يوحنا ويعلمه عن أحواله ويأخذ برأيه بمسائل عديدة. ففي 16 حزيران بعد شهرين من اعتلائه السدة البطريركية، وأثناء وجوده  في دار المطرانية في لاسا – قضاء جبيل، وبينما هو في طريقه إلى الشمال، كتب للحبيب يعلمه بأنّ درع التثبيت سيصل من روما، وأنّه سيعود من الشمال ليتسلمه في فيطرون. وفي 19 آب أرسل مجدداً للحبيب يعلمه عن نجاح الحويك في شراء مكان لإقامة المدرسة في روما، وأنّ البطريركية ستضطر لبيع قسم من أملاكها لأجل تسديد المبالغ المتوجبة على المدرسة .ثمّ أرسل له في 3 تشرين الأول يخبره عن زيارته لبعض القرى الشمالية[31].

خلال تلك الفترة كان غبطته طريح الفراش بعد مرض بسيط ألمّ به، فظلّ في الشمال. وكان الحبيب يراسله باستمرار، وفي 27 تشرين الأوّل، استلم الحبيب رسالة جوابية من الحاج تفيده بأنّ غبطته لم يستطع قراءة رسالة الحبيب نظراً لرداءة صحته. وفي 18 كانون الثاني 1891، كتب الحاج رسالة إلى قنصل فرنسا[32]، مدح فيها المطران يوحنا حبيب، وأبلغه أنّ الأخير مهتم في أمور الجمعية، وبالتالي لا يستطيع الإهتمام بإسعاف المستشفى الفرنسي في بيروت. وفي 21 كانون الثاني 1893، حصل الحبيب من الحاج على إنعامات وتفويضات للجمعية أهمّها:

  • الحل من جميع التأديبات والخطايا المحفوظة، وسماع الإعترافات خارج كرسي الإعتراف، وقراءة الكتب المحرّمة والكتاب المقدّس طبعة البروتستانت، وعلى إنعام خاص بالرئيس العام ونائبه لتكريس الأواني البيعية بالميرون[33].

في 19 كانون الثاني 1894 أرسل الحاج إلى الحبيب يطمئن على صحته، ويدعوه للإقامة في بكركي، وبعث له سلّة إجاص وتفاح لتوزع على الآباء والأخوة. وفي 21 نيسان أرسل الحاج مجدداً للحبيب يخبره بالقيام بزيارته. وفي 30 منه زاره في دير الكريم[34].

في آخر أيام حياته كان الحبيب قد عجز عن الكتابة. فطلب من الكهنة في 30 أيار أن يكتبوا إلى الحاج معروض استقالته من الرئاسة العامة، وطلب توكيلها إلى النائب العام الأب شكرالله الخوري، وطلب التفسيح نظراً لعجزه. وفي الرابع من حزيران 1894 فارق الحبيب الحياة، فوصل نعيه إلى البطريرك الحاج الذي كتب معزّياً: “بفقد الركن العظيم من أركان الطائفة العزيزة والأخ الحبيب الحميم رفيق حياتنا وشريكنا في السرّاء والضرّاء من عهد الصبا إلى الآن”. وأرسل الحاج ممثّلاً عنه للمشاركة في الجنازة[35].

  •  كهنة الجمعية أيام البطريرك الحاج:

بلغ عدد الكهنة في الجمعية أيام البطريرك الحاج عشرة. وتعاقب على الرئاسة العامة أيام غبطته كل من:

– المطران يوحنا الحبيب 1889-1894.

– الأب إسطفان قزاح[36] 1894-1897.

– الأب يوسف مبارك[37] 1897- 1903.

وكان يعاونهم مجلس مشيرين من 4 كهنة أولهم نائب عام[38].

لم تتوقّف صداقة الحاج مع الجمعية بعد وفاة مؤسسها. فاستمرت الرسائل الودية بين الطرفين. منها من غبطته، ومنها رسائل مودّة واحترام من الجمعية كرسالة رئيس دير الكريم الخوري شكرالله الخوري في 3 كانون الأول سنة 1896[39].

بعد وفاة المؤسس سنة 1894، تم انتخاب الأب إسطفان قزاح رئيساً عاماً للجمعية. وقبيل انتهاء مدته أرسل قزاح للحاج في أيار 1897 يعلمه باقتراب موعد عقد المجمع العام[40].

عقد المجمع وأعيد انتخاب قزاح للرئاسة العامّة، وتمّ ذلك بالإقتراع العام في 7 أيار. وأرسل الأب الرئيس العام والأب خوري رئيس دير الكريم يعلمان غبطته بذلك في 8 أيار 1897[41].

وفي شهر كانون الأول 1897 توفي الأب العام قزاح. فعُقد مجمع عام في 31 منه، وتم فيه انتخاب الأب يوسف مبارك رئيساً للجمعية بالقرعة القانونية. فأرسل مبارك يعلم غبطته في 19 كانون الثاني 1898[42].


[1]– ولد العام 1787 في ساحل علما، درس في مدرسة عين ورقة، سيم قسيساً سنة 1814، وأسقفاً على أبرشية طرابلس سنة 1820، وبعد وفاة البطريرك الحلو إنتخبه الأساقفة بطريركاً في 25 أيار 1823. توفي العام 1845. روني خليل، دور البطريرك يوسف حبيش الديني والتربوي والسياسي في جبل لبنان 1823 – 1845، أطروحة دكتوراه في الجامعة اللبنانية، إشراف د.عبدالله الملاح، 2014- 2015.

[2]– ولد في بيت الدين أواسط تشرين الأول 1816. تلقّى علومه في مدرسة عين ورقة. سيم كاهناً في 5 نيسان 1841. درس القضاء وتولّاه مدة 16 سنة. أنشأ جميعة المرسلين اللبنانيّين العام 1865، سيم أسقفاً على الناصرة عام 1889. توفي في 4 حزيران 1894. الأباتي بطرس فهد، بطاركة الموارنة وأساقفتهم القرن 19، ج1، ص 384؛ والأب يوحنا العنداري، المطران يوحنا حبيب رئيس أساقفة الناصرة شرفاً مؤسّس جمعية المرسلين اللبنانيّين الموارنة، لا دار نشر، 1980، ص 17-65؛ و “المطران يوحنا حبيب بخط يده”، المنارة، عدد خاص، السنة 35، 1994، ص 13 – 22.

[3] ولد في دلبتا – كسروان في 1 تشرين الثاني 1817، درس في مدرسة عين ورقة. سيم كاهناً العام 1839 باسم يوحنّا، درس بعدها علم الشرع والفقه، وتسلّم مهنة القضاء من العام 1844 إلى 1861 تاريخ سيامته الأسقفية على أبرشية بعلبك. إنتخب بطريركاً العام 1890. توفي العام 1898. روني خليل، البطريرك يوحنا الحاج 1817-1898، رسالة ماجستير في التاريخ، الجامعة اللبنانيّة، 2009، ص 1 و2، 4 و5، 14، 32.

[4] أُنشئت المدرسة المارونيّة على عهد البابا غريغوريوس الثالث عشر العام 1584 إبّان تولّي سركيس الرزّي (1581-1596) السدّة البطريركيّة، وتسلّم إدارتها آنذاك الرهبان اليسوعيّون. وعندما حلّ البابا كليمنس الرابع عشر الرهبنة اليسوعيّة العام 1773، سلّم إدارة المدرسة إلى كهنة من الإكليروس الروماني. وفي العام 1798، احتلّ نابوليون بونابرت روما، وصادرت جيوشه ممتلكات المدرسة. وظلّ التلاميذ مقيمين فيها مع بعض الجنود الفرنسيّين حتى العام 1808، نُقلوا بعدها إلى دير مونتي شيتوريو  Monte Chtorio للآباء اللعازاريين، بعدما تعذّر على إدارة المدرسة تأمين مصاريفهم. وبيعت المدرسة بما فيها من أثاث بالمزاد العلنيّ العام 1812. إستمرّ التلاميذ في دير اللعازاريين من العام 1812 إلى العام 1822، نُقلوا بعدها إلى جامعة البروبغنداه، وظلّوا فيها حتى العام 1890. فتكون المدّة التي عاشتها المدرسة المارونيّة التي عرفت بالقديمة 306 سنوات تخرّج خلالها عدد من البطاركة والأساقفة والكهنة والعلمانيّين، سطعت أسماؤهم عالياً في سماء لبنان والعالم. أعاد إحياءها البطريرك يوحنا الحاج واستمرت رسالتها حتى أواسط القرن العشرين. الأب اغناطيوس سعاده، “المدرسة المارونيّة الرومانية الحديثة، مؤسِّسوها، رؤساؤها، خرّيجوها (1893-1940)”، مجلة المنارة، السنة 47، عدد أول، 2006، ص 60-66. ويمكن أيضاً مراجعة الأب اغناطيوس سعاده، الذكرى المئوية الرابعة للمدرسة المارونيّة في روما 1584- 1984، سلسلة محاضرات في جامعة الروح القدس – الكسليك، 1985؛ Nasser GEMAYEL, Les échanges culturels entre les maronites et l’Europe, t. 2, p. 33-34, 83-88.                                                                      

[5]– ولد يوسف سمعان السمعانيّ، الحصرونيّ الأصل، في طرابلس في 27 تمّوز 1687. سافر إلى روما العام 1695 لتحصيل العلم في المدرسة المارونيّة. سيم كاهناً العام 1719. عاد العام 1736 قاصداً رسوليّاً إلى لبنان، وترأّس المجمع اللبنانيّ. وبعد تنفيذ المهمّة غادر لبنان في شباط 1737 راجعاً إلى روما، حيث تولّى إدارة مكتبة الفاتيكان العام 1739. رقّي إلى مقام الأسقفيّة العام 1766. توفّي في 31 كانون الأوّل 1768 ودُفن في كنيسة مار يوحنّا الإنجيليّ بالمدرسة المارونيّة. الأباتي بطرس فهد، العلّامة المطران يوسف سمعان السمعانيّ، لا دار نشر، 1973، ص 13– 44؛ وعبدالله الملاح، دير مار الياس الراس، ص 1.

[6]– الأب أغناطيوس سعادة، “من عينطورة 1840 إلى دير الكريم، سيرة تأسيس فتجديد”، مجلة المنارة، السنة 35، عددان 2 و3، عدد خاص سنة 1994، ص 45- 49.

[7]– ولد في بلدته غوسطا، إنضوى إلى الرهبنة الأنطونية ورقّي إلى درجة القسيس، ثم سيم أسقفاً على مطرانية عكا العام 1787، وجعله البطريرك يوسف إسطفان نائباً له في الأمور الزمنية. بعد استقالة البطريرك يوسف التيّان، انتخب بطريركاً في 8 حزيران 1809. توفي في 12 أيار 1823 ودفن في دير قنّوبين. المطران يوسف الدبس، الجامع المفصّل في تاريخ الموارنة المؤصّل، ط4، تقديم الأب ميشال حايك، دار لحد خاطر، بيروت، 1987، ص 359 و360.

[8]– أُسست مدرسة مار الياس عينطورة قُبَيل انعقاد المجمع اللبنانيّ العام 1736، على يد الخوري بطرس مبارك، الذي دخل الرهبنة اليسوعيّة العام 1707 بعد أن وهب كل أرزاقه وأمواله للطائفة المارونيّة في سبيل إنشاء مدرسة، تسلّم إدارتها الرهبان اليسوعيّون، بموجب صكّ شرعيّ بينهم وبين البطريركيّة المارونيّة صاحبة الملكيّة بتاريخ 27 شباط 1734، وفي حال تخلّيهم عنها، تعود إدارتها تلقائياً للبطريركيّة المارونيّة، آلت إدارتها إلى الآباء اللعازاريين بعد انحلال الرهبنة اليسوعية العام 1773، وفي العام 1840 إستردتها البطريركية المارونية. روني خليل، المرجع السابق، ص 139.

[9]– ترجع ولادته إلى العام 1745 في طرابلس. درس في مدرسة الطائفة بروما. سيم كاهناً ثمّ عُيِّن وكيلاً بطريركيّاً في بشرّي. خدم في حلب وسافر إلى فيينّا. درّس في مدرسة الروميّة – القليعات وترأس مدرسة عينطورة. توفّي العام 1820. الأب كمال سلامه، “الخوري أنطون عريضة وأثره في مدرستي الروميّة وعينطورة”، مجلة دراسات في الآداب والعلوم الإنسانيّة، تصدر عن كلّيّة التربية في الجامعة اللبنانيّة، بيروت، السنة 12، العددان 16 و17، 1985، ص 175- 189.

[10]– الأب إبراهيم حرفوش،”الثمرة المجنيّة في تاريخ تأسيس وتجديد جمعية الرسالة اللبنانية في مدرسة عينطورة المارونية ودير الكريم”، الطور الثاني من سنة 1792-1829″، مجلة المنارة، السنة 10، عدد 1، كانون الثاني 1939، ص 114- 116.

[11]– ولد في حيّاطة مسقط رأسه في 1 تشرين الثاني 1792. لقّب بالإسلامبولي بسبب مكوثه في الآستانة مع والدته مدة 12 سنة، وبعد عودته منها العام 1808 دخل مدرسة عين ورقة. سيم كاهناً العام 1813، وخدم عدّة رعايا، وعلّم في مدرسة عين ورقة. توفي العام 1870. الأب إبراهيم حرفوش، “الثمرة المجنية في تاريخ تأسيس وتجديد جمعية الرسالة اللبنانية في مدرسة عينطورة المارونية ودير الكريم”، مجلة المنارة، السنة 11 عدد 1، كانون الثاني- شباط- آذار 1940، ص 78- 80؛ والأبوان يوحنا ويوسف العنداري، أسماء في السماء، ص 65؛ والخوري ناصر الجميّل، قوانين ووثائق تربوية، المدارس الإكليريكية المارونية، ط1، مطبعة دكاش، عمشيت – لبنان، 2009، ص 275.

[12]– هو خليل عطية من دبل، ولد العام 1809. سيم كاهناً العام 1833 باسم الخوري يوسف الصوريّ نسبة إلى أبيه بشارة الذي انتقل من دبل إلى صور وسيم كاهناً على موارنتها العام 1805. درس في مدرسة عين ورقة ودرّس فيها لاحقاً. تقلّب في مناصب دينية داخل الأبرشيات، وترجم عدداً من الكتب الدينية. توفي العام 1884. الأب إبراهيم حرفوش، المرجع السابق، ص 80-84.

[13]– ولد العام 1809. سيم كاهناً العام 1936، توفي العام 1880. الأبوان يوحنا ويوسف العنداري، المرجع السابق، ص 71.

[14]– أرشيف بكركي، خزانة البطريرك حبيش، المخطوط 129، رسائل البطريرك حبيش إلى المجمع المقدّس، عدد 95 ، ص 92- 94، رسالة من البطريرك حبيش إلى المجمع المقدّس في صيف 1837.

[15]– أرشيف بكركي، خزانة البطريرك حبيش، مخطوط 130، رسائل المجمع المقدّس إلى البطريرك حبيش، عدد 94، ص 68، رسالة من المجمع المقدّس إلى البطريرك حبيش في 11 تشرين الثاني 1837.

[16]– الأب إبراهيم حرفوش، “ما مهدته العناية من المقدمات للشروع في تأسيس جميعة الرسالة، القسم الثاني، الحقبة الممتدة من سنة 1838 إلى سنة 1863، مجلّة المنارة، السنة العاشرة ، عدد 1، كانون الثاني 1939، ص 364 – 370.

[17]– يهودي الأصل، قدم من الناصرة إلى لبنان وتنصّر باسم يوحنا. درس في مدرسة عين ورقة، ودرس بعدها أصول الفقه. تولّى القضاء للنصارى في لبنان. إرتسم مطراناً على الناصرة ودُعي باسم جبرايل في 30 كانون الثاني 1820. توفي في غزير سنة 1838. الأب ابراهيم حرفوش، “الثمرة المجنية في تاريخ تأسيس وتجديد جمعية الرسالة اللبنانية في مدرسة عينطورا المارونية ودير الكريم”، ترجمة المطران جبرايل الناصري، مجلة المنارة، العدد 5، السنة 1939، ص 355- 364.

[18]– أرشيف بكركي، خزانة البطريرك حبيش، جارور 21، وثيفة رقم 7778، رسالة من البطريرك حبيش إلى الكهنة يوحنا الصايغ، ويوسف عطيه، ويوسف الرزي، في 23 نيسان 1840.

[19]– المصدر نفسه، جارور 16، وثيقة رقم 6123، رسالة من البطريرك حبيش إلى الكهنة يوحنا الصايغ، ويوسف عطيه، ويوسف الرزي، في 23 نيسان 1840.

[20]– أرشيف بكركي، خزانة البطريرك حبيش، جارور 16، وثيقة رقم 6122، رسالة من البطريرك حبيش إلى الموارنة عموماً في 28 نيسان 1840.

[21]– الأب إبراهيم حرفوش، المرجع السابق، ص 379 و380.                              

[22]– هي في الأساس دير بناه القسّ جرجس إسطفان سنة 1698، وشاد بقربه كنيسة على اسم القديس أنطونيوس. حوّله البطريرك يوسف إسطفان سنة 1789 إلى مدرسة عمومية للطائفة. عبدالله الملاح، “المرسلون اللبنانيون في مدرستي الحكمة وعين ورقة”، مجلة المنارة، السنة 35، عددان 2 و3، 1994، ص 231؛ والخوري ناصر الجميّل، مدرسة عين ورقة في الذكرى المئوية الثانية لتأسيسها، بيروت، 1989، ص 46 و47.

[23]– ولد في عشقوت العام 1806، تعلّم في مدرسة عين ورقة، أرسله البطريرك حبيش إلى مدرسة البروبغنداه في روما لمتابعة تحصيله العلمي، سيم كاهناً العام 1830، عيّنه بعدها البطريرك حبيش كاتباً له وسامه أسقفاً العام 1841. إنتخب بطريركاً سنة 1854 بعد وفاة البطريرك يوسف راجي الخازن. توفي العام 1890. لويس شيخو، “مناعي آل الوطن في أثناء الحرب”، مجلة المشرق، شباط 1950، ص 84؛ المطران يوسف الدبس، الجامع المفصّل، ص 363 و 364.

[24]– الأب إبراهيم حرفوش، المرجع السابق، ص 381- 384 .

[25] – يعود بناؤه إلى ما قبل العام 1716، إشترته جمعية المرسلين مع الأملاك المحيطة به في العام 1865 وتم ترميمه. الأباتي بطرس فهد، دليل أديار لبنان ونشأة الحياة الرهبانية في الشرق والغرب، لا دار طبع، 1990، ص 99.

[26]– الأب يوسف محفوظ، مختصر تاريخ الكنيسة المارونية، الكسليك 1984، ص 129-130.

[27]– الأبوان عبدالله زيدان ومروان تابت م.ل، “المطران يوحنا حبيب والبطريركية المارونية، اليوبيل المئوي الأوّل لوفاة المطران يوحنّا حبيب، مؤسس جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة 1894- 1994،” مجلّة المنارة، عدد خاص السنة 35 عددان الثاني و الثالث 1994، ص 169- 170.

[28]– الأبوان عبدالله زيدان ومروان تابت م.ل، المرجع السابق، ص 172.

[29]– الأبوان عبدالله زيدان ومروان تابت م.ل، المرجع السابق، ص 171-172.

[30] – ولد في حلتا – البترون العام 1843، تعلّم في مدرسة البلدة ثم انتقل إلى مدرسة مار يوحنا مارون – كفرحي، ثم إلى غزير، ليتابع بعدها دروسه العالية في المدرسة المارونية في روما. سيم كاهناً العام 1870 وأسقفاً العام 1888. إنتخب بطريركاً العام 1899، بنى كرسي الديمان الحالي، أسس راهبات العائلة المقدسة، ترأس الوفد الثاني إلى مؤتمر الصلح في باريس سنة 1919، توفي العام 1931. الأب أنطوان ضو، البطاركة الموارنة، لا دار نشر، 2013، 67- 84. 

[31]– الأبوان عبدالله زيدان ومروان تابت م.ل، المرجع السابق، ص 172-173.

[32]– يدعى “كيو”.

[33]– الأبوان عبدالله زيدان ومروان تابت م.ل، السنة 35 عددان الثاني والثالث 1994، ص 174.

[34]– الأبوان عبدالله زيدان ومروان تابت م.ل، المرجع السابق، ص 175.

[35]– هو أرسل المطران يوسف نجم الأبوان عبدالله زيدان ومروان تابت م.ل، المرجع السابق، ص 175.

[36]– ولد في بكفيا العام 1819، سيم كاهنًا في 10 كانون الأول 1854، دخل جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة في 13 آذار 1866. توفي في 18 كانون الأول 1897 وهو في منصب الرئاسة العامة. الأبوان يوحنا ويوسف العنداري، أسماء في السماء، منشورات الرسل، جونيه، 1993، ص، 43-65.

[37] – وُلِدَ في ريفون – كسروان في 2 تموز 1866، دخل دير الكُريم في 6/10/1883، سيم كاهنًا في 4 آب 1887 على يد المطران (البطريرك لاحقًا) يوحنا الحاج. إنتخب رئيسًا عامًا سنة 1897 وبقي في المنصب حتى العام 1903. جدد بناء دير الكريم ووسّعه. إنتخب رئيسًا عامًا لولاية ثانية إمتدت من العام 1906 حتى وفاته في 29 أيار من العام 1929. الأبوان يوحنا ويوسف العنداري، أسماء في السماء، منشورات الرسل، جونيه، 1993، ص، 151-169.

[38]– الأبوان عبدالله زيدان ومروان تابت م.ل، المرجع السابق، ص 205 – 220.

[39]– أرشيف بكركي، خزانة البطريرك يوحنا الحاج، ملف 15 عنوانه المدارس الإكليريكية- أديار الراهبات- جمعية المرسلين اللبنانيين- الرهبانية الأنطونية- الرهبانية الحلبية.( جمعية المرسلين اللبنانيين)، لا رقم، تاريخ 3 كانون الأول 1896.

[40]– أرشيف بكركي، خزانة البطريرك يوحنا الحاج، المصدر السابق، لا رقم، تاريخ 1 أيار 1897.

[41]– أرشيف بكركي، خزانة البطريرك يوحنا الحاج، المصدر السابق، لا رقم، تاريخ 8 أيار 1897.

[42]– أرشيف بكركي، خزانة البطريرك يوحنا الحاج، المصدر السابق، لا رقم، تاريخ 19 كانونالثاني 1898.

Scroll to Top