الأب موريس الشدياق م.ل
غيرة المرسلين وتفانيهم ومثابرتهم… تلبيتهم لنداء معلّمهم الإلهي الذي رسَمَهم “شهودًا له إلى أقاصي الأرض” (أعمال 1/8)، ووفاؤهم لغيرة ورؤية مؤسّسهم البار… تجذّر الموارنة بإيمانهم وكنيستهم وسخاؤهم… يد الرب وبركته وعنايته اليومية على “بيعته” وعلى “حجارتها الحية”… هذا ما يختصر حضور جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة ونجاحها الباهر وإشعاعها الرسولي الساطع في ربوع جمهورية أفريقيا الجنوبية بجمالاتها الخلابة وثرواتها الفريدة.
في ما يلي، سنعرض بإيجاز بعض الوقائع التاريخية التي شكّلَت البدايات، ثم سنسلّط الضوء على سبعةٍ وثمانين عامًا من عمر جمعيتنا الحبيبة (رسميًا منذ سنة 1928)، مُبرِزين دورها الرائد في هذا الحقل الرسولي الوافر الثمار. إنها مراحل العطاء الرسولي السخي في كرمٍ عزيز على قلوب أكثر من ثلاثين إسمًا من المرسلين تعاقبوا على تلبية النداء لخدمة الرب وكنيسته وشعبه في هذا البلد الذي احتضن المهاجرين اللبنانيين منذ أواخر القرن التاسع عشر حتى يومنا.
أوائل المهاجرين: خطأ الصدفة أم تخطيط معلوم
في أواخر القرن التاسع عشر (ما بين 1880 و1890) سُجِّلت الحالات الأولى من إتخاذ المهاجرين اللبانيين- والغالبية الساحقة منهم من الموارنة- هذه “الوجهة” الجديدة في مشوار الهروب القسري المؤلم – ولكن المفعم بالأمل – من “كابوس” الأتراك… حملوا ما تيسَّر ورحلوا الى مجهولٍ تمنّوه معلومًا، فلبنان “الكبير” أضحى صغيرًا ليتّسع للأحلام الواعدة.
الصدفة: تذكُر غالبية القصص “الشعبية” التي تتناقلها الأجيال أن الوصول الى بلاد الترنسفال (جنوب افريقيا حينها) قد تمَّ عن طريق الخطأ. ركبوا السفن قاصدين “بلاد العمّ سام”، ولكن الوجهة الحقيقية كانت الى أقصى جنوب القارة الأفريقية.
التخطيط المعلوم: روايات أخرى توكّد عكس الصدفة المذكورة تمامًا: إن القدوم قد حصل عن سابق تصوّر وتصميم. إنها خبرة أحد “المغامرين” وكان يُدعى الياس منصور عيد من بيت الدين الذي قصد هذه القطعة من الكون بسبب اكتشاف المعادن الثمينة والأحجار الكريمة وأخصها الألماس. فقد قضى عشر سنوات في مخيم منجم فيريرا (Ferreira Mining Camp)، الإسم السابق لمدينة جوهانسبورغ، وعاد بعدها بثروة كبيرة ألهمت الكثيرين بالقيام “بالمغامرة” نفسها.
في كلتا الحالتين، الصدفة أو التخطيط، فإن الثوابت التالية هي التي طبعت مسيرة رسالة الجمعية في جنوب افريقيا:
– السبب الأساس للهجرة هو الصفحة الأكثر سوادًا في تاريخ لبنان… أكثر من أربعمائة عامٍ من الاضطهاد والدمّ والظلم والسخرة… إنه الطغيان العثماني (بين 1516 و1918).
– غنى جنوب أفريقيا الذي جذب الأدمغة والقلوب المارونية اللبنانية قد شجّعهم على الاستقرار والنجاح، على الرغم من الحزن العميق على ترك أرض الوطن، وحكايات الانفصال ضمن العائلة الواحدة (رَبُّ العائلة يسافر أولاً ثم يتبعه الزوجة والأولاد…)، فالعائلات كلّها دفعت ضريبة هذا الألم، ولكن النتيجة والثمار جاءت وافرة ومباركة…
– التحدّيات “البشرية” المتنوعة أنتجت جوعًا وعطشًا دائمًا الى الحاجة الى “الغذاء الروحي”. كان لا بدّ من “قوةٍ من علُ” لتواكب هذه المسيرة من خلال الاكتناز والمحافظة على التراث الماروني.
– مما لا شكَّ فيه أنَّ كل “الإنجازات” التي أُحرِزت تطلّبت جهدًا كبيرًا ووقتًا طويلاً واصطدمت بعقبات عدّة، وخلافات متنوعة لا مجال للدخول في تفاصيلها… لذلك سنكتفي بذكر النتائج النهائية التي تجلّت وتحقّقت ارادة الله من خلالها.
التماس الخدمات الروحية
منذ البداية، التحق الموارنة بالكنائس المحلية. ولكن بعد “الاستقرار” في نمط الحياة الجديد، باشر هؤلاء بالإلتماس من البطريرك الماروني آنذاك الياس بطرس الحويّك (1899-1931) لكي يرسلَ كاهنًا يهتمّ بأمورهم الدينية. فأرسَل الخوري عمانوئيل فضل (1905-1909) الذي مكث معهم مهتمًّا بخدمتهم على الصعيدين الديني والمدني. وبعد وفاة هذا الأخير في طريق العودة غرقًا على متن سفينة في المحيط الهندي (أواخر تموز 1909)، وبعد تزايد عدد الوافدين وتكرار الطلب، أوفد السيد البطريرك الخوري يوسف الأشقر سنة 1910. انضم اليه لاحقًا لفترة وجيزة الخوري واكيم اسطفان. توصّل الأشقر الى بناء كنيسة ومدرسة ومسكن له. ولكن في سنة 1927، وجرّاء تفاقم خلاف مع الجالية، أرسل البطريرك والكرسي الرسولي زائرًا بطريركيًا لتسوية الوضع. وقد وقع الإختيار على الأب يوسف جوان المرسل اللبناني، أول الكُريميين في جنوب أفريقيا.
كَرْمٌ جديد في عهدة المرسلين
بعد اجتماعات عديدة ومحاولات حثيثة، خلُصت المناقشات الى أن ترك الخوري الأشقر الكنيسة بيد الجمعية بشخص الزائر البطريركي الأب يوسف جوان المرسل اللبناني. وقد كتب هذا الأخير الى أبيه العام يوسف مبارك آنذاك ملحًّا بإرسال كاهن من الجمعية بصورة رسمية ونهائية. وقد وقع اختيار مجلس الجمعية، وبمرسوم بطريركي بتاريخ 21 أيلول 1928، على الأب بطرس العلم الذي وصل الى جوهانسبورغ في 13 كانون الأول 1928، وتسلّم فورًا مسؤولية الرعاية من رأس الكنيسة المحلية في حفل تنصيب رسمي حيث تُلي الرقيم البطريركي. ولقد بذل هذا المرسل كل سِني عمره المتبقية في خدمة الجالية حتى نفسه الأخير (13 حزيران 1962).
لعلّ الدور الأبرز والأهم للجمعية كان ولا يزال خدمة النفوس. فمنذ البدايات وحتى هذه اللحظة، واكبت الجمعية شعبنا في أفراحه وأحزانه وتنشئته والإحتفال بالأسرار وأشباه الأسرار بغيرة رسولية مميزة… آباء الجمعية حملوا يوميًا وبدون تذمّر فخر وعبء الرسالة بتضحية وتجرّد. جدران الكنائس وسقوف بيوت المؤمنين وقلوبهم والطرقات بمسافاتها الشاسعة والمستشفيات تشهد على خدمة كل مرسل “لمجد الله الأعظم وخلاص نفسه وإفادة القريب الروحية” (قانون 134 من قوانين الجمعية)…
كنيسة سيدة لبنان في فوردزبورغ (1936-2008)
في البداية، كانت الكنيسة عبارة عن بناء بطابقين، الأرضي استُعمِلَ ككنيسة والثاني كمسكن للخوري عمانوئيل فضل. أما الخوري الأشقر فسعى الى تأمين كنيسة أكبر حجمًا وبيت للكاهن في قلب المدينة. بقي وضع الكنيسة على هذه الحال حتى سنة 1936 حيث حوّل الأب بطرس العلم كنيسة بروتستانتية الى رعية للموارنة تحت اسم كنيسة سيدة لبنان في فوردزبورغ – مايفر (Fordsburg-Mayfair)، غرب مدينة جوهانسبورغ، حيث يتجمّع عدد كبير من اللبنانيين.
ثمّ تمَّ شراء أراضٍ وممتلكات حول الكنيسة وتمّ تشييد بناية بطوابق أربعة استُعمِلت كصالة لنشاطات الرعية، ومدرسة التعليم المسيحي بمعاونة راهبتين من أخوات الرحمة، ونادي للتمارين الرياضية على أنواعها من (Gym) وملاكمة وكرة قدم ومعهد موسيقي… كما كانت تُعقَد داخله اجتماعات منظمات الرعية (الجوقة، الكشافة للفتيان والفتيات، جنود مريم، جمعية الرجال الكاثوليك…).
استمرّت هذه الكنيسة “المتواضعة” بتأدية دعوتها بقيادة الأب العلم لمدة أربعٍ وثلاثين سنة، والأب ميخائيل شبلي لمدة ثلاثين سنة أخرى، وكل الآباء الذين توالوا في الخدمة حتى سنة 2008. ففي 20 تموز من تلك السنة، احتفل أسقف أبرشية جوهانسبورغ بوتي جوزيف تلاخاليه بالقداس الأخير وفيه أعلن عن “نزع التكريس” من المذبح والبناء. وقد رُفِعت صلوات الشكر بتأثر عميق على نية مَن خدموا وعلى نية كل المؤمنين، أحياء وأموات، حاضرين وغائبين، مِمّن نهلوا من مَعين بركات هذا المذبح على مدى اثنين وسبعين عامًا.
كنيسة سيدة الأرز-وودميد، شمال جوهانسبورغ
مدينة مايفر (Mayfair) وجوارها لم تعد كما كانت… اللبنانيون بغالبيتهم القصوى، ما خلا عددًا محدودًا جدًا، توجهوا الى شمال جوهانسبورغ ومناطق أخرى سعيًا وراء بيئة أكثر إفادةً لعيالهم ومستقبلهم. كما أن الانتشار الإسلامي هناك أصبح طاغيًا…
الجمعية اللبنانية الجنوب افريقية (South African Lebanese Association)، ولاحقًا الجمعية اللبنانية المسيحية (L.C.A = Lebanese Christian Association) كانت قد تأسست في بداية العشرينات للإهتمام بأمور الجالية. ومن أبرز إنجازاتها تقديم أرض سيدر بارك (Cedar Park) الى الجالية منذ سنة 1947. من هنا نضجت فكرة انشاء نادي سيدر بارك (Cedar Park Country Club) وقد بارك الأب بطرس العلم الأرض سنة 1961، وغُرست أرزة في ذلك اليوم تخليدًا لهذا الإنجاز. وبُوشِرَت مراحلُ بناء النادي سنة 1962.
وفي سنة 1983، وافق قدس الأب العام بولس نجم على بناء كنيسة على مساحة ثلاثة أيكر من أراضي مشروع النادي مقدَّمة من (L.C.A). وُضع حجر الأساس بمباركة وحضور أسقف أبرشية جوهانسبورغ الكاثوليكية ريجنالد أوزمند (Reginald Osmond) يوم أحد الشعانين في 8 نيسان 1990. أما التدشين الرسمي للبناء فقد تم يوم خميس الصعود في 9 أيار 1991، بحضور ومباركة صاحب السيادة يوسف ضرغام، أسقف مصر للموارنة والمطران أوزمند. وتكلّلت انطلاقة كنيسة الأرز وودميد (Our Lady of the Cedars – Woodmead) بمباركة معبد (Shrine) السيدة خلال زيارة غبطة السيد البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، وذلك في التاسع من شباط، عيد القديس مارون سنة 1992. وغدا بذلك أول بطريرك ماروني يزور القارة الأفريقية.
كنيسة سيدة لبنان مالبارتون، جنوب جوهانسبورغ
مرة جديدة فرض الواقع الديمغرافي والاجتماعي نفسه. وقد توجّهت الأنظار هذه المرة الى جنوب جوهانسبورغ. وبعد التفتيش الطويل عن موقع مناسب لبناء كنيسة أخرى، قادت العناية الإلهية القيّمين على الرسالة الى منطقة مالبارتون. هنا ثبتّت الجمعية وجودها من خلال تحقيق حلمٍ آخر: بناء معبد وكنيسة سيدة لبنان – مالبارتون. آباء الرسالة، بجهدٍ لا ينقطع، بالتعاون مع أبناء الجالية ومع أبناء جاليات أخرى وبخاصة البرتغالية، أتمُّوا البناء متخطّين العديد من التحديات.
تكرَّست الأرض وتبارك حجر الأساس في 20 تموز 1999 على يد الأسقف أوزموند، وبوشِر بالبناء في آذار سنة 2000. وفي 26 أيار 2002، افتُتح المعبد (Shrine) بحضور ومباركة السفير البابوي بلاسكو فرنسيسكو كولاساو وقدس الأب خليل علوان رئيس عام الجمعية. في 25 أيار من سنة 2003، كان الإفتتاح الرسمي لكنيسة سيدة لبنان. وهكذا اعتُمِد الأحد الأخير من شهر أيار عيدًا رسميًا للرعية. وفي التاسع من أيار 2008، زار البطريرك صفير جنوب افريقيا للمرة الثانية وبارك تمثال السيدة العذراء من صنع الفنان نايف علوان بحضور قدس الأب إيلي ماضي رئيس عام الجمعية.
الخدمة الرعائية الأساسية تنطلق حاليًا من هاتين الكنيستين، بالإضافة الى القداس الشهري في مدينة كروكغرزدورب (Krugersdorp) والى قداديس سنوية في مناطق أخرى (بريتوريا، دوربن، بينوني، كلاكسدورب وغيرها…)
في الكنيستين عمل رعائي متكامل: خدمة التعليم المسيحي الأسبوعي للأطفال من عمر 5 سنوات حتى البالغين والمرتدّين، القربانة الأولى للأطفال وسر التثبيت للمراهقين… خدمة الفقراء والمحتاجين من أبناء الجالية من خلال مؤسسة مار شربل (Saint Charbel Helping Hand Society)، الإهتمام بالأشخاص ذوي الإعاقة (مؤسسة القديسة رفقا في الشمال ومؤسسة القديس نعمة الله في الجنوب)، الجوقات، خدمة المساعدين (Assistants) في الإحتفالات الليتورجية وتوزيع المناولة وغيرها…
مدرسة سيدة لبنان المارونية
إنه حلمٌ آخر للجمعية ولأبناء الجالية … صرح تربوي للمرسلين في جنوب جوهانسبورغ بمحازاة رعية مالبارتون. مدرسة خاصة، ببرنامج تربوي متكامل، حيث اللغة العربية واللبنانية إلزامية.
الإفتتاح الرسمي للبناء الإبتدائي بمرحلته الأولى تمَّ في 14 شباط 2010 ببركة وحضور قدس الأب إيلي ماضي رئيس عام الجمعية. وابتدأ العام الدراسي الأول في كانون الثاني 2011. وفي شباط 2014، وضع قدس الأب مالك أبو طانوس حجر الأساس للبناء الثاني. وفي شباط 2015، كرّس أسقف الأبرشية بوتي جوزيف تلاخاليه البناء الجديد بحضور الخوري سيمون فضّول الزائر الرسولي على جنوب أفريقيا وإكسرخوس وسط وغرب أفريقيا وقدس الأب مالك أبو طانوس رئيس عام الجمعية.
ولكن دور الجمعية تعدّى الخدمة الرسولية والروحية والتربوية. نورد أهمَّها بإيجاز:
في الكفاح ضد التمييز العنصري
لا يخفى على أحد أن جنوب افريقيا كانت تعاني من التمييز العنصري. الأبيض كامل الحقوق والأسود معدومها، أما الشعوب الأخرى فحقوقهم وامتيازاتهم محدودة. منذ أواخر القرن التاسع عشر، اعتُبِر اللبناني “أسيويًا” أو “سوريًا”، وبالتالي ليس له كامل الحقوق. مِمّا دفع باللبنانيين الى خوض “معركة” مزدوجة بغية الحصول على التصنيف الأعلى الذي يؤمن مستقبلاً أوفر للأجيال اللاحقة: في المحاكم وفي الشوارع. بدأت بشائر هذه المعركة قبل أيام الجمعية (على سبيل المثال قضية موسى غندور سنة 1913 الذي مُنِعَ من شراء وتسجيل عقار بسبب عِرقه الملوّن، وقضية مايكل بيتر فرح وأولاده الثلاثة الذين مُنعوا من المدرسة للسبب عينه سنة 1923 وغيرهم…). على الرغم من “كسب” القضيتين قانونيًا، ولكن الضغط والصراع في هذا المجال استمرّا لسنين طويلة.
تشير مراسلات الأب العلم أنه منذ تسلّمه المسؤولية، لعِبَ الدور الدبلوماسي بامتياز بتمثيل اللبنانيين والمطالبة والدفاع عن حقوقهم والتكلّم باسمهم. هو الذي تقدّم بطلب من حكومة جنوب افريقيا بحق الحصول على الجنسية المزدوجة… وقد تبلّغ من الحكومة أنه أصبح للبنانيين الحق على الحصول على الجنسية اللبنانية وفقَ معاهدة لوزان في عام 1938.
في التنسيق مع السفارة اللبنانية
إنه تعاون تام. منذ 1959، حيث أصبح للبنانيين تمثيل دبلوماسي رسمي، وحتى الآن، وبالرغم من التقطع خلال الحرب اللبنانية وغيرها من الأسباب، استمرّت الرسالة بلعب دور التوثيق والتشجيع والحفاظ على رباط التواصل مع الوطن الأم. وعلى الرغم من الصعوبات والعقبات، ويدًا بيد مع السفراء الذين توالوا على جنوب افريقيا، بقيت الكنيسة المشجّع الأول للبنانيين للحصول على جنسيتهم وجواز السفر اللبناني لِمن يستحقونه.
في العلاقة مع الكنيسة المحلية
إنها من الثوابت منذ لحظات تواجدنا الأولى على هذه الأرض المباركة. تنسيق وتعاون تام وعلاقة بنوية مع الأسقف وأخوية مع كهنة الرعايا. كهنتنا يخدمون اللبنانيين وكل مَن قصدنا من المؤمنين الكاثوليك من جنسيات أخرى على حدٍّ سواء. في الرعيتَين قداس أسبوعي بالطقس اللاتيني وكهنتنا يحتفلون بالطقسين الماروني واللاتيني وفق القوانين الكنسية.
LCA
على الرغم من ما قدّمته هذه الجمعية الى الكنيسة وأبناء الجالية، وصلت بفعلِ ديون متراكمة ومتزايدة الى خطر الإفلاس المطلق. وفي خطوةٍ مُغامِرة، توصّلت الرسالة بالتعاون مع نخبة مميزة من أبناء الجالية المخلصين، وبرعاية رئيس الرسالة الى إنقاذها من الديون. فبعد تخفيض الديون قدر الإمكان، عمدت الكنيسة الى دفع ما تبقى منها. وبذلك أصبحت ال (LCA) تعمل يدًا واحدة مع الكنيسة وبإشراف دائم من رئيس الرسالة، مما يشكل مردودًا ثابتًا لتغطية مصاريف الرسالةومستحقّاتها.
تطلّعات مستقبلية
إن رسالة جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة في جنوب أفريقيا أضحت من أنجح رسالات الجمعية. الفضل في ذلك يعود الى العمل المتكامل بين المرسلين، والى ثقة الناس بأصالة الجمعية وأبائها. المسيرة مستمرة والتطلعات والأحلام واعدة… في المستقبل القريب، في الجنوب ستُكتمَل ورشة بناء المدرسة مع ملاعب وصالات إضافية، كما سيتم بناء صالة كبيرة (Hall) للحفلات. كما سيُعمَد الى شراء بيوت جديدة في مجمع سيدر فيلاج (Cedar Village) مقابل كنيسة سيدة الأرز في الشمال، بناء مدرسة في شمال المدينة على غرار المدرسة في الجنوب. بالإضافة الى مشروع كنيسة خارج جوهانسبورغ لتوسيع العمل الرسولي.
هذا هو جزء بسيط من فصل جنوب إفريقيا في كتاب العناية الإلهية عن جمعية المرسلين. فالشكر لله دومًا على الماضي وعليه الإتكال عليه في المستقبل…