الاب مارون موسى
رئيس الرسالة
“غاية الجمعية الخاصة خدمة الموارنة، ورسالتها تمتّد إلى كل جهة في العالم يوجد فيها جماعة مارونية” قوانينا “عدد ٩”. هذا ما تحقق في منتصف سنة ١٩٩٣ تلبيةً لطلب سيادة المطران يوسف حتي السامي الإحترام، راعي أبرشية استراليا المارونية آنذاك. حين أرسل قدس الأب العام، فيليب يزبك إلى سدني الأب سركيس شربل ليباشر في تأسيس رسالة خاصة بالجمعية تكون في خدمة الكنيسة المارونية في أستراليا.
أقام الأب سركيس شربل في دار المطرانية وكلّفه سيادته بخدمة رعية مار يوسف – كرويدن. وفي بداية شهر تموز من سنة ١٩٩٤ وصل إلى استراليا الأب مارون موسى للمشاركة في عمل التأسيس فعينه سيادته خادماً لرعية سيدة لبنان – هاريس بارك، وثبته مجلس الجمعية بعد سنة في تموز ١٩٩٥ أول رئيسٍ للرسالة.
أورق غصن الكريم في منتصف شهر أيلول سنة ١٩٩٤ بشراء قطعة أرض يرتفع عليها بيت للمرسلين. ومع بداية سنة ١٩٩٥ انضم إلى الرسالة الأب أنطوان الدرجاني وتعزز مركزها بوصول الأبوين أندريه غاوي الذي إستلم الرئاسة ما بين (٢٠٠٤-٢٠١٠) والبدوي حبيب. ثم التحق بها الأخوان يوحنا الياس القاضي وجورج نعمه لمتابعة الدراسة بمرافقة الأب إيهاب شمعون. وجاء الأب جان يمّين، وتوافد الآباء منصور يونس، بيار شواح وجان الخوري. كما خدم في الرسالة ولمدة قصيرة الأب إدمون رزق الله الذي إضطر بعدها للعودة الى لبنان لأسباب صحية. وبإنتخاب مجلس شورى جديد في الجمعية تمّ نقل الآباء البدوي حبيب وإيهاب شمعون وكان قد سبقهما الأب انطوان الدرجاني على أثر تعيينه في لبنان. وتعجّل القلب رحيلَ الأب سركيس شربل وهو في غمرة الحياة الرسولية. وفي مراحل لاحقة عُيّن في مركز الرسالة الكريمية في سدني الآباء: بشارة طراد، إيلي نخّول، يوحنا الياس القاضي، جورج نعمه*، طوني إلياس، باسم زينون*[1] وبطرس سميا.
يضمّ مركز الرسالة حالياً ستة آباء، أربعة منهم يخدمون رعية مار يوحنا الحبيب وإذاعة صوت المحبة هم: مارون موسى، منصور يونس، إيهاب شمعون ويوحنا الياس القاضي، والأبوان بشارة طراد وبطرس سميا يخدمان رعية مار جرجس. وتجدر الإشارة الى موافقة مجلس الشورى العام على تفّرغ الأب إيلي نخول للعمل في خدمة الأبرشية المارونية والإقامة فيها بحسب رغبة راعي الأبرشية المطران أنطوان شربل طربيه السامي الاحترام.
شمل عمل المرسلين منذ بداية التأسيس رعايا: مار يوسف، سيدة لبنان، كاتدرائية مار مارون ومار جرجس، إضافة إلى خدمة أبنائنا الموارنة والكاثوليك الشرقيين في غربي سدني والعمل فيه على بناء كنيسة مار يوحنا الحبيب وخدمة المؤمنين في منطقة ليفربول.
والجدير ذكره هنا، أنه في خلال الاربع سنوات الأولى من إنطلاق الرسالة أثمرت أربع دعوات كهنوتية أرسلت إلى لبنان لتلقي مبادئ الحياة المكرسة في الجمعية، وعادوا لقبول الدرجات الكهنوتية فيها، وقد ثبت منهم ثلاثة هم؛ الآباء قزحيا سركيس، يوحنا الياس القاضي وسامي شعيا.
العمل في رعايا أبرشية أوستراليا المارونية
كنيسة مار يوسف – كرويدن (١٩٩٣ – ١٩٩٧)
عمل المرسلون خلال خدمتهم لهذه الرعية على تسريع مسار بناء الكنيسة الجديدة، والمحافظة على روابط الإلفة والأخوة بين مكوّناتها بعد فترة توتر مرّت بها في عهود سابقة، كما نجحوا في تنشيط العمل الروحي بواسطة المنظمات الراعوية المتواجدة فيها.
كنيسة سيدة لبنان – هاريس بارك (1994-2004)
انبثق عهد جديد لرعية السيدة بموهبة الآباء المرسلين وعطائهم وتفانيهم في إنشاء نهضة روحية مميّزة في الرعية بعد ان تجاذبتها امواج عاتية في أيامها السالفة. وذلك بإتقان الاحتفالات والخدم الليتورجيا، وتلبية حاجات المؤمنين في مراحل حياتهم كافة وبخاصة المرضى منهم، الى جانب إتقان الوعظ والرياضات الروحية والسهرات الإنجيلية، وتوسيع حلقة التواصل بواسطة النشرات الإسبوعية. وقد تجسّد هذا التجدد الروحي بالتزام العلمانيين الشريان الحيوي في الرعية وتفعيله، من خلال اللجان الراعوية والحركات الرسولية وفريق التنشئة والتعليم المسيحي وتلقين اللغة العربية للأولاد والشبيبة. وأحيا الآباء التراث اللبناني بصهره في إحتفالات عيد السيدة ليصبح مهرجان الأسبوع اللبناني ملتقى رايتي الصليب والارزة، ومركز إنجذاب لكل أبناء الجاليات العربية والغربية على حد سواء، مما جعله قدوة ومثالاً لمناسبات الرعايا الاخرى يحتذى به في كل الابرشية بما يجنيه من مردود معنوي ومادي. كما انعكست ثقة الأسقف والمؤمنين في شفافية حياة المرسل الكريمي في تشجيع وإطلاق حركة البناء على مداها الاوسع وقد تجسّمت بإعلاء مركز للشبيبة وللمحاضرات وموقف للسيارات يتسع لأكثر من ٢٠٠ سيارة، إضافة الى شقق سكنية ومحال تجارية تعود بالدعم على الرعية والابرشية ورسالاتها.
كنيسة مار جرجس – ثورنليخ (1994- حالياً)
إنها الرعية التي تفتخر بخدمة المرسلين فيها لأكثر من عشرين سنة بدون انقطاع. إستلموها شبه رعية صغيرة تابعة لرعية سيدة لبنان، فعملوا مع أبنائها على تشييد كنيسة جديدة وموقف للسيارات وقاعة استقبال. بعد تدشين الكنيسة الجديدة اصبح للرعية كيانها المستقل ونمت فيها الحركات المتعددة التي تعنى بنشاطات الكنيسة المختلفة.
كاتدرائية مار مارون – ردفرن (1998- 2004(
تابع المرسلون إثناء خدمتهم في الكاتدرائية العمل الرعوي بحيث اتقنوا الرتب الكنسية والإحتفالات الليتورجية. كما عملوا على استكمال مشاريع الكنيسة العمرانية من صيانة للكنيسة وللصالون وبيت الكهنة، وأسسوا مدرسة لتعليم اللغة العربية.
كنيسة مار يوحنا الحبيب – ماونت درويت (1993- حالياً(
تمجيداً لله وإفادة القريب الروحية، أشرقت كنيسة مار يوحنا الحبيب شفيع المرسلين لؤلؤة هندسية في رونقها والتناغم بين الروحانية والفن وبين التاريخ والمعاصرة، في كنائس أبرشية أستراليا المارونية لا بل تعدتها بقليل وذلك بشهادة كل من تبرّك بزيارتها. منذ وصول المرسلين إلى استراليا سعوا الى بناء كنيسة على إسم شفيع الجمعية مار يوحنا الحبيب، فكانت منطقة غربي سدني الهدف. فتركز عمل المرسلين أولاً على جمع شمل أبناء الجالية وتأمين حاجاتهم الروحية من خلال قداس أسبوعي في كنيسة لاتينية أسترالية على اسم سيدة الوردية، وإقامة الاحتفالات بالأعياد الكبرى في المراكز العامة الخاصة بالبلدية، الى جانب زيارة المرضى والحضور الدائم بالمناسبات كافة، وتعليم اللغة العربية بفتح صفوف لهذا الغرض. وبعد عشر سنوات من الخدمة الروحية وبناء كنيسة البشر تكللت المساعي بالنجاح لما تمَّ شراء أرض والحصول على رخصة لبناء الكنيسة المنشودة، بمباركة صاحب السيادة المطران يوسف حتّي وحضور قدس الأب العام جورج حرب.
إبتدأ العمل في الكنيسة في كانون الثاني من سنة ٢٠٠١ وتم تدشينها في ٢٥ أيلول ٢٠٠٤ ببركة صاحب السيادة المطران عاد أبي كرم وحضور قدس الأب العام خليل علوان. رعية مار يوحنا الحبيب اليوم هي قلب الرسالة النابض ومركز عملها الرسولي الذي يشمل إضافة الى العمل الرعوي، رسالة صوت المحبة العابر الى الرعايا والابرشيات في سماء استراليا والعالم.
تأسيس رعية القديسة رفقا – ليفربول (1999- 2003)
إستجاب المرسلون لطلب سيادة راعي الأبرشية المطران يوسف حتي بالاهتمام بأبناء الجالية المتواجدين في منطقة ليفربول. حيث باشروا في خدمتهم روحياً بالاحتفال بالقداسات الأسبوعية في كنيسة أم الله اللاتينية الأسترالية. وتوطيد العلاقات بين ابنائهم والقيام بنشاطات متنوعة في سبيل شراء أرض وبناء كنيسة خاصة للرعية على إسم القديسة رفقا.
وسائل الإعلام في خدمة الرسالة
العاشر من شهر تشرين الثاني سنة ١٩٩٧ يومٌ تاريخي جديد لتمجيد اسم الرب وخلاص النفوس، حيث افرخ برعم طري لصوت الرسالة المسيحية الانسانية، هو إذاعة صوت المحبة في أستراليا الذي أنشأه المرسلون اللبنانيون الموارنة، على غرار صوت المحبة في لبنان. محطة إذاعية تعمل على نشر المحبة والوحدة في قلوب الجميع دون استثناء. برامجها المعدة من قبل إكليريكيين وعلمانيين من مختلف الكنائس الشرقية تبث باللغتين العربية والإنكليزية وهي موجهة إلى جميع الفئات.
كانت البداية متواضعة وشاقة، وبفضل العناية الإلهية وجهد المرسلين، ثبتت ونمت لتمتد عبر الأثير من محطة محلية محدودة الجغرافيا الى تغطية القسم الأكبر من الاراضي الأسترالية لتصل اليوم عبر الشبكة العالمية الى الأقطار كافة. وبإتمام بناء كنيسة مار يوحنا الحبيب، تجددت تقنياتها وتقدمت لتواكب حاجات يومنا الحاضر. فلصوت المحبة اليوم استديوهات جديدة الى جانب الكنيسة تعمل على مدار الساعة، لتوصل الصوت الى الجميع وبخاصة المؤمنين من الكنائس الشرقية كافة. فحققت برسالتها وغذّت عامل الوحدة بين مختلف هذه الكنائس، وأثبتت بأنها واحة رجاء لمن لا رجاء لهم وفسحة صلاة وسلام لمن أقعده المرض وتراكمت عليه السنون في فراش الوحدة.
تطلعات مستقبلية
اليوم وبعد عشرين عاماً على تأسيس الرسالة في استراليا، يتطلع المرسلون برجاء مشرق الى رؤيتهم المستقبلية للعمل الرسولي الكريمي في هذا البلد المضياف. وقد رفعوها الى المجمع العام في الجمعية لنيل بركته. وتجسيدا لتلك الرؤية تم شراء عدة عقارات بمحاذاة كنيسة مار يوحنا الحبيب، وأُقِرَّت التصاميم الهندسية لإنشاء مجمّع إنساني، إجتماعي رسولي على اسم “كريم الحبيب” يضم إضافة الى الكنيسة، ديراً لإقامة المرسلين، وداراً للراحة، وروضة للأطفال، ومكاتب للعمل الرسولي واستديوهات صوت المحبة وقاعات للاحتفالات والمحاضرات والمناسبات المتنوعة. وقد تمّت مباركة الحجر الأساس في تاريخ الرابع من شهر تشرين الثاني سنة ٢٠١٤ على يد صاحب الغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق وكاردينال الكنيسة الجامعة، وحضور قدس الأب العام مالك أبو طانيوس ضمن برنامج الزيارة الراعوية التي قام بها غبطته مؤخراً الى استراليا.
تحثنا قوانيننا في العدد الاول في الحياة الرسولية على ان نكون أفراداً وجماعات في “عمل رسولي مستمر يدفعنا إلى تكريس حياتنا وكامل قوانا لخدمة الملكوت” “ع ٦”، وعليه إن آباء الرسالة في استراليا في سعي دائم لإيجاد وسائل جديدة لتحقيق هذا الهدف، وقد يكون مشروع بناء مركز للرياضات الروحية على قطعة الأرض الكبيرة التي قدمتها مشكورة للجمعية أخوية تلاميذ العذراء ليسوع سنة ٢٠٠٥، من ضمن رؤية الجمعية للإفادة الروحية للأجيال القادمة. متكلين دائما على العناية الإلهية، وشفاعة محاميي الجمعية، مستلهمين إرشاد الروح القدس وتوجيه المسؤولين لقراءة علامات الإزمنة والتحضير لمستقبل واعد.
[1] ترك الجمعية كل من الأبوين جورج نعمه سنة ٢٠١٠ وباسم زينون سنة ٢٠١٤.