Almanara Magazine

جمعيّة المرسلين اللبنانيّين والمنظّمات الرسوليّة

جان ب. نخّول

ليس غريبًا على جمعيّة المرسلين اللبنانيّين الموارنة حضورها الفاعل في «كرم الربّ» وفي قلب ورشة عمل تحصل في الكنيسة وفي المجتمعات التي قصدها «الآباء الكريميّون» لإعلان البشرى، وإنعاش الحضور المسيحي وسط المستجدّات والتحدّيات الدينيّة والإجتماعيّة والسياسيّة…

فجوهر الرسالة الكريميّة يكمن في الإستجابة لإرادة المؤسّس المثلّث الرحمات المطران يوحنّا حبيب، والتجاوب بطوع مع نداءات الكنيسة، إذ «ترى الجمعيّة ذاتها مدعوّة بإلحاح إلى الإسهام بالحركة المسكونيّة والإنفتاح على العالم الإسلامي، وفقًا لمقتضيات طبيعة رسالتها في البيئة المشرقيّة، حيث نشأت وتعمل»[1]، ما فتح الباب لآفاق رسوليّة جديدة مؤثّرة في الحضور المسيحيّ في الشرق والغرب على حدّ سواء، ومتأثّرة في الوقت عينه بهذا الحضور الذي لا يعرف حدودًا. «وأمّا شرف طريقة الرسالة فظاهر. فإنّ المسيح نفسه، رسول الآب، باشر هذه الطريقة وسنّها لرسله بقوله: «كما أرسلني أبي أرسلكم أنا أيضًا… اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعلّموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم إلى انقضاء الدهر» وحيث أنّ جمعيّتنا التزمت هذه الطريقة لزمنا أن نكون ملح الأرض ونور العالم، جامعين بين العمل والتعليم… »[2]

ومن الفائدة بمكان التوقّف عند انفتاح «جمعيّة المرسلين اللبنانيّين الموارنة» على مجالات عدّة في رسالتها الرّوحيّة والثقافيّة والإجتماعيّة…وسوف أتوقّف في هذا المقال عند الرسالة الرّوحيّة إذ يعتبر الآباء المرسلون اللبنانيّون «أنّ الحياة الروحيّة ليست مادّة دراسة نظريّة نكتفي بتلقينها أو حفظها غيبًا، ولا مسألة فرائض وممارسات نؤدّيها روتينيًّا ونؤخذ بأشكالها، بل هي في حقيقة جوهرها، مادّة حياة، موجّهة نحو الله، مأخوذة فيه، تبدأ هنا خفيّة وضيعة لتتجلّى قرب الله في ملئها الأبديّ»[3].

وبما أنّ الحياة الروحيّة مادّة حياة، فقد عمد الآباء المرسلون إلى الرياضات الرّوحيّة للرعايا وللجماعات المكرّسة إضافة إلى إرشاد ومرافقة المنظمات الرسوليّة المسيحيّة : الكشّافة، الأخويات، الحركة الرسوليّة المريميّة، فرق السيدة، الشبيبة الطالبة المسيحيّة، جمعيّة مار منصور دي بول، فريق الورديّة، فريق مار بولس… إضافة إلى إقامة معهد للتنشئة في معهد الرسل- جونيه. وانطلاقًا من القانون فإنّ «حياة الجمعيّة برمّتها، وكلّ إنجازاتها في مختلف المراكز، رسالة واحدة متعدّدة الوجوه والوسائل»[4]. لذلك يعتبر الآباء الكريميّون أنّ «من واجبنا نحن أن نلمّ بهذا الواقع ونقدّره، ونتقبّله بحمدالله ، ونفيد منه إلى أبعد مدى ، في طائفتنا وبلادنا ومهاجرنا، واعين وصيّة المجمع المسكوني بأن نعمل مع العلمانيّين بروح أخوي في الكنيسة ولأجل الكنيسة، وأن نهتم اهتمامًا خاصًّا بمساندتهم في أعمالهم الرسوليّة».[5]

ولعلّ سبب نجاح المرسلين في رسالتهم، استجابتهم لتوصية المؤسس بالعودة إلى إذن المطران المحلّي قبل مباشرة الرسالة، إضافة إلى احترام كاهن الرعيّة، حيث تقام الرسالة، ما ساهم في نجاح تطوير النشاط الرعوي والكنسي وأبرز وجه المرسَل اللبناني في خصوصيّته . فالدعوة الرسوليّة ، في جوهرها ومصدرها، تشمل البشريّة جمعاء ، لا توقفها فوارق ولا تقيّدها حدود. «إنّما حقل العمل فيها فتحدّده غاية الجمعيّة وتقصره الإمكانيات والمهمّة الرسوليّة التي تقبلها المؤسسة من السلطة الكنسيّة».[6]  وانسجامًا مع دعوتها لبّت « جمعيّة المرسلين اللبنانيّين»، حسب إمكاناتها ، نداءات الرعايا والمؤسسات الكنسيّة لإلقاء المواعظ والرياضيّات وإقامة النشاطات الروحيّة على اختلافها.

أ- داخل لبنان:

امتازت «الرسالة الكريميّة» بين الناس بالدعوة إلى السلام وإشاعته، وإزالة كلّ ما يشوب روح المسالمة والإلفة والتعاون. والسَنَد الأقوى للمؤمنين ، أمانة الآباء المرسلين لدعوتهم ونذورهم وانفتاحهم على المؤمنين.

وبلمحة سريعة وموجزة ، لابد من ذكر بعض النشاطات والمنظمات الكنسيّة الرسوليّة التي تلقّفت الرسالة الكريميّة ونهلت من جوهرها، ومنها:

-«نادي الشبيبة الكاثوليكيّة» الذي اسّسه الآباء المرسلون الذين كانوا يقيمون في جونيه بداية القرن الماضي والذي ضمّ عددًا من شبّان جونيه وغزير والزوق وعينطوره وعين الريحانه وقد اتّسع أثر هذا النادي ليستقطب الرأي العام، ويشكّل شبه نقابة مسيحيّة فاعلة في أوساط جونيه وجوارها.[7] وكان شعار هذا النادي «الآداب والأخلاق». وقد انشئ لمناهضة الماسونيّة في جونيه.

ومن مشاريع الرسالة في جونيه، في دير القديس يوحنا الحبيب شفيع الجمعيّة، إنشاء جمعيّة «ملجأ الفقير» وكان مرشدها الأب نعمة الله الشدياق م.ل. حتّى سنة 1912وقد ضمّت عددًا من مثقّفي المدينة، وتنظّمت بطريقة فعّالة وكان شعارها «خيرالإنسان ما نفع الإنسان» و «خيرالإنسان من نفع الإنسان». ومن مهام هذه الجمعيّة غوث العائلات المنكوبة وتوزيع الإحسان على الفقراء وزيارة المرضى وتأمين التعليم المسيحي للأولاد في المدارس.

وفي الدّير عينه برزت أخويّة قلب يسوع التي اشتهرت باقامة زيّاح القربان في شوارع جونيه،والذي انطلق عام 1945 واستمرّ لعشرات السنين ، حتّى غدا تقليداً سنوياً  ينتظره المؤمنون الذين يجوبون شوارع المدينة باحتفالية روحيّة مميّزة.

أمّا في الكريم – غوسطا، فأنشئت فرقة موسيقيّة «نوبة» جمعت شبّانًا من شركاء الدير وجواره. وتولّى الأب جبرائيل زيدان تدريسهم الأصول الفنيّة وتدريبهم على العزف. وجاءت هذه البادرة لتعزّز روابط التعايش والثقة بين الدير وشركائه وعيالهم. وبفضل هذا التآلف المثمر بدا الشركاء وعيالهم وآباء الدير بمنزلة العائلة الواحدة الآمنة. [8]

        وهناك أيضًا «الحركة الرسوليّة المريميّة»التي نشأت وترعرعت في كنف معهد الرسل وكان للأب يوسف العنداري م.ل. الفضل في المساهمة في وضع قانونها إضافة إلى إرشاده للمجلس المحلّي في كسروان وجبيل، وما لبثت هذه الحركة إلى أن نشرت فروعها حتى أقصى المناطق، وهي لا تزال حتى يومنا هذا تقوم بنشاطات روحيّة واجتماعيّة وثقافيّة في مختلف المناطق، ولا يزال عدد من الآباء المرسلين يتولّى الإرشاد والتوجيه لعدد كبير من فروع هذه الحركة. أضف  إلى ذلك «الحركة الكشفية» غرسة الأب بطرس شلهوب م.ل. المختارة منذ 1940، أي مع إطلالة الحياة الكشفيّة على لبنان. ثم توسّعت دائرتها لتشمل ذوي الكشافة وتكوّن منهم أسرة مترابطة متنامية.[9] وفي معهد الرسل أيضًا نشأت فرقة «الشبيبة الطالبة المسيحيّة» التي أطلقها واهتمّ بإرشادها لسنوات طويلة، الأب الشهيد بطرس أبي عقل م.ل. وينحصر عمل هذه الحركة في بث الروح المسيحيّة في أوساط الطلبة المسيحييّن في المدارس وحثّهم على عيش الإيمان في المدرسة والمجتمع.

وهناك الأثر الملفت للروح الكريميّة، ولأكثر من عشرة كهنة من المرسلين اللبنانيّين، نذكر منهم الأب ساسين زيدان م.ل. الذي أسهم في انطلاقة «فرق السيدة» Equipes Notre Dame في لبنان، وهي حركة للروحانيّة الزوجية، تقترح على أعضائها حياة ضمن فريق ووسائل محسوسة لتساعدهم على التقدّم ضمن الأسرة في حبّ الله وحبّ القريب، من خلال الإصغاء بانتظام إلى كلمة الله، وتخصيص بضع دقائق يوميًّا لتختلي فيها في لقاء حميم مع الربّ، إضافة إلى تخصيص وقت محدّد، أقلّه مرّة في الشهر، كحوار حقيقي بين الزوجين تحت نظر الرّب… ويظهر جليًّا في هذه الحركة دور الأبوين مارون مبارك م.ل. وجان كلاكش م.ل. اللذين تعاقبا على مركز مستشار عام منطقة لبنان.

ومن الحركات  الرسوليّة التي على تعاون وثيق بجمعيّة المرسلين اللبنانيّين «فريق الورديّة الرسولي» الذي يعتمد في الرسالة التبشيريّة على التقنيّات العصريّة من الإنترنت وغيره، والهدف مساعدة المسؤولين في الرعايا لإيجاد التقنيّات والفرق المناسبة لتطبيق إنجيل ورسالة يوم الأحد في حياة المؤمنين، أطفالاً كانوا أم شبيبة وحتّى عائلات. وبما أن العمل يجيب على رسالة جمعيّة المرسلين اللبنانيّين الموارنة، فقد تأهّب عدد من الإخوة المرسلين الدارسين للعمل في صفحة الـ Facebook بعنوان Bibliatech الخاصّة بهذا الفريق، وزيّنوها بروحانيّة الجمعيّة، داعمين العمل لاهوتيًّا وتعليميًّا.

وفي معهد الرسل، انطلق منذ ثلاث سنوات «فريق العمل الرسولي» Groupe Mission des Apôtres الذي يهتمّ بتوجيهاته وإرشاده أخوة بجمعيّة المرسلين اللبنانيّين. ومن أهدافه تنشئة الشبيبة في القسم الثانوي على كافّة المستويات الروحيّة والإجتماعيّة والنفسيّة والوطنيّة… هو فريق يلتزم أعضاؤه التعليم الكنسي ويسعون إلى أن ينموا كمًّا ونوعًا، كي يضحوا قدوة في إتمام الرسالة من خلال نشر بشرى المسيح في المحيط الذي يرسلون إليه أو يعيشون فيه. هذا إضافة إلى الجمعيّات الرسوليّة على اختلافها في الرعايا بشكل عام، فرسان وطلائع وأخويّات وكشّافة…

ب- خارج لبنان:

كما في لبنان، كذلك في بلاد الإغتراب. فقد أوتيت «جمعيّة المرسلين اللبنانيّين» الموارنة شرف الخدمة في شتّى حقول الرسالة، وأينما تواجد اللبنانيّون المهاجرون والمواطنزن من أصل لبناني. فالجمعيّة تلحق باللبنانييّن عمومًا والموارنة خصوصًا أينما تواجدوا، ومبدأ عمل المرسلين هو حثّ المعمّدين على معرفة مكانتهم في الكنيسة ووعي دورهم في رسالتها. وبوحي من هذا المبدأ أنشأ الأب مخايل حجّار م.ل. سنة 1915 رابطة قدامى مار مارون في الأرجنتين، وقد بادرت هذه الرابطة مع جمعيّات أخرى الى جمع التبرّعات لإسعاف أبناء الوطن المنكوبين، إبّان الحرب العالميّة. وفي أيلول سنة 1924 أسّس الأب الياس ماريا الغريّب م.ل.، رئيس الرسالة آنذاك، «جمعيّة سيّدات الرحمة» ثمّ «جمعيّة آنسات الرحمة» لتعملا معًا على إيواء وإغاثة المعوزين من أبناء الجالية اللبنانيّة في الأرجنتين. وقد كان للمؤسّستين «دور ملفت إبّان سنوات الضيق (1916- 1920) وبوحي وسعي منهما برز آنذاك مشروع «المستشفى السوري اللبناني» الكائن في العاصمة بوانس أيرس».[10] وعلى الرغم من المصاعب التي واجهها الآباء المرسلون الذين جابوا أنحاء الأرجنتين، فقد أسّسوا في كلّ مدينة جماعة مارونيّة وأخويّات دينيّة ونوادٍ اجتماعيّة «من أجل بثّ الروح المسيحيّة المفتوحة قولاً وفعلاً على آفاق الكنيسة ووحدتها المنشودة ورسالتها وحاجاتها»[11].

وفي البرازيل عمل المرسلون على لمّ شمل أبناء الجالية اللبنانيّة، إلى جانب الخدمات الدّينيّة والإجتماعيّة، وتأسيس الأخويّات والنوادي.

وفي المجال الرّوحي-الإجتماعي برزت أخويّة «سيّدات الرحمة المارونيّات»التي عملت بوحي وإرشادات الآباء المرسلين الذين بثّوا في نفوس المنضويات واجب الكرازة بالإنجيل ومحبّة القريب ليكنَّ خمير برّ ومحبّة وسط مجتمعهنَّ.

وبوحي من هذا المبدأ، أسّس الأب جورج خوري م.ل. مستوصفًا خيريًا ذا فروع عدّة يؤمّن الإستشفاء والأدوية مجانًا، ويوزّع شهريًّا 300 حصّة غذائيّة لعائلات فقيرة. كما تأسّس في 19 آذار 1992 مركز لمحو الأميّة يهتم مجانًا بكبار السّن الذين لم يتسنّ لهم الدخول إلى المدرسة بسبب الفقر المدقع.

وقد لعبت الجمعيّات الرسوليّة دورًا هامًّا في كلّ احتفالات الرسالة في البرازيل بتوجيه وعناية الآباء المرسلين. ومن هذه الجمعيّات الجمعيّة الخيريّة المارونيّة، الجمعيّة المريميّة، رسالة الصلاة ، وفرقة الشبيبة اللبنانيّة- البرازيليّة.

أما في أميركا الشماليّة فقد نمت الرعيّة المارونيّة في مدينة كليفلاند أوهايو بفضل الأب يوسف كميد م.ل. الذي وصل إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة في نيسان من العام 1920 وانسجم في الجو انسجامًا تامًّا، وتفهّم عقلية الشعب الأميركي مسخرًا طاقاته الجسدّيّة والعقليّة والرّوحيّة للخدمة ، فنمت الرعيّة تحت تدبيره، وبفضل المؤسسات الدينيّة والإجتماعيّة التي أنشأها. وها هم اليوم الأباء المرسلون يكملون رسالة الأسلاف في الولايات المتّحدة في أبرشيتي «سيدة لبنان» – لوس أنجلوس و«مار مارون»- بروكلين. وما رعيّة «سيدة الأرز» سوى نموذج يُحتذى بالتنظيم والنشاطات على اختلافها. وهنا تبرز منظمة «الشباب الماروني» MYO التي كان للأب جان يونس م.ل. مساهمة في تأسيسها وإطلاقها ومرافقتها. وتعنى هذه المنظمة بالنشاطات الروحيّة والإجتماعيّة على حدّ سواء، إلى جانب شقيقتها «المنظمة المارونية للبالغين» MYA. فالكريمي أينما وجد هو صورة للكاهن الإيجابي بين الناس والمبادر إلى تطبيق توجيهات راعي الأبرشيّة.

وتقودنا الرسالة الكريميّة إلى جنوب إفريقيا حيث لحضور الآباء المرسلين وقعه في ورشة عمل الحضور المسيحي من خلال رعيتي «سيدة لبنان» في فوردزبورغ و«سيدة الأرز»- وودميد ، شمال جوهنسبورغ. ففي الأولى منظمات رعويّة ناشطة أبرزها: الكشّافة للفتيات والفتيان، جنود مريم ، جمعيّة الرجال الكاثوليك، إضافة إلى جوقة تراتيل وترانيم روحيّة. وفي الثانية ، تأسست في بداية القرن الماضي «الجمعيّة اللبنانيّة الجنوب أفريقيّة S.A.L.A.» ثم »الجمعيّة اللبنانيّة المسيحيّة L.C.A. » التي تهتم بأمور الجالية اللبنانيّة إضافة إلى «نادي سيدر بارك» (Cedar Park Country Club) الذي بوشر في بنائه سنة 1962.

وصولاً إلى أستراليا حيث تأسست الرسالة سنة 1993 بطلب من المطران يوسف حتّي الذي تقدّم بطلب رسمي من الجمعيّة بإرسال كهنة مرسلين إلى أبرشيّة استراليا المارونيّة، وتلبية لطلب المطران حتّي أرسلت الجمعيّة الأب سركيس شربل م.ل. الذي عمل على تأسيس الرسالة، وبعد سنة لحق به الأب مارون موسى م.ل. الذي تسلّم مهام رعيّة سيدة لبنان في سيدني ومعه كان تأسيس «الحركة الرسوليّة المريميّة» بمساعدة من الأب أندريه غاوي م.ل. الذي ساهم بدوره في تأسيس فروع للحركة في رعيّة مار يوسف ، كرويدن- سيدني، والتي ما زالت حتى يومنا هذا تقوم بنشاطات روحيّة واجتماعيّة تحت رعاية الآباء المرسلين الذين يقومون بخدمة الإرشاد وإطلاق المبادرات والنشاطات.

إلى جانب الحركة الرسولية المريميّة، ومع التفكير بإنشاء كنيسة للجالية المارونيّة في منطقة ماونت درويت، غرب سيدني ، انشئت كنيسة مار يوحنا الحبيب للآباء المرسلين اللبنانيّين. ومنذ اللحظات الأولى للتأسيس كانت «أخويّة الورديّة»التي ما زالت حتى يومنا ناشطة في مجالات السهرات الإنجيليّة وصلاة المسبحة في بيوت أبناء الرعيّة، يوميًّا في خلال شهر أيّار، هذا بالإضافة إلى دعم الكنيسة ماديًّا ومعنويًّا لتحقيق أهداف الرسالة. واللافت في أبرشيّة أوستراليا فرقة «فرسان العذراء» التي يتخطّى عدد أفرادها المئة والعشرين عضوًا، إضافة إلى  جوقتي تراتيل تقومان بخدمة القداديس وتقدّمان رسيتالاً ميلادياً سنويًّا.

وطالما الباب مفتوح لآفاق جديدة في رسالة الكنيسة الجامعة، طالما بقي الحضور الخصيب لجمعيّة المرسلين اللبنانيّين الموارنة آخذًا بالاتساع في لبنان وبلاد الاغتراب، مستجيبًا باندفاع لما يعزّز يقظة المعمّدين، وتحسّسهم لمكانتهم في الكنيسة ولدورهم في رسالتها، لأنّ من حقّهم أن يكونوا رسلاً. ولعلّ الآباء المرسلين اللبنانيّين يعون وصيّة المجمع المسكوني «بأن نعمل مع العلمانيّين بروح أخوي، في الكنيسة ولأجل الكنيسة، وأن نهتمّ اهتمامًا خاصًّا بمساندتهم في أعمالهم الرسوليّة»[12].


[1]  دليل التنشئة ص 198.

[2]  قوانين جمعيّة المرسلين اللبنانيّين.

[3]  دليل التنشئة ص 105.

[4]  قوانين جمعيّة المرسلين اللبنانيّين.

[5]  وسماهم رسلاً ص 197.

[6]  دليل التنشئة ص 105.

[7]  كريم الحبيب ص 65.

[8]  كريم الحبيب ص 65.

[9]  راجع العائلات الكريميّة في مقال آخر.

[10]  كريم الحبيب ص 69.

[11]  وسمّاهم رسلاً ص 164.

[12]  رسالة العلمانيّين، 25.

Scroll to Top