Almanara Magazine

توطئة

«كلام الله حيّ»، يواكب مسيرتنا مثل تلميذي عمّاوس اللذين فسّر لهما الكتب (راجع لو 24/28)؛ ويغني عملنا مثل التلاميذ عند البحيرة في صيدهم عن يمين السفينة «لأجل كلمته» (راجع يو 21/6)، ويرسم لنا الطريق كما لبطرس لما طلب منه الحبّ الكبير فسلّمه الرعاية (راجع يو 21/17)، ويسكب في نفوسنا الخلاص لأنّ من يؤمن به يخلص ولا يحزن؛ وقمّة الكلام ومختصره هي الوصية الجديدة التي تميّز أخصاء الله، «إذا أحبّ بعضكم بعضاً عرف الناس جميعاً أنّكم تلاميذي» (يو 13/35). بهذا الحبّ يبقى كلام الله حيًّا.

«سنة الكتاب المقدّس» إعلان كبير لحقيقة أكبر. إعلان يستحثّ التوعية على حفظ الجذور المسيحيّة للحفاظ على نوعيّة عيش مسيحي يشهد وسط عالم مضطرب تستشري فيه التحدّيات تحت عناوين متنوّعة تنوّع التطلعات البشريّة؛ وحقيقة كبرى تستدعي الدقّة في سبر غورها والتنقية في استشفاف معانيها لتصبح ضوءاً يُنير السُبُل ويهدي الخطى.

يشرّف أسرة «مجلة المنارة» الجديدة أن تكون حقيقة كلام الله الحيّ في «سنة الكتاب المقدّس» منطلق عملها الجديد في إعادة إصدار المجلة لتعيدها إلى منارتها بعد غياب قسري دام أربع سنوات. فعلى ضوء كلمة الله تعود «المنارة» بهمّة محبّيها، وعطاء كتّابها المشكورين لتُضيء من جديد فتهدي إلى الله في الكلمة.

لم يكن التغيّب خياراً بل إلزام فرضته ظروف قاسية حالت دون التقدّم في المسيرة، وآخرها الحادث الصحّي المؤلم الذي أصاب حضرة الأب اغناطيوس سعاده المرسل اللبناني، منهض «مجلة المنارة» ومديرها منذ ربع قرن، حامل رايتها إلى جانب إخوته المرسلين، مثابراً معهم على البذل والكدّ في خدمة الكلمة ورسالة القلم، أعاده الله إلينا معافى سليماً، مكافأ إيّاه على خدمته.

يسرّ جمعيّة المرسلين اللبنانيّين الموارنة، أن تُعيد إصدار مجلّتها العلميّة الدينيّة المتنوّعة المواضيع والمنفتحة على كلّ اهتمامات الكنيسة وتوجهاتها، لتضعها من جديد في متناول قرّائها المتشوّقين إلى لقاء الحقيقة بإتباع طرق المعرفة لتبقى الكلمة هي رائدة مسيرة العيش: تخاطب فترشد، تمتحن فتحرّض، تدهش فتشجّع لترسل وتبقى «كلمة حياة»

هيئة التحرير

Scroll to Top