Almanara Magazine

خلاصة أجوبة الأبرشيات والرهبانيات في الكنيسة المارونية

خلاصة أجوبة الأبرشيات والرهبانيات في الكنيسة المارونية

                                                                                      23/1/2023

 

هذه خلاصة الأجوبة عن الأسئلة الواردة في العدد 106 من وثيقة العمل للمرحلة القارّيّة التي وصلت إلى اللجنة البطريركية المركزية لتنسيق أعمال السينودس في الكنيسة المارونية من الأبرشيات والرهبانيات.

 

على السؤال الأول: الأفكار التي تتلاقى بشكل حثيث مع خبرات كنيستنا وواقعها في كنائسنا الشرقية.

المسيرة السينودسية هي النمط لا بل النهج الذي به نكون كنيسة ونشعر بالانتماء إلى الكنيسة ونسير بهدي الروح القدس. بالنسبة إلينا تختصر خبرة المسيرة السينودسية بما يلي:

  • اختبار الفرح في زمن المحنة: التواجد معًا، والصلاة معًا، والسير معًا، والعمل معًا، والتحدث بحرية وصراحة، والإصغاء إلى صوت الله وإلى صوت شعب الله. لهذا تحولت السينودسية إلى خبرة واقعية ومنبرًا للتعبير الحرّ، وبخاصة عند الشبيبة والنساء. وانفتاح الكنيسة على الأصوات المختلفة فتح آفاقًا للرجاء ووحّد المسيحيين في الشهادة لإيمانهم.
  • إحياء الشعور بالمساواة بالكرامة المشتركة عند جميع المعمَّدين الذين شعروا أنهم أخوة في المسيح وأن الكنيسة هي شعب الله وعائلة الله وتتلاقى مع رمز الخيمة التي تجمع الكلّ.
  • إغناء خبرتِنا في الانفتاح والحوار وإلقاء الضوء على غنى وقيمة الوحدة في التنوّع التي تتجلّى في رسالة كنيستنا وشهادتها منذ نشأتها، وتعاش في الوحدة بين كنائسنا الكاثوليكية ومع الكنائس الشقيقة ومع كنيسة روما والكنيسة الجامعة ضمن إطار اللامركزية المثبتة في مجموعة قوانين الكنائس الشرقية، والانفتاح في الحوار الصادق مع أبناء الديانات الأخرى وتجسيد الأخوّة الإنسانية.
  • الإضاءة على خبرتنا في عيش الليتورجيا، وبخاصة الافخارستيا التي هي ينبوع وقمة حياة الكنيسة السينودسية. فاختبر شعبنا مسيرة صلاة وتأمل وتفكير وتوبة واهتداء وإصغاء إلى صوت الله وإلهامات الروح القدس. وكانت قناعة بأن تنوّع التقاليد الطقسية هو مصدر غنىً في الصلاة الليتوردية.
  • مع التزام كنيستنا في المسيرة السينودسية، كان هناك تخوّف مزدوج: تخوّف أول لدى بعض رجال الاكليروس من تغيير في تعاليم المسيح والكنيسة ينتج عن مبدأ الأغلبية والديمقراطية.

وتخوّف ثانٍ لدى بعض المعمّدين من عدم فعالية المسار السينودسي وقدرته على التغيير في حياة الكنيسة، ولدى بعض العاملين الراعويين من عدم الاعتراف بخبراتهم.

أما الخبرات التي تبدو لنا جديدة ومنيرة، فهي:

  • خبرة السينودس الرقمي الذي فتح الأبواب واسعة لاستقبال آراء الجميع، وبخاصة الشبيبة.
  • مقاربات راعوية جديدة وانفتاح على الثقافات المتعدّدة عبر الدعوة الدائمة لخروج كنيسة البشر من بناء الحجر إلى مساحة البشر على تنوعهم واختلاف أوضاعهم الإنسانية والمعيشية والروحية، وبخاصة البعيدين والمستبعدين والمهمشين والمنبوذين والمظلومين والمهجرين والمهاجرين والعجزة والمعزولين وأولاد الشوارع والسكّيرين والحشاشين والمسجونين وضحايا الإتجار بالبشر، وذلك من أجل ملاقاتهم حيث يعيشون ويعانون ويتألمون ويرجون، لتعيش بالقرب منهم وتصغي إليهم وتسمع أنينهم وتبلسم جراحهم.
  • رغبة في تنشئة لاهوتية وروحية ورعوية وإنسانية، وتنشئة سينودسية بنوع خاص، للاكليروس والعلمانيين، بحيث يتشاركون بأكثر فعالية في الخِدَم الكنسية وفي اتخاذ القرارات، ويتجنّبون الوقوع في الاكليروسية أو في اللامبالاة. من هنا ضرورة تجديد البنى الكنسية وتفعيل دور المجالس الرعوية والأبرشية، بحيث تصبح أكثر تشاركية واحترافية وشفافية.
  • توفير تنشئة خاصة للأزواج والعائلات التي تواجه صعوبات التحوّلات الثقافية. وتنشئة لاهوتية وكنسية وتقنية للنساء الملتزمات في الكنيسة لمنح بعضهّن درجة الشماسية لخدمة المحبة ودورًا فاعلاً في إدارة المؤسسات الكنسية.

 

على السؤال الثاني: التوترات والاختلافات الأساسية التي تبدو مهمّة بالنسبة إلى كنيستنا والأسئلة والتساؤلات التي يجب مواجهتها في المراحل اللاحقة من المسيرة السينودسية:

  • التجاذب بين التيار التقليدي والمحافظ والتيار التجدّدي والتحرّري. من هنا ضرورة أن تسعى الكنيسة إلى تأمين تنشئة إيمانية ترتكز على تعاليم المسيح والكنيسة وتحفظ الوحدة؛ فتستوعب، في المسيرة السينودسية، النزاعات والتوترات وتجعل منها فرصة لتسليط الضوء على غنى التنوّع.
  • تحديات التعصّب والطائفية والعشائرية والتشابك بين السلطة الكنسية والسلطة الزمنية: المظاهر الخطيرة للعصبية والتعصب الديني والتحريض الطائفي والصراعات السياسية التي عادت إلى الساحة الوطنية تدعو الكنيسة إلى اتخاذ المواقف الحازمة وإلى الدعوة إلى تنقية الذاكرة والحوار الصادق الجريء.
  • التوتّر في العلاقة والدور بين بعض الاكليروس وبعض العلمانيين وازدياد الهوّة بينهم، وابتعاد بعض الشبيبة عن الكنيسة. والسبب يعود إلى مظاهر البذخ عند بعض الاكليروس والتجاوزات الأخلاقية التي يرتكبها بعض الاكليروس أو الذين يؤدون خدمة كنسية. ما يدفع الكنيسة إلى تنشئة هؤلاء ومرافقتهم في عزلتهم ومداواة جراحاتهم العاطفية والنفسية والاجتماعية.
  • واقع الهجرة والتهجير المتفاقم لدى أبنائنا. ما يطرح إشكالية تناقص عدد المؤمنين في الوطن الأم من جهة، وإشكالية الهوية والانتماء وإشكالية الإندماج في بلدان الانتشار.
  • خوف عند المسيحيين من توطين اللاجئين الفلسطينيين واللاجئين السوريين ذات الأغلبية الإسلامية؛ ما يسهم في كسر التوازن المسيحي الإسلامي، وفي خلق خلل في التعددية الدينية: فلا يعود هناك إمكانية عيش حرية الإيمان عمومًا وممارسة الشعائر الدينية المسيحية بانتظام وحرية خصوصًا.
  • على المستوى القارّي، يعيش المسيحيون في منطقة غرب آسيا المتوترة سياسيًا وأمنيًا واجتماعيًا، وبخاصة مع الصراع الشيعي-السنّي في العراق واليمن وسوريا، وخطر سيطرة المنظمات الأصولية، ما يجعل الأقليات المسيحية تعيش باستمرار خطر التهجير والسبي والتهديد بدمار التراث المسيحي من آثار وكنائس وأديار.
  • تحديات مجتمع الميم (LGBTQ) الذي يُسقط على مجتمعنا مفاهيم بعض التيارات السائدة في الغرب التي تكرّس أحادية الشخص البشري على حساب القيم المجتمعية والعائلية والوطنية وانتشار الايديولوجيات الجنسية في عالم التواصل الاجتماعي الالكتروني واجتياحها لفكر وحياة عائلاتنا المسيحية وتلاميذ مدارسنا الكاثوليكية وشبيبتنا. ما يدفع الكنيسة إلى خلق مساحات إصغاء وإقامة حوار جدّي وصادق يحافظ على كرامة هؤلاء الأشخاص من جهة، ويذكّر بالقيم الانجيلية وبشرعة حقوق الإنسان من جهة ثانية وإلى تنظيم دورات تنشئة في الرعايا والمدارس والمعاهد والجامعات لتوعية الجميع.

 

 على السؤال الثالث: الأولويات والمواضيع التي يمكن مشاركتها مع الكنائس المحلية الأخرى والتي قد تصلح لمناقشتها في الجلسة الأولى للجمعية السينودسية:

  • عيش الرجاء في قلب المحنة والتسلّح بالشجاعة النبوية متّخذين العبرة من تعليم يسوع المسيح في مثل حبة الحنطة التي تقع في الأرض وتموت لتعطي ثمارًا كثيرة (يوحنا 12/24).

رجاؤنا بالمسيح الذي لا يخيّب أننا سنخرج من النفق المظلم ونكون رسل الرجاء.

  • تحفيز الحوار المسكوني والحوار بين أبناء الديانات ليتحوّل إلى عمل مشترك في الرعاية الإنسانية وخدمة المحبة في خبرات روحية وكنسية أصيلة.
  • إشكالية كنائسنا الشرقية في بلدان الانتشار هي إشكالية كنسية قانونية ومجتمعية: التأرجح بين الهوية والانتماء – كيفية التوفيق بين الهوية المشرقية والانتماء إليها بكل مقوّماتها، وبين الهوية الجديدة والانتماء إلى الكنيسة الجامعة.
  • تنقية الذاكرة الفردية والجماعية كمدخل إلى حوار صادق في المحبة والصراحة والإصغاء والاحترام. وهذا ما تعمل عليه كنيستنا في لبنان بتبنّي راعوية المصالحة التي تؤدي إلى حوار وطني في سبيل الخير العام ومستقبل لبنان واللبنانيين.
  • أولوية العمل مع الشبيبة القريبين من الكنيسة والبعيدين عنها: تنشئة ومرافقة خاصة لهم.
  • تنشئة سينودسية للاكليروس والعلمانيين بحسب رؤية استراتيجية مبنية على الاصغاء والحوار واحترام المواهب المتعددة.
  • مقاربة التعددية الثقافية بوعي أكبر وتقدير الاختلافات وفهمها كعوامل تساعد على النضوج. وتنشئة لكل فئات المؤمنين لمواجهة صعوبة هذه التحوّلات.
  • رسالة الكهنة المتزوجين (أي الرجال المتزوجين الذي دُعوا إلى الخدمة الكهنوتية) وتأثيرها الإيجابي في مجتمعنا على العائلة والأولاد والشباب. مناقشة هذا الموضوع من النواحي اللاهوتية والقانونية والراعوية والإنسانية والاجتماعية.
  • دور ورسالة ومكانة المرأة في الكنيسة: المشاركة الكثيفة للمرأة في المسيرة السينودسية جاء نتيجة التزامها في رسالة الكنيسة عندنا بالرغم من غيابها عن مراكز القرار. ما دفع كنيستنا إلى الدعوة إلى سينودس خاص بالمرأة. وهي سابقة في الكنيسة.
  • الليتورجيا: الإصلاح الليتورجي بحيث يأخذ في الاعتبار الحفاظ على التقليد من جهة والتحديث من جهة ثانية فيكون قريبًا من شعب الله ومفهومًا بلغته ويعطيه دورًا أكبر في المشاركة.
  • إدارة أملاك الكنيسة وممتلكاتها ومؤسساتها: الإلتزام بالشفافية الإدارية والمالية وإشراك العلمانيين في الإدارة وفي مواقع القرار.
  • بحكم وجود كنائسنا في حوض البحر الأبيض المتوسط، مهد الحضارات والثقافات، وانتمائها إليها، نرجو العمل في المستقبل القريب على التفكير بالدعوة إلى سينودس خاص بالمتوسط.

(Synode pour la Méditerranée).

 

 

أعضاء اللجنة:

المطران منير خيرالله، المطران بولس روحانا، المونسنيور بيار طانيوس، الأب هادي ضو، الخوري ريشار أبي صالح، الخوري بول ناهض، الأب كلود ندره، الأخت ياره متى، الدكتورة ميرنا مزوّق، الدكتور أنطوان عبدو سعد.    

 

 

Scroll to Top