الخلاصة الموحّدة للكنائس الكاثوليكيّة في لبنان
للإجابة على المحاور الثلاثة المطروحة في الوثيقة القاريّة
أصحاب الغبطة والنيافة الكليي الطوبى،
أصحاب السيادة السامي احترامهم،
قدس الآباء العامين والاقليميين والرئيسات العامّات والاقليميّات الجزيل احترامهم واحترامهن،
الإخوة الكهنة والرهبان والراهبات والمكرسون والمكرسات المحترمين والمحترمات،
السيّدات والسادة مندوبو الكنائس الكاثوليكيّة في بلدان الشرق الأوسط والخليج،
أيّها الإخوة والأخوات المشاركين والمشاركات في الجمعية السينودسية القارية للكنائس الكاثوليكية في الشرق الأوسط.
مقدّمة:
- انتهت المرحلة الأولى، أي المرحلة الأبرشية، من المسيرة السينودوسيّة الّتي دعا إليها قداسة البابا فرنسيس الكنيسة الكاثوليكيّة في العالم، تحت عنوان: “من أجل كنيسة سينودوسية: شركة ومشاركة ورسالة” (2021- 2023)، وقد أرسلت المجالس الأسقفيّة حول العالم خلاصاتها عن هذه المرحلة التي قامت على السير معًا بهدي الروح القدس والمحادثة الروحيّة، إلى الأمانة العامة للسينودوس في الكرسي الرسولي في روما. في ضوء هذه الخلاصات أصدرت الأمانة العامّة الوثيقة القارّيّة استعدادًا لمتابعة الخطوة الثانية من المسيرة السينودوسية وهي المرحلة القارّيّة.
- هذه الوثيقة، توضح أنّ المرحلة القارّيّة هي وقت للإصغاء والتمييّز والصلاة، في جميع الكنائس المحلية على أساس قارّيّ، ينتج عنها سلسلة من التجمعات القارّيّة تهدف إلى تعميق مسار التمييّز، من قبل الأشخاص الذين تم تعيينهم لتمثيل الكنائس المحليّة في اللقاءات السينودوسية التي تسبق انعقاد الجمعيّات القارّيّة. هذه المرحلة تتميز بوثيقة المرحلة القارّيّة (DEC)، التي تم وضعها بعد تأمل عميق في الخلاصات التي رفعها مجالس الأساقفة في العالم، ومجالس الكنائس الشرقية.
نظرًا للأهميّة البالغة التي تنظر بها الكنيسة إلى إسهامات الكنائس الشرقيّة في المسيرة السينودوسيّة، أعطت هذه الكنائس في منطقة الشرق الأوسط بعدًا قارّيّا، ولذلك تلتئم الجمعيّة السينودوسيّة القارّيّة للكناس الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط بين 12 و18 شباط الجاري في بيت عنيا، حريصا- لبنان.
- تهدف المرحلة القارّيّة إلى تعميق التمييّز حول ما برز في المرحلة الأولى من الاصغاء أبرشيًا ووطنيًّا، بهدف صياغة أدق للأسئلة المطروحة، وبغية توضيح الأفكار الواردة من الكنائس المحلية وتعميقها، من منظور قارّيّ. تساعد الوثيقة القارّيّة على التفكير بما برز عن استشارة شعب الله في الكنائس المحلية حول العالم. هذه المرحلة هي أيضًا فرصة للاستماع إلى حقائق برزت وتبرز على هامش الكنيسة، بخاصّة تلك التي لم يتم التقاطها خلال المرحلة السابقة. المرحلة القارّيّة ليست الوقت لإعطاء إجابات أو لاتخاذ قرارات بشأن الإجراءات التي يجب اعتمادها، إنّما هي حال استنفار روحيّ عام متضامن لإبراز هويّة شعب الله ودعوته ككنيسة في قلب العالم.
- انطلاقًا من ذلك، عملت أمانة سر مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان على وضع خطة عمل لتطبيق الآلية التي عرضتها الوثيقة القارية بشأن إعداد خلاصة موحّدة لإجابات الكنائس الكاثوليكيّة في لبنان على المحاور الثلاثة الّتي طرحتها الوثيقة في الفقرة 106، فوزّعت الوثيقة على أصحاب السيادة والمنسقين البطريركيين لأعمال السينودس فيها وطلبت من اللجان الأبرشية والرهبانيات في كلّ من الكنائس عقد جلسة سينودسية برئاسة الأسقف، وفي الرهبانيات براسة الرئيس العام أو الرئيسة العامة لعيش خبرة روحية والاجابة على تلك المحاور، ورفع الأجوبة إلى المنسقين البطريركيين مع لجانهم لإعداد جواب كل كنيسة على حدة. ثم ترفع أجوبة كل كنيسة إلى الأمانة العامّة للمجلس لعقد جلسة سينودسيّة مع فريق عمل يضم أساقفة ومكرسين ومكرسات وعلمانيين وعلمانيّات من مختلف الأعمار من مختلف الكنائس لصياغة نصّ موحد يكون أداة عمل للمشاركات واللقاءات التي ستجري خلال الجمعية السينودسيّة القاريّة.
- بناء عليه عقدت اللجنة السينودسيّة الخاصّة في مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان لقاءًا سينودسيًّا تمهيديًّا، نهار الجمعة في 10 شباط 2023 في دير مار أنطونيوس الكبير – بيروت، وبعد الصلاة واستلهام الروح القدس، والتأمل بكلمة الله، وبعد اطلاع الجميع مسبقًا، على الخلاصات التي قدمتها الكنائس في لبنان وهي:
- خلاصة الكنيسة السريانيّة الأنطاكيّة المارونيّة في لبنان، منسقها سيادة المطران منير خيرالله السّامي الاحترام،
- خلاصة كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك في لبنان، منسقها سيادة المطران إيلي بشارة حداد السامي الاحترام،
- خلاصة الكنيسة السريانيّة الكاثوليكيّة في لبنان، منسقها سيادة المطران متياس شارل مراد السامي الاحترام،
- خلاصة كنيسة الأرمن الكاثوليك في لبنان، منسقها سيادة المطران جورج أسادوريان السامي الاحترام،
- خلاصة الكيسة الكلدانيّة في لبنان، منسقها سيادة المطران ميشال قصارجي السامي الاحترام،
- خلاصة الكنيسة اللاتينيّة في لبنان، منسقها سيادة المطران سيزار اسايان السامي الاحترام.
- ونجدها سانحة لشكر أصحاب السيادة المنسقين على عملهم الدؤوب مع أعضاء اللجان الّذين عاونوهم في المراحل كافة ولا سيّما في إعداد أجوبة الكنائس على الأسئلة الواردة في الفقرة 106 من الوثيقة القاريّة من أساقفة وكهنة ورهبان وراهبات وعلمانيين وعلمانيّات، ويسرّنا أن ترفع إلى غبطتكم ونيافتكم، وسيادتكم وقدسكم وحضرتكنّ وللآباء والإخوة والأخوات والسيدات والسادة الإخوة بالمسيح، أعضاء الجمعيّة السينودسيّة القاريّة للكنائس الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط هذه الخلاصة الموحّدة للكنائس الكاثوليكية في لبنان، راجية أن تؤول إلى مواصلة هذه المسيرة السينودوسية لتفضي إلى ما فيه خير الكنيسة وبنيان جسد المسيح.
- السؤال الأوّل: الأفكار التي تتلاقى بشكل حثيث مع خبرات الكنائس الكاثوليكيّة وواقعها في الشرق الأوسط، والخبرات التي تبدو جديدةً ومنيرة:
- لقد أجمعت تقارير الكنائس على أنّ المشاركة في المسار السينودسي أثمرت خبرات واقعيّة أدّت إلى عيش الفرح في زمن المحنة: فالتواجد معًا، والصلاة معًا، والسير معًا، والعمل معًا، والتحدث بحرية وصراحة، والإصغاء إلى صوت الله وإلى صوت شعب الله، جعلت السينودسيّة خبرة واقعية ومساحة للتعبير الحرّ، بخاصة عند النساء والشبيبة. كما أنّ انفتاح الكنيسة على الأصوات المختلفة، فتح آفاقًا للرجاء ووحّد المسيحيين في الشهادة لإيمانهم وأذكى الشعور بالانتماء أكثر إلى الكنيسة.
- ولفتت إلى أن عيش الواقع التعددي في الرعايا والابرشيات، وتواجد المؤمنين والمؤمنات في الرعايا لا ينحصر بأبناء كنيسة خاصّة فيتواجد الجميع معًا ويشاركون في ليتورجيا رعية واحدة. كما اختبر ويختبر أبناء وبنات مختلف هذه الكنائس مسيرة صلاة وتأمل وتفكير وتوبة واهتداء وإصغاء إلى صوت الله وإلهامات الروح القدس. مما ولّد لديهم القناعة بأن تنوّع التقاليد الطقسية هو مصدر غنىً في الصلاة الليتورجية. كما طالب البعض بعدم التزمت الليتورجي وضرورة الانفتاح على تطوير الصلوات الليتورجية بشكل جذاب للمصلين. فالمهم إحداث حيثية جذابة في الصلاة مع عدم التأثير على التقاليد وتشويهها.
- كما أكدت غالبية التقارير على أهمية العمل المسكوني بين الكنائس، مشيرة إلى أنها قد أحرزت خطوات تعاون بين بعضها. فالواقع الحواري بين الكنائس في الشرق الأوسط حيويّ وقدوة يحتذى بها. فالكنائس الكاثوليكية وغير الكاثوليكية والجماعات المسيحية تعقد اللقاءات وتجتمع على الحوار حول القضايا المشتركة. كما أنّ الصعوبات والتحديات المختلفة تلعب دورا أساسيا في توحيد جهود الجميع لإيجاد الحلول. لا يكتمل السير معًا دون لقاء الاخوة والاخوات من الكنائس الشقيقة ودون المشاركة والحوار والانخراط معًا في أنشطة ذات طابع رعوي.
- الشعور بالمساواة بالكرامة المشتركة عند جميع المعمَّدين وقد أدركوا أنهم إخوة في المسيح وأن الكنيسة هي شعب الله وعائلة الله، الخيمة التي تجمع الكلّ وتتسع للجميع.
- كما أكدت غنى تبادل الخبرات في الانفتاح والحوار والتمييز، وإلقاء الضوء على أهميّة وقيمة الوحدة في التنوّع التي تتجلّى في رسالة الكنائس وشهادتها منذ نشأتها، وإمكانيّة عيش هذه الوحدة فيما بينها، ولقد شعر الجميع بإلحاحها على التكامل مع الكنائس الشقيقة والانفتاح في الحوار الصادق على أبناء الديانات الأخرى وتجسيد الأخوّة الإنسانية.
- سعي الكنائس إلى بناء وسائل واقعيّة وملموسة للتواصل والمشاركة لتحقيق الرسالة المنشودة من خلال هذه المسيرة السينودوسيّة. وكذلك، تجديد رسالة الكنيسة التبشيريّة في ضوء علامات الأزمنة.
- العديد من التقارير أشارت إلى أنّه على الرّغم من التزام الكنائس في المسيرة السينودسية، برز تخوّفان مزدوجان: الأول لدى بعض رجال الاكليروس من تغيير في تعاليم المسيح والكنيسة ناتج عن مبدأ العددية (الأغلبية والديمقراطية). والثاني لدى بعض المعمّدين من عدم فعاليّة المسار السينودسي وقدرته على التغيير في حياة الكنيسة، وفي حياة بعض الكهنة والأساقفة وعدم الاعتراف بخبراتهم الفاشلة. مع الإشارة إلى صعوبة في العلاقة بين الكهنة والمؤمنين: ووجود هوّة فيما بينهم، تناقص عدد الكهنة، مما أدى إلى إرهاقهم. وكذلك تناقص عدد المسيحيّين الملتزمين بسبب الهجرة).
- التماس تغيير في ذهنيّة الكنيسة ونمط تفكيرها وعيشها، من أجل المزيد من الشفافيّة والمسؤوليّة المشتركة. إذ أنّ الكثيرين يرون بأنّ الكنيسة مدعوة لعيش الشفافية، فهناك عدد كبير من المؤمنين والمؤمنات لا يشاركون في حياة الكنيسة نتيجة ذلك.
- منطقة الشرق الأوسط، تلهبها الاضطرابات والصراعات والحروب التي تنعكس سلبًا على حضور المسيحيين وتواجدهم. لذلك يبدو من الضروري السعي إلى الحوار مع الديانات الأخرى، والعمل على إرساء قواعد الاحترام المتبادل والشراكة الانسانيّة.
- الحاجة الملحّة لتنشئة شعب الله تنشئة مسيحيّة حقيقيّة، ليشارك المؤمنون جميعًا في البعد الرسولي للكنيسة كحملة البشارة إلى العالم، وفي تفعيل الدور التبشيري والشهادة للمسيح لتصل البشارة إلى جميع الناس. العديد من المؤمنين يواظبون على المشاركة في الحياة الليتورجيا للكنيسة، ولكن يعوزهم معرفة أمور أساسيّة للإيمان.
- “ما من أحد مستبعد أو مستثنى في المسيرة السينودسيّة، لذلك تحيط الكنيسة أصحاب الاحتياجات الخاصّة برعاية مميّزة، ومن الواجب أيضًا إشراكهم في الحياة الكنسية وفي الرسالة على قدر ما تتيحه لهم قدراتهم.
أما الخبرات التي تبدو جديدة ومنيرة، فهي:
- خبرة السينودس الرقمي الذي فتح الأبواب واسعة لاستقبال آراء الجميع، وبخاصة المرأة والشبيبة.
- مقاربات راعوية جديدة وانفتاح على الثقافات المتعدّدة عبر الدعوة الدائمة لخروج كنيسة البشر من بناء الحجر إلى مساحة البشر على تنوعهم واختلاف أوضاعهم الإنسانية والمعيشية والروحية، وبخاصة البعيدين والمستبعدين والمهمشين والمنبوذين والمظلومين والمهجرين والمهاجرين والعجزة والمعزولين وأولاد الشوارع والمدمنين والمسجونين وضحايا الإتجار بالبشر، وذلك من أجل ملاقاتهم حيث يعيشون ويعانون ويتألمون ويرجون، لتعيش بالقرب منهم وتصغي إليهم وتسمع أنينهم وتبلسم جراحهم.
- البحث بكل جرأة مع الشبيبة حول كهنوت المرأة، وزواج الكهنة، واخلاقيات العلاقات الجنسيّة والزواج وضرورة متابعة البحث. وتوضيح موقف الكنيسة من جماعات “LGBT”.
- الرغبة في تنشئة لاهوتية وروحية ورعوية وإنسانية، وتنشئة سينودسية بنوع خاص، للاكليروس والعلمانيين، بحيث يتشاركون بفعالية أكبر في الخِدَم الكنسية وفي اتخاذ القرارات، وتجنب الوقوع في الإكليروسية أو في اللامبالاة. من هنا ضرورة تجديد البنى الكنسية وتفعيل دور المجالس الرعوية والأبرشية، بحيث تصبح أكثر تشاركية واحترافية وشفافية.
- المطالبة بتنشئة خاصة للأزواج والعائلات التي تواجه صعوبات التحوّلات الثقافية. وتنشئة لاهوتية وكنسية وتقنية للنساء الملتزمات في الكنيسة لمنح بعضهّن درجة الشماسيّة لخدمة المحبة ودورًا فاعلاً في إدارة المؤسسات الكنسية.
- عمل الكنيسة الاجتماعي والإنساني في مجتمعاتنا كبير، السؤال هو كيفية تحديد الاحتياجات الأهم في بلداننا التي يجب أن نعمل عليها. بالإضافة إلى كيف وما هي الطريقة التي يجب أن نعمل من خلالها وتحديد هدف هذه الأعمال.
- السؤال الثاني: التوترات والاختلافات الأساسية التي تبدو مهمّة بالنسبة إلى الكنائس الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط، والأسئلة والتساؤلات التي يجب مواجهتها في المراحل اللاحقة من المسيرة السينودسية:
1,2 التجاذب بين التيار التقليدي والمحافظ والتيار التجدّدي والتحرّري. من هنا ضرورة أن تسعى الكنيسة إلى تأمين تنشئة إيمانية ترتكز على تعاليم المسيح والكنيسة وتحفظ الوحدة؛ فتستوعب، في المسيرة السينودسية، النزاعات والتوترات وتجعل منها فرصة لتسليط الضوء على غنى التنوّع.
2,2 تحديات التعصّب والطائفية والعشائرية والتشابك بين السلطة الكنسية والسلطة الزمنية: المظاهر الخطيرة للعصبية والتعصب الديني والتحريض الطائفي والصراعات السياسية التي تبرز إلى العلن في بلدان الشرق الاوسط تدعو الكنيسة إلى اتخاذ المواقف الحازمة وإلى الدعوة إلى تنقية الذاكرة والحوار الصادق والجريء.
3,2 التوتّر في العلاقة والدور بين بعض الاكليروس وبعض العلمانيين وازدياد الهوّة بينهم، وابتعاد بعض الشبيبة عن الكنيسة. والسبب يعود إلى مظاهر البذخ عند بعض الاكليروس والتجاوزات الأخلاقية التي يرتكبها بعضهم الآخر أو الذين يؤدون خدمة كنسية. يبدو من الضرورة تنشئة هؤلاء ومرافقتهم في عزلتهم ومداواة جراحاتهم العاطفية والنفسية والاجتماعية.
4,2 ظاهرة تراجع عدد المصلّين في الكنائس، والأسباب عديدة تعود في بعضها إلى عدم إشراك المؤمنين العلمانيين في إحياء الصلوات والاحتفالات الليتورجية، وبعض المواقف المتزمّتة في الممارسات الليتورجية، وعدم الانفتاح على تطوير بعض الصلوات بشكل يجذب المصلّين وبخاصة الشبيبة. من هنا ضرورة أن تقوم الكنيسة بإصلاح ليتورجي يأخذ في الاعتبار الحفاظ على الثوابت والتقليد من جهة وينفتح على التحديث من جهة أخرى.
5,2 العمل على الاعتراف بالأشخاص الذين لا يشعرون كفاية بأنّه معتَرف بهم في الكنيسة، والذين يشعرون بأنّ الكنيسة لا تبالي بآرائهم.
6,2 الطابع المؤسساتي في الكنيسة: لقد ازدهرت في القرنين الماضيين خدمات كنسية كالتعليم والطبابة وصلت إلى حدّ تنظيماتٍ ذات مواصفات عالمية متقنة. إلا أن هذه المؤسسات غيّرت من طبيعة الخدمة الكنسية والكهنوتية والرهبانية تحديداً، فابتعدت بعض الشيء عن الرسالة المجانية والشهادة الشخصية واكتسبت طابعاً تنظيمياً يطال الميسورين دون الفقراء. وهذا ما يسهم في ابعاد الناس عن الكنيسة.
7،2 غياب دور الأهل الذي يؤثر على الشبيبة، وكذلك دور وسائل التواصل الاجتماعي التي تؤثّر سلباً عليهم. من هنا، تشجيع التنشئة للأهل وللشبيبة من خلال الرعايا والمدارس والأديرة.
8.2 ظاهرة الاقتناص التي تمارسها بعض المجموعات الكنسية الحديثة العهد بذريعة المساعدات المالية والطبية والغذائية في قلب الأزمة الاقتصادية والمعيشية. ما يخلق ارتباكًا على صعيد العلاقات بين المسيحيين.
9،2 واقع هجرة المسيحيين وتهجيرهم المتفاقم. ما يطرح إشكالية تناقص عدد المؤمنين في الوطن الأم من جهة، وإشكالية الهوية والانتماء وإشكالية الاندماج في بلدان الانتشار.
10،2 خوف عند المسيحيين من توطين اللاجئين الفلسطينيين واللاجئين السوريين ذات الأغلبية الإسلامية؛ ما يسهم في كسر التوازن المسيحي الإسلامي، وفي خلق خلل في التعددية الدينية: فلا يعود هناك إمكانية عيش حرية الإيمان عمومًا وممارسة الشعائر الدينية المسيحية بانتظام وحرية خصوصًا.
11.2 على المستوى القارّي، يعيش المسيحيون في منطقة غرب آسيا المتوترة سياسيًا وأمنيًا واجتماعيًا، وبخاصة مع الصراع الشيعي-السنّي في العراق واليمن وسوريا، وخطر سيطرة المنظمات الأصولية، ما يجعل الأقليات المسيحية تعيش باستمرار خطر التهجير والسبي والتهديد بدمار التراث المسيحي من آثار وكنائس وأديار.
12,2 تحديات مجتمع الميم (LGBTQ) الذي يُسقط على مجتمعنا مفاهيم بعض التيارات السائدة في الغرب التي تكرّس أحادية الشخص البشري على حساب القيم المجتمعية والعائلية والوطنية وانتشار الايديولوجيات الجنسية في عالم التواصل الاجتماعي الالكتروني واجتياحها لفكر وحياة عائلاتنا المسيحية وتلاميذ مدارسنا الكاثوليكية وشبيبتنا. ما يدفع الكنيسة إلى خلق مساحات إصغاء وإقامة حوار جدّي وصادق يحافظ على كرامة هؤلاء الأشخاص من جهة، ويذكّر بالقيم الانجيلية وبشرعة حقوق الإنسان من جهة ثانية وإلى تنظيم دورات تنشئة في الرعايا والمدارس والمعاهد والجامعات لتوعية الجميع.
13,2 ظاهرة تزايد عدد المطلّقين المتزوجين من جديد أو الذين غيّروا طائفتهم للطلاق، والمثليين والمتحولين جنسيًا، والنساء اللواتي يمارسن الإجهاض، وغيرهم، وهم يطلبون التقرّب من الأسرار. من هنا ضرورة أن تقوم الكنيسة بوضع راعوية خاصة تستنذ إلى تعليم الكنيسة وتوجيهات الباباوات وبتأمين تنشئة مرشدين يرافقون هؤلاء الأشخاص وعائلاتهم.
14,2 واقع التنظيم المؤسساتي في الكنيسة: تطوّرت الكنيسة في تنظيماتها المؤسساتية ولكنها غيّرت بعض الشيء في طبيعة الخدمة الكنسية والكهنوتية والرهبانية في مؤسساتها الاجتماعية والتربوية والطبية وابتعدت عن الرسالة المجانية والشهادة المسيحية.
- السؤال الثالث: الأولويات والمواضيع التي يمكن مشاركتها مع الكنائس المحلية الأخرى والتي قد تصلح لمناقشتها في الجلسة الأولى للجمعية السينودسية:
1,3 عيش الرجاء في قلب المحنة والتسلّح بالشجاعة النبوية متّخذين العبرة من تعليم يسوع المسيح في مثل حبة الحنطة التي تقع في الأرض وتموت لتعطي ثمارًا كثيرة (يوحنا 12/24). رجاؤنا بالمسيح الذي لا يخيّب أننا سنخرج من النفق المظلم ونكون رسل الرجاء.
2,3 العائلة هي نواة الكنيسة والمجتمع، الانكباب على ظاهرة التفكك العائلي، كيفية حمايتها وتحصينها.
3,3 دور المرأة في الكنيسة – كونها عنصرًا أساسيًّا وحضورًا رائدًا من عناصر المسار السينودوسيّ،
4,3 هجرة المسيحيين وكيفية المحافظة على هويتهم وتقاليدهم وطقسهم في بلدان الانتشار والعلاقة مع الكنيسة اللاتينيّة.
5،3 تثبيت المسيحيين في أرضهم، لا سيّما في بلدان الشرق الأوسط، المهددون بالزوال، نتيجة العصبيات، والعمل على عدم افراغ الشرق من المسيحيين وتبديل هويته الديموغرافية، العمل مع السطات المدنية في بلدان الشرق الأوسط للحفاظ على الوجود المسيحي .
6,3 الحرب والسلم ودور القادة المسيحيين في عيش رسالتهم خلال توليهم المسؤولية السياسية.
7,3 تحفيز الحوار المسكوني والحوار بين أبناء الديانات ليتحوّل إلى عمل مشترك في الرعاية الإنسانية وخدمة المحبة في خبرات روحية وكنسية أصيلة.
8،3 إشكالية كنائسنا الشرقية في بلدان الانتشار هي إشكالية كنسية قانونية ومجتمعية: التأرجح بين الهوية والانتماء – كيفية التوفيق بين الهوية المشرقية والانتماء إليها بكل مقوّماتها، وبين الهوية الجديدة والانتماء إلى الكنيسة الجامعة.
9,3 تنقية الذاكرة الفردية والجماعية كمدخل إلى حوار صادق في المحبة والصراحة والإصغاء والاحترام. وهذا ما تعمل عليه كنيستنا في لبنان بتبنّي راعوية المصالحة التي تؤدي إلى حوار وطني في سبيل الخير العام ومستقبل لبنان واللبنانيين.
10,3 أولوية العمل مع الشبيبة القريبين من الكنيسة والبعيدين عنها: تنشئة ومرافقة خاصة لهم.
11،3 تنشئة سينودسية للاكليروس والعلمانيين بحسب رؤية استراتيجية مبنية على الاصغاء والحوار واحترام المواهب المتعددة.
12,3 مقاربة التعددية الثقافية بوعي أكبر وتقدير الاختلافات وفهمها كعوامل تساعد على النضوج. وتنشئة لكل فئات المؤمنين لمواجهة صعوبة هذه التحوّلات.
13،3 رسالة الكهنة المتزوجين (أي الرجال المتزوجين الذي دُعوا إلى الخدمة الكهنوتية) وتأثيرها الإيجابي في مجتمعنا على العائلة والأولاد والشباب. مناقشة هذا الموضوع من النواحي اللاهوتية والقانونية والراعوية والإنسانية والاجتماعية.
14،3 دور ورسالة ومكانة المرأة في الكنيسة: المشاركة الكثيفة للمرأة في المسيرة السينودسية جاء نتيجة التزامها في رسالة الكنيسة عندنا بالرغم من غيابها عن مراكز القرار. ما دفع كنيستنا إلى الدعوة إلى سينودس خاص بالمرأة. وهي سابقة في الكنيسة.
15،3 الليتورجيا: الإصلاح الليتورجي بحيث يأخذ في الاعتبار الحفاظ على التقليد من جهة والتحديث من جهة ثانية فيكون قريبًا من شعب الله ومفهومًا بلغته ويعطيه دورًا أكبر في المشاركة.
16،3 إدارة أملاك الكنيسة وممتلكاتها ومؤسساتها: الإلتزام بالشفافية الإدارية والمالية وإشراك العلمانيين في الإدارة وفي مواقع القرار.
18،3 دور ورسالة الإعلام المسيحي: أن يحمل الإعلاميون المسيحيون، من اكليروس وعلمانيين، العاملون في وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي مسؤولية الشهادة للمبادئ والقيم المسيحية ومواجهة المفاهيم والأفكار الغربية الساقطة على مجتمعنا بالاستناد إلى تعليم المسيح والكنيسة.
19،3 بحكم وجود كنائسنا في حوض البحر الأبيض المتوسط، مهد الحضارات والثقافات، وانتمائها إليها، نرجو العمل في المستقبل القريب على التفكير بالدعوة إلى سينودس خاص بالمتوسط.
20،3 الاعتراف بجرائم الاعتداءات الجنسية التي ارتكبها بعض الاكليريكيين، والسعي إلى بذل مزيد من الجهود لحماية الضعفاء.
* * * * * *