Almanara Magazine

الذكاء العاطفيّ في الإرشاد الروحيّ: نحو مرافقة أكثر وعيًا وفعاليّة في الحياة الروحيّة. الأب شربل يوسف

مقدمة

يشكّل الذكاء العاطفيّ أحد الركائز الأساسيّة التي تعزّز فعالية الإرشاد الروحيّ، حيث يلعب هذا المفهوم دورًا حيويًا في فهم المشاعر وإدارة العلاقات الإنسانيّة. يرتكز الذكاء العاطفيّ على القدرة على التعرف على المشاعر الشخصيّة ومشاعر الآخرين، مما يُفضي إلى تواصل أفضل وعمق في التفاعل الإنسانيّ. في سياق الإرشاد الروحيّ، يمكن للمرشدين الذين يمتلكون مستوى عالٍ من الذكاء العاطفيّ أن يكتسبوا رؤية أعمق للمواضيع الروحيّة والنفسيّة التي يعاني منها الأفراد، ممّا يسهل عمليّة الدّعم والتّوجيه الروحيّ بفعاليّة أكبر.

تتعدّد خصائص الذكاء العاطفيّ، بدءًا من الوعي الذاتيّ، وهو الفهم العميق لدى المرشد لمشاعره الخاصّة، وكيفيّة تأثيرها على تعامله مع الآخرين، وصولاً إلى مهارات التواصل الفعّالة التي تساعده على بناء علاقات ثقة وتواصل جليّ مع المسترشدين (Boyatzis, Goleman, Rhee, 2000). إنّ اتّباع هذا النهج يجعل من علاقة المرشد بالـمُسترشِد أسلوبًا مشتركًا للتفاعل والدّعم، وكما ويسهّل عمليّة معالجة المشاعر السلبيّة وكيفيّة توجيه الناس نحو تفهّم عواطفهم وتغيير تفكيرهم لتعزيز سلامتهم النفسيّة والروحيّة.

كلّ ذلك لا يخفي أنّ الإرشاد الروحيّ المستند إلى الذكاء العاطفيّ يتطلّب فهمًا عميقًا للسياقات الثقافيّة والاجتماعيّة التي يعيشها الأفراد، ممّا يزيد من فعاليّة التّوجيه. فكلّما تمّ تعزيز المكتسبات العاطفيّة للمرشد والمسترشد، توفّرت بيئة قادرة على تنمية الروح والجسد.

 

  1. تعريف الذكاء العاطفيّ

الذكاء العاطفيّ هو مفهوم يعكس قدرة التعرّف على المشاعر الخاصّة بالفرد ومشاعر الآخرين، ومن ثمّ توظيفها في عمليّة التفكير واتّخاذ القرارات (حماد، 2016). ظهر هذا المصطلح في تسعينيّات القرن الماضي، ويتضمّن أربعة مكونات رئيسيّة:

  • إدراك العواطف، وفهمها، وتنظيمها، واستخدامها بفعاليّة. الإدراك العاطفيّ يُعَدّ حجر الزاوية للذكاء العاطفيّ، حيث يتيح للفرد التعرّف على مشاعره ومشاعر من حوله، ممّا يُعزّز الوعي الذاتيّ والتواصل الفعّال.
  • أمّا الفهم العاطفيّ، فيشمل تفسير ومعالجة المشاعر، ممّا يساعد الشخص على فهم دوافع سلوكيّاته وسلوكيّات الآخرين. التنظيم العاطفيّ يُعنى بالقدرة على إدارة تلك العواطف من خلال وسائل بنّاءة، مثل كيفيّة التعامل مع الغضب أو الإحباط، ممّا يُساهم في الحفاظ على الصحة النفسيّة والعلاقات الاجتماعيّة الجيّدة.
  • فيما يتعلق بالاستخدام الفعّال للعواطف، فإن ذلك يتصل بكيفية دمج المشاعر في اتخاذ القرارات وتوجيه السلوك نحو تحقيق الأهداف.

في الإطار الروحيّ، يُعتبر الذكاء العاطفيّ أداة ضرورية لتعزيز العلاقات الإنسانيّة وفهم التجارب الروحيّة. فالأفراد الذين يتمتّعون بذكاء عاطفيّ عالٍ يُظهرون مرونة أكبر في مواجهة التحديات الروحيّة، وهو ما يمكّنهم من عبور الأزمات النفسيّة وتحقيق النضوج الروحيّ (Pargament, 2007, p. 103). من خلال تنمية الذكاء العاطفيّ، يُمكن للأفراد الوصول إلى مستوى أعمق من الفهم الروحيّ، الأمر الذي يُعزّز من تجاربهم الشخصيّة ويُخفّف من مشاعر القلق والاكتئاب.

بناءً على ما سبق، يُمكن الاستنتاج أنّ الذكاء العاطفيّ لا يُعتبر مجرّد مجموعة من المهارات، بل هو نظام متكامل يُساهم في نمو الأفراد على المستوى الروحيّ والنفسيّ، ويعزّز من قدرتهم على التفاعل بشكل إيجابيّ مع أنفسهم ومع الآخرين.

 

  1. الأبعاد الأساسيّة للذكاء العاطفيّ

يلعب الذكاء العاطفيّ دورًا حاسمًا في تطوير العلاقات الإنسانيّة وتعزيز فعاليّة الإرشاد الروحيّ، ويتميّز بعدد من الأبعاد الأساسيّة التي تُشكّل هيكله.

  • الوعي الذاتيّ

الوعي الذاتيّ، كأحد الأبعاد الأساسيّة للذكاء العاطفيّ، يعدّ عنصرًا محوريًّا في الإرشاد الروحيّ. يشير هذا المفهوم إلى القدرة على التعرّف على مشاعر الفرد وتفهمها، بالإضافة إلى إدراك تأثير تلك المشاعر على التصرّفات والقرارات. إنّ التعامل مع الأبعاد الداخليّة للنفس يعدّ ضرورة ملحّة للفرد في مسيرته نحو التوازن النفسيّ والروحيّ، حيث يوفّر له الفهم العميق لقدراته ونقاط ضعفه؛ “لا يمكن للفرد أن يصل إلى توازن داخليّ إلاّ من خلال الوعي بالذات، والقدرة على تقبّل نقاط الضعف والعمل على تطوير نقاط القوّة” (السرطاوي، 2010). يعزّز الوعي الذاتيّ من قدرة الأفراد على التفكير النقديّ في مشاعرهم، ممّا يسهّل التواصل مع الآخرين بفاعليّة.

تتجلى أهميّة الوعي الذاتيّ في الإرشاد الروحيّ من خلال تأكيده على الترابط بين العقل والجسد والروح. عندما يمتلك المرشد الروحيّ وعيًا ذاتيًّا مستقرًّا، يمكنه فهم التحديات الروحيّة التي يواجهها الآخرون بأسلوب أعمق. هذا الفهم يساعد في تعزيز التعاطف والانفتاح أثناء تقديم الدّعم والتّوجيه. إضافةً إلى ذلك، يؤدّي الوعي الذاتيّ إلى زيادة مستوى قبول الذات، وهذا ما يسهّل عمليّة التخطّي للأزمات والمواقف الصّعبة التي قد تواجه الأفراد في رحلتهم الروحيّة.

لا يقتصر تأثير الوعي الذاتيّ على الأفراد فحسب، بل يمتدّ ليشمل المجتمعات ككلّ. الأفراد الذين يتحلّون بوعي ذاتيّ جيّد يصبحون قادرين على تعزيز ثقافة العناية الذاتيّة والدّعم الجماعيّ. هذا السياق يشكّل أساسًا لبناء علاقات صحيّة وإيجابيّة، حيث يتمكّن الأفراد من التعبير عن مشاعرهم بوضوح وتقليل الاحتكاك الناتج عن الفهم الخاطئ أو التقديرات المبالغ فيها. وبالتالي، فإنّ تعزيز الوعي الذاتيّ ليس فقط عمليّة فرديّة تخصّ الفرد نفسه، بل تجعله متفاعلاً مع البيئة المحيطة، ممّا يسهم في بناء مجتمعات قائمة على الفهم والاحترام المتبادل(Brown, 2012, p. 113).

 

  • إدارة المشاعر

إنّ إدارة المشاعرَ تُمثّل القدرة على التعرّف على المشاعر الذاتيّة والتحكّم بها بفعاليّة لضمان اتّخاذ قرارات سليمة في السياقات الخاصّة بالإرشاد الروحيّ. تتطلّب هذه المهارة الفهم العميق للآليات النفسيّة التي تُؤثِّر على تجارب الفرد، مما يُساهم في تعزيز قدرته على التعامل مع المواقف “المختلفة بطريقة أكثر اتّ.انًا وفعاليّة، بناءً على فهمه لذاته وللعمليات النفسيّة المؤثّرة فيه” (السرطاوي، 2010، ص. 65). إذ يمكن للشّخص الذي يمتلك هذه المهارة أن يتجاهل الانفعالات الفوريّة أو يحلّلها بما يتيح له اختيار الردّ المناسب، وبالتّالي تعزيز فعاليّته في ممارسة الإرشاد الروحيّ.

بالإضافة إلى أنّ تتداخل إدارة المشاعر بشكل وثيق مع الوعي الذاتيّ، حيث يعتمد المرشدون الروحيّون على إدراك وفهم مشاعرهم ليتمكّنوا من تقديم الدّعم للآخرين بشكل فعّال. فبدون القدرة على إدارة مشاعرهم، قد يجدون أنفسهم متأثّرين بمشاعر الآخرين بشكل يؤدّي إلى انحراف عن المسار المخصّص للإرشاد. يتضمّن ذلك استراتيجيات مثل تقنيات التنفّس العميق، وممارسات التأمّل، وأيضًا الوعي بالموقف الراهن، كلّ ذلك يساعد في خلق حالة من الاستقرار النفسيّ.

تركّز إدارة المشاعر على تحديد استراتيجيات للردّ على الضغوط العاطفيّة، مما يمكّن الأفراد من المحافظة على هدوئهم في أوقات الأزمات. يمكن أن تسهم هذه المهارات في تقوية العلاقة بين المرشد والمسترشد، حيث يشعر هذا الأخير بالراحة والأمان عندما يدرك أنّ المرشد يمتلك قدرة فعّالة على إدارة مشاعره الخاصّة. وبالتالي، يؤدي هذا إلى بناء الثّقة وتَيسير عمليّة الإرشاد الروحيّ. بعبارة أخرى، إنّ القدرة على إدارة المشاعر لا تتيح فقط للأفراد بأن يكونوا أكثر مرونة نفسيًّا، بل تُعزز أيضًا من فعالية دورهم كمرشدين روحيّين (أبو مغلي، 2014).

 

ج- التعاطف

إنّ التعاطف هو العنصر الذي يتيح للفرد أن يتواصل عاطفيًّا مع الآخرين، ممّا ينمّي القدرة على فهم مشاعرهم واحتياجاتهم بعمق (Brown, 2022, p. 76). لا يقتصر التعاطف على مجرد المشاعر السطحيّة أو التعاطف الفكريّ، بل يمتدّ ليشمل القدرة على التفاعل مع مشاعر الآخرين بطريقة تلبّي احتياجاتهم العاطفيّة والروحيّة. في السياق الروحيّ، يُمكن للتعاطف أن يكون أداة قويّة لدعم عمليّة الإرشاد، حيث يعمل على بناء الثّقة والتواصل الفعّال بين المرشد والمسترشد.

إن التعاطف يتطلّب مهارات إصغاء نشطة، وانتباهًا دقيقًا للحركات الجسديّة والنبرات الصوتيّة، مما يساعد المرشد في قراءة الحالة الداخليّة للمسترشد. يُعتبر استجابة المرشد لمشاعر المسترشد من خلال تعبيرات مثل التفاهم المصحوب بالعطف، من الأمور الحاسمة لخلق بيئة آمنة ومحفِّزة للنموّ الروحيّ. يؤدّي التعاطف الفعّال إلى الفهم الشامل للمشكلات والتحديات التي يواجهها الأفراد، وهذا ما يرفع من جودة الإرشاد الروحيّ.

ولا يخفى علينا، أنّ هذا التعاطف يسهم في تعزيز العلاقات الإنسانيّة وتطوير مجتمعات أكثر تماسكًا وتفهّمًا، حيث يمكن للأفراد أن يشعروا بأنّهم جزء من كيان أكبر وأنّهم معنيون بآلام وأفراح الآخرين. هذا النهج يجعل من التعاطف قيمة مجتمعيّة تدعم الاتصال الفعّال بين الأفراد. وبناءً عليه، يُصبح التعاطف ضرورة مُلحّة في مجال الإرشاد الروحيّ، حيث يُمكّن المرشدين من تقديم الدعم الحقيقيّ للمسترشدين في مساعيهم لاكتشاف ذواتهم وتحقيق السلام الداخليّ.

 

د- المهارات الاجتماعيّة

تُسهم المهارات الاجتماعيّة في تشكيل طبيعة العلاقات الإنسانيّة وتعزيز التواصل الفعّال. تمثّل هذه المهارات القدرة على التفاعل مع الآخرين بطرق تتجاوز مجرد التبادل اللغويّ، إذ تشمل قراءة الإشارات غير اللفظيّة، وتطوير القدرة على استجابة ملائمة لمختلف المواقف. فعندما يتمتّع المرشد بمهارات اجتماعيّة متقدّمة، يكون أكثر قدرة على بناء علاقات مستدامة، ما يزيد من فعاليّة الإرشاد الروحيّ ويساعد في خلق بيئة داعمة ومشجّعة للأفراد الذين يسعون لتحقيق توازن نفسيّ وروحيّ.

من الطبيعيّ أن تكون المهارات الاجتماعيّة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بعمليّة الوعي بالذات؛ إذ على الأفراد أن يكونوا مدركين لكيفيّة تأثير مشاعرهم وسلوكيّاتهم على الآخرين. يتضمّن ذلك القدرة على الاصغاء الفعّال الذي يُعَدُّ عنصرًا حيويًّا يُسهم في فهم وجهات نظر الآخرين وتوجّهاتهم. عندما يُظهِر الـمُرشِد الروحيّ اهتمامًا حقيقيًّا بمشاعر المسترشد، يتحقّق في ما بينهما تواصل عميق يزيد من الثقة. ويُعتبر التعاطف عنصرًا مركزيًّا أيضًا؛ فهو لا يقتصر على فهم مشاعر الآخرين وحسب، بل يتعدّاه إلى استجابة فعّالة تُظهر الاحترام والمشاركة (Brown, 2022).

بهدف إتقان المهارات الاجتماعيّة، ينبغي تطبيق تقنيات محدّدة تُمارس بانتظام، والتي قد تشمل تمارين على العمل الجماعيّ، الألعاب التفاعليّة، والمناقشات المفتوحة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تلعب تقنيّة تحليل الأدوار والمواقف الاجتماعيّة دورًا مهمًّا في تحسين مهارات التفاوض وإدارة الصراعات. عند ممارسة هذه الاستراتيجيات، يمكن أن يتحوّل المرشد إلى ممارسٍ حكيمٍ للذكاء العاطفيّ، قادر على مواجهة التحديات الاجتماعيّة بروحٍ إيجابيّة ممّا يؤثّر بشكل مباشر في جودة الإرشاد الروحيّ.

 

  1. الإرشاد الروحيّ: مفهومه وأهميّته

الإرشاد الروحي هو عمليّة تفاعليّة تهدف إلى مساعدة الأفراد على استكشاف وفهم جوانبهم الروحيّة والوجوديّة، وذلك ضمن احترام تجاربهم الشخصيّة. يُعتبر الإرشاد الروحيّ أداة قيّمة لمعالجة التحديات النفسيّة والعاطفيّة التي قد تعترض المسار الإنسانيّ، فالعلاقة بين الروحانيّة والصحة النفسيّة تتداخل بعمق، حيث تؤثّر الأبعاد الروحيّة في كيفيّة التعامل مع الضغوطات والتوترات اليوميّة (Koenig, 2012). بمعنى آخر، يُعدّ الإرشاد الروحيّ أحد الأبعاد الأساسيّة في الحياة المسيحيّة، إذ يمثّل مسيرة مرافقة وتأهيل روحيّ تهدف إلى مساعدة المؤمن على تمييز صوت الله في حياته والنموّ في القداسة. ويستند هذا الإرشاد إلى تقليد راسخ في الكنيسة، تجلّى في حياة القديسين، والآباء الروحيّين، والرهبان، الذين مارسوا دور المرشد والمرافق الروحيّ عبر الأجيال. فالإرشاد الروحيّ هو علاقة شخصيّة عميقة بين مرشدٍ ذي نضج روحيّ وخبرة إيمانيّة، وبين مُسترشد يسعى إلى تمييز إرادة الله وتنمية حياته الروحيّة. لا يقوم الإرشاد على إصدار الأوامر، بل على الإصغاء العميق، والحوار، وتقديم النصح المستنير بكلمة الله وتعليم الكنيسة.

لذلك، يتضمّن الإرشاد الروحيّ عناصر جوهريّة، منها:

  • التمييز الروحيّ: لمرافقة الشخص في تمييز ما هو من الله وما لا يُرضيه.
  • النموّ في العلاقة مع الله: من خلال الصلاة، عيش أسرار الكنيسة، التأمّل في الكتاب المقدّس، والتوبة المتجدّدة.
  • يقظة الضمير المسيحيّ: بالمساعدة على اتّخاذ قرارات وفقًا للمبادئ الإنجيليّة.

تكمن أهميّة الإرشاد الروحيّ في عدّة جوانب، أبرزها:

  1. النضج الروحيّ والشخصيّ: يساعد الإرشاد في توجيه المؤمن نحو عمق الذات ومواجهة التحدّيات الروحيّة والأخلاقيّة بصدق ومسؤوليّة.
  2. التمييز في الدعوات: يُسهم في مساعدة الشباب خصوصًا على اكتشاف دعوتهم الشخصيّة، سواء في الحياة الكهنوتيّة أو الرهبانيّة أو العائليّة.
  3. المرافقة في الأزمات: يُشكّل دعمًا مهمًّا في الأوقات الصعبة، كالشكّ، الجفاف الروحيّ، أو الألم.
  4. التحصين ضدّ الانحرافات: يُساعد المؤمن على البقاء في مسار الإيمان المستقيم، والحذر من التيّارات المضلّلة.
  5. نقل التراث الروحيّ: يُعزّز الإرشاد الروحيّ استمرار التقليد الروحيّ المسيحيّ، ويغني المسيرة الشخصيّة والجماعيّة في الكنيسة.

 

إن تحقيق الفهم الدقيق للذات وتطوير الوعي الذاتيّ جزء لا يتجزأ من هذه العمليّة، إذ أنّ الإرشاد الروحيّ يدعو الأفراد لاستكشاف هويّتهم العميقة وتحديد أهداف حياتهم، ممّأ يساعد في عمليّة اتخاذ قرارات أكثر وعيًا وعقلانيّة. فضلاً عن ذلك، يشكّل الإرشاد الروحيّ منارة توجيه تساعد الأفراد على البحث عن التوازن النفسيّ والروحيّ.

 

  1. العلاقة بين الذكاء العاطفيّ والإرشاد الروحيّ

إنّ كلّ ما تقدّم يُظهِر أنّ للذكاء العاطفيّ دورًا محوريًّا في الإرشاد الروحيّ، إذ يعزّز العلاقات الإنسانيّة ويسهّل التواصل العميق بين المرشد الروحيّ والمسترشد. وبما أنّ الذكاء العاطفيّ يتمحور حول القدرة على التعرّف على المشاعر وفهمها، سواء كانت تلك المشاعر ذاتيّة أو مرتبطة بالآخرين، يمكّن الفهمُ العاطفيّ المرشدَ من توفير بيئة آمنة تسمح للمسترشد بالتعبير عن مخاوفه وألمه، ممّا يسهّل عمليّة المرافقة والشفاء والتركيز على النموّ الروحيّ.

لذلك، يمكن للمرشد الروحيّ، من خلال تطوير مهاراته في الذكاء العاطفيّ، أن يميّز بين المشاعر الحقيقيّة العميقة والتجارب السطحيّة، الأمر الذي يُسهِم في توجيه النصائح والإرشادات المناسبة (Andrei, 2024). هذا النوع من الفهم يفيد في تحديد الأسباب الجذريّة للمشكلات التي قد يواجهها المسترشد، مما يتيح تطوير حلول تتعدى السطحيّة، وتصل إلى جوانب أعمق تتعلّق بالنفس والروح. من هنا أهميّة أن يلعب المرشد الروحيّ دورًا محوريًا في تعزيز الذكاء العاطفيّ لدى المسترشدين، من خلال توفير الدّعم النفسيّ والعاطفيّ الذي يساهم في تحسين قدرتهم على التعرّف على مشاعرهم وإدارتها. وبالتالي يمكن للمرشد أن يخلق بيئة آمنة تسمح للمسترشد بالتعبير عن أحاسيسه المعقّدة من خلال بناء علاقة ثقة معه، وهذا بدوره يعزّز الوعي الذاتيّ. هذا الوعي لا يساعد الأشخاص فقط على فهم دوافعهم الداخليّة، بل يجعلهم قادرين على تطوير مهارات التعامل مع الآخرين بفعاليّة.

لتحقيق ما نحن في صدد الكلام عليه، لا بدّ للمرشد من أن يستخدم استراتيجيات مثل الإصغاء النشط والتفاعل التعاطفيّ لتوجيه الأفراد نحو اكتشاف جوانب جديدة من أنفسهم. هذه الاستراتيجيات لا تقتصر على التواصل مع المشاعر السلبيّة فحسب، بل تشمل أيضًا التعرّف على المشاعر الإيجابيّة وتعزيزها (Neff & Germer, 2013). على سبيل المثال، عند مواجهة تحديات الحياة، يمكن للمرشد أن يساعد الأشخاص على إعادة تصوّر تلك التحديات كفرص للنموّ، ما يسهم في زيادة مرونتهم عاطفيًا ويحفّزهم على التواصل مع مشاعرهم بطريقة أعمق. علاوةً على ذلك، على المرشد الروحيّ أن يساهم في تنمية الذكاء العاطفيّ لدى المسترشدين من خلال تعليمهم كيفيّة تنظيم مشاعرهم، ليتمكّنوا من إدارة التوتّر والمشاعر السلبيّة بطرق صحيّة. عبر تقنيات مثل التأمّل والتفكّر، يصبح الأشخاص أكثر قدرة على التعاطي مع ردود الأفعال العاطفيّة بطريقة واعية ومتبصّرة.

إن العلاقة بين الذكاء العاطفيّ والإرشاد الروحيّ تعكس أهميّة الوعي الذاتيّ والتعاطف مع الآخرين. فالوعي الذاتيّ يسمح للمرشد بالتعرف على مشاعره الخاصة وكيفية تأثيرها على العمل الإرشادي، وبالتالي يمكنه اتّخاذ خطوات مستنيرة لحماية العمليّة الروحيّة من أي تدخلات ذات طابع شخصيّ. من جهة أخرى، التعاطف يمكّن المرشد من التفاعل وفهم التجارب والتحديات التي تعصف بالمسترشد. بناءً على ذلك، يتّضح أنّ الذكاء العاطفيّ ليس مجرّد مهارة منفصلة، بل هو عنصر حيويّ يرفع من فعالية وعُمق الإرشاد الروحيّ، ويساهم في التطوير الذاتيّ والنموّ الروحيّ.

 

  1. أهمية الذكاء العاطفيّ في حياة المسترشدين

بناءً على كلّ ما سبق عرضه، يمكننا القول بأنّ الذكاء العاطفيّ هو أحد المفاهيم المهمّة التي تؤثّر بشكل بالغ في حياة المسترشدين، فلا يخفى علينا أنّ له دورًا في تحسين الصحة النفسيّة، وزيادة الوعي الروحيّ. فمن خلال تطوير القدرة على التعرّف إلى المشاعر وإدارتها، يتمكّن المسترشدون من تحسين قدرتهم على التواصل بفعاليّة مع الآخرين، إذ لا بدّ أنّ الفهم العميق لمشاعر الآخرين يمكن أن يساعد الأفراد في بناء تفاعلات أكثر عمقًا ومصداقيّة، وهذا ما يخلق بيئة آمنة وحاضنة للنموّ الشخصيّ والروحيّ. نعرض بعض الفوائد للمسترشدين عند اعتماد نهج الذكاء العاطفيّ:

  • تحسين العلاقات الشخصيّة: تحسين العلاقات الشخصيّة هو أحد أبرز الأبعاد التي يتناولها مفهوم الذكاء العاطفيّ. إنّ علاقاتنا هي نتاج تفاعل مشاعرنا وقدرتنا على فهم وتقدير مشاعر الآخرين، ويُعَدّ الذكاء العاطفيّ الأداة التي تسهّل هذا التفاعل. يتجلّى تحسين العلاقات من خلال مهارات مثل التعاطف الذي يسمح للأشخاص أن يصغوا بفاعليّة ويتفاعلوا مع معاناة الآخرين، ممّا يعزّز التواصل الفعّال ويُسهم في تحقيق علاقات أكثر توازنًا (Neff & Germer, 2013).

بشكل أوضح، عند تطبيق مبدأ الذكاء العاطفيّ، يكتسب الأفراد القدرة على إدارة انفعالاتهم بشكل أفضل، فتقلّ حالات النزاع وسوء الفهم. لذلك، يلعب كلّ من التفاعل الإيجابيّ والتعبير عن المشاعر بوضوح وصدق دورًا مهمًّا في تحسين العلاقات، بحيث يتمكّن الأشخاص من الإعراب عن احتياجاتهم وآمالهم دون خوف من ردود فعل سلبيّة. فضلاً عن أنّ القدرة على الاعتراف بالاخطاء والاعتذار تمثّل جزءًا لا يتجزأ من عمليّة بناء الثقة، ممّا يفعّل التقدير المتبادل والروابط الشخصيّة العميقة.

  • تعزيز الصحّة النفسيّة: تعتبر الصحّة النفسيّة ركيزة أساسيّة للحياة المتوازنة والسليمة، ولها دور محوريّ في الدفع نحو النموّ الشخصيّ والروحيّ. في هذا الإطار، يُفهم الذكاء العاطفيّ على أنّه القدرة على إدراك المشاعر، وفهمها، والتفاعل معها بإيجابيّة وبطريقة بنّاءة. هذه القدرة لا تقوّي التواصل الفعّال فحسب، بل تساهم أيضًا في تحسين الرخاء النفسيّ العام.

من خلال تطوير الذكاء العاطفيّ، يصبح الأفراد قادرين على فهم استجابة أجسامهم وعقولهم للضغوطات المختلفة؛ أي تصبح لديهم القدرة على التأقلم والتكيّف مع التحديات الحياتيّة (Trigueros et al., 2020). فالأشخاص الذين يتّسمون بمستويات عالية من الذكاء العاطفيّ غالبًا ما يُظهِرون قدرات أفضل في مواجهة التوتّر، ممّا يقلّل من احتماليّة الإصابة بأمراض نفسيّة مثل الاكتئاب والقلق. فهم مشاعرهم يمكن أن يقودهم أيضًا إلى اتخاذ قرارات أكثر حكمة، مما يعزّز قدرتهم على مواجهة صراعات الحياة بموارد نفسيّة أقوى.

  • زيادة الوعي الروحيّ: يتجاوز الوعي الروحيّ مجرّد التقاط اللحظات الراهنة أو الانغماس في التأمّل، بل يتطلّب القدرة على فهم تجارب الحياة المتعدّدة برؤية متكاملة. الأفراد الذين يمتلكون ذكاءً عاطفيًا قادرون على تحليل مشاعرهم وأحاسيسهم في سياقات روحيّة، مما يوثّق ارتباطهم بالعالم من حولهم، وبالتحديد بتجاربهم الذاتيّة. إنّ تواصل الفرد مع مشاعره، واعترافه بها، يؤدّي حتمًا إلى فتح قنوات جديدة للتواصل مع الأبعاد الروحيّة.

كما أنّ زيادة الوعي الروحيّ تنمّي علاقات أعمق مع النفس ومع الآخرين. فعندما يفهم الفرد مشاعر الآخر ويتمكّن من التعاطف معه، فإنّه يساهم في بناء بيئة تشجّع على التفكير التأمليّ والنموّ الروحيّ المشترك. هذه العلاقات تتوثّق من خلال الاحترام المتبادل والاعتراف بالتباينات (Trigueros et al., 2020).

كما ونذكر أنّ الوعي الروحيّ يمكن أن يزيد من مستويات التفاؤل والسعادة في الحياة. إذ انّ الأشخاص الذين يمارسون الذكاء العاطفيّ في سياقات تتعلّق بالروحانيّة يكونون أكثر وعيًا بحالتهم النفسيّة والروحيّة، مما يمكّنهم من تطوير استراتيجيات فعّالة للتعامل مع التحديات والتقلّبات. هذه الديناميكيّة التي تربط بين الذكاء العاطفيّ والوعي الروحيّ تخلق إطارًا يمكّن الأفراد من التفكير في تجاربهم الروحيّة بشكل نقديّ، وهذا ما يساعد على الارتقاء بمستوى الوعي الذاتيّ.

 

  1. استراتيجيات تعزيز الذكاء العاطفي في الإرشاد الروحي

إنّ استراتيجيات تعزيز الذكاء العاطفيّ ضروريّة لتحقيق تواصل فعّال وبنّاء، حيث يساهم ذلك في تحسين جودة العلاقة بين المرشد والمسترشد.

  • التدريب على الوعي الذاتيّ

يشكّل التدريب على الوعي الذاتيّ ركيزة مهمّة في تحسين الإرشاد الروحيّ. يتضمّن هذا التدريب تنمية قدرة الفرد على التعرّف وفهم مشاعره وأفكاره وعواطفه، ممّا يمكّنه من التعامل بشكل أفضل مع تحديات الحياة. كما ويعرّف الأشخاص على الأنماط السلوكيّة والعواطف التي تؤثّر في تفاعلاتهم مع الآخرين، ويعتبر نقطة انطلاق للتطوّر الشخصيّ والروحيّ.

تجري عمليات التدريب على الوعي الذاتيّ من خلال مجموعة متنوعة من الأساليب، مثل التأمّل الذهيّ، والتفكير الذاتيّ، الكتابة التأمليّة، والتوجيه من قبل مُدرِّبين مختصّين. تساهم هذه الممارسات في تعزيز فهم الأفراد لعواطفهم، وتمكينهم من التعرف على المشاعر المعقدة والتي قد تؤثّر على قراراتهم وسلوكيّاتهم (Neff & Germer, 2013). من خلال برامج التدريب، يصبح الأفراد قادرين على التعرّف على المحفزات التي تؤدّي إلى تغييرات في مزاجهم ويسهم ذلك في إدارة ردود أفعالهم بشكل أفضل.

علاوة على ذلك، يعمل الوعي الذاتّي على تعزيز القدرة على التعاطف، حيث يتجلى ذلك في فهم مشاعر الآخرين استنادًا إلى إدراك المشاعر الشخصية.

 

  • تطوير مهارات التعاطف

من أبرز الأساليب التي يمكن اعتمادها لتطوير مهارات التعاطف هي الإصغاء الفعّال، الذي يتطلّب تركيزًا عميقًا على ما يقوله الشخص الآخر. يشمل ذلك التنبّه لرسائل لغة الجسد، مثل تعبيرات الوجه وحركات الجسم، والتي تعكس مشاعر قد لا يتمّ التعبير عنها بالكلمات. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي على الـمُصغي أن يكون متفهّمًا وسريع الاستجابة، حيث يشكّل التفاعل العاطفيّ جزءًا حيويًا من العمليّة. يُعدّ استخدام أسئلة مفتوحة وسيلة فعّالة لتحفيز النقاشات العميقة، مما يسمح للأشخاص بمشاركة قصص وتجارب شخصيّة قد تكون محوريّة لفهم تجاربهم الروحيّة (Neff & Germer, 2013).

كما وأنّه يمكن تطوير عمليّة التعاطف من خلال ممارسة التأمّل وتنمية الوعي الذاتيّ، إذ تساعد هذه الأنشطة على تعزيز القدرة على الارتباط بمشاعر الذات ومشاعر الآخرين على حد سواء. إن فهم العقليّة العميقة للتعاطف وتطبيق استراتيجيات محدّدة لتطويره ينطوي على تحول جذريّ في كيفيّة معاملة الأفراد لأنفسهم وللآخرين، ممّا يُسهّل عملية الشفاء الروحيّ والنموّ.

 

ج- تعزيز التواصل الفعّال

تتضمّن استراتيجيات تعزيز التواصل الفعّال الإصغاء النشط، الذي يتجاوز مجرد سماع الكلمات، كالتركيز على مضمون الرسالة والاهتمام بتفاصيلها، بما في ذلك الإشارات غير اللفظيّة. إنّ تطبيق مهارات الإصغاء النشط، يمكّن المرشد من استشفاف مشاعر المسترشدين بصورة أفضل، فيصل بشكل أفضل إلى عمق المشكلات التي يواجهونها.

يلعب التعبير عن المشاعر جزءًا أساسيًّا في بناء التواصل الفعّال. لذلك، تُعتَبَر ممارسة الشفافيّة العاطفيّة أداة فعّالة، حيث تشجّع المسترشدين على مشاركة تجاربهم ومشاعرهم مع المرشدين، مما يُعَزّز من شعور الانتماء والثقة. يتوجب على الإرشاد الروحي في هذا السياق أن يوجه المسترشدين أيضًا للتّعبير عن مشاعرهم بشكل متوازن وصحيح (Neff & Germer, 2013).

 

خاتمة

من المحبّذ أن تتّجه آفاق الإرشاد الروحيّ نحو احتواء أبعاد جديدة تعكس تطورات الذكاء العاطفيّ كعامل أساسيّ في عمليّة الإرشاد، وذلك دون أن ننكر بأنّه خلال السنوات الأخيرة، زادت أهميّة تعزيز القدرة على التعرّف على المشاعر الذاتيّة ومشاعر الآخرين كوسيلة لتحسين تجارب الأفراد الروحيّة. وفي حين يتزايد التفاعل بين الإرشاد الروحيّ والتركيز على الذكاء العاطفيّ، يمكننا توقّع ظهور برامج تدريبيّة متطوّرة توفّر مهارات وكفاءات معيّنة ضروريّة للمرشدين الروحيّين في هذا السياق. ومن الضروريّ دمج عناصر من علم النفس، خاصّة المعطيات المتعلّقة بالمشاعر، ليتمكّن المرشدون من الوصول إلى مستويات أعمق من التواصل مع المسترشدين. هذا الدمج بين المعارف الروحيّة والنفسيّة يساهم في تحقيق الفهم الشامل للتوجهات البشريّة، ممّا يؤدي إلى تطوير استراتيجيات إرشاديّة أكثر كفاءة وارتباطًا بالحاجات الحاليّة للأشخاص.

يتمثّل الذكاء العاطفيّ في القدرة على التعرّف على المشاعر الذاتيّة وفهمها، بالإضافة إلى القدرة على التفاعل مع مشاعر الآخرين. هذا الأمر يشكّل قاعدة أساسيّة لممارسة الإرشاد الروحيّ، حيث يزيد من قدرة المرشدين على استيعاب التحديات العاطفيّة والروحيّة التي تواجه المسترشدين.

في سياق الإرشاد الروحيّ، يعتبر الذكاء العاطفيّ أداة حيويّة تساهم في خلق بيئة آمنة للدور الذي يلعبه المرشد في حياة الأشخاص. فبدلاً من تبنّي منظور مجرّد أو قسريّ، يستطيع المرشد أن يعكس التعاطف والفهم، ممّا يسهّل عليه استكشاف الأبعاد الروحيّة والمعقدة للشخصيّة البشريّة.

يتضح، أخيرًا، أنّ الذكاء العاطفيّ ليس مجرّد مهارة إضافيّة، بل هو عنصر أساسيّ يمكّن الإرشاد الروحيّ من أن يكون فعّالاً ومؤثراً. فمن خلال دمج الذكاء العاطفيّ في الأبعاد الروحيّة والتوجيهيّة، يمكن للمرشدين أن يسهموا بفعاليّة في تعزيز السلام الداخليّ والنموّ الشخصيّ للمسترشدين. وبذلك، يتجلّى الأثر العميق للذكاء العاطفيّ كجزء لا يتجزّأ من الإرشاد الروحيّ، والذي يساهم في تشكيل تجربة إنسانيّة غنيّة وشفّافة تعزّز من العلاقات العميقة والمستدامة.

 

 

 

المراجع

  1. Andrei, D. (2024). Enhancing religious education through emotional and spiritual intelligence. HTS Teologiese Studies / Theological Studies, Vol 79, N0 1
  2. Boyatzis, R. E., Goleman, D., & Rhee, K. (2000). Clustering competence in emotional intelligence: Insights from the Emotional Competence Inventory (ECI). Handbook of emotional intelligence, 343–362.
  3. Brown, B. (2022). Atlas of the Heart: Mapping Meaningful Connection and the Language of Human Experience. New York: Random House.
  4. Koenig, H. G. (2012). Religion, spirituality, and health: The research and clinical implications. ISRN Psychiatry, 2012, Article ID 278730. https://doi.org/10.5402/2012/278730
  5. Neff, K. D., & Germer, C. K. (2013). A pilot study and randomized controlled trial of the mindful self‐compassion program. Journal of Clinical Psychology, 69(1), 28–44. https://doi.org/10.1002/jclp.21923
  6. Pargament, K. I. (2007). Spiritually Integrated Psychotherapy: Understanding and Addressing the Sacred. New York: Guilford Press.
  7. Trigueros, R., Padilla, A. M., Aguilar‑Parra, J. M., Rocamora, P., Morales‑Gázquez, M. J., & López‑Liria, R. (2020). The influence of emotional intelligence on resilience, test anxiety, academic stress and the Mediterranean diet. A study with university students. International Journal of Environmental Research and Public Health, 17(6), 2071. https://doi.org/10.3390/ijerph17062071
  8. أبو مغلي، خضر عبد الله. (2014). أسس الإرشاد النفسي. عمّان: دار الفكر
  9. السرطاوي، عبد العزيز، ص 61. (2010). الذكاء العاطفي وتطبيقاته التربوية. عمان: دار الشروق
  10. حماد، منى. (2016). أثر الذكاء العاطفي في اتخاذ القرار لدى مديري المدارس الثانوية. مجلة جامعة دمشق للعلوم التربوية والنفسية، 32(2)، 115-135

 

 

الأب شربل يوسف

جامعة الروح القدس- الكسليك

Charbel.m.youssef@net.usek.edu.lb

 

 

Scroll to Top