مؤتمر صحفي
لإطلاق الجمعيّة السينودوسيّة القارّيّة للكنائس الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط
الإثنين 6 شباط/فبراير 2023 – بيت عنيا، حريصا- لبنان
المطران اسحق جول بطرس
صاحب السيادة المطران أنطوان نبيل العنداري السامي الاحترام، رئيس اللّجنة الأسقفيّة الكاثوليكية للإعلام في لبنان،
أصحاب السيادة السامي احترامهم،
قدس الآباء العامين والرئيسات العامّات الجزيل احترامهم واحترامهن،
حضرة الأب خليل علوان الجزيل الاحترام، أمين عام مجلس بطاركة الشرق الكالثوليك،
الآباء والإخوة والأخوات المحترمين والمحترمات،
أيّها الإعلاميون والإعلاميّات الكرام،
الإخوة والأخوات المشاهدون والمستمعون والقرّاء والمُبحرون عبر وسائل التواصل الاجتماعي الأعزّاء،
- المسيرة السينودسيّة
انتهت المرحلة الأولى، أي المرحلة الأبرشية، من المسيرة السينودوسيّة الّتي دعا إليها قداسة البابا فرنسيس الكنيسة الكاثوليكيّة في العالم، تحت عنوان: “من أجل كنيسة سينودوسية: شركة ومشاركة ورسالة” (2021- 2023)، وقد أرسلت المجالس الأسقفيّة حول العالم خلاصاتها عن هذه المرحلة التي قامت على السير معًا بهدي الروح القدس والمحادثة الروحيّة، إلى الأمانة العامة للسينودوس في الكرسي الرسولي في روما. في ضوء هذه الخلاصات أصدرت الأمانة العامّة الوثيقة القارّيّة استعدادًا لمتابعة الخطوة الثانية من المسيرة السينودوسية وهي المرحلة القارّيّة.
- ما هي المرحلة القارّيّة؟
المرحلة القارّيّة هي وقت للإصغاء والتمييّز والصلاة لشعب الله في جميع الكنائس المحلية على أساس قارّيّ، ينتج عنها سلسلة من التجمعات القارّيّة التي تهدف إلى تعميق مسار التمييّز، من قبل الأشخاص الذين تم تعيينهم لتمثيل الكنائس المحليّة في اللقاءات السينودوسية التي تسبق انعقاد الجمعيّات القارّيّة. من المؤكّد أن المقاربات ستكون متعددة إلا أنّها على تعددها ستأخذ بعين الاعتبار الممارسات القائمة، والعناصر الثقافيّة واللّغوية والجغرافية واللوجستيّة في كلّ قارّة. هذه المرحلة تتميز بوثيقة المرحلة القارّيّة (DEC)، التي تم وضعها بعد تأمل عميق في الخلاصات التي رفعها مجالس الأساقفة، والكنائس الشرقية.
في هذا الإطار، ونظرًا للأهميّة البالغة التي تنظر بها الكنيسة إلى إسهامات الكنائس الشرقيّة في المسيرة السينودوسيّة، أعطت هذه الكنائس في منطقة الشرق الأوسط بعدًا قارّيّا، ولذلك تلتئم الجمعيّة السينودوسيّة القارّيّة للكناس الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط بين 12 و18 شباط الجاري في بيت عنيا، حريصا في لبنان، وسوف يتكلّم عن هذه الجمعية بإسهاب حضرة الأب خليل علوان المرسل اللبناني أمين عام مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك في كلمته.
- ما هي أهداف المرحلة القارّيّة؟
الهدف من المرحلة القارّيّة هو تعميق التمييّز حول ما برز في المرحلة الأولى من الاصغاء أبرشيًا ووطنيًّا، بهدف صياغة أدق للأسئلة المطروحة، وبغية توضيح وتعميق الأفكار الواردة من الكنائس المحلية، في منظور قارّيّ. تساعد الوثيقة القارّيّة على التفكير بما برز عن استشارة شعب الله في الكنائس المحلية حول العالم. هذه المرحلة هي أيضًا فرصة للاستماع إلى حقائق برزت وتبرز على هامش الكنيسة، بخاصّة تلك التي لم يتم التقاطها خلال المرحلة السابقة. المرحلة القارّيّة ليست الوقت لإعطاء إجابات أو لاتخاذ قرارات بشأن الإجراءات التي يجب اعتمادها، إنّما هي حال استنفار روحيّ عام متضامن لإبراز هويّة شعب الله ودعوته ككنيسة في قلب العالم.
- أهميّة هذا السينودس؟
من المهم جدًا أن نفهم أن السينودوسية هي ممارسة الكنيسة الأولى، إنّها في الوقت عينه قلق ودينامية يرجعان إلى هوية الكنيسة بذاتها، أي إلى كيانها ورسالتها. فبكون السينودسيّة ديناميّة الحياة الكنيسة، فهي مسيرة تكتسب بالممارسة. لهذا السبب إنّ مسار اكتشاف هذه الديناميّة في حياة الكنيسة مجددًا، وفق هذا السينودس الخاص الّذي ابتدأ بالمرحلة الابرشيّة، لا يمكن أن ينتهي أو أن يوضع له حدٌّ، أو أن يحدّد له زمنٌ تكتسب خلاله أو لا تكتسب. السينودوسية كما الشركة بين الأشخاص تتطلب من الأشخاص المعنيين قول نعم يوميًّا. بهذا المعنى، من الضروري الأكيد، على أنّ المسار السينودوسي الحالي لا ينتهي مع المرحلة الابرشيّة ولا مع المرحلة القارّيّة ولا حتّى مع الاحتفال بالجمعية السينودوسيّة للأساقفة. فكلّ واحد والجميع مدعوون إلى عيش هذه الدعوة للاهتداء إلى السينودوسيّة يوميًّا، في الخبرة الإيمانيّة الشخصيّة، ولمتابعة عمل الإصغاء-التميّيز الواقعي وفق توجيهات الرعاة.
- خلاصة:
في الواقع، هذه المرحلة القارّيّة ليست مرحلة مستقلة، ولكن يُقصد منها أن تكون استمرارًا لعمل الإصغاء- التمييّز على المستوى المحلي-الوطني (المرحلة الأولى) مع عمل الإصغاء -التمييز للمرحلة التالية، المرحلة الشاملة، التي تأخذ شكلها في سينودوس الأساقفة في تشرين الأوّل /أكتوبر 2023. وتتواصل حتى تشرين الأوّل /أكتوبر 2024.
ما يضمن الرابط في هذا المسار السينودوسي، هو العمل انطلاقًا من وثيقة المرحلة القارّيّة، هذه الوثيقة التي كان يُطلق عليها في ما مضى” أداة العمل”. ينبغي فهم هذه الوثيقة كمنهل حقيقي تسهّل ممارسة الحوار، والاصغاء والتمييز على المستوى القارّيّ.
ومن الضروري إدراك أنّ هذه الوثيقة للمرحلة القارّيّة، ليست للتعديل أو للتصحيح أو للتوسيع للمرحلة الجامعة،إنّما دليل حقيقيّ لتمييز دائم، هو ثمرة الإصغاء لشعب الله.
هذا المسار السينودوسيّ في ديناميكيّته، عبر الاصغاء والتمييز القائمين على المحادثة الروحيّة سيشكّل دون شكّ تواصلاً لعنصرة جديدة منها تنطلق، بتجدد دائم، مسيرة الكنيسة، ومسيرة كلّ مؤمن ومؤمنة بالله الآب والابن والروح القدس في الشركة والمشاركة والرسالة.
مع خالص احترامي والتماس الصلاة،
الأب كلود ندره ر.ل.م.
الأمين العام
مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك
في لبنان