Almanara Magazine

مهام اللاّويين الكهنوتية

مَن هم اللاويون؟

يأخذ اللاّويون إسمهم من لاوي وهو أحد أبناء يعقوب الاثني عشر من إمرأته ليئة[1]. كانوا يقسمون الى ثلاث فئات نسبة لأولاد لاوي الثلاثة جِرشون وقَهات ومَراري[2]. يخبرنا سفر الخروج عن حدث إختيار الرب للاّويين كالتالي: عندما صعد موسى الى جبل سيناء وأقام فيه أربعين يومًا وأربعين ليلة (خروج 24: 18) قبل أن يسلّمه الله لوحَي الشهادة المكتوبَين بإصبع الله، في هذه الأثناء رأى الشعب أنّ موسى قد تأخّر في النزول من الجبل، فاجتمع الى هارون وطلب منه أن يصنع له آلهة تسير أمامه (خروج 32: 1-2)، فما كان من هارون إلاّ أن نزل عند رغبة الشعب وصنع العجل المسبوك ومن ثمّ بنى له مذبحًا للعبادة (خروج 32). في هذه الحادثة، لم يَحِدْ بنو لاوي عن الطريق بل أظهروا الموالاة لموسى، وبرهنوا أنّهم بالفعل وقفوا أنفسهم للرب، فكانت المكافأة أنّهم حظوا ببركة الرب لهم (خروج 32: 29) وبناء عليه سيختارهم الربّ من بين سائر القبائل الأخرى ليكونوا في خدمته وسيُغدق عليهم نعمًا خاصّة.

كان الربّ قد سبق وقدّس له كلّ بِكرٍ في إسرائيل، من البشر والبهائم[3]، إذ جعلهم له، ولكن بعد إختياره للاّويين من بني إسرائيل أخذ كلّ رجل منهم بدل كلّ بكر فاتح رحم من بني إسرائيل، كما أخذ بهائم اللاّويين بدل كلّ بكر من بهائم بني إسرائيل، فلهذا لا ينثني الربّ يقول “إنّهم موهوبون لي”[4]، أمّا إذا زاد على اللاّويين من أبكار بني إسرائيل فيُدفع خمسة مثاقيل إلى هارون وبنيه لكلّ نفس منهم، وهذه الكمية تدعى فضّة الفداء من الزائدين على مَن افتداهم اللاّويون[5]. بهذا التدبير تكون القداسة قد انتقلت من الولد البكر الى اللاّويين (عدد 3: 11-13).

كان اللاّويون، أثناء إقامة الشعب في الصحراء، القبيلة الأصغر عددًا بحيث يتراوح عددهم ما بين اثنين وعشرين الفًا وثلاثة وعشرين الفًا[6]. أمّا الملك داود فقد أجرى تقسيمًا للاّويين حسب فرقهم ووظائفهم، فأقام المناظرين على عمل بيت الرب، والكتبة والقضاة، والبوّابين والمسبّحين للرب[7]. أخيرًا لا بدّ من الاشارة الى أن السفر الثالث من كتب الشريعة الخمسة دُعي بسفر اللاّويين تيمّنًا بهم.

الكهنة واللاويون

من سلالة اللاّويين، سيختار الرب هارون وأبناءه ليكونوا كهنة له (خروج 28: 1-4) يخدمونه في خيمة الموعد أثناء إقامتهم في الصحراء، وبعده، في الهيكل الذي سيُبنى في أورشليم. أمّا ما تبقّى من اللاّويين فسيقومون بخدمات متنوّعة مكمّلة لخدمة الكهنة. فإذا كان كلّ الكهنة هم لاويون، بالمقابل ليس كل اللاّويين هم كهنة، فالكهنة لا يشكّلون سوى فريق صغير نسبة الى اللاّويين. وكما كان الكهنة يُحصَون في مجموعات تبعًا لجذورهم، هكذا كانت حالة اللاّويين[8] الذين كانوا يقسمون الى فِرَقٍ تراتبية وقد رُمِّمت إثر إصلاح عزرا[9].

في بعض الأحيان لا نجد أي تمييز بين مهام اللاّويين والكهنة، بل يبدون وكأنّهم جسد واحد؛ فها هم سوية يقدّسون أنفسهم ليصعدوا تابوت الرب إله إسرائيل (1 أخبار 15: 14)؛ وها هم يدشِّنون سوية بيت الله بفرح ويقرِّبوا الذبائح من ثيران وكباش وحملان وتيوس على عدد أسباط بني إسرائيل (عزرا 6: 16-17) كما أنّه بإمكان اللاّويين أن ينوبوا عن هارون أمام خيمة الموعد (عدد 3: 7)، كذلك، يخبرنا سفر القضاة أنّه كان يجوز أن يمارس أيّ لاوي وظيفة الكهنوت، كما فعل ميخا الذي كرّس أحد اللاّويين فصار له كاهنًا، لا بل يفيدنا ميخا أن الربّ يحسن له لأنّ اللاّوي قد صار له كاهنًا[10]. وفي أحيان أخرى نرى اللاّويين وكأنّهم موضوعون في خدمة هارون والكهنة: “فكلّم الربُّ موسى قائلاً: “قدِّم سبط لاوي فأََقمهم أمام هارون الكاهن، فيخدموه” (عدد 3: 5-6) كذلك يقول في مكان آخر: “وسلِّم اللاّويين إلى هارون وبنيه: إنّهم موهوبون له هبة من بين بني إسرائيل” (عدد 3: 9)[11]، ثمّ إنّهم عندما كان الكهنة أقلَّ من أن يقدروا على سلخ المحرقات كلّها، كان اللاّويون يساعدونهم حتّى يتمّ العمل (2 أخبار 29: 34)، كما يحملون الدم ليرشّه الكهنة (2 أخبار 30: 16)[12].

ما كان يميّزهم عن غيرهم؟

الميزة الكبرى التي يتمتّع بها اللاّويون هي إنّهم مفروزون للرب (خروج 32: 26)، وفي مكان آخر يقول إنّهم موهوبون للربّ (عدد 18: 6)، إذًا من الواضح أنّهم كانوا يتمتّعون بمقام معروف في اسرائيل، ويحظون بشرائع تخصّهم دون سواهم، وبمساكن تمييزية، ولكن لم يكن لهم ميراث أرض إذ إنّ الربَّ هو نصيبهم وميراثهم في وسط بني إسرائيل، وعليه فهم يقيمون في وسط سائر القبائل[13].

بعد الاستيلاء على أرض كنعان وأثناء عملية تقسيمها على قبائل إسرائيل لم ينل بنو لاوي ميراثًا على مثال غيرهم ذلك أنّ اللاَّويين، لم يُحصَوا مع بَني إسرائيل، كما أمر الربّ موسى[14]. عوض عن أن يحظوا بأرض خاصة بالقبيلة بأسرها، حصل اللاّويون على مدن متفرّقة ومراع من حول المدن في سائر الأراضي فتكون المدن مساكن لهم ومراعيها لبهائمهم وخيراتهم وجميع حيواناتهم فأعطى بنو إسرائيل اللاّويين من ميراثهم وتوزّع اللاّويون على ثماني وأربعين مدينة منتشرة في مختلف اراضي كنعان[15]. ولقاء خدمتهم التي يخدمونها في خيمة الموعد كانوا يلقَون أجرًا بدل أتعابهم فكانوا يحصلون على العشر من بني إسرائيل، وبهذا يكون العُشر الَّذي يُقدمه بني إسرائيل للربّ تقدمة قد أعطاه للاّويين ميراثًا، فلذلك لا يرث هؤلاء ميراثًا في وسط بني إسرائيل، لدرجة أن الربّ بذاته يوصي بعدم إهمال اللاّوي وهذه الوصية ملزم بها كل بني إسرائيل ولمدى حياتهم[16]، بل يوصي بأن يفرح اللاّوي في العيد ويأكل من تقدمة الآخرين للرب، إذ إنّ على كل فرد أن يحفظ الفريضة المتعلّقة بإعطاء الحصة المتوجّبة عليه للاّوي[17]. قد يجوز أنّ عدم تملّك اللاّويين للأرض جعل الناس ينظرون إليهم بمثابة النزيل واليتيم والأرملة[18]. وبالمقابل، على اللاّويين، بدورهم، أن يدفعوا عشر ما ينالونه من الشعب للكهنة[19].

غالبًا ما توصف القداسة في الكتاب المقدّس بأن يختار الله الشخص أو الشعب أو أي شيء كان، كالمنزل أو الحقل أو المأكل[20] ويضعه على حدة، بعيدًا عن البقية؛ ففي حال اللاّويين ميّزهم الله إذ أفردهم من بين بني إسرائيل ليكونوا له وذلك بهدف خدمة خيمة الموعد والتكفير عن بني إسرائيل لكي تكفّ الضربات عن الشعب[21]، وعليه، فاللاّويون يقعون في خانة المقدّسين. ولكن في الوقت عينه لا تكمن القداسة فقط في اختيار الربّ وحسب، بل على مَن وقع عليه هذا الاختيار أن يسعى ليبلغ ما يدعوه إليه الله[22]. وبالتالي،يُطلَب من اللاّويين أن يقتدوا بالرب الذي فرزهم وأن تظهر هذه القداسة عبر نمط الحياة اليومية وحفظ وصايا الرب[23].

يجدر الذكر أنّ فرز اللاّويين عن غيرهم له مدلوله العميق إذ انّ المهام التي سيوكلون بها في خدمة المقدس ستجعل منهم يؤدّون دور الروح في الجماعة.

رتبة تسلّم المهام ومدّة الخدمة

لم يكن بمقدور اللاّويين أن يبادروا الى تسلّم مهامّهم قبل أن يتقبّلوا رتبة التقريب الخاصّة بهم، وذلك للدلالة على سموّ الخدمة المقدّسة الملقاة على عاتقهم.

أمّا رتبة الاحتفال بتقريب اللاويين للربّ فكانت تدور حول رشّ موسى، أو مَن ينوب عنه، ماء التكفير على أجسادهم، ومن ثمّ يحلقون شعر أبدانهم ويغسلون ثيابهم فيتطهّرون، وبعدها يأخذون عجلاً وتقدمته التي من سميذ ملتوت بزيت وثورًا آخَر من البقر لذبيحة الخطيئة ويقدَّم اللاّويون أمام خيمة الموعد فيضع بنو إسرائيل أيديهم عليهم ويحرّك هارون اللاّويين تحريكًا أمام الرب من قِبَل بني إسرائيل فيكونون لخدمة الرب[24]. في هذا الاحتفال الخاص يُعبَّر عن التكريس للربّ، إن برتبة وضع اليد[25]، أو بـ “التحريك أمام الربّ” (عدد 8: 11) وهذا العمل الأخير يعني الهزّ أو التمايل بهدف التقدمة للرب[26].

إثر إنتهاء رتبة التطهير كان يحقّ للاّويين أن يدخلوا بيت الرب مع غيرهم من الكهنة، ذلك أنّهم أصبحوا مقدّسين[27]. فها داود يطلب من رؤساء اللاّويين أن يقدّسوا انفسهم مع إخوتهم ليُصعدوا تابوت الرب إله إسرائيل إلى حيث هيأ له (1 أخبار 15: 12). كما يخبرنا سفر نحميا أنّهم تطهّروا قبل تدشين سور أورشليم، وبعده طهّروا الشعب والأبواب والسور (نحميا 12: 30)، كما كان عليهم أن يتطهّروا ليحرسوا أبواب مدينة أورشليم ويقدِّسوا السبت[28].

هل كان للاّويين لباس خاص بهم يرتدونه خلال خدمتهم الليتورجية؟ بالواقع، لا يرد هذا الموضوع ضمن رتبة تقريبهم، ولكن يذكر سفرا أخبار الأيام أنّهم، أثناء نقل تابوت الربّ كانوا متسربلين برداء كتّان ناعم[29].

أمّا في ما يخصّ العمر الذي يولّى فيه اللاّوي القيام بخدمة الرب ليعمل في خيمة الموعد فيكون من ابن ثلاثين سنة فصاعدًا إلى ابن خمسين سنة وبعد الخمسين يساعد إخوته على حفظ الأحكام ولكنّه لا يتولّى خدمة[30].

ما كانت مهامّهم؟

كانت الأدوار والمهام التي يقوم بها اللاّويون عرضة للتغيير تبعًا للأحوال الدينية والسياسية، وهكذا نراهم تارة يوازون الكهنة في الخدمات وتارة أخرى يتحوّلون الى مجرّد بوّابين أو حافظي خزائن الهيكل وما إلى ذلك. ربّما يعود هذا التغيير الدائم في المهام إلى كونهم لا يملكون أرضًا وبالتالي، فالمهام التي كانت تُلقى على عاتقهم، كانت نوعًا من التنسيق المؤاتي للمحافظة على مكانتهم.

أ.المهام التقليدية

تعطي الأسفار التاريخية اللاّويين المكانة الأولى وتنوّه الى أهميّة دورهم، فهم ينوبون عن هارون وعن الجماعة أمام خيمة الموعد وينوبون عن بني إسرائيل بالقيام بخدمة مسكن بيت الله؛ ومن بين المهام التي قاموا بها، أثناء إقامة الشعب في الصحراء، هي أنّ الربّ أوكلهم بمسكن الشهادة وجميع أمتعته، يحملونه ويخدمونه ويخيِّمون حواليه، وإذا رحل المسكن يفكّكونه، وإذا خيّم ينصبونه، ويقومون بخدمته، ويُشرفون على القدس وعلى بني هارون في خدمة بيت الربّ[31]، ويحرسون مخادع بيت الله والخزائن[32] وأدوات الخدمة ويعدّونها عند إدخالها وإخراجها (1 أخبار 9: 28)، وأمتعة القدس والسميد والخمر والزيت وأقراص الفطير وما يُعمل على الصاج وما يُشرب والبخور والأطياب وكلّ كيل وقياس[33]. إذًا كانوا بوّابين[34]، مؤتمنين على ممتلكات الهيكل (عزرا 8: 29-33) وكانوا يناظرون على عمل بيت الربّ[35] منهم مَن كان يهيّئ خبز التنضيد كلّ سبت (1 أخبار 9: 32)؛ هذا وكان عزرا قد عزّز مركزهم في إصلاحه الذي أجراه بعد العودة من المنفى بحيث إنّ الدين غدا رباط الأمّة الوحيد[36]. وبالفعل، فكتاب التوراة يستفيض بذكر دورهم ومهامّهم، فيبدأ بتعريف القواعد التي عليهم أن يتّبعوها ويعود يكمل تحديدها نسبة الى تلك التي تعود الى الكهنة[37].

ب.إقامة الشعائر الدينية والاحتفالات في الهيكل

تبدو المهام المتعلّقة بالشعائر الدينية والتي على اللاّويين أن يقوموا بها واضحة، فتندرج في إطار الأمور المألوفة وتتوالى منذ أيام موسى[38]. نبويًا، تبدو ذرّيّتهم لا تحصى لأنّ مهامّهم كانت ضرورية لإكمال خدمة الكهنة ومخصّصة لإحتفالات الهيكل بما فيها الترنيم[39]، فيحتفلون بها بالغناء والعزف على الصنوج والعيدان والكنّارات والنشيد، ويذكروا ويحمدوا ويسبّحوا الربّ[40]، كما يعود إليهم أمر تطهير كلّ شيء مقدّس (1 أخبار 23: 28).كما أنّ دورهم الليتورجي كان يخوّلهم قبول التقادم من الشعب وإعطاءها للكهنة[41] وتوزيع قرابين الله (2 أخبار 31: 14).

ج.دور تكفيري

من بين الأدوار التي تعود الى اللاّويين يجدر ذكر دورهم التكفيري الذي يؤول الى حماية بني اسرائيل من الضربة (عدد 8: 19). من ناحية أخرى يبدو واضحًا دورهم كوسطاء بين الله وبني إسرائيل، إذ بنوبون عنهم في تحمّل عاقبة خطيئتهم (عدد 18: 23)، فيذبحون الثيران والكباش أمام تابوت الربّ[42]، ويُصعدون المحرقات (1 أخبار 23: 31)، ويُدخلونها الى بيت الله (2 أخبار 30: 15). كان يندرج قسمٌ من الذبائح في إطار التكفير عن كلّ إنسان غير طاهر ليقدِّسوه للربّ (2 أخبار 30: 17) وبهذا كانوا يعبّرون عن تضامنهم مع الخاطئ.

أثناء الاحتفال بعيد الفصح إثر العودة من الجلاء، ولأنّ بني الجلاء لم يتطهّروا جميعًا، تطهّر اللاويّون كرجل واحد وذبحوا الفصح لجميع بني الجلاء ولإخوتهم الكهنة ولأَنفسهم. فأكله بنو إسرائيل الذين رجعوا من الجلاء وكلّ من انضمّ إليهم وأعرض عن نجاسة أمم الأرض، لالتماس الربّ إله إسرائيل (عزرا 6: 20-21).

د.التعليم والقضاء

قد يبدو لنا أنّ اللاّويين عُرفوا بالحريّ بالخدمة الليتورجية داخل الهيكل أكثر منه في الحقل التعليمي، إذ لا جرم أنّ دورهم في هذا المجال الأخير قد طغى عليه دور الربّانيين، هؤلاء الذين بسطوا نفوذهم دون أيّ منازع، ولكن إذا استذكرنا دعوة هارون، نجد أنّ الربّ دعاه لكي يخاطب الشعب عن أخيه موسى الذي كان ثقيل اللسان؛ مذّاك، جعل الله كلامه في فم هارون وهو بدوره راح يخاطب الشعب،كونه فصيح اللسان (خروج 4: 14-16)، وبناءً على دعوة هارون الأولى التي تقوم على التعليم، يشدّد موسى، في وصيته الأخيرة، على أولويّة دور اللاّويين التعليمي، فاللاّوي هو الذي يعلّم الشعب أحكام الربّ وشريعته[43]. عندما كان يتكلّم اللاّويون، كان على الشعب أن يأخذ كلامهم بمثابة كلام موسى والكهنة، فيسمع لهم ويعمل بالوصايا والفرائض التي يأمرها الربّ على لسانهم[44].

إنّ الطريقة التي يتكلّم بها اللاّويون لهي خير دليل على السلطة التي بيدهم، بحيث يُسمَح لهم بالكلام مع كلّ رجل في إسرائيل، ويقولون كلامهم “بصوتٍ عالٍ”، لهم الصلاحية لتحذير الشعب وتعليمه الدين الصحيح (تثنية 27: 14-15). أمّا في تثنية 33: 10: “يُعلِّمون يعقوب أحكامك وإسرائيل شريعتك ويجعلون بخورًا في أنفك وتقدمة كاملة على مذبحك”، فيبدو واضحًا الارتباط الوثيق بين الدور التعليمي للاّويين وخدمتهم في الهيكل[45].

في إطار القضاء، يقوم اللاّويون بدور الشهادة على محضر العهد الذي قطعته الجماعة بأن تسير وفقًا لشرائع الله، ومن بعدها يختمون عليه (نحميا 10: 1) وهذا يفترض الأمانة والقلب السليم (2 أخ 19: 9). كما يعود إليهم أمر إصدار أحكام الربّ ومحاكمة السكّان[46]. من ناحية أخرى، يندرج وقوع مدن الملجأ التي يهرب إليها القاتل الذي لم يحاكَم بعد تحت حماية اللاويين (عدد 35: 6) فتكون هذه المدن ملجأ لمن قتل نفسًا سهوًا، فيقصدها القاتل هربًا من المنتقم للدم، ولا يُقتل القاتل حتى يقف أمام الجماعة للمحاكمة (عدد 35: 12-13).

هـ.إعادة بناء الهيكل

ساهم اللاويون في إعادة بناء هيكل أورشليم بعد العودة من الجلاء الى بابل[47]، كما أشرفوا على عمل بيت الرب[48]، وكان لهم دورٌ في تدشين الهيكل (عزرا 6: 12)، وفي هذا الإطار، كانوا يجمعون الفضّة لترميم بيت الله[49].

و.الخدمة العسكرية

كانت توصف مهام اللاّويين كمن يدخل في الجيش[50]، وفي زمن الملوكية، أُعطي لهم أن يحيطوا بالمَلك، وزُوِّد كلٌّ منهم بسلاحه (2 أخبار 23: 7).

كيف انتهى دورهم؟

لم يستمرّ اللاويون في خدمتهم الى ما لا نهاية وذلك بسبب الخلاف خلال الفترة الملوكية: فمن جهة كان يوجد أدونيا إبن الملك داود الذي ولدته له حجّيت ومن بين معاونيه كان أبياتار الكاهن، ومن جهة ثانية كان يوجد سليمان إبن داود الذي ولدته له بتشابع وكان يدعمه كاهن آخر يدعى صادوق بالإضافة الى النبي يوناتان. إثر الخلاف الذي وقع بين أدونيّا وسليمان إبنَي الملك داود بسبب التنافس على المُلك بعد موت ابيهما. ولمّا كانت الغلبة بيد سليمان، ما كان منه إلاّ أن قتل أخاه أدونيّا وعزل أبياتار الكاهن عن كهنوت الربّ وأقام صادوق الكاهن مكان أبياتار[51]. إذًا، مع تسلّم سليمان عرش الملوكية، برز دور الصادوقيين على حساب اللاّويين[52].

من ناحية أخرى، لا نجد أيّ أثر لدور اللاّويين خلال فترة المكابيين، فهل كان دورهم انتهى فعليًا آنذاك، أم إنّه لم يكن من مجال لذكرهم بالنسبة لدور الكهنة الذي استقطب كل الوهج؟

على كلّ حال، هناك عاملان أثّرا في اندحار مؤسّسة اللاّويين؛ أولاً دمار الهيكل وثانيًا انتشار العقيدة الفرّيسية ورواجها في اليهودية الربّينية. وفي زمن يسوع، نرى أن اللاّويين قد فقدوا مكانتهم التي كانوا قد نعموا بها لأجيال وذلك بسبب نموّ دور حزب الفرّيسيين الذين سيفرضون ذاتهم كمعلّمين علمانيين، إنّهم الربّانيون الأوفر حظًا في قيادة الشعب، كونهم يتسلّمون الدور التعليمي في المجامع[53].

هل يمكن للاّويين أن يخاطبونا اليوم؟

تخبرنا حادثة العجل الذهبي أنّ موسى بعد أن نزل من الجبل وأيقن ما فعله العبرانيون، وقف على باب المخيّم وقال: “إليّ مَن هو للربّ”. فاجتمع إليه جميع بني لاوي، فأجابهم موسى “لقد وقفتم اليوم أنفسكم للربّ، كلّ واحد لقاء ابنه وأخيه، ليعطيكم اليوم بركة”[54]؛ إذًا، مَن يريد أن يختارَ الربّ عليه أن يجاهر بإيمانه، وهذا الإيمان ليس بالأمر السهل بل يتطلّب الجرأة والثبات إذ ليس من السهل أن يواجه رأي السواد الأعظم، ولكن بالمقابل فإنّ الربّ يرى ويكافئ على الأتعاب.

عندما يختار الربّ أيّ أحد فإنّه يفصله عن الجماعة، هو يريده كلّيًا له، هكذا فعل مع اللاويين الذين دعاهم رجال حظوته، هم الذين يعملون تبعًا لكلمة الرب “إنّهم موهوبون لي”[55]، كذلك الأمر في كلّ مرّة يختار الربّ إنسانًا ما أو قبيلة ما أو شعب ما، يطلب منه التسامي عن كلّ الأرضيات، إذ لم يعد بحاجة الى ممتلكات وميراث مثل سائر الناس، ذلك لأنّه من الآن فصاعدًا، الربّ هو ميراثه[56]. فهل لنا أن نقارن أيّ ميراث أرضي بالميراث الإلهي؟ ألا يمكننا أن نستذكر جواب يسوع الى بطرس الذي قال له: “ها قد تركنا نحن ما عندنا وتبعناك” فأجابه “الحقّ أقول لكم: ما من أحد ترك بيتًا أو امرأة أو إخوة أو والدين أو بنين من أجل ملكوت الله، إلا نال في هذه الدّنيا أضعافًا، ونال في الآخرة الحياة الأبديّة” (لوقا 18: 28-29).

في العهد الجديد، يرد ذكر اللاّويين أكثر من مرّة؛ فها يسوع يدعو لاوي بن حلفى الجالس في بيت الجباية ليتبعه، وبعدها نراه يدخل الى بيته ويجلس للطعام معه[57]، وفي مثل السامري يميّز يسوع بين الكاهن واللاوي (لوقا 10: 31-32). ثمّ إنه سيدعو تلاميذه لأن يكونوا مبشّرين أي خدّام الكلمة، وهذه الخدمة سيُعترَف بها شرعًا، ليس من قبيل تقليد بحسب السلالة الدموية بل من نفحة الروح القدس الذي سيؤهّل الجميع لنيلها، أولاً للسبعين، ثمّ للخمسمائة، أولاً للمسيحيين من أصل يهودي، ثمّ للمسيحيين من أصل هلّيني؛ فهل نغالي إذا نسبنا الى المسيح نفسه وإلى تلاميذه من بعده مهمّة التعليم التي كان يمارسها اللاّويون؟

وفي سفر أعمال الرسل إنضمّ يوسف اللاوي القبرسي الى الرسل وباع الحقل الذي كان يملكه وألقى بثمنه عند أقدام الرسل (أعمال 4: 36)؛ فالعهد الجديد يذكر اللاّويين دون أن يضع مؤسّستهم في قفص الاتّهام[58].

على صعيد آخر نتبيّن وجه الشبه بين دور اللاّويين من جهة ودور الشمامسة في المسيحية من جهة أخرى[59]؛ فلقد ورد في القوانين الرسولية وفي مجموعة قوانين الكنائس الشرقية أنّه كما كان اللاّويون موضوعين في خدمة الكهنة، هكذا يجب على الشمامسة أن يمتثلوا أوامر الأسقف وأن يساعدوا الخوارنة[60]، ثم إن شمامسة المسيح يقومون بدور التعليم على مثال اللاّويين[61]، وكما كان اللاويون يلعبون دورًا مهمًّا في الأعمال الليتورجية هكذا يتوجّب على الشمامسة أن يساعدوا الأسقف في المعمودية وفي القدّاس وفي توزيع الإفخارستيا الإلهية[62]. وتعترف مجموعة قوانين الكنائس الشرقية بصلاحية الكرازة للشمامسة في المكان الذي يرسَلون أو يُدعَون إليه[63]. وتضيف القوانين الرسولية أنّ البوّابين يقفون حرّاسًا على الأبواب المخصّصة للرجال والشمامسة على الأبواب المخصّصة للنساء، وهذا مثل ما كان متّبعًا في خيمة الشهادة[64].

بانتقالنا من العهد القديم الى العهد الجديد، حلّت كنيسة المسيح مكان هيكل أورشليم، وتبدّلت خدمة الكهنوت من تقديم الذبائح الى تقديم الذات، المدعو اليها كلُّ مَن عُمّد باسم الثالوث الأقدس. في رسالته الى أهل قولسي يقدّم بولس الرسول الشدائد التي يعانيها من أجل بناء جسد المسيح الذي هو الكنيسة: “يسرّني الآن ما أعاني لأجلكم فأتمّ في جسدي ما نقص من شدائد المسيح في سبيل جسده الذي هو الكنيسة” (1: 24)؛ تضحيته هذه عمل محبة في سبيل الآخرين وإقرار منه بانتمائه الى المسيح الذي يبقى الأقرب إليه منه الى ذاته.

في الرسالة الى العبرانيين، يذكر الكاتب رواية تقديم ملكيصادق العشر الى إبراهيم (تكوين 14: 18-20)، ليدلّ على تفوّق الأول على الثاني، وليس هذا فحسب، بل إن ملكيصادق يسمو على بني لاوي الذي يأتون من سلالة إبراهيم. ثم يذهب إلى أبعد من ذلك، إذ يجد في ملكيصادق شبهًا سرّيًا فريدًا بيسوع وفي صُلب ابراهيم يرى كُل بني لاوي. من الطبيعي، أن لا مجال للمقارنة بين كهنوت الشريعة القديمة السائر الى الزوال وكهنوت المسيح الأبدي الذي هو “بحسب قوة حياة ليس لها زوال” (عبرانيين 7: 16). أنّه الكمال إزاء النقص، إنه كهنوت المسيح الحي على الدوام، كهنوت الخلود، مقابل كهنوت اللاويين المحدودين بزمن ينتهي عند موتهم.

المراجع

القوانين الرسولية (380)، تعريب الأب جورج نصّور، الكسليك 2006.

الكتاب المقدّس، ترجمة دار المشرق، بيروت 1989.

مجموعة قوانين الكنائس الشرقية، منشورات المكتبة البولسية، الطبعة الأولى 1993.

PERIER, J.-PERIER, A., La version arabe des 127 Canons des Apôtres. Texte arabe en partie     inédit, publié et traduit en français d’après les manuscrits de Paris, de Rome et de            Londres, Patrologia Orientalis, t. VIII, fasc. 4, Paris 1912, pp. 549-710.

PETER, R., “L’imposition des mains dans l’Ancien Testament”, VT 27 (1997) 48-55.


[1] راجع تكوين 29: 34.

[2] راجع تكوين 46: 11؛ خروج 6: 16؛ عدد 3: 17.

[3] راجع خروج 13: 2؛ كذلك أحبار 27: 26؛ عدد 3: 13؛ 8: 17؛ تثنية 15: 19.

[4] عدد 8: 16؛ 18: 6.

[5] راجع عدد 3: 12-13، 41، 45، 46، 47، 49؛ 8: 14، 16، 18.

[6] راجع عدد 3: 39؛ 26: 62.

[7] راجع ا أخبار 23-26.

[8] راجع عدد 1: 47-53؛ 26: 62؛ 1 أخ 9: 6، 14؛ 15: 4-16: 43؛ 21: 6؛ 23: 1- 32؛ 24: 20-31؛ 2 أخ 23: 2؛ 2 صم 15: 24.

[9] راجع عزرا 6: 18.

[10] راجع قضاة 17-18.

[11] راجع أيضًا عدد 8: 19؛ 18: 2-6؛ 1 أخبار 23: 28-32؛ 2 أخبار 8: 14.

[12] رغم أنّ اللاّويين يبدون، في بعض الأحيان أنّهم معاونو الكهنة، فالملك داود كان قد عيّن بعض النَّتينيِّين لخدمة اللاّويين وذلك تقديرًا منه لمركزهم السامي بين الشعب؛ راجع عزرا 2: 43، 58؛ 7: 7، 24؛ 8: 20 ؛ نحميا 3: 26؛ 7: 46، 60؛ 1 أخ 9: 2.

[13] راجع سفر اللاّويين 25: 32-34؛ عدد 2: 33؛ 8: 5-22؛ 18: 20-32؛ 35: 2؛ تثنية 10: 9؛ 14: 29؛ 16: 11؛ 26: 11-15؛ يشوع 13: 33؛ 14: 3؛ 21: 1-8؛ حزقيال 48: 13.

[14] “أمّا سبط لاوي، فلا تعدّهم ولا تحصهم مع بني إسرائيل”(عدد 1: 47) راجع أيضًا عدد 1: 49؛ 2: 33.

[15] راجع عدد 35: 2-8؛ يشوع 21: 3-41؛ 1 أخبار 6: 49.

[16] راجع عدد 18: 21-24، 30-31؛ تثنية 12: 18، 19؛ 14: 27، 29؛ نحميا 10: 38-40.

[17] راجع تثنية 16: 11، 14؛ 26: 11-13؛ يشوع 13: 14؛ 18: 7؛ 2 أخبار 31: 4، 19؛ نحميا 12: 14؛ 13: 5، 10؛ عبرانيين 7: 5، 9.

[18] راجع تثنية 14: 29؛ 16: 11، 14؛ 26: 11، 12، 13.

[19] راجع عدد 18: 25-32، علمًا أنّه بعد العودة من المنفى البابلي، أوصى عزرا بإعفاء الكهنة واللاّويين من الخراجٌ أو الجزية أو الضريبة (راجع عزرا 4: 13؛ 7: 24).

[20] راجع لاويين 27: 14، 22؛ تثنية 22: 9.

[21] راجع عدد 8: 14-19؛ 17: 12-18: 32.

[22] بالعودة الى سفر التكوين نجد أنّ دعوة الانسان الأولى هي أن يكون على صورة الله كمثاله (راجع تكوين 1: 26-27)، وبما أنّ الله قدّوس فهو يطلب من الذين يختارهم أن يكونوا قدّيسين مثله: “كونوا قدِّيسين، لأنّي أنا الربّ إلهكم قدّوس” (لاويين 19: 2؛ 21: 8).

[23] من صفات القداسة أنها تنتقل من الانسان أو الشيء المقدّس الى الذي يمسّها؛ وهكذا فاللاّويون الذين يمسّون المذبح المقدّس يكونون مقدَّسين (خروج 29: 37)، كذلك الأمر بالنسبة لأمتعة المقدس (خروج 30: 29) وبالتالي فكلّ مَن مسّ ما هو مقدّس بدون أن يكون مخوّلاً لذلك يكون عرضة للموت (عدد 4: 15).

يتكلم سفر إرميا عن عهد بين الرب من جهة واللاّويين والكهنة من جهة أخرى (إرميا 33: 22-24) كذلك الأمر بالنسبة إلى النبي ملاخي الذي يتكلّم عن عهد مع لاوي (ملاخي 2: 4-6) ثم إن النبي ملاخي يذكر بني لاوي حين يتكلّم عن مجيء يوم الرب فيكون أن رسول الرب الذي سيرسله ليعدّ الطريق أمامه، يأتي فجأة الى هيكله فيُنقّي بني لاوي ويمحّصهم كالذّهب والفضّة، فيكونون للربّ مقربين تقدمة بالبرّ (ملاخي 3: 1-3).

[24] عدد 8: 5-15؛ 2 أخ 35: 3.

[25] من اللافت الانتباه إلى أنّ بني إسرائيل هم الذين يضعون أيديهم على اللاّويين، وليس موسى أو مَن ينوب عنه، ممّا حمل بعض المفكّرين على الاعتقاد أن رتبة وضع اليد هنا هي بالحري بمثابة رغبة من بني اسرائيل في التشبّه باللاّويين، فيتماثلوا بهم ويحقّقوا لهم رغبتهم، بعدما حازوا على بركة الربّ عوض الأبكار، Cf., R. PETER, “L’imposition des mains dans l’Ancien Testament”, VT 27 (1997) 53

[26] تمامًا كما كانت الحال بالنسبة للتقادم الأخرى، راجع مثلاً خروج 29: 24، 26؛ لاويين 7: 30.

[27] 2 أخبار 23: 6، يذهب سفر الأخبار الثاني بعيدًا في موضوع تقديس اللاّويين فيذكر بأنّهم كانوا أكثر استقامة قلب من الكهنة في تقديس أنفسهم (2 أخبار 29: 34).

[28] راجع نحميا 13: 22، 30.

[29] راجع 1 أخبار 15: 27؛ 2 أخبار 5: 12.

[30] عدد 4: 3، نلاحظ الفرق بين هذه الآية وعدد 8: 23-26 الذي يحدّد مدّة خدمة اللاّويين ما بين سنّ الخمس والعشرين سنة للبدء بالخدمة وسنّ الخمسين للانتهاء منها، هذا وفي مكان آخر تُخفَّض بداية سنّ الخدمة الى ابن عشرين سنة فما فوق (عزرا 3: 8؛ 1 أخ 23: 24، 27(.

[31] راجع خروج 38: 21؛ عدد 1: 50-53؛ 2: 17؛ 3: 7-8، 23-38 ؛ 4: 4، 5-16، 24، 25- 28، 31-33، 37، 43، 47؛ 6: 34؛ 7: 4؛ 8: 11، 15، 19، 22، 23، 25، 26؛ 9: 13؛ 16: 9؛ 18: 6، 7، 23؛ 31: 30، 47؛ تثنية 10: 8؛ 31: 5؛ 1 صموئيل 6: 15؛ 2 صموئيل 15: 24؛ 1 ملوك 8: 4؛ 1 أخبار 6: 33؛ 1 أخبار 9: 27؛ 13: 2؛ 15: 2-27؛ 23: 24، 28؛ 13: 21؛ 2 أخ 5: 4-5؛ 23: 32؛ 35: 3؛ عزرا 6: 18؛ نحميا 11: 22.

[32] راجع 1 أخبار 9: 26؛ 26: 20، 22، 26؛ 2 أخبار 8: 15.

[33] راجع عدد 3: 8؛ 7: 5-7؛ 1 أخبار 9: 29؛ 23: 29؛ 28: 13.

[34] راجع 1 أخبار 21: 38، 42؛ 23: 5؛ 2 أخبار 8: 14؛ 23: 4؛ 34: 13.

[35] راجع 1 أخبار 23: 4؛ 2 أخبار 34: 12.

[36] راجع عزرا 2: 40؛ 6: 18؛ 8: 15-20.

[37] راجع عدد 18: 2-6؛ تثنية 10: 9؛ 14: 27؛ 16: 11؛ 17: 9، 18؛ 18: 1؛ 19: 17؛ 21: 5؛ 31: 9؛ 2 أخ 11: 13-14؛ 13: 9؛ 19: 8؛ نحميا 7: 43.

[38] راجع خروج 4: 14؛ عدد 4: 1-33؛ تثنية 18: 6-8؛ قض 18: 3-6؛ 1 أخ 5: 33؛ 9: 14-34؛ 23: 1-32؛ 2 اخ 23: 6-10؛ نحميا 3: 17؛ 12: 27.

[39] راجع عدد 18: 2-6؛ تثنية 10: 8؛ 1 صموئيل 6: 15؛ 1 ملوك 8: 4؛ 1 أخبار 9: 33؛ 13: 2؛ 15: 2؛ 25: 1-31؛ 26: 1-19؛ 2 أخبار 5: 4، 12؛ 8: 14؛ 29: 4-34؛ 31: 2.

[40] راجع 1 أخبار 6: 16؛ 9: 33؛ 15: 16، 21، 42؛ 16: 4-5، 9، 42؛ 23: 5، 30؛ 18: 37؛ 25: 6، 7؛ 2 أخبار 5: 12؛ 7: 6؛ 8: 14؛ 20: 19؛ 29: 25-26، 30؛ 30: 21؛ 34: 12؛ 35: 15؛ عزرا 3: 10؛ نحميا 9: 5؛ 12: 27.

[41] راجع 2 أخبار 35: 8؛ نحميا 12: 47.

[42] راجع 1 أخبار 15: 26؛ 2 أخبار 30: 22؛ 35: 8-18.

[43] راجع تثنية 33: 10؛ 2 أخ 17: 8-9؛ 35: 3؛ نحميا 8: 7، 9؛ كذلك فاللاويون هم كتبة (2 أخ 19: 19) كما يقومون بدور الرؤساء في تمثيلهم الجماعة التي تقطع العهد مع ربّها (نحميا 10: 1).

[44] راجع تثنية 27: 9، 14.

[45] راجع أيضًا 2 أخ 35: 3؛ نحميا 8: 7، 13. نذكر أيضًا أنّهم كانوا كتبة ومدوّنين (راجع 2 أخ 19: 11؛ 34: 13)، وكانوا ينسخون الشريعة (تثنية 17: 18).

[46] راجع 2 أخبار 19: 8.

[47] راجع عزرا 1: 5.

[48] راجع عزرا 3: 8-9؛ 6: 16.

[49] راجع 2 أخبار 24: 5، 11، 34: 9.

[50] راجع عدد 4: 3، 23، 30.

[51] راجع 1 ملوك 2: 24-27، 35.

[52] نجد صدى لهذا النزاع بين الصادوقيين واللاّويين في 2 ملوك 23: 8-9، حيث أنّ الملك حلقيّا استدعى جميع الكهنة من مدن يهوذا ونزع حرمة المشارف حيث كان الكهنة يحرقون البخور، من جبع إلى بئر سبع، على أنّ كهنة المشارف لم يكونوا يصعدون إلى مذبح الربّ في أورشليم، بل كانوا يأكلون الفطير مع إخوتهم، راجع أيضًا 2 أخ 11: 13؛ 13: 9.

[53] لا بدّ من الإشارة إلى أنّ اللاويين لم يحافظوا دائمًا على كمال الدعوة التي ائتمنهم الربّ عليها، بل كان لهم ضعفهم الانساني، فها هم اشتهوا الكهنوت الذي أعطاه الربّ لغيرهم وتكبرّوا وقاموا على موسى وهارون، وتذمّروا عليهما فوقع خلافٌ بينهم (راجع عدد 16: 1-15)، ثم انتهى بهم الأمر بأن نالوا العقاب، راجع عدد 16: 31-35.

[54] خروج 32: 26، 29.

[55] راجع عدد 3: 9؛ 8: 16؛ 18: 6.

[56] راجع عدد 18: 20، 23؛ تثنية 10: 9.

[57] راجع مرقس 2: 14-15؛ لوقا 5: 27-29.

[58] راجع مرقس 2: 14؛ لوقا 10: 32؛ يو 1: 19؛ أعمال 4: 36.

[59] على سبيل المثال، في رتبة رسامة الشمّاس في الكنيسة المارونية، ترد الصلاة التالية: “إجعل من خادمك شمّاسًا مستحقًّا السعادة الدائمة، هو المدعوّ رفيقًا للاّويي العهد القديم كما لشمامسة العهد الجديد”.

[60] J. PERIER – A. PERIER, La version arabe des 127 Canons des Apôtres. Texte arabe en partie inédit, publié et traduit en français d’après les manuscrits de Paris, de Rome et de Londres, Patrologia Orientalis, t. VIII, fasc. 4, Paris 1912, p. [63].

مجموعة قوانين الكنائس الشرقية، منشورات المكتبة البولسية، الطبعة الأولى 1993، ق 624، بند 2؛ القوانين الرسولية (380)، تعريب الأب جورج نصّور، الكسليك 2006، العدد 30، المقطع 1؛ العدد 32، المقطع 1؛ العدد 57، المقطع 2، 4.

[61] J. PERIER – A. PERIER,  ص]66]، ]104].

[62] J. PERIER – A. PERIER,  ص ]52]،]41]،]56]،]84-87]،]90]؛ مجموعة قوانين الكنائس الشرقية، ق 677، بند 2؛ ق 709، بند 1؛ القوانين الرسولية (380)، العدد 57، المقطع 7؛ العدد 57، المقطع 15.

[63] مجموعة قوانين الكنائس الشرقية، ق 610، بند 3، ق 611، ق 612، بند 2.

[64] القوانين الرسولية (380)، العدد 57، المقطع 10.

Scroll to Top