Almanara Magazine

عادات الموارنة وتقاليدهم

من خلال الرّحالة

حكايتهم… حكاية شعب عشق الحريّة وجاهد في سبيلها فرفض الذلّ والخضوع، وارتضى العيش في المغاور والكهوف والجبال الوعرة، على أنْ يعيش الظّلم في السّهول الخصبة المعطاء.

“احتموا في بطون الأودية ليحموا فيها معهم حريّتهم وعنفوانهم واستقلالهم”[i]، ويعود السّبب إلى أنّهم أوّل طائفة وعت هويّتها، وكتبت تاريخها، فحافظ أتباعها على الاثنين على أساس ” أنّهم الطّائفة الوحيدة من نصارى الشّرق الذين وعوا كيانهم ليس فقط كمجموعة طائفيّة، بل ككيان شعبيّ متماسك تمكّن من المحافظة التّامة على حريّته وعلى كرامته، مرفوع الرّأس، منذ أنْ كان، ومتعاملاً مع الدول التي تعاقبت على التّحكّم في دياره برجولة مشهودة ودون تزلّف أو ممالقة أو مجاملة على حساب كرامة الهويّة. وربّما كان السّبب وعيهم لهويّتهم كشعب له كيانه، أنّ الموارنة اهتمّوا بكتابة تاريخهم قبل أيّة طائفة أخرى من نصارى الشّرق، بل وقبل أيّة أقليّة أخرى في بلاد المشرق. وكان الموارنة أوّل من أقبل على تجميع التراث الأدبيّ العربيّ في العصر الحديث، وأوّل من أدخل المدارس الحديثة إلى عالم العرب ابتداء بأوائل القرن الثامن عشر. وقد تخرّج من هذه المدارس الروّاد الأوائل للنهضة العربيّة الحديثة “[ii].

إنّ عيش الموارنة في أماكن منعزلة، أوجد لديهم عادات وتقاليد خاصّة بهم، ذكرها كثير من الرّحالة الذين قصدوا الشّرق، ومن بين هؤلاء فرّا غريفون الذي ألحق بالرّسالة الفرنسيسكانيّة في جبل لبنان سنة 1450، وأمضى فيه حوالى خمس وعشرين سنة، زائرًا منقّبًا مفتّشًا مدوّنًا ما شاهده بأمِّ العين في تنقلاته المتكرّرة في القرى المارونيّة، فأشار إلى أنّ اللّغة السّائدة في ذلك الوقت، كانت اللّغة السّريانيّة “في بعض الاماكن من شمالي لبنان وزاحمتها العربيّة التي بدأت تمتدّ في كلّ الجبل. ولكن في الكتابة لم تزل تستعمل الاحرف السّريانيّة دون سواها حتّى في كتابة العربيّة”[iii].

ـ المحافظة على عادات اللاّتين:

وينقل الاب لامنس عن الكردينال جاك دي فتري قوله: “إنّ الموارنة أمّة كثيرة العدد تسكن جبل لبنان في جهات بيبلوس (جبيل) رجالها يتسلّحون بالنبال ولهم خبرة بشؤون الحرب. وهم وحدهم بين الشّرقيين يحافظون على عوائد اللّاتين ولاسيّما في الفروض ومنح الأسرار ويخضعون لروميه كلّ الخضوع. ولمّا كان مطارنة الشّرق لا يعرفون الخاتم ولا التّاج ولا العكاز ويقرعون عوض الأجراس بعصا أو بمطرقة على خشبة ليدعوا المؤمنين إلى الصّلاة فالموارنة دليلاً على خضوعهم اتخذوا هذه العوائد كلّها”[iv].

وجاء في مقدمة كتاب منارة الأقداس: “إنّ ما اتصف به بطاركة طائفتنا المغبوطين من شدّة الغيرة على إزدياد أمتهم في الاتحاد مع الكنيسة الرّومانيّة أمّ جميع الكنائس ومعلمتهنّ كان يحملهم على الابتعاد عن عوائد كثيرة طقسيّة وإنْ كانت في نفسها مستحسنة رغبة في التقرّب إلى الكرسي الرسولي.

ولا يخفى على من له إلمام بتاريخ عاداتنا القديمة وما نمارسه اليوم أنّ هذا الابتعاد قد ابتدأ عندنا منذ رجوع بطريركنا إرميا العمشيتي من روميه سنة 1215 فإنّ اكليروسنا من ذلك الوقت أخذ يلبس الثّياب والحلل الموافقة لثياب وحلل اللّاتين ويجتهد في التّقرّب من الكنيسة الرّومانيّة في كلّ شيء”[v].

ويوضح في حاشية المقدمة أنّ البابا زخيا الثّالث لم يكن الوحيد بين البابوات الذين أوصوا بطاركتنا باتّباع عادة الكنيسة الرّومانيّة في خدمة المذبح، بل إنّ كثيرين منهم فعلوا ذلك بدليل ما كانوا يرسلون إليهم من حلل وكؤوس وقوالب للبرشان مما هو مختصّ برتبة الكنيسة الرّومانيّة.

ويتضح ذلك أيضًا من رسالتي بطرس بطريركنا إلى البابا لاون العاشر فإنّ الأولى كتبت  في 8 آذار سنة 1514، يقول هكذا: اطلب من ابوتك التثّبيت في درجتي ومعه البركات ضمن براءة قداستكم ثمّ الكسوة الحبريّة التي يستعملها بطاركتنا أي الخاتم والصّليب.

وفي الرّسالة الثاّنية التي كتبها بعد وصول مطلوبه أي 14 شباط 1515 يعدّد الأواني المرسلة من الحبر الأعظم واحدة بعد واحدة، وهي بحسب رتبة اللاّتين تختصر بخدمة المذبح والأسرار المقدّسة وآنية الميرون والزّيت المقدّس. فالملخص من ذلك أنّه من عهد البابا زخيا الثّالث أخذ كهنتنا وأحبارنا لا يجرون فيما يتعلّق بالخدمة إلاّ حسب رتبة الكنيسة الرّومانيّة المقدّسة.

أمّا استعمال التقديس على الفطير، فهو قديم جدًّا في كنيستنا وكنيسة الأرمن من دون سائر الكنائس الشرقيّة. والمعروف، على وجه التأكيد، أنّه كان عندنا منذ السنة 600 للميلاد.

وبعد أنْ استلم البطريرك يوسف الرزّي السدّة البطريركيّة، رغب في زيادة التقرّب إلى الكنيسة الرّومانيّة “فحلل اكل اللّحم لرؤساء الكهنة وأكل السّمك وشرب الخمر في صوم الاربعين وأبطل جمعة نينوى وقصّر قطاعة الرّسل وقطاعة الميلاد”[vi].

وقد جرت تبديلات وتغييرات كثيرة لرتب الطّقس المارونيّ القديم، ومن الصّعب أنْ نحدّد الزّمان الذي جرت فيه. فمن هذه التّغييرات: “أنّ الخوارنة كانوا يباركون زيت العماد ويدهنون به المعمودين إلاّ أنّ آباء مجامعنا حكموا بأنّ تقديس زيت العماد ينبغي أنْ يكون مخصوصًا بالسيّد البطريرك. ومنها أنّ الكهنة القدماء، كانوا يدهنون المؤمنين بالميرون بعد عمادهم وفقًا لرتبتنا القديمة فأبطل آباؤنا هذه العادة أيضًا احترامًا لرأي الأحبار الأعظمين الذين نهوا عن ذلك وحكموا بأنْ لا يخدم سرّ التثبيت أحد سوى رؤساء الكنيسة”[vii] .

أمّا بالنّسبة إلى تركيب مادة الميرون، فإنّها كانت تتركّب سابقًا في الكنيسة المارونيّة، كما في غيرها من الكنائس الشّرقيّة “من أجزاء كثيرة عطريّة لا من الزّيت والبلسم فقط، كما تشهد بذلك الكتب اليونانيّة والسّريانيّة غير أنّ الأحبار الرّومانيّين رغبوا أنْ نقتدي بعادتهم الحميدة وأنْ لا يتركّب الميرون المقدّس إلاّ من زيت الزّيتون والبلسم لا غير. فاحترامًا لهم قَبِل ذلك آباؤنا الأقدمون وجروا عليه، ثمّ أيّده المجمع المنعقد سنة 1596، وبعده المجمع اللبناني”[viii].

وفي الرّتب القديمة كان من المفروض على خادم سرّ العماد أنْ يدهن الطّفل بالميرون حالاً بعد عمادته، ثمّ يناوله القربان الأقدس. أبطل بطاركة الطّائفة هذه العادة احترامًا لشرف السرّ وعدم ضرورته لخلاص الاطفال، وأمروا أنْ لا يعطى للاطفال وقت عمادهم أصلاً، كما حكم بذلك المجمع المنعقد سنة 1596 بحضور الاب إيرونيموس دنديني اليسوعي، فقد ورد في قوانينه الاصلاحيّة ما يلي: “وإنْ كانت مناولة القربان المقدّس للاطفال  لا تكاد تتمّ دون اجحاف عظيم بالادب الواجب، وخلوًا من لحوق إهانة بهذا السرّ الجليل وجب على الكهنة جميعًا أنْ يحذروا فيما يأتي من مناولتهم القربان قبل ادراكهم سن الرشد”[ix].

“فالموارنة كما يتضح ذلك كانوا من قبل المجمع اللبناني المشهور بقرون كثيرة يسعون في التّقرّب ما أمكن من روميه في الطّقوس الكنسيّة”[x].

ـ الطّريق إلى الأرض المقدّسة:

أمّا الكاهن الالماني لو دولف، كاهن رعيّة سود هايم في ويستفاليا، فقد زار الاماكن المقدّسة، في جولة طويلة استغرقت ست سنوات (1336 -1341)، ودوّن مشاهداته في كتاب بعنوان “الطّريق إلى الأرض المقدسة”، وقد وصف جبل لبنان بقوله: “يتواجد مسيحيون كثيرون يعيشون بحسب طقس اللّاتين، في تطلّع يومي إلى عودة المسيحيين ورأيت العديد من أساقفتهم يُرسمون على طقس اللّاتين”، وهو يقصد بهؤلاء المسيحيين الموارنة الذين يذكرهم في موضع آخر بقوله: “وفي أسفل هذه الجبال يسكن جمهور غفير من المسيحيين الذين عندهم عادات من الطّقس اللّاتيني والكنيسة الرّومانيّة، وشاهدت كثيرين من اساقفتهم يقبلون رسامتهم بوضع يد رؤساء الاساقفة اللّاتين ويتوقون إلى العودة إلى الارض المقدّسة واسترجاعها”.

هذه الرسامة الاسقفيّة التي حصلت بوضع يد اساقفة لاتين ، وإنْ يبدو جديدة في تاريخ الموارنة، ليست بمستغربة وهي صحيحة وجائزة، وهي ترتبط برسالة البابا إينوشنسيوس الثّالث إلى البطريرك الماروني إرميا العمشيتي سنة 1215، والتي تطلب من البطريرك السير على عادات الكنيسة اللّاتينيّة بكلّ دقّة وأنْ يلبس الأحبار الموارنة زيّ الاساقفة اللاّتين، ومنذ ذلك الحين دخلت حركة “الليتنة” عند الموارنة. وهناك حدث أكبر أهميّة وغرابة من ذلك وهو أنّ البطريرك اسطفان الدويهي، وهو الأشدّ حرصًا على تقاليد كنيسته، قد رسم سنة 1691 الرّاهب الفرنسيسكاني الإسباني اللّاتيني خوليان راميرو مطرانًا على أبرشية صور المارونيّة، وقد حكمت روما بصحة هذه الرسامة وقانونيّتها [xi].

ـ رحلة الأب دنديني:

الأب إيرونيموس دنديني الذي وصل الى لبنان في 25 آب سنة 1596، موفدًا من البابا إكليمنضس  الثّامن للتحقّق من عقائد الطائفة المارونيّة وأنظمتها، ويستقصي أحوالها بعد أنْ بلغه من أمرها ما شوّه حسن سمعتها.

لم يكتفِ بما طلب منه، بل “توسّع إلى درس حالة البلاد الزراعيّة والصناعيّة وطرائق أهلها من مسيحييّن ومسلمين في السّكن واللّبس والأكل والشّرب، في التّجارة والفلاحة والأعياد والأحزان والأفراح، ووصفها في مفكّرته وصفًا وافيًا مصيبًا يشهد بحدّة نظره ودقّة أبحاثه وسعة علمه وصوره”[xii].

سكن الموارنة القرى الصّغيرة الكثيرة والمتفرقة، ويصف دنديني بيوتهم الواطئة والحقيرة، “ليس لأنّهم فقراء أو لا يوجد بينهم أغنياء ورجال كبار ممتازون بل هربًا من ظلم الحكّام الذين يثقلونهم بكثرة الضرائب والرسوم، وعليه يتحاشون كلّ دلائل الثروة وعلامات الغنى. حتّى إنّهم يتزيون بزي المسكنة والفقر قصدًا ليتخلّصوا من ارهاق مأموري الحكومة لهم”[xiii].

ولاحظ أنّ لباسهم لا يختلف عن زي الشّرقيين، فهم يلبسون ثوبًا قصيرًا إلى الركبة، أو إلى وسط السّاق وفوقه السبنية أو القباء، ويتعممون بالعمامة. يستعملون السّيوف والخناجر، وهم رجال حروب أشداء، لا يتعاظمهم أمر، كريمو الأخلاق.

ثمّ ينتقل إلى وصف طريقة تصرّفهم في أثناء الأكل، وبيوتهم من الدّاخل وما تحتويه من أثاث، فيذكر أنّ: “لا طاولات، ولا موائد ولا كراسي عندهم. يجلسون على الحصائر أو البسط ضامّين أرجلهم متثنيات. وعلى هذه الحصائر أو البسط يتناولون طعامهم ويرقدون ليلاً.

وعوضًا عن المائدة يتّخذون سفرة من جلد على شكل دائرة وينشرون الخبز على دوائرها ولو كان الآكلون واحدًا أو إثنين ويجلسون كحلقة ويضعون اللّحوم في قصعة[xiv] في وسطها، عادة الإعراب في تناولهم الطّعام.

لا يستعملون المناشف ولا السكاكين ولا الشوك عند تناول الطعام، بل ملاعق من خشب غير نظيفة. ويشربون بقدح واحد مناوبة، وإذا أضاف أحدهم الآخر فربّ البيت يتولّى سكب الخمرة لكلّ من ضيوفه وقت الأكل”[xv].

ومن العادات التي ذكرها أنّهم يقدّمون الخمرة في أقداح صغيرة ولا يقومون عن طاولة الأكل حتّى تفرغ آنية الخمر، وعلى قدر ما يتناول الضّيف خمرًا، يزداد اعتباره لصاحب البيت، والذي لفت نظره، وهو دليل على كرم الضّيافة عندهم، أنّه إذا دخل عليهم أحد صدفة في أثناء تناولهم الطّعام، فبعد التّحية المعتادة، عليه أنْ يجلس بجانب أحدهم ويشاركهم في طعامهم من دون تكلّف، وإذا أبى أو تمنّع عدّوا ذلك خشونة منه وعدم لياقة، ويضيف في وصف بيوتهم من الدّاخل ملاحظًا أنّ “لا أسّرة ولا شراشف عندهم، بل يرقدون على الطّنافس والحصائر، ويستعملون أغطيتهم من القطن يتدثرون بها اتقاء البرد”[xvi].

ثمّ ينتقل إلى الحديث عن معاملاتهم وعقودهم وعهودهم والتي “لا تحتاج لتسجيلها أو مصادقة الحكّام عليها، لأنّه لا يداخل أحدهم سوء ظنٍّ بقريبه فهم رجال ثقة سليمو النيّة صادقو الطويّة تشفّ ظواهرهم عن بواطنهم”[xvii].

ويتطرّق إلى عاداتهم في أحزانهم فيذكر أنّه “لا توقد نار في بيت الميْت ولا يصلح طعام إلى مدّة معلومة. إنّما الاقارب والاصدقاء هم الذين يقومون بما يعود لراحة أهل الميْت وإعداد ما يلزم من طعام وغيره. وعليه تأتي النّساء في مواقيت الأكل حاملات على رؤوسهن اطباق الطّعام فيأكل أهل البيت ومن حضر لتعزيتهم”[xviii].

أمّا بخصوص علاقتهم مع رجال الدّين، فيشير إلى احترامهم الكبير لهم، فاذا التقو باحد منهم “يلثمون يده بكلّ إحترام ملتمسين منه البركة “باركني يا أبانا”. أمّا الكهنة، فيجيبونهم “فليبارككم الربّ” راسمين إشارة الصّليب”.

ويتابع حديثه وإذا صودف أنْ شاركهم أحد الكهنة في طعامهم فيقدّمون إليه الشّراب أوّلاً. ثمّ يشرب الكاهن في نهاية الطّعام، ولا يسمح لاحد الشّرب بعده “أي شرب الخمر”، وإذا قصد أحد السّفر أو ركوب الخيل فيذهب أوّلا إلى الكاهن ويطلب منه البركة بكلّ إحترام والصلوة على رأسه قبل السّفر”[xix].

ويشير إلى أنّ استعمال ايقاد البخور عادة منتشرة بينهم، لا يُستعمل في الكنائس فقط، بل في أوقات وظروف متعدّدة من بينها: في أوّل الطّعام وآخره، عند تبريك اللّحوم عند صلوة الشّكر، عند دخول أحد كبار الاكليروس إلى قراهم يستقبله الكهنة والشّمامسة بالبخور والشّعب بالأناشيد الرّوحيّة.

ويصل إلى الحديث عن نساء الموارنة فيصفهنّ بالآداب والرّصانة والتّقوى. “يتدثرن باكسية ساذجة تمسّ الارض وتستر أبدانهن وهي في الغالب من نسيج القطن الأبيض أو البنفسجي أوالأزرق”، ويضعن على رؤوسهنّ مناديل تستر شعورهنّ من الأمام ومن الوراء وإذا صادفن غريبًا يتجنّبنه أو يسترن وجوههنّ بمناديلهنّ.

وينهي حديثه عن الفتاة المارونيّة بالقول إنّها “مثال الحشمة والآداب وليس فيها ما ينكر عليها. لا في هيئتها الطّبيعيّة ولا في ملابسها ولا في آدابها ورصانتها. وعندما يأتين إلى الكنيسة لا يختلطن بالرّجال، بل يجلسن معتزلات بالقرب من الباب حيث لا يراهنّ الرّجال ليسهل عليهنّ الخروج قبلهم بعد نهاية الصّلوة. وعند خروجهنّ لا يغادر أحد من الرّجال مكانه.

لا يوجد في هذه البلاد ما يوجب الرّيبة في سلوك النّساء. فلا مومسات، ولا من ذوات الهنات، فلا يسمع فيها ما يندى له الجبين، ولا ما يخجل من ذكره، إنّها لنعمة خاصة يفاخر بها الشّعب اللّبناني”[xx].

ـ الرّحلة إلى جبل لبنان:

بعد مرور أربعين سنة على تأسيس المدرسة المارونيّة في روما، أوفد البابا اوربانوس الثاّمن الأخ دومينيكو ماغري إلى البطريرك يوحنّا مخلوف الاهدني للسعي في إرسال بعثة جديدة من التّلامذة إلى روما.

بعد عودته نشر يوميّات سفره في مجلة مالطيّة سنة 1626، وفيها الكثير من المعلومات التّاريخيّة والعلميّة الجديدة عن الموارنة، وصدرت هذه اليوميّات في كتاب حمل عنوان “الرّحلة إلى جبل لبنان” سنة 1655.

ومن المعلومات التي ذكرها عن سكان جبل لبنان، يقول: “إنّ قسمًا كبيرًا من جبل لبنان، ولاسيّما في القرى، يسكنه الموارنة، وهي أمّة كاثوليكيّة شديدة الوفاء للكنيسة الرّومانيّة. تخضغ في حياتها الرّوحيّة لرئيسها الملقّب البطريرك الإنطاكي، ينتخبه الاساقفة والاكليروس والشّعب. فور إنتخابه يوفد أحد رجال الدّين ليحصل على التثبيت من الكرسيّ الرّسولي ويلتمس الباليوم. في القدّاس والرّتب الدّينيّة يعتمدون اللّغة الكلدانيّة (يقصد اللّغة السّريانيّة أو الآراميّة وهي الّلغة الطّقسيّة عند الموارنة) التي هي لديهم اللّغة الفصحى، ويتكلّمون العربيّة في المطلق، على أنّ في جبل لبنان بعض القرى يتكلّم ّأهلها الكلدانيّة على شيء في التّحريف. يقيمون الذّبيحة بالخبز الفطير، وفقًا للكنيسة اللّاتينيّة التي يتشبّهون بها أيضًا في الملابس البيعيّة… بالاضافة إلى الصّوم العادي، وفيه لا يأكلون السّمك ولا يشربون الخمر، يصومون ثلاث مرّات أخريات، أي مدّة خمسة عشرة يومًا للقدّيس بطرس وبولس، وخمسة عشر أخرى لإنتقال العذراء، وكذلك الميلاد. كلّ أيّام الاربعاء والجمعة يصومون حتّى الظهر، لكنّهم لا يأكلون اللّحم يوم السّبت، كما ويأكلونه كلّ يوم من الفصح حتّى العنصرة. الكهنة متزوجون، إنّما يقترنون قبل سيامتهم في الأسرار المقدسة بفتاة عذراء وواحدة. من هنا أنّ جميع الاساقفة هم رهبان عادة، لأنّه قليل عدد الكهنة العزّب”[xxi].

ـ الحج المتعبّد:

أمّا الرّاهب الإسباني أنطونيو ديل كاستيليو، فقد زار لبنان في أثناء رحلة حجّ إلى الاراضي المقدّسة، سنة 1626، ودوّن مشاهداته وانطباعاته في كتاب “الحاج المتعبّد، رحلة حجّ إلى الاراضي المقدّسة” طبعه سنة 1654.

وقبل أنْ يتابع رحلته من طرابلس إلى البلدان الاخرى، صعد إلى جبل لبنان، فأعطى عن الموارنة وبطريركهم ورهبانهم هذه الشّهادة: “في هذا الجبل يوجد 600 قرية بين كبيرة وصغيرة (لا شكّ في أنّه خطأ مطبعي والأصح هو 60 قرية على ما أجمع المؤرخون اللّبنانيون وسائر الرّحالة في تلك العقود من السنين) يسكنها شعب هم الموارنة. إنّهم شديدو الخضوع للبابا، وهم يحكمون ذاتهم بذاتهم. ومع كونهم تحت ولاية التّركي الأعظم، فلا يوجد بينهم سوى تركي واحد هو المكلّف بأخذ الجزية، وما خلا ذلك فهم يديرون شؤونهم الخاصة عائشين بحسب تقاليدهم. عددهم يربو على الأربعين ألف نسمة، ولهم بطريرك يختاره الشّعب، والبطريرك يختار الأساقفة والبابا يثبّتهم. يستعملون الأجراس في كنائسهم، ويقدّسون باللّغة الكلدانيّة على الطّريقة القديمة. أما الملابس البيعيّة، فهي مثل اللّاتين، والكهنة عندهم متزوجون، وأخيرًا، إنّهم يتصرّفون في كلّ شيء بموجب التّقليد القديم غير أنّهم لا يتفقون مع الرّوم في الاحتفال بعيد الفصح الذي يحتفلون به مع اللّاتين”[xxii].

ـ العيش في المغاور النّائية:

ويتحدّث الرّحالة الاب يوحنّا مبارك الماروني الكسرواني، المولود في قرية بطحا وهو من تلامذة المدرسة المارونيّة عن لبنان من شماله إلى جنوبه في رحلة قام بها إلى الأرض المقدّسة وجبل لبنان في العام 1668، وبعد جولة على المدن والقرى، وما فيها من آثار وأنهار ومنتوجات زراعيّة وصناعات، ينتقل إلى الحديث عن الطّوائف، فيقول: “هذه الأمة المارونيّة خاضعة للكرسي الرّوماني، ويرئسها في البلاد بطريرك إنطاكية الذي ينتخبه الأساقفة الخاضعون لسلطته، وهم لا يذوقون اللّحم ابدًا، ويأكلون البيض ثلاث مرّات في الاسبوع، ويقتاتون مما يحرثونه بكدّ ايديهم ومن الأعشاب الخضراء، ويرتدون لباسًا خفيفًا، ويعتزلون الجبال عائشين في المغاور النّائية. وهذا الشّعب منتشر أيضًا في كلّ الشّرق، وعنده كنائس، ويستعمل اللّغة السّريانيّة في القدّاس والاحتفالات البيعيّة. أمّا اللّغة المح، كيّةفهي العربيّة، والسّريانيّة هي بمقام اللّاتينيّة بالنّسبة إلى الايطاليين”[xxiii].

وفي زيارته لبنان يصف الشّاعر لامارتين الشّعب الماروني الذي يشكّل نوعًا على حدة في جميع أنحاء الشّرق. فملامحه عربية صرفة، تظهر في ضخامة الجسد، وجمال الوجه وجرأة النّظرة وعذوبة الابتسامة. فضلاً عن العيون الزرقاء والانف الاقنى واللّحية الشّقراء والصوت الأجش والتّصرفات المهذبة[xxiv].

ويتّصف أفراد هذه الطّائفة، بحسب قول السّائح بوجولا، بالقوة والشّجاعة والنّشاط. وهم شرفاء يتّسمون بصراحة نادرة، ويحيطون كهنتهم باحترام كبير[xxv].

وهذا الشّعب القوي البسيط، هو مزارع نشيط، فقد أخصب تراب لبنان وحتّى صخوره، بدمائه وعرق جبينه. ففتّت حجارة جباله الصلدة، محوّلاً غبارها الى تربة خصبة، جاعلاً من لبنان، على حدّ قول الشّاعر لامارتين حديقة غنّاء تظلّلها أشجار التّوت والتّين والزّيتون، وتكثر فيها غلال الحرير والزّيت والشّعير والقمح [xxvi].

بينما يذكر الأب أزي  قولاً شائعًا مفاده أنّ الأرض التي تطأها أقدام الأتراك تبقى قاحلة جرداء طوال سبع سنوات، أمّا تلك التي تلامسها ايدي الموارنة، فتنتج الغلال الوفيرة وتعطي الخير الكثير، مؤكدًا أنّ رهبان الموارنة قد أعطوا المثل لشعبهم، كما فعل رهبان أوروبا في القرون الوسطى، فكانوا أول من أغنى التّراب اللّبناني، وكانت أديرتهم بمثابة معاهد يتلقّن فيها أبناء القرى مبادىء العلوم الزّراعيّة. فالموارنة شعب فقير يهتم بزراعة الأرض، وتربية دود الحرير، أكثر من إهتمامه بالصّناعة[xxvii].

ويقول الرّاهب النّمساوي ماري – جوزف دي غيرامب في كتابه “رحلة حج إلى اورشليم” العام 1832،عن الشّعب الماروني: “لباسهم فقير وخشن، لا يأكلون اللّحم ولا يشربون الخمر إلاّ نادرًا جدًّا. همهم الأساسي الصّلاة والشّغل اليدوي والعمل في الأرض وضيافة روّادهم”[xxviii].

ويصف الدّيبلوماسي الإسباني مانويل كينتانا الذي أمضى سنوات عدّة كقنصل لبلاده في لبنان وسوريا، الاكليروس الماروني في كتاب أصدره العام 1877 يحمل عنوان ” لبنان وسوريا “، وقد جاء فيه:

 “لا يقتصر عملهم على صلاحياتهم الرّوحيّة، بل إنّهم يوجّهون الحياة العامة لأبناء رعيتهم بسلطان مطلق وصارم أحيانًا. الجرائم الثّقيلة، كالقتل والاغتصاب، نادرة جدًّا، والقصاص على أي مخالفة، مهما كانت خفيفة، يتبع فورًا الذّنب. ويسهر الاكليروس بشدّة لتجنّب الشّكوك وإزالتها من بين المسيحيين. والشّاب، قبل الزّواج، عليه أنْ يأخذ موافقة خوري رعيته ومطرانه. وإذا كان الزّواج غير مناسب، فيمتنعون عن عقده، وما على الحبيب المسكين سوى الانصياع. لهذه السّلطة التيوقراطيّة للاكليروس حسناتها بالنّسبة إلى الماروني كما لها سيئاتها الكبيرة. فالمسيحيون الجبليّون معتادون على هذه السّلطة الرّوحيّة والزّمنيّة والمنزليّة، وهم لا يفهمون الكاهن والأسقف بدون هذه الامتيازات. والاكليروس العادي يعيش من حسنات قدّاساته الزّهيدة، لذلك يضطر معظمهم إلى القيام بأشغال أخرى ليتمكّنوا من العيش، على عكس الاكليروس العالي الذي يتمتّع بأجور سخيّة ويعيش في اليسر، ومداخيل الاساقفة على ازدياد ومداخيل البطريرك أكثر فأكثر”.

يحافظ الموارنة على أصوام عدّة، بالاضافة إلى كثرة أيام الصّوم في السّنة لا يأكلون في أثنائها إلاّ الخضار المطبوخة بالزّيت والماء. أمّا أصوام الرّهبان، فهي أكثر وأشدّ صرامة، فانّهم لا يأكلون خلالها سوى الخضار اليابسة…”[xxix].

ـ رتبة ذرّ الرّماد:

إنّ عادة ذرّ الرّماد على الرأس عادة عريقة في القدم مدلولها الأسف والنّدم على ما ارتكبه المخلوق من المعاصي في حق الخالق. وقد خصّت الكنيسة الرّماد بهذه الرّتبة لما وجدت فيه من الرّمز الواضح إلى أصل الإنسان وآخرته…

فمن الظّاهر أنّه لا ذكر لهذه الرّتبة عند واحدة من الطّوائف الشّرقيّة، وقد تفرّدت طائفتنا المارونيّة بهذا الأمر فتحتفل بهذا الطّقس نهار الاثنين الأوّل من الصّوم، وذلك لأنّها تبدأ الصّوم من هذا النّهار طبقًا لعوائد الشّرقيين ويظهر أنّ هذه العادة كانت مرعيّة في إقليم بروفنس في فرنسة ذكرها أحد العلماء الطّقسيّين وهو “دوران دي مند” الذي سُقِف على أبرشية “مند” سنة 1286 وممّا قاله: “نحن سكان برفنس نبدأ الصّوم نهار الاثنين ونذرّ الرّماد نهار الاربعاء” .

أمّا رتبة الرّماد وصلواتها، فإنّها مترجمة عن اللّاتينيّة ما عدا بعض أبيات سريانيّة ترتّل خلال الحفلة. وعندنا يدهن الكاهن بالرّماد جبهة الاكليروس والعوام على السّواء، بخلاف الكنيسة اللّاتينيّة فإنّها تنثر الرّماد على رأس الاكليروس وتدهن به جبهة العوام برسم صليب.

إنّ دخول هذه الرّتبة في طقوس الطّائفة المارونيّة كان من أمد قريب، والدّليل أنّ المجمع اللبناني الذي عقد سنة 1736 قد أتى على تعداد الرّتب التي على كاهن الرّعيّة أنْ يقوم بها ولم يذكرها البتّة. وهي على الأصح من تأليف السّعيد الأثر البطريرك يوسف اسطفان 1766 – 1793، ويذكر أنّ طابع  كتاب الرّتب في روميه وجامعه، وهو المطران نقولا مراد، قد أضاف هذه الرّتبة في صلب كتابه[xxx].

استطاع الموارنة بصلابتهم، وتشبثهم بالحريّة والتّضحية في سبيلها أنْ يكوّنوا أمّة، حافظت على كيانها وعاداتها وتقاليدها، فواجهت الاضطهادات التي توالت على ابنائها، وبقيت متشبثة بأرضها متجذّرة في تراب سقته ماء العين والجبين، وأصدق شهادة ما قاله المستشرق النّمساوي المونسنيور مسلين في كتابه “الاماكن المقدسة” أواسط القرن التّاسع عشر: “… أين كنّا نحن يوم كان الموارنة يدافعون عن ايمانهم، صادّين الغزوات عن واديهم، قاديشا، وادي القديسين… وإنّه لأسهل على الأعداء، أيًّا كانوا، أنْ يزعزعوا جبال لبنان من أساسها – إنْ ممكنًا – من أنْ يضعفوا الإيمان في قلوب أصحابه الموارنة”.


[i] -” دور الموارنة في بناء لبنان”، إدوار حنين، مجلّة الفصول، العدد 3، صيف 1980، ص. 134.

[ii]  – الموارنة العرب ” والتحالف مع الشيطان “، الدكتور كمال الصليبي، جريدة النهار، السنة 65 ، العدد19858 ، 27 أيلول 1997 ، ص 15.

– [iii]  الاخ (فرّا) غريفون وجبل لبنان في القرن الخامس عشر، الاب هنري لامنس اليسوعي، المشرق، السنة الأولى، العدد 2، 15 كانون الثاني 1898، ص 57.

[iv] – المرجع نفسه، ص 58.

[v]  – الدويهي، البطريرك اسطفان، منارة الاقداس، الجزء الأوّل، المطبعة الكاثوليكية، بيروت، 1895، المقدمة ص 7.

[vi]  – الدويهي، المرجع نفسه، المقدمة، ص 8.

[vii]  – الدويهي، المرجع نفسه، المقدمة، ص 8 – 9.

[viii]  – الدويهي، المرجع نفسه، المقدمة، ص 9.

[ix]  – دنديني،الأب إيرونيموس، رحلة الأب إيرونيموس دنديني الى لبنان، سنة 1596، عرّبها الأب يوسف العمشيتي، مطبعة العلم، بيت شباب (لبنان)، 1933، ص 87.

[x]  – الاخ (فرّا) غريفون، المرجع السابق، ص. 58.

[xi]  – سعاده، الأب اغناطيوس، لبنان في كتابات الرّحالة، دروس ونصوص، منشورات الرسل، جونيه، لبنان، سنة 2008، ص 103 – 104 – 105.

[xii]  –  دنديني، المرجع السابق، المقدمة، ص 3.

[xiii]  – دنديني، المرجع نفسه، ص 44.

[xiv]  – قصعة: صحفة مقعّرة، فارسية الاصل. ج: قصاع (قاموس المصطلحات والتّعابير الشّعبيّة، أحمد أبو سعد، مكتبة لبنان، ص 297.

[xv]  – دنديني، المرجع السابق، ص 45.

[xvi]  – دنديني، المرجع نفسه، ص 46.

[xvii]  – دنديني، المرجع نفسه، ص 46.

[xviii]  – دنديني، المرجع نفسه، ص 46.

[xix]  – دنديني، المرجع نفسه، ص 46 – 47.

[xx]  – دنديني، المرجع نفسه، ص 48.

[xxi]  – سعاده، المرجع السابق، ص 179.

[xxii]  – سعاده، المرجع نفسه، ص 187.

[xxiii]  – سعاده، المرجع نفسه، ص 218.

[xxiv]  –    De Lamartine (A): Voyage en Orient, Paris, Hachette,1903, T.1, p. 458 – 459

[xxv]  – Michaud (M) et Poujoulat (M): Correspondance d’Orient, 1830- 1831, Paris, Ducollet, Libraire éditeur, 1833, p. 319.                                                                                                  

[xxvi]  – جبر، الدكتورة أميرة، الرحالة الفرنسيون في موطن الارز، دراسات وانطباعات عبر القرن التاسع عشر، (1798 – 1918) الطبعة الاولى، 1993، ص 141.

[xxvii]  – جبر، المرجع نفسه، ص 141 – 142.

[xxviii]  – سعاده، المرجع السابق، ص 341.

[xxix]  – سعاده، المرجع نفسه، ص 372 – 373.

[xxx]  – رتبة ذرّ الرماد، لمحة تاريخيّة للخوري إبراهيم حرفوش المرسل اللبناني، المشرق، السنة الثامنة، العدد 6، 15 آذار 1905، ص 255 – 257.

                                                                         أديب القسيس

باحث في التّراث الشّعبي.

المراجع:

[1] -” دور الموارنة في بناء لبنان”، إدوار حنين، مجلّة الفصول، العدد 3، صيف 1980، ص. 134.

[1]  – الموارنة العرب ” والتحالف مع الشيطان “، الدكتور كمال الصليبي، جريدة النهار، السنة 65 ، العدد19858 ، 27 أيلول 1997 ، ص 15.

– [1]  الاخ (فرّا) غريفون وجبل لبنان في القرن الخامس عشر، الاب هنري لامنس اليسوعي، المشرق، السنة الأولى، العدد 2، 15 كانون الثاني 1898، ص 57.

[1] – المرجع نفسه، ص 58.

[1]  – الدويهي، البطريرك اسطفان، منارة الاقداس، الجزء الأوّل، المطبعة الكاثوليكية، بيروت، 1895، المقدمة ص 7.

[1]  – الدويهي، المرجع نفسه، المقدمة، ص 8.

[1]  – الدويهي، المرجع نفسه، المقدمة، ص 8 – 9.

[1]  – الدويهي، المرجع نفسه، المقدمة، ص 9.

[1]  – دنديني،الأب إيرونيموس، رحلة الأب إيرونيموس دنديني الى لبنان، سنة 1596، عرّبها الأب يوسف العمشيتي، مطبعة العلم، بيت شباب (لبنان)، 1933، ص 87.

[1]  – الاخ (فرّا) غريفون، المرجع السابق، ص. 58.

[1]  – سعاده، الأب اغناطيوس، لبنان في كتابات الرّحالة، دروس ونصوص، منشورات الرسل، جونيه، لبنان، سنة 2008، ص 103 – 104 – 105.

[1]  –  دنديني، المرجع السابق، المقدمة، ص 3.

[1]  – دنديني، المرجع نفسه، ص 44.

[1]  – قصعة: صحفة مقعّرة، فارسية الاصل. ج: قصاع (قاموس المصطلحات والتّعابير الشّعبيّة، أحمد أبو سعد، مكتبة لبنان، ص 297.

[1]  – دنديني، المرجع السابق، ص 45.

[1]  – دنديني، المرجع نفسه، ص 46.

[1]  – دنديني، المرجع نفسه، ص 46.

[1]  – دنديني، المرجع نفسه، ص 46.

[1]  – دنديني، المرجع نفسه، ص 46 – 47.

[1]  – دنديني، المرجع نفسه، ص 48.

[1]  – سعاده، المرجع السابق، ص 179.

[1]  – سعاده، المرجع نفسه، ص 187.

[1]  – سعاده، المرجع نفسه، ص 218.

[1]  –    De Lamartine (A): Voyage en Orient, Paris, Hachette,1903, T.1, p. 458 – 459

[1]  – Michaud (M) et Poujoulat (M): Correspondance d’Orient, 1830- 1831, Paris, Ducollet, Libraire éditeur, 1833, p. 319.                                                                                                  

[1]  – جبر، الدكتورة أميرة، الرحالة الفرنسيون في موطن الارز، دراسات وانطباعات عبر القرن التاسع عشر، (1798 – 1918) الطبعة الاولى، 1993، ص 141.

[1]  – جبر، المرجع نفسه، ص 141 – 142.

[1]  – سعاده، المرجع السابق، ص 341.

[1]  – سعاده، المرجع نفسه، ص 372 – 373. [1]  – رتبة ذرّ الرماد، لمحة تاريخيّة للخوري إبراهيم حرفوش المرسل اللبناني، المشرق، السنة الثامنة، العدد 6، 15 آذار 1905، ص 255 – 257.

Scroll to Top