Almanara Magazine

ظهورات مريم ومستقبل العالم

الخوراسقف أنطوان مخائيل[1]

   ليست الظهورات أمرًا خاصًّا بعصرنا؛ فلطالما عرف تاريخ الكنيسة ظهورات ورؤى وأعاجيب، منها ما ثبّتته الكنيسة واعتبرته نعمة وعلامة تعزية وتشجيع من السماء،  ومنها ما رفضته وصنّفته في خانة الهلوسة والتخيّل[2] المضرّة بالإيمان. إلاّ أنّ هذه الظواهر أحتلّت حيّزا هامًّا في أيّامنا بسبب الإعلام وسهولة التواصل بين البشر، وبسبب طغيان العاطفة الدينيّة وتنامي التمسّك بكلّ ما هو حسّي ومنظور في مسائل الإيمان. 

   سوف نحاول، في ما يلي، تحليل الظهورات المريميّة الأكثر عددًا وانتشارًا وتأثيرًا، من الناحية اللاهوتيّة والقانونيّة والراعويّة، وذلك لتبيان معناها وأهميّتها وموقعها في حياة المؤمنين والعالم، ولتوضيح الموقف الأسلم منها.

  1. ما هو الظهور؟

    يختلف الجواب على هذا السؤال باختلاف موقف من يفحصه أو يجيب عليه. فعالم النفس (غير المؤمن بالضرورة)، يعتبر الظهور عاملاً هذيانيًّا (Mécanisme hallucinatoire)، أي تخيّل لا موضوع له، بحيث تكون هذه التخيّلات من تأثير اللاوعي على المخيّلة ما يجعل الشخص يعتقد أنّ ما يراه حقيقة، فيما هو مجرد وهم. أمّا اللاهوتيّ فينطلق من التأكيد على أنّ الله يستطيع أن يكشف عن نفسه في تاريخ البشر، من خلال علامات عاديّة وأخرى خارقة العادة، حتّى بعد تمام الوحي. عندئذ تضحي الظهورات تلك الاختبارات النفسيّة التي فيها تدخل، في إطار الحواسّ، أمور أو أشخاص، لا نراهم بواسطة حواسّنا السمعيّة والبصريّة، ولا يمكننا الوصول إليهم من خلال اختبارنا البشريّ العاديّ، وذلك بطريقة فائقة الطبيعة[3].

    من جانب الرائي، هناك إذًا شعور بحضور واتصال مباشر مع الشيء أو الشخص الذي يظهر له. إنّه ظهور لشخص حيّ، لا يمكن أن يكون من نتاج المخيّلة. في ظهورات مريم، يجد الراؤون أنفسهم أمام العذراء. بسبب قوّة هذا الاختبار الفائق الطبيعة، يقع الراؤون عادة في حالة انخطاف (extase) تجعلهم يفقدون الاتصال بمحيطهم وبالأشخاص حولهم (من دون أن يفقدوا الوعي). فالروح البشريّة تصل إلى أعلى درجات الوعي في حالة الانخطاف الحقيقيّة.

  • مضمون الظهورات.

   من الناحية المنظورة أو المرئيّة،  تدخل الظهورات بإتصال مع مريم التي تظهر بطرق مختلفة حسب الرائين، والرسالة التي توصلها بطريقة خفيّة، تعجز الكلمات والتصاوير عن التعبير عنها. إلى برناديت سوبيرو (18 مرّة سنة 1858)، تكلمّت مريم اللهجة المحليّة، وكانت تلبس رداءًا أبيض يلفّه زنّار أزرق؛ رعاة فاطيمة شاهدوا العذراء ست مرّات سنة 1917 لابسة ثوبًا أبيض؛ على أطفال بورينغ (Beauraing) الخمسة  في بلجيكا، ظهرت العذراء ثلاثين مرّة سنة 1932، وعلى صدرها قلب من ذهب. يختلف عمر العذراء التي تظهر دائمًا شابّة (بين 16 و30 سنة)، لأنّ الأبديّة شباب دائم، ومريم تممتّع بحريّة الأجساد السماويّة الممجّدة.

   فيما يخصّ الرسالة التي تحملها مريم في ظهورها، يوضع الظهور دائمًا في خدمة كلمة الله. فليس المهمّ رؤية من يظهر بل سماع الكلمة. لهذه الرسالة على فم مريم، طابع تنبؤيّ ورؤيويّ وحكميّ في الغالب، من خلاله تدعو مريم إلى التوبة، وتغيير الحياة، والعودة إلى الإنجيل لتفادي “غضب الله”، ولتحقيق وعود السلام ومجيء ملكوت الله.

  • تقييم لاهوتي

   على كلّ تقييم لاهوتيّ لظهورات مريم (وغيرها من الظواهر خارقة العادة) أن ينطلق من علاقتها بالكشف أو بالوحي الأساسيّ في يسوع المسيح، وبهذا يتعلق أيضًا نوع القبول بها.

  1. قيمة الظهورات النسبيّة: يعلّمنا الكتاب المقدّس أنّ الظهور أو الكشف الحقيقيّ والنهائيّ هو يسوع المسيح، الذي يبقى الحدث الأساسيّ والمركزيّ في تاريخ الخلاص (غل 4:4). في الواقع، بينما يتكلّم الله، في العهد القديم، بطريقة جزئيّة وبواسطة أحداث نبويّة، في الإبن يكشف عن ذاته بطريقة كاملة ونهائيّة (عب 1: 1-4). فالمسيح هو كمال الوحي، وهو الكلمة الأزليّ المتجسّد (يو 1: 1-14) الطريق والحقّ والحياة (يو 14: 6)، صورة الله غير المنظور (كول 1: 15) الذي يقول من رآني رأى الآب (يو 14: 9).  إذًا يستعمل العهد الجديد عبارة “ظهور” للدلالة على ظهور سرّ المسيح، الذي تحقّق في مجيئه الأوّل بالتجسّد، وسوف يكتمل في في مجيئه الثاني أو الأخير. بين الظهورين الأوّل والثاني، توضع ظهورات المسيح القائم، الأساسيّة للإيمان بالقيامة وبالتالي لتأسيس الكنيسة. من هذا ينتج أنّ المسيح يختتم وحي الله للعالم، إذ إنّ فيه كمال الحدث الخلاصيّ والظهور النهائيّ لوجه الله “فلا ينتظر كشف آخر علنيّ قبل تجلّي الربّ المجيد الأخير”[4]. علينا إذًا الابتعاد عن كلّ وحي أو كشف، يريد إدخال معطيات جديدة غير محتواة في المسيح كلمة الآب، الذي به كشف كلّ شيء.هذا لا يعني رفضًا لتدخّلات لاحقة لله في التاريخ، تدخلات لا تكشف، بل تؤوّن الوحي وتذكّر بمضمونه، وتحضّ على الالتزام بمقتضياته[5]. إذًا تبقى قيمة الظهورات، مع القبول بإمكانيّتها، قيمة نسبيّة. إلى ذلك، توضع الظهورات في خدمة السماع الذي له الأوليّة: طوبى للذين يسمعون كلمة الله (لو 1: 28). كما أنّ إيمانًا مؤسّسًا على المشاهدة والمعجزات هو إيمان غير كامل: “إذا لم تروا آيات ومعجزات لا تؤمنون” (يو 4: 48). فالإيمان الناضج يكتفي بكلمة المسيح (لو 3: 55؛ متى 8: 8-10). نقرأ عند القديس يوحنا الصليب: “إنّ الله ظلّ صامتًا إذ لم يكن لديه شيء ليقوله، لأنّه بإعطائه كلّ شيء، أي إبنه، قال فيه كلّ ما كشفه جزئيًّا في القديم إلى الأنبياء. لذلك من يريد اليوم أن يطلب من الربّ كشفًا أو رؤيا لا يرتكب فقط حماقة، بل يهين الله، بعدم تركيز عينيه كليًّا على المسيح، وبتفتيشه عن أمر آخر جديد. يستطيع الرب أن يجاوبه على الشكل التالي: إذا كنت أنا قد قلت لك كلّ الحقيقة في كلمتي، أي في ابني، وليس لدي شيء آخر أظهره لك، فكيف يمكنني إجابتك وكشف أمر آخر؟ ثبّت عينيك عليه فقط، ففيه قلت وكشفت لك كلّ شيء، وأنّك لتجد فيه أكثر مما تطلب أن تتمنّى”[6]. إذًا في الإيمان، لا تحتلّ الظهورات المكان الأوّل، بل حدث المسيح الوسيط والكاشف الوحيد. فهذا الحدث يحتويها وإليه يجب أن تقود شعب الله. لكن يبقى أنّ كلّ جزء من النور والحبّ، الذي يدخل في التاريخ، يمثّل إهتمامًا عطوفًا من الله نحو أبنائه السائرين في التاريخ. وهذا ما تعكسه بقوّة ظهورات مريم المثبتة من قبل الكنيسة.
  2. حكم الكنيسة في الظهورات: لا يحتوي تشريع الكنيسة الرسميّ على أيّ قانون أو إجراء متعلّق بالظهورات. هناك فقط مذكّرة صادرة عن مجمع العقيدة والإيمان (1978)، وفيها بعض الأسس والمعايير التي يجب اتباعها للتأكّد من صحّة الظهور أو الرؤيا. بحسب هذه المذكّرة، تؤلّف الكنيسة المحلّية لجنة خبراء، يطلب منهم البحث حول النواحي التالية: التحقّق من مصداقية الرائي، بحيث يمكن التأكيد على أنّه لا يتصرّف بدافع مصلحة من أيّ نوع كانت (إكتساب منافع مادّية أو شهرة او امتيازات أو مكانة مرموقة)؛ وأنه لا يدّعي امتلاك سلطة تفوق سلطة الكنيسة، ليعلّم عقيدة جديدة مقتنعًا بها؛ وأنّه لا يستغل العاطفة والشعور الدينيّ لجماعة الشعب. من ثمّ، إلى جانب الاستقامة إيمانيّة الأخلاقيّة، يجب الانتباه إلى إمكانيّة أن يكون الرائي ضحيّة وهم أو مرض نفسيّ معيّن. فلا تكفي الارادة الطيّبة وحدها.
  3. تقييم موضوع الظهور بحدّ ذاته: يتمّ ذلك من خلال البحث عن العلامات التي تدّل على وجود تدخّل حقيقي من العلاء، وليس ظاهرة مفسّرة طبيعيًّا. من ثمّ، على محتوى الكشف أن يكون متوافقًا مع الوحي الإلهيّ: هل يشجّع على الحياة المسيحيّة وعلى التزام الإيمان الكامل؟ وهل يسعى ليحلّ محلّ هذا الالتزام خيار خيالي سهل؟ وهل يتوافق مع توجّه الكنيسة الشامل في التاريخ بقيادة الروح؟. كما تنظر الكنيسة في الثمار التي يأتي بها الظهور، وهي إمّا ثمار روحيّة (توبة، اهتداء)، أو مادّية (شفاءات) كما يحدث في لورد مثلاً.
  4. أخيرًا يأتي قرار الكنيسة إمّا سلبيًّا، وفي هذه الحالة، على كلّ من يهتمّ بهذه الظهورات أن يطيع هذا القرار وبالتالي الاّ يعلن موافقته عليها؛ أو إيجابيًّا، وفي هذه الحالة لا تحدّد الكنيسة لا واقع الظهورات ولا مضمونها، بل تعطي “لا مانع” (nihil obstat) أي أنّها تعلن أنّ الظهورات لا تعارض الوحي القانونيّ ولا عمل الكنيسة التبشيريّ والرعائيّ. لذلك يمكن قبول الأعمال الناتجة عن هذه الظهورات (الاهتداءات والعبادات). لأنّ الكلمات المنسوبة (مثلاً إلى العذراء) والممارسات التي تبنى عليها، هي متوافقة مع محتوى الإنجيل. لكنّ القبول بإمكانيّة حدوث الظهور، لا يمكن أن يحوّله إلى موضوع إيمان ملزم. فالكنيسة تقبله باحترام وفرح، ولكنّها لا تلزم بالإيمان به أحد. هناك حذر وفطنة مقدّسين يرافقان باستمرار موقف الكنيسة من الظهورات. يكفي أن نعرف أنّه من أصل 295 حالة ظهور في القرن العشرين، ثبّتت الكنيسة  11 حالة فقط.
  5. توضيح شخص مريم ورسالتها كما في الإنجيل: تضيء الظهورات المريميّة على شخص مريم وعلى دورها بتواصل مع المعطيات البيبليّة، التي تشكّل الظهور المريميّ الحقيقيّ والأساسيّ. فمريم تعرّف عن نفسها دائمًا على أنّها أمّ يسوع. لكنّها لا تقدّم نفسها كشخص من الماضي، بل كشخص حيّ، مضيء وممجّد، تهتمّ بأولادها وبمصير العالم. لا تظهر مريم لإعلان إنجيل جديد، بل لتحثّ على عيش الإنجيل الوحيد. فهي تدعو إلى التمسّك بمتطلبات الإنجيل (توبة وصلاة)، وإلى عيش المحبة، وإلى ممارسة الأسرار. تستمرّ مريم في كونها خادمة الربّ، تقود إليه البشر؛ وظهوراتها تجدّد معجزات التبشير: شفاءات، إهتداءات… ينمو الرجاء، وتغفر الذنوب، ويعمّ الفرح، ويعود المؤمنون إلى روح الإنجيل. من خلال أم يسوع، يظهر الآب رحمته وإهتمامه العطوف بالعالم. عندئذ تصبح مريم العلامة الأموميّة لله-الحبّ، الذي منه تأتي كلّ عطية حياة ونعمة (أف 1: 3).
  • الموقف من الظهورات

   أمام حقيقة الظهورات المريميّة، يتساءل المؤمن: ما هو الموقف الأسلم منها؟

  1. لا تصديق متسرّع ولا تعصّب: إنّ أخبار الظهورات أو الآيات من السماء تهزّ المؤمنين، خاصّة في الأوساط الشعبيّة. فالركض وراء المعجزة يقود غالبًا إلى موقف تصديق، يقبل بالظهور المزعوم من دون انتظار حكم الكنيسة. هذا يقود إلى حصر الوحي المسيحيّ بالإيمان في ظهور ما، مما يوقع في إيمان وروحانيّة منقوصة ومنغلقة، لا تأخذ بشموليّة السرّ المسيحانيّ. لذا يجب الانتباه إلى ما هو أساسيّ في الإيمان.
  2. لا عدم مبالاة ولا سلبيّة: في المقابل يشعر المؤمنون “المثقّفون” بانزعاج من أخبار الظهورات والعجائب. جماعات النخبة هذه المنشئة على النقد والعقلانيّة،  لا تقبل بالظهورات. هذا يعني الدخول في معضلة أساسيّة، تصل إلى حدود اعتبار الأمر غير الطبيعيّ ومن قبيل المسيحيّة السطحيّة. فهؤلاء إمّا يبقون خارج الموضوع أو ينتظرون، في أحسن الأحوال، قرار السلطة المختصّة. إنّ موقفًا يطلب بحثًا في الظاهرة لا يعني حتمًا لا مبالاة أو سلبيّة، وهو لا يتآلف مع حسّ الإيمان الموجود عند كلّ مؤمن مسيحيّ. من تاريخ الظهورات، تظهر أهميّة مساهمة الشعب في تمييز علامات الله، وفي بناء أماكن العبادة. لذلك تجب المساهمة في تمييز السلطة الكنسيّة لصحّة الظهورات.
  3. قبول واهتمام نسبيّ: الموقف المثاليّ من الظهورات المريميّة هو الانفتاح الحذر والفطن، المستند إلى إمكانيّة تدخّل الله الدائمة في التاريخ. فمن الضروريّ الانتباه إلى تدخّلات ممكنة منه، وهذا لا يكون بالتسرع أو باللامبالاة بل بالتمييز الفطن. فبعد التحقّق من جدّية الظاهرة (بحسب المبادىء المذكورة آنفًا)، تقبل الكنيسة بظهورات مريم مع الرسائل المحتواة فيها، في سبيل خير الكنيسة والبشريّة. كما يمكن للقاء مع مكان الظهورات أن يكون دافعًا إلى اكتشاف صورة مريم الكتابيّة الحيّة، في سبيل تغيير الحياة، والتوبة تحضيرًا لمستقبل العالم. فمريم تساعد، بصفتها الأمّ المنتبهة، المؤمنين- أينما وجدوا-  في أن يكتشفوا في المسيح الطريق نحو الآب[7]. يبدو جليًّا ممّا تقدّم، أنّه لا يمكن للظهورات المريميّة (أو غيرها) أن تأخذ مكان الكنيسة (مثل تعليم الكنيسة الرسميّ، والأساقفة واللاهوتييّن). فهي لا تعلّم العقيدة ولا يمكنها أن تكمّل وحي الكتاب المقدّس أو تبدّله. يجب وضع هذه الظهورات في إطار مساعدة مريم الأموميّة، المتماهية مع دورها في الكنيسة، المعطى لها من قبل ابنها في الإنجيل. فظهورات مريم هي دعوة موجّهة إلى الشعب المسيحيّ ليعود إلى مبادىء الإنجيل الأساسيّة. وبما أنّ الظهورات تدخل في إطار الكنيسة الرعائيّ، فهي تخضع لخدمة أولئك الذين أوكلت إليهم مهمة قيادة الكنيسة ورعايتها. والمؤمن “الرائي” الذي يقبل قرار الكنيسة بشأن رؤياه، يقوم بعمل إيمان واع وثقة. في هذا المعنى، يقول المجمع الفاتيكاني الثاني: ” بيد أنّ المواهب الخارقة لا ينبغي أن تطلب في خفّة، ولا أن يرجى منها بتهور ثمار العمل الرسوليّ. ثمّ إنّ الحكم في صحّة هذه المواهب وحسن استخدامها، إنّما هو من شأن الرؤساء في الكنيسة والذين عليهم بوجه خاصّ ألاّ يطفئوا الروح بل أن يختبروا كلّ شيء ويأخذوا بما هو حسن (1 تس 5: 12، 19-21)”[8].

    في الختام، نشدّد على أنّنا لا نرفض إكرامًا شرعيًّا لمريم مبنيًّا على ظهوراتها، ولا نضع قوانينًا أو حدودًا لعمل الروح في المؤمنين. فالأمر يتعلّق فقط بخير الكنيسة جمعاء، وبتفادي المبالغات التي يتعرّض لها الكثيرون في هذا المجال. كما أنّ إكرام مريم يتأسس على إيمان حقيقيّ، نتحقّق فيه من دور أمّ الله، ممّا يدفعنا إلى حبّها حبًّا بنويًّا، وإلى الإقتداء بفضائلها. هذا النوع من الإكرام لا تحلّ محله مبالغات مردّها إلى شعور عابر[9]. بذلك فقط يمكن لمريم أن تكون المسيحيّة المبشّرة أولاً، والمفتداة والملتزمة بالكامل في عمل الإبن.


[1] الخورأسقف أنطوان مخايل، النائب البطريركي العام في أبرشية طرابلس المارونية. رئيس إكليركية مار أنطونيوس البادواني كرمسدة (قضاء زغرتا)، ومُدَّرِس مادة اللاهوت العقائدي في جامعة الروح القدس_الكسليك، وفي الجامعة القانونية، وفي جامعة الحكمة. له مجموعة مقالات لاهوتية وروحية في العديد من المجلات المحلية.

[2]   B. Billet, Vraies et fausses apparitions dans l’Église, Paris 1976

[3]  كارل راهنر، معجم اللاهوت الكاثوليكي، دار المشرق، بيروت 1986، ص. 203-204.

[4] المجمع الفاتيكاني الثاني، دستور في الوحي الإلهيّ، عدد 4.

[5]  الحقيقة المحرّرة والجامعة، بكركي 2018، عدد 12.

[6] الصعود إلى جبل الكرمل، الكتاب الثاني، الفصل 22.

[7]  البابا يوحنّا بولس الثاني، الرسالة العامّة “أـمّ الفادي”، 1986، عدد 47.

[8]  المجمع الفاتيكاني الثاني، دستور عقائدي “نور الأمم”، عدد 12.

[9]المجمع الفاتيكاني الثاني،  دستور عقائدي “نور الأمم”، عدد 67.

Scroll to Top