Almanara Magazine

تقرير أبرشية الموصل وتوابعها للسريان الكاثوليك حول الوثيقة القارية

تقرير أبرشية الموصل وتوابعها للسريان الكاثوليك حول الوثيقة القارية

 

يتضمّن التقرير إجابات على السؤالين عن أوجه التشابه والإختلاف في واقع كنيستنا عمما جاء في الوثيقة القارية، وقد عرضناه بطريقة سردية. أما السؤال الثالث يتضمن النقاط التي نوليها أولوية والتي من الممكن مناقشتها في الجلسة الأولى للجمعية السينودسية.

    إننا نعيش في واقع كنيسة تحتاج إلى التئام مؤمنيها بعيدًا عن الخلافات والانشقاقات التي أفرزتها ظروف الأبرشية والبلد. نحن بحاجة ماسة اليوم إلى كنيسة قادرة على الشهادة الأمينة لكي تحتضن عائلة الله الجميع وتنفتح على الجميع. لم نلتمس من المؤمنين التعبير عن الفهم الكافي للمسيرة السينودسية كما تطرحها الوثائق السابقة، ونعزو ذلك إلى ضعف في التعريف عن الموضوع وعدم جعله أمرًا أساسًا في حياة الجماعة. لكننا في الوقت الحاضر بحاجة إلى وضع برنامج أبرشي يوجّه المؤمنين بإتجاه السينودسية ويوضع ليكون مؤثرًا ويضع الثقة في نفوس المؤمنين والإكليروس بأنّ هذه المسيرة سوف تغّير مستقبل الكنيسة. تلمّسنا قبولًا إيجابيًا من قِبل المؤمنين في رغبتهم للمواصلة في هذه المسيرة، لكنها تميزت بالوقتية، عليه…نجد أن من الضروري إنشاء مؤسسة أبرشية معنية في تنشئة وإعداد أشخاص مسؤولين في الكنيسة يعيشون هذه الخبرة ضمن مسؤولياتهم ويُعلّمونها ضمن منهجية مدروسة، وبالنتيجة سوف يؤثر ذلك في المؤمنين ويُعدّهم لحوار أعمق ولعيش خبرة متكاملة لكنيسة سينودسية.

   لا تختلف الآراء حول الجدوى من نتائج المسيرة السينودسية، فالبعض يشكّون بفاعليتها وتأثيرها لأجل التغيير الذي تبتغيه، تُرجمت هذه الآراء برفض المشاركة، وخاصة الإكليروس، بسبب اللامبالاة والمواقف الشخصية وعدم الشعور بأهمية الموضوع. ونعزو قلة المشاركة في الأبرشية بصورة عامة إلى عدم قيام الرعاة والكهنة بالتنشيط والإرشاد اللازم في هذا الموضوع الذي أوكِلَ إليهم، على الرغم من أن صوت الإكليروس هو صوتٌ مسموعٌ عند المؤمنين.

    نجد في الفقرة 21 من الوثيقة، إن الحروب دمّرت عالمنا، ومشكلة الهجرة وترك البلد مستمرة لحد الآن، وعدم الاستقرار الأمني والسياسي في العراق مستمر أيضًا، كذلك مازالت آلام ومآسي الناس مستمرة والجروح لم تُشفَ بعد من التهجير القسري لمناطنا على يد داعش، فضلًا عن تشتُت العوائل في عدة مناطق من العراق وفي بلدان المهجر. وحتى بعد عودة الناس إلى مناطقها وبيوتها المُهدّمة والمحروقة والمسروقة لم يتم ترميمها بشكل كامل، كل هذا يضع الناس في ألم وحُزن وقلق من المستقبل، ويضعهم في موضوع التعصّب الديني والعرقي، وليس هناك تلاقٍ في هذا الموضوع من قبل المسيحيين مع آراء أخرى وردت في الوثيقة الأصلية، غير أن التخوّف مستمر من أن سيناريو التطرف الديني سوف يعودُ مُجدّدا في المستقبل.

   نتساءل فيما إذا كان مُمكنًا في المجال العملي والحياتي أن نتلاقى مع الكنائس والجماعات المسيحية الأخرى. إستنادًا إلى الخبرة المُعاشة، هناك تخوّف من مسألة فتح قنوات التعاون والمشاركة في النشاطات لكونها تهدّد هويتنا التي اعتدْنا أن نعيشها. فإيماننا وتقاليدنا سوف تكون عرضة للزوال على وجه الخصوص عند التعامل مع الجماعات الانجيلية.

   وجد المؤمنون المشاركون في المسيرة السينودسية خبرة جديدة ولأول مرة  يُشارك العلماني في الإدلاء برأيه ليؤخذ به في سينودس عالمي.

    في كثير من الأحيان نرى أنّ نصوص الكتب المقدسة هي أمورٌ نظرية أو تاريخية لا تنطبق على واقعنا، أو بالأحرى لا نرغب في تطبيقها على واقعنا. فليس من السهل أن نتقبّل أشخاصًا لا يُشاطروننا في رأينا ومبادئنا، أو أن نتنازل عن أفكارنا وقراراتنا لكي نكسب الآخرين. وبذلك يحصل الابتعاد عن الإصغاء إلى الكتب المقدسة التي تمد الحياة في الكنيسة. هذه هي الهوّة التي نتلمّسها في مجتمعنا فيما يخص تطبيق الكتاب المقدس في حياة الكنيسة. لن تكون الكنيسة قوية إن لم تتشبّه بالخيمة التي لها القدرة على التوسّع وعلى احتضان الآخرين في الخارج مع جعلها ثابتة راسخة في نفس الوقت. أما الصفة الأخرى التي يجب أن تتميز بها الكنيسة فهي القدرة على الانتقال لكي تواكب تغيّرات حياة الإنسان الاجتماعية والثقافية وغيرها.

   نتلاقى في توسيع أرجاء خيمتنا ونستقبل الآخرين ونفسح لهم المجال على الرغم من اختلافهم (في محيطنا نذكر الكنيسة الارثوذكسية)، فنحن نمتلك منذ زمنٍ علاقاتٍ جيدةً معهم في الكنيسة والمجتمع وبيننا روابط أكثر عمقًا من اختلافاتنا، فنتشاطر في المدافن والمرافق العامة. ونلتقي أحيانًا في المناسبات الروحية والليتورجية، وتمتد هذه العلاقات إلى الزواجات المختلطة أيضًا. إن قبول الآخرين يجب أن يكون مرهونًا بالمعرفة بهم لكيما نستطيع تقبّلهم بثقة ومعرفة دون الخوف والقلق مما قد يُسبّبونه من تغيير سلبي في محاولة اقتناص المؤمنين واستمالتهم إليهم بوسائل الإغراء والترغيب. هذا الانفتاح يُهدّد حفاظنا على تراثنا الروحي والإيماني والعقائدي والتاريخي.

   إننا نعي في مجتمعنا أن هناك حاجة ماسة إلى المرافقة الروحية والإصغاء إلى من هم بحاجة إلى التوجيه على وجه الخصوص فئة الشباب والمراهقين والأطفال والذين يعانون من الضغوطات النفسية، فعلى الكنيسة أن توليهم الأولوية. غير أننا نجد الكنيسة عاجزة عن مساعدتهم بالطرق المثلى نظرًا لقلة خبرتها في هذا المجال وعدم وجود أشخاص مُتخصّصين في هذه المادة من كهنة وعلمانيين والافتقار إلى المؤسسات المختصة. فالخبرة المتواجدة لا تزيد عن كونها خبرة ناتجة عن الاجتهاد الشخصي الفطري وليس عن دراسة. أما فيما يخص الإصغاء إلى الإكليروس وعدم تفهّم ظروفهم فإننا نجد هذا أمرًا في غاية الخطورة، فالكهنة يجب أن يشعروا بالاهتمام والإصغاء لهم ودعمهم وتقدير عملهم سواءٌ من قِبل المؤمنين أو من قبل الرؤساء الروحيين.

   نجد أيضًا نقصًا حادًا في الاهتمام بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والمُسنّين. والطريقة المُثلى هي بتوفير مراكز بكوادر مُتخصّصة لمرافقة وتأهيل هؤلاء الاشخاص والحفاظ على كرامتهم في المجتمع. أما فئة المتزوجين الجدد والمخطوبين والأشخاص اللذين يحصلون على بطلان الزواج من المحكمة الكنسية، فإن الكنيسة توليهم اهتمامًا وترافقهم إلى نيل سر الزواج.

     لا تتوانى كنيستنا عن إعلان الكلمة إلى المؤمنين. ففي محافل كثيرة من أنشطة وتعليم وإرشاد، تقوم الكنيسة بمرافقة المؤمنين الذين هم بحاجة إلى رعاية خاصة وإلى مساعدة كالمرضى والمتألمين والذين يرزحون تحت طائل المشاكل العائلية والاجتماعية، كل هؤلاء هم ضمن اهتمامات رعاة الكنيسة. وهكذا تشهد الجماعة بأنها تعيش الانجيل بقلب واحد وعائلة واحدة.

    في حقبة ما، حاولت الجماعة المسيحية أن تتعايش وتنخرط في المجتمع ذي الأكثرية من الديانات الأخرى، وخاصة الديانة الاسلامية، ولكن بسبب أعمال العنف ضد المسيحيين ضُربت هذه العلاقة في الصميم وسبّبت جراحات عميقة مازالت آثارها مستمرة لحد هذا اليوم غير أن هذا التعايش بدأ يعود شيئًا فشيئًا على وجه الخصوص مع نداءات البابا فرنسيس وزيارته للعراق، ولكي يصل هذا التعايش إلى ما هو مرجو منه يحتاج إلى وقت للوصول إلى عيش الروابط المشتركة الثقافية والفكرية والتاريخية كون مناطقنا لها طابع خاص وظرف خاص. إن عملية بناء السلام هي مرتبطة بدور الكنيسة في خلق أجواء الحوار والتعاون والتوعية في النقاط التي تجمع المجتمع والابتعاد عن المواجهة على كل المستويات وبشكل خاص مع الديانات الأخرى.

     أما في مجال العمل المسكوني، فإننا نجد أنفسنا غير قادرين على اتخاذ خطوات تفوق صلاحياتنا ككنيسة محلية، منها على سبيل المثال: توحيد الأعياد وخصوصا عيد القيامة الذي يشكل أمامنا مصدر شك في المجتمعات، على وجه الخصوص المجتمع الإسلامي. وهذا يؤثّر على سير الحياة اليومية في العمل والعلاقات مع الجهات الرسمية والأديان والطوائف المسيحية الأخرى.

    هناك تفاوت في اهتمامات الانتماء الديني والإيماني بين الأجيال المتتابعة. فالأهل لا يملكون القدرة على إيصال إيمانهم المتوارث إلى أبنائهم، وهذا سببه عدم الاستقرار والتشتت في المجتمع. لذا فإن بعض العائلات تحتاج إلى تنشئة ومرافقة عن قُرُب لمواجهة الصعوبات الناتجة عن التحولات الثقافية وعالم التكنلوجيا المتسارع.

   يواجه المسيحيون في بلدنا ظلمًا من الناحية القانونية الدستورية بخاصة مشكلة هوية الانتماء الديني للقاصرين.

     بما ان كنيستنا تشكّل أقلية في محيطها الذي تسوده ثقافة واحدة مبنية على أساس الدين الاسلامي، فإن التعامل مع خطوات الاندماج في المجتمع نسيرها بحذر خشية فقدان الطابع المسيحي في حياتنا وعلاقاتنا مع الآخرين. ومع إننا نحتفظ برسالتنا كشهود إيمان بالمسيح فإن الاندماج في المجتمع ضروري لأنه يشكّل غنىً إنسانيًا وثقافيًا وهو علامة للشركة كإخوة في الانسانية. سؤال يراودنا ونتردّد في الإجابة الواضحة عليه، وهو: كيف يمكننا أن نوافق بين انغلاق الثقافة على نفسها وبين الانفتاح على المجتمع مع الحفاظ على خصوصيتنا كمسيحيين؟

    لن ينجح اليوم نموذج آخر من أجل كنيسة تتميز بالشركة والمشاركة والمسؤولية المشتركة غير النموذج السينودسي الذي يتميز بسلطة الخدمة والمحبة. فالمجتمع المسيحي أصبح واعيًا أن الكنيسة هي مؤسسة خدمة وليست مؤسسة هرمية سلطوية تُملي فقط على المؤمن.

    يُظهر العلمانيين تقديرهم العميق للخدمة التي يقدمها الكهنة لرعاياهم لما يبذلونه من جهدٍ لخدمة إخوتهم بالرغم من الصعوبات والتحديات التي يواجهونها. ومن أجل أن يصل الكاهن إلى نموذج يُحتذى به من قِبل المؤمين، نجده أمرا مُلحّا مرافقتهم خلال مدة تنشئتهم وأثناء خدمتهم للرعايا، وحمايتهم من الأشخاص السلبيين المحيطين بهم والذين يُعرقلون عطاءهم.

     للمرأة مكانة ودور فعال في الجماعة المسيحية في كنيستنا، فمنذ القرون الأولى تشكلت جماعة “بنات القيامة” (أفراهاط) وجماعة الشماسات المكرّسات اللواتي كُنّ يخدمْن الكنيسة بإرشاد مار أفرام السرياني. المرأة هي الأكثر التزامًا في النشاطات الكنسية والليتورجية مقارنة بالرجال. والكنيسة بدورها تقف إلى جانب المرأة وترعاها من الناحية الروحية والاجتماعية والثقافية وتحرص على أن تكون حاضرة في الحياة اليومية للجماعة. يقل دور المرأة في إدارة المؤسسات الكنسية بالرغم من انها متهيئة لمثل هذه الأدوار، وهذا نعتبره مسألة يجب إعادة النظر فيها، على الرغم من أنها حاضرة في المجالس الرعوية ويؤخذ بآرائها. أما دور الراهبات فهو أساس وحضورهنَّ رائد ومهم في المسار السينودسي وكذلك هنّ حاضرات في الحركات الكنسية المختلفة.

   تتمتع كنيستنا بمؤمنين يمتلكون الكفاءات والمواهب التي يقدمونها طوعا، مثل التعليم المسيحي والترتيل والموسيقى، ومجالات خدمة الرعايا بمختلف اشكالها، إذ تساعد على تجديد الكنيسة والعمل ضمن تنوع خبراتهم وقدراتهم والمواهب التي يمنحها الروح القدس لهم.

    لم يكن في كنيستنا من يعترض على الشكل السينودسي للكنيسة، غير أن التساؤل كان ينصب في كيفية العمل من أجل إعطاء الشكل الصحيح لمسيرة الكنيسة السينودسية. هذا يتطلب من الكنيسة إيجاد منافذ وطُرق لمتابعة هذا المسار وعدم القنوط، بل أن تأخذ الوقت الكافي لتحقيقه ضمن إمكانيات الكنيسة وظروفها.

    فيما يخص الدينامية القارية للمسار السينودسي، فإننا لم نلتمس تعاونًا أو تبادلًا للخبرات في هذا المجال من الكنائس المحاذية لنا جغرافيًا أو ثقافيًا. وقد يُعزى هذا القصور إلى عدم التمكّن من الاتفاق على العمل المشترك.

    على الرغم من إعطاء دور للعلمانيين في المؤسسات الكنسية – ونخص بالكلام المجلس الأبرشي – فإن المجلس عندنا له صفة استشارية فقط، إذ لا يرتقي إلى إتخاذ القرار وفق مسار التمييز الروحي الجماعي بالتوافق، ولا استنادا إلى مبدأ الأكثرية المتبع في الانظمة الديمقراطية.

   إن واقع المؤسسة الكنسية في مجتمعنا لا يختلف عما جاء في الملاحظة الفردية من المملكة المتحدة، ففي كثير من المواقف نجد أن السلطة الكنسية، أساقفة وكهنة، تفاجئُنا بقرارات قد لا تخلو من الغموض. فلأجل أن تكون كنيستنا مواكبة للمسيرة السينودسية عليها أن تستشير المعنيين والمتخصصين، أي أن تكون أكثر انفتاحًا وشفافية كي تخلق جوًا من الثقة والمصداقية في قراراتها.

   إن التثقيف والتربية على السينودسية لا يعتمدان فقط على المؤسسات والبُنى وحدها، بل إنّها تثبَّت بالتنشئة عليها باستمرار، وأحد مبادئ السير معًا هو تنشئة القلب التي تتم بإعداد برامج موَجّهة إلى الإكليروس والعلمانيين من أجل وعي أكبر لهذا المسار. يحتاج الإعداد لهذه المنهجية تهيئة كادر متخصّصة على الإصغاء والحوار لمن لهم الاستعداد للعمل في هذا المجال، خاصة الكهنة والمرافقين الروحيين. إنشاء مؤسسة أبرشية خاصة بالتنشئة على السينودسية بخاصة لمن ستُناط بهم مسؤولية القيادة ونقلها إلى المؤمنين أمرٌ ضروري.

   على كنائسنا الخروج شيئًا فشيئًا من العمل والنجاح الظاهري ومن روح الإنجاز من أجل الإنجاز فقط، إذ من المهم إضفاء مسحة الروح القدس على الصلوات والنشاطات وأن يكون التمييز الروحي مرافقًا للتخطيط الرعوي في كل مشروع من مشاريع الكنيسة. إن العمل وفق الروح يُبعد الكنيسة عن التوترات الناتجة عن الاختلافات ومجابهتا والدعوة إلى الانسجام.

   إن الحياة الليتورجية هي العامل الأساس المُعاش يوميًا من أجل أن تكون الجماعة مترابطة مع بعضها في المسيرة السينودسية. فالصلاة وإكرام العذراء مريم والقديسين تشدّ المؤمنين إلى بعضم والكنيسة بروابط مشتركة بالانتماء. كما إن الإصغاء والتأمل في كلمة الله يُعززانِ هذا الوعي بأننا نسير معًا ضمن الجماعة التي يتوسطها الله. فالجماعة تجسّد هذه المسيرة في الاحتفال الليتورجي الذي تكمن ذروته في الأوخارستيا.

    قد تحتاج المسيرة السينودسية الخروج من الأنماط الليتورجية التقليدية لمواكبة تغيّرات العصر الثقافية والاجتماعية، ونعني بهذا التجديد الليتورجي، هذا ما يُساعد المؤمنين باختلاف أجيالهم على الانسجام مع الجماعة المُصلية لتكون قلبًا واحدًا في الدعاء والصلاة بحضور الرب وبتعزيز من الروح القدس.

   تحتاج المسيرة السينودسية إلى استحداث وتنويع الليتورجيات الكنسية، مثل ليتورجيا الكلمة والتأمل بكلمة الله في الكتاب المقدس، وفي هذا الصدد من الضروري أن ينتبه الواعظ على نوعية العظات وأن تكون أكثر عمقًا وترتكز على الكتاب المقدس وتوخي إثارة المشاكل وزرع الشك في المؤمنين بسماعهم مواضيع لا تخص الإيمان أو تمس حياتهم الشخصية.

***********************************************************

الأولويات

1- حوار مفتوح مع كافة المؤمنين والاصغاء إلى كل الأصوات التي تصل الى الكنيسة، لتخفيف الضغط الذي يسببه النقد على القائمين في الكنيسة.

2- مشاركة اكثر فعّالة لكل المؤمنين في الكنيسة، حتى وإن لم تكن لهم المؤهلات الكافية، وإشراكهم في مجالات تناسب امكانياتهم، فيكون دورهم في الكنيسة كما هو في أُسرهم. كما نجد أنه من الضروري مطالبة الجهات المعنية باعداد مراكز تأهيل لذوي الاحتياجات الخاصة والمهمشة والمراهقين، وربات البيوت والأطفال (كالمراكز الاجتماعية والثقافية ومراكز التوعية..).

3- إن التثقيف والتربية على السينودسية لا تعتمد فقط على المؤسسات والبُنى وحدها، بل انّها تثبَّت بالتنشئة عليها باستمرار، وأحد مبادئ السير معا هو تنشئة القلب التي تتم بإعداد برامج موَجّهة إلى الإكليروس والعلمانيين من أجل وعي أكبر لهذا المسار. يحتاج الإعداد لهذه المنهجية تهيئة كادر متخصّص على الإصغاء والحوار لمن لهم الاستعداد للعمل في هذا المجال، خاصة الكهنة والمرافقين الروحيين.

4- تنشئة الكهنة على السينودسية ليتمكنوا من نقلها إلى لمؤمنين.

5- التجديد الليتورجي.

6- تعزيز وإعارة اهتمام أكبر لدور المرأة في الكنيسة.

7- ضرورة استحداث المسيرات الروحية ورحلات الحج التي لم تسمح ظروف العراق في ممارستها داخل القطر وخارجه. ولا تقل أهمية التجديد الليتوجي في تعزيز الروح السينودسية لشعبٍ في مسيرة متواصلة، بخاصة في كنائسنا الشرقية حيث الليتورجيا مرادفة لهوية الكنيسة.

8- لأجل تفادي التوترات والخلافات في الكنيسة والتي هي على مرأى من الناس، نرغب في أن يتحول اسلوب ممارسة القيادة الاسقفية والكهنوتية والرهبانية والعلمانية في الكنيسة من علاقة سلطوية إلى أخوية تتسم بالاحترام والمحبة.

9- إن مسألة عيش الانفتاح في مجتمعنا ذي الأكثرية غير المسيحية تتعارض مع موضوع خصوصية الحفاظ على الإيمان، كيف نستطيع أن نتجاوب مع موضوع “السير معًا” وفي الوقت نفسه نترسّخ في جذورنا وهويتنا.

10- كنيستنا اليوم تعاني من النسبية في الإيمان والليتورجيا والروحانية وهذا ما يؤدّي إلى السطحية في ترجمة الإيمان في الحياة اليومية. كيف نستطيع تجاوز هذه المعضلة؟

11- كي لا تكون نتائج السينودس مجرد وثائق، وهذا ما يتوقعه الكثير من المؤمنين، فالسؤال الذي يراودنا: كيف ستؤثّر نتائج السينودس في حياة المؤمن اليومية؟

12- كيف تستطيع الكنيسة الجامعة مدّنا بيد العون لتجاوز مشكلة التعامل مع المُعمّدين من الجماعات المسيحية الأخرى دون المس بروحانية السير معًا؟ فمسألة قبول الآخر تصطدم مع السعي للحفاظ على إيماننا وعقائدنا وهويتنا.

13- في مجال العمل المسكوني، إننا نجد أنفسنا غير قادرين على اتخاذ خطوات تفوق صلاحياتنا ككنيسة محلية، منها على سبيل المثال: توحيد الأعياد وبخاصة عيد القيامة الذي يشكل مصدر شك في المجتمع، خصوصًا الإسلامي. وهذا يؤثّر على سير الحياة اليومية في العمل والعلاقات مع الجهات الرسمية والأديان والطوائف المسيحية الأخرى.

 

 

                                                                                    لجنة تنسيق المسيرة السينودسية

                                                                          أبرشية الموصل وتوابعا للسريان الكاثوليك

Scroll to Top