كلمة المطران إيلي بشارة الحداد في المركز الكاثوليكي للإعلام
حول الإستعداد لسينودس 2032 في كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك
في 14/10/2021
أورد فيما يلي المراحل الإستعدادية للسينودس بحسب كنيسة اروم الكاثوليك:
نشكر الله أولاً أنه يمنحنا أوقاتاً يملأها الروح القدس وفيها نعمة خاصة للسير معاً والتفكير في مسيرتنا الكنسية. وأشكر قداسة البابا فرنسيس لأنه رجل الروح الذي يلبي دوماً هبات هذا الروح لتجديد الكنيسة. وقد أعطانا عنوان السينودس “شركة ومشاركة ورسالة”. كما أشكر صاحب الغبطة البطريرك يوسف عبسي بطريرك أنطاكيا للروم الملكيين الكاثوليك الذي شرفني أن أكون منسق كنيستنا في لجان أعمال السينودس المرتقب.
إننا ككنيسة ملكية نتحضّر كسائر أخواتنا الكنائس لهذا الحدث السعيد وفي داخلنا غبطةٌ كبيرة بأن نسير معاً ونفكر معاً ونطمح ونقرر معاً ما هو للشركة والمشاركة والرسالة. هذا وتعمل كنيستنا في سياق الهيكلية العامة التي رسمها الكرسي الرسولي.
ما زلنا في مرحلة الاستعداد السنودسي أي نتلقى الوثائق الفاتيكانية التي تنضج يوماً بعد يوم مسار السينودس ونقرأها بتمعن. وقد وصلتنا الوثيقة التحضيرية والدليل الرسمي للإصغاء والتمييز في الكنائس المحلية. وقمنا بتشكيل اللجان الخاصة بكل أبرشية. فنوزع على أعضائها الوثائق المذكورة وهي بدورها مع السادة الأساقفة والرؤساء العامين الممارسين وهي بدورها ترسلها إلى الكهنة وفرق العلمانيين المنظمة بمجالس وحركات وجمعيات وحتى إلى الأفراد وغير الممارسين تصلهم هذه الوثائق عن طريق الإعلام المحلي الذي يصل إلى كل بيت قدر الإمكان.
تتميز هذه المرحلة بالقراءة التأملية في فهم السينودس ومعانيه اللاهوتية والإكليزيولوجية. وتكتمل بتلقي ورقة العمل الأساسية للسينودس. وفيها عدة أسئلة موجهة للمؤمنين تعمل اللجان على تحضير الآلية السهلة لإبلاغها لشرائح المؤمنين عبر الرعايا والحركات الرسولية للإجابة عليها. يصار بعدها إلى تلخيص التوجهات العامة لكافة المؤمنين في الكنيسة الكاثوليكية وإرسالها إلى الفاتيكان لتبويبها ضمن آلية إستنتاجية خاصة.
ما يلفت انتباهنا أن أزمة لبنان قد أرخت بظلها على المؤمنين في كنيستنا كما وفي سائر الكنائس. هؤلاء يشاركوننا بحذر. وهم لا يأبهون لما سيحمله السينودس إلا من زاوية ما سيحمل من حلول لأوضاعهم الصعبة. فمسيرة السينودس قد تصعب هنا على الصعيد العملي لكن سرعان ما سيكتشف هؤلاء أن الشركة والمشاركة والرسالة إنما هي أفضل آلية للخروج من المآزق إن على الصعيد النظري أو العملي معاً.
كذلك هناك بعض التعليقات أتت من بعض المغتربين النتأتّين من كنائس شرقية ككنيسة الروم الكاثوليك. فأتت تعليقاتهم على أن همومهم ترتبط بالأكثر بهموم البلاد التي يعيشون فيها. وبالتالي نصحوا أن يشاركوا في كنائس الإغتراب لا في مسيرة الكنائس الأم.
أما الشريحة الكبرى من مؤمني كنيستنا فقد عبّروا عن إرتياحهم لعنوان السينودس إذ يشمل البيئة الواسعة التي نعيش فيها ليس فقط مسيحياً وكاثوليكياً بل مسكونياً وحتى على صعيد لقاء الأديان. ونوّهوا بلقاء البابا بشيخ الأزهر والعلامة السيستاني كبداية مشاركة في مقاربة أمور العالم الأساسية. فالبعد المثالي للسينودسية هو في حضارة الأديان وعملها معاً من أجل الإنسان. كل هذا بحاجة إلى تنشئة آنية وتنشئة مستمرة فيما بعد. ونحن في صدد تنظيم دورات لهذا الغرض. ولعل المرحلة الأولى هي الأهم أي السينودسية داخل كل كنيسة أولاً بين العلمانيين والكهنة. بعد ذلك كما رأى البعض من مؤمنينا أن المشاركة وقد تصل إلى الشركة أيضاً على الصعيد الإجتماعي بين الأغنياء والفقراء، سيما وأن الهوّة بين الفئتين قد ضعفت بسبب الحروب والأزمات المختلفة. ويقارب هؤلاء معاً المسائل الإنسانية التي تهدد الجميع. وهذا يقاس على جميع المستويات الإجتماعية والمهنية وسواها. أليست السينودسية هي عمل المحبة بإمتياز.
وأخيراً تقرر الإحتفال بالذبيحة الإلهية في كل أبرشياتنا يوم الأحد 17 من هذا الشهر تشرين الأول تلبية لدعوة البابا فرنسيس لأفتتاح المرحلة التحضيرية للسينودس بالصلاة. فندعو جميع أبنائنا المؤمنين إلى رفع الصلوات على نية إنجاح هذه المسيرة السينودسية التي ستعود حتماً بالنفع على الجميع.