عدد: 45/2023
تاريخ: 6/2/2023
الجمعية السينودوسية القاريّة للكنائس الكاثوليكية في الشرق الأوسط
قدس الأب خليل علوان، م.ل.، الأمين العام لمجلس بطاركة الشرق الكاثوليك
والمنسق العام للجمعية السينودوسية
المؤتمر الصحافي في بيت عنيا – حريصا في 6/2/2023
صاحب السيادة السّامي احترامه
أيها الإعلاميّون والإعلاميّات المحترمين والمحترمات
أيها الإخوة المشاهدون والمستمعون والمطّلعون عبر مختلف وسائل الإعلام والتواصل المحترمبن
مقدمة
في الرابع عشر من شهر تشرين الأول /اكتوبر من العام 2021، عقدنا مؤتمرًا صحافيًا في مناسبة انطلاق المرحلة الاولى من السينودوس الذي اطلقه قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس تحت عنوان : «نحو كنيسة سينودوسية : شركة مشاركة ورسالة» في المركز الكاثوليكي للإعلام، وها نحن اليوم نعقد مؤتمرًا صحافيًا ثانيًا لإعلان انعقاد الجمعية السينودوسية القاريّة للكنائس الكاثوليكية في الشرق الأوسط، لننهي بذلك المرحلة الثانية لمسار السينودوس، أي المرحلة القاريّة.
التحضيرات لهذه الجمعية
إن قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس قد طلب من جميع الكنائس الكاثوليكية في العالم مراجعة حياتها المسيحية في مسيرة «سينودسيّة» بغية «السير معًا» على ضوء الإنجيل ومستلزمات الزمن الحاضر، تحضيرًا للجمعية السينودوسية العامة الّتي ستعقد في حاضرة الفاتيكان في تشرين الأوّل/ اكتوبر 2023: «من أجل كنيسة سينودوسيّة: شركة ومشاركة ورسالة».
ها نحن اليوم، بعد سنةٍ على افتتاح هذا المسار السينودوسيّ، الذي شارك، في مرحلته الأولى الاستشاريّة، الملايين من المؤمنين من كل أنحاء العالم، قد وصلنا إلى المرحلة الثانية ( القاريّة).
قدّمت كنائسنا الى الكرسي الرسولي، اسوةً ببقيّة كنائس العالم، خلاصة تفكيرها. «… فوصل تباعًا إلى أمانة سرِّ السينودوس 112 تقريرًا من أصل 114 أرسلتها المجالس الأسقفيّة الوطنيّة، و13 تقريرًا من الكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة، بالإضافة إلى آراء … دوائر الكوريا الرومانيّة … وتقارير اتّحاد الرؤساء العامّين والرئيسات العامّات للرهبانيّات، ومؤسّسات الحياة المكرّسة وجماعات الحياة الرسوليّة، وجمعيّات وحركات المؤمنين العلمانيّين. كذلك وصلت آلاف المساهمات من أفرادٍ وجماعاتٍ، وآراء مختلفة عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ» (الوثيقة القاريّة فقرة 5).
نتيجة لهذه التقارير اصدرت أمانة سر سينودوس الأساقفة في روما وثيقة مستوحاة مما ورد من تقارير سمّيت «الوثيقة القاريّة»، ودعت القارات الست بالاضافة الىى الكنائس الكاثوليكية في الشرق، التي اعتبرت القارّة السابعة، الى مقاربة واقع كنائسها على ضوء هذه الوثيقة. بعد ذلك، وفي ختام المرحلة الثانية أي خلال سنة 2022، اجتمعت الكنائس الكاثوليكية في كل بلد مشرقي وصاغت وثيقة وطنية مشتركة. بعدها، دعا مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك إلى عقد هذه الجمعيّة السينودسية ما بين 12 و18 شباط/ فبراير 2023 في بيت عنيا – حريصا في لبنان.
من هم المشاركون في الجمعيّة السينودوسية
حرصت أمانة سر سينودوس الأساقفة، نزولًا عند رغبة قداسة البابا والمجالس الكنسية «على أن تمثِّل بشكلٍ صحيحٍ تنوّع شعب الله: أساقفة، وكهنة، وشمامسة، ومكرّسات ومكرّسون، وعلمانيّون وعلمانيّات. أمّا بِما يتعلّق بالمشاركين في الجمعيّات القاريّة، فلا بدّ من انتباهٍ خاصٍّ إلى حضور النساء والشباب حضورًا صحيحًا؛ وأن يتمثّل الأشخاص الذين يعيشون حالات فقرٍ أو هجرة، والذين هم على صلة مباشرة بهم؛ كذلك الأمر بالنسبة إلى الأخوة مندوبي الكنائس غير الكاثوليكيّة، وإلى ممثليّ الديانات والتقاليد الإيمانيّة الأخرى، بالإضافة إلى بعض الأشخاص الذين ليس لهم انتماء دينيّ». (الوثيقة القاريّة، فقرة 108).
لذلك سوف يشارك في جمعيتنا، إلى جانب أصحاب الغبطة البطاركة الكاثوليك، 120 ممثلًا للشعب المسيحي، هم بمثابة عيّنة من جميع فئات المجتمع المذكورة، قادمين من سوريا ومصر والأردن والعراق والأراضي المقدسة ودول الخليج؛ وينتمون الى الكنيسة المارونية وكنيسة الاقباط الكاثوليك، وكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، والسريان الكاثوليك والأرمن الكاثوليك والكلدان واللاتين. كما يشارك فيها بعض الأشخاص الذي ينتمون الى الكنائس الارثوذكسية والبروتسنتية، وأشخاص لا ينتمون الى اي مرجع ديني، وآخرون من جمعية «أنت أخي».
منهجية الجمعية السينودوسية
يجتمع المشاركون في الجمعية، في جوٍ من الصلاة، على مدى اسبوع كامل ليقاربوا معًا، ما ورد في الوثيقة القاريّة مع مشاكل كنائسهم وتطلعاتها. فيتحوّل بذلك هذا اللقاء الى «…حوار الكنائس المحليّة بعضها مع بعض، ومع الكنيسة الجامعة» (الوثيقة القاريّة، فقرة 106). نعتمد في أعمال هذه الجمعية منهجيةً جديدة، تنطلق من الوثيقة القاريّة وتعتمد على ما يسمّى «الإصغاء والمحادثة الروحيّة والتمييز الروحيّ»، وترتكز على التفكير حول تساؤلات ثلاثة:
– في مرحلة أولى يتساءل المجتمعون، في جوٍّ من الصلاة، ما هي الأفكار التي تتلاقى بشكلٍ حثيثٍ مع خبرات الكنيسة الجامعة وواقع هذه الخبرات في كنائسنا؟ ما هي الخبرات التي تبدو لنا جديدة وملهمة؟
– في المرحلة الثانية يتساءل المشاركون ما هي التوتُّرات والاختلافات الأساسيّة التي تبدو مهمّة بالنسبة إلى كنائسنا وبلداننا المشرقية مستقبلًا؟ ونتيجة لذلك، ما هي الأسئلة والتساؤلات التي تجب مواجهتها وأخذها بعين الاعتبار في المراحل اللاحقة من المسار؟
– في المرحلة الثالثة، يحدّد المجتمعون ما هي الأولويّات، والمواضيع الواردة، والدعوات إلى العمل التي يمكن تشاركها مع الكنائس الأخرى في العالم، والتي قد تصلح لمناقشتها في الجلسة الأولى للجمعيّة السينودوسيّة في تشرين الأول 2023؟
ما بعد الجمعية السينودوسية
في ختام الجمعية، يخلص المجتمعون الى صياغة وثيقة نهائية ترفع الى أمانة سر سينودوس الأساقفة في روما. فتتشكل لذلك لجنة لصياغة وثيقة ختامية مكوّنة من عشرين صفحة، وتتناول القضايا الثلاث في سياقها المحدّد (راجع الوثيقة القاريّة، فقر 106). ثمّ ترفع اللجنة النص النهائي إلى أصحاب الغبطة البطاركة للموافقة عليه ولإرساله الى الكرسي الرسولي قبل الحادي والعشرين من شهر آذار / مارس 2023.
«وبناءً على هذه الوثائق النهائيّة الصادرة عن الجمعيّات القاريّة، سيُصارُ إلى صياغةِ وثيقةِ العملِ (Instrumentum Laboris)، في مدةٍ أقصَاها شهر حزيران / يوليو 2023» (راجع الوثيقة القاريّة، فقر 106).
واختم كلمتي في الصلاة التي وردت في الفقرة الرابعة من الوثيقة القاريّة، ختامًا للمرحلة الثانية من هذه المسيرة الكنسية:
يا ربّ، لقد جمعت كلّ شعبك في سينودوس أي في “السير معًا”.
نشكرك على الفرح الذي عاشه أولئك الذين قرّروا الانطلاق، والإصغاء إلى إخوتهم وأخواتهم خلال هذه السنة، بالترحيب والتواضع وكرم الضيافة والأخوّة. ساعدنا على قراءة صفحات هذه الوثيقة وكأننّا ندخل “أرضك المقدّسة”.
تعال أيّها الروح القدس، وكنْ أنت مرشد مسيرتنا معًا.