جورج يرق
مقدمة
يطرح يوبيلُ راهبات القربان الأقدس المارونيّات الذهبيّ السؤالَ عن علاقة المارونيّة بالقربان الأقدس. فهل من حاجة لرهبانية قربانيّة في الروحانيّة المارونيّة؟ وبما أنّ اليوبيل يعني، فينومينولوجياً، الجواب بالإيجاب، فإنّ إسهام الأب إميل جعارة في هذه الروحانيّة يصبح، استطراداً، جديراً بالبحث. أمّا والجواب الفينومينولوجيّ لا يشفي غليل الفكر، فإنّه يتوجّب علينا ألّا نكتفي بالمُعطى الظاهراتيّ، فنحاولَ ولوجاً أونطولوجيّاً يؤسِّس لتجذيرٍ، لا يعود معه وجود جمعيّة راهبات القربان صدفةً تاريخيّة أو اعتباطاً في التسمية أم إرادةَ مؤسِّسٍ حتى، بل تأسيساً على تأسيسٍ، هو استمرارٌ لجذورٍ ضاربة في مسرى التاريخ المارونيّ.
- في القوانين التأسيسيّة
ينطلق مَسعانا الفكريّ من قوانين الراهبات حسبما وافقَ عليها المؤسِّس والجمعيّة. فماذا يعني القربان في روحانيّة الخوري المؤسِّس؟ وكيف تعيش راهباته هذه الروحانيّة؟
في المادّة الخامسة من القوانين النهائية للجمعيّة نقرأ أنّ روحانيّة الجمعيّة الرهبانيّة تتلخّص بكلماتٍ ثلاث: إنجيليّة، قربانيّة ورسوليّة. ويشرح البند الثاني المقصود بالروحانيّة القربانيّة: «[…] لأنّ اسم القربان الذي أراده لنا المسيح “راهبات القربان الأقدس المرسلات” يعني الرّوحانيَّة القربانيّة التي يجب أن نحياها: فنكون قرباناً للقربان ومع القربان، ونكون أيضاً قرباناً للنّفوس ببذل الذّات في سبيلها»[1].
وفي الفصل التاسع من القوانين بعنوان “الحياة الروحيّة” تطالعُنا المادّة 181 بما يلي:
«[…] ولمـَّا كانَ يسوعُ “الحياةُ” لا نَجِدُه بكلِّيَّتِه على هذه الأَرضِ إِلاَّ في سِرِّ القُربان: “خُبزِ الحياة”، فقد صارَ بِوسْعِنا القول: إنَّ العبادةَ الحقَّةَ للقُربانِ الأَقدس، هي مبدأُ وذُروةُ كلِّ حياةٍ روحيَّةٍ صحيحة. فيترتَّبُ علينا إذاً وُجوبُ السَّعيِ إِلى امتلاكِ الحياةِ الرُّوحيَّةِ والتَّرقّي المتتابِعِ فيها»[2]. وهو ما يصلُح أن يكون دستوراً لراهبات الجمعيّة ولكلّ راغبٍ في الحياة الروحيّة.
وفي المادّة 187 من الفصل نفسه، تحت عنوان “مائدة القربان”، نقرأ:
«بوَصْفِنا مُرسَلاتٍ للقُربانِ الأَقدس، نعتني كلَّ العنايةِ في أَن نعرفَ ونعبُدَ ونُحِبَّ، فوقَ كلِّ شيءٍ، يسوعَ القُربانيَّ الَّذي تَكَرَّسْنا له. فَنُوجِّهُ حياتَنا بأَسْرِها نحوَ الإِفخارِستيَّا “كسرٍّ وذبيحةٍ” لِنَستَقِيَ منها بغزارةٍ النُّورَ والقُوَّةَ والنِّعمةَ والحياة، من أَجلِ تقديسِنا الشَّخصيّ، وتقديسِ النُّفوسِ الموكولةِ إِلينا.
بناءً على ما ذكَرنا، نُعطي في حياتِنا الرُّهبانيَّة، المقامَ الأَوَّلَ لذبيحَةِ القدَّاسِ الطَّاهِرة، والتَّناولِ اليوميّ، وزيارةِ القُربان، والسُّجود، وذلك بقصْدِ تقْويةِ اتِّحادِنا الصَّميمِ بالسَّيِّدِ المسيحِ الَّذي “بهِ وَحْدَه الحياة” وهو القيامةُ والحياة وخبزُ الحياة»[3].
من يقرأ هذه القوانين قد يُغافله الاعتقاد أنّ راهبات القربان يقضينَ وقتهنّ بالسجود أمام القربان طيلة النهار، وربما طيلة الليل، والقيام بزياح القربان الذي عمَّمَه البابا أوربانوس الرابع في المنشور Transiturus de hoc mundo عام 1264، فكتبَ القديس توما الأكوينيّ معظم خدمتِه اللاتينيّة[4]. وقد أدّى إدخال هذه العبادة، وهي الأولى التي تُفرض في الليتورجيا اللاتينيّة، لتوجيه الانتباه اللاهوتيّ الى القربان المقدّس كأداةٍ خلاص ظاهرة ومرئيّة بمعزلٍ عن الأفخارستيا كاحتفالٍ سِرِّيٍّ. وقد تضافرَت أوضاعُ القرون الوسطى، وجهودُ القديسة جوليانا من لييج البلجيكية في تأسيس هذا العيد الليتورجيّ بناءً على رؤيا المسيح لها، ومعجزة بولزِنا Bolsena القربانيّة عام 1263 حيث تحوّلَ الخمر إلى دم حقيقيّ، لتجعلَ من هذا العيد مناسبةً لاهوتيّة للتشديد على عقيدة التحوّل الجوهري transubstantiation، ولانتشار احتفاليّة جسد الرب Corpus Christi حيث يزيَّح القربان في الشوارع، ما بات يُعرف بخميس الجسد.
وقد نتسرّع في الحكم إن اعتبرنا أنّ تأسيس جمعية راهبات القربان الأقدس المارونيات ناتجٌ عن تأثّر الخوري إميل جعارة بروحانيّة منتصف القرن العشرين المنصرم اللاتينيّة هذه، ما يجعل من جمعيّته نسخةً مارونيّة عن أصلٍ لاتينيّ. فالحال أنّ عبادة القربان هي عبادةٌ مارونيّة أصيلة، تضرب جذورها في أقدم المصادر المارونيّة التي بحوزتنا الى الآن.
- في المصادر المارونيّة
ففي كتاب الهدى، «دستور الطائفة المارونية في الأجيال الوسطى» بحسب الأباتي بطرس فهد[5]، نرى حيّزاً كبيراً مخصَّصاً للكلام عن القربان. ففي القسم الثاني، هناك ثلاثة قوانين يختطّها المشرِّع الماروني في موضوع القربان عناوينها : قانون تقديس القرابين، ومن قانون تقديس القرابين أيضاً، وقانون أخذ الجسد. في قانون تقديس القرابين، نقرأ إمكانيّة صمد القربان في بدء التقديس: «وإن أحبَّ الشمّاس أن يصمد القربان والشراب على المذبح ويغطّيه بالنافور في ابتداء التقديس فجائز له ذلك»[6]. هذه الإجازة تُفهم على ضوء ما يليها: فالقاعدة ألّا يبقى قربانٌ بعد القداس، أو يوضع في مكان «محترز»:
«وكذلك إذا انقضى القداس، فإن أحبَّ [الشمّاس] أن يرفع ما فضل من الجسد، إن فضل شيء، ويطوي جميع آلات المذبح ويعزل كلّ شيء في موضعه ما دام لابساً خدمته، جائز له. واذا تقرّب المؤمنون منه، فللكاهن أن يعيده عليهم ثلاث دفعات. فإن فضل بعد الدفعة الثالثة شيء، فلا يعيده عليهم بل يرفعه إلى الموضع الذي يكون فيه الرازات، ولا يبرح عليه الضوء إلى الغد، ويقرّبه لهم. هذا ان كان في موضع يحترز عليه فيه، فإن لم يكن له موضع يتمكّن من التحرّز عليه فيه، يكرّره عليهم إلى أن يفرغ. فأما الدم الزكي فلا يجوز أن يبيت بل يكرر على الجماعة إلى أن ينفذ، ثم يتولى تنظيفه وتشميسه ايضاً الشمّاس وهو بلباسه»[7].
يمكن القول إذن إنّ صمد القربان في التراث الماروني كان يتمّ على المذبح قبل القداس أو في موضعٍ مخفيّ. وما زالت “الصمدة” هي القماشة الضروريّة اللازمة لذبيحة القداس. أما الموضع المخفيّ، فيقول عنه البطريرك الدويهي:
«إنَّ صمدة الاسرار المقدّسة، منذ ابتداء البيعة، ما كانت تصير على المذبح الكبير بل في موضع مخفيّ عن نظر الشعوب الغريبة. تُعدّ القرابين على مذبح صغير، وتُنقل الى المذبح الكبير بزياح مهيب. وتصير النقلة في غاية الكرامة، لأنها تدلّ أيضاً، على قدوم السيد المخلص من بيت عنيا الى بيت المقدس في يوم الشعانين. وأن البخورات والتراتيل التي تصير في البيعة تدلّ على تسابيح الأطفال وتماجيد الرسل من جبل الزيتون الى الهيكل»[8].
وغنيٌّ عن القول أنّ من قصدهم الدويهي «بالشعوب الغريبة» هم الذين كانوا يستبيحون حرمة القربان في كنائس الموارنة. ما يلفت النظر هو أهمّية الزياح الذي تتمتّع به القرابين مع أنها لم تتقدّس بعد، فكيف إذن عندما تصبح جسد الربّ المقدَّس؟! يعطينا هنا كتاب الهدى دليلاً على الاحترام الفائق، الواجب للقربان المقدَّس حين ينقله الكاهن من بلدٍ الى بلد:
« […] ولا يحمل الكاهن الجسد الطاهر ولا الميرون المقدّس من بلدٍ الى بلد إلّا وهو صائم، وإن أمكنه أن يكون ماشياً فهو آثر وأجود. فإن كان الموضع الذي يمضي إليه أزيد من رحلة، ونزل في رأس المرحلة، فيقرّره في أحرز موضع يقدر عليه ثم يقرأ تسبحة الايمان ويفطر. وإذا قام الى المسير عاد فحَمَله صائماً الى أن يصل الى موضعه»[9].
وللتأمّل في سرّ القربان موقعه المميّز في الروحانية المارونيّة نجد أحسن تعبيرٍ عنه، دون شكّ، في ما يقوله الدويهي عن الرفعة أو «الشَيْلة» في القدّاس، والتي تتمّ بعد الكسر والرسم والنضح، وهي تقدمة جسد الربّ يسوع ودمه الى الله الآب:
« من أجل ذلك تأمر البيعة انّ جميع الكهنة يمسكون الجوهرة بأناملهم الأربعة، وببقية الأنامل يحملون الكأس تحت الجوهرة، ثم يرفعونها فوق المذبح، إذ يقرّون ويخاطبونه قائلين: “أيها القربان الشهيّ…لك المجد الى الأبد”. تُوضع الكأس تحت الجسد رسماً للدم الذي أُهرق من جسده على الأرض ليروي عطشنا ويغسلنا من الخطايا. إنّ الكاهن إذ يتأمّل ربّ المجد مصلوباً بين يديه من أجله يأخذه الوَجْدُ، ويعجز عن النطق إلا بهذه الكلمات: “أنت هو القربان الشهيّ…” على شبه توما عندما شاهد الربّ قد قام، صرخ: “ربّي وإلهي”»[10].
في القدّاس، وقبل المناولة مباشرة كما في أيام الدويهي، يتجلّى التصوّف الماروني في التأمّل بالشَيْلة. «فالوَجْدُ» مصطلحٌ صوفيّ بامتياز، واللسان المربوط هو صدىً لسرّانيّة sacramentality القربان. فأمام السرّ لا تعبيرَ ليتورجيّاً مناسباً أكثر من الرهبة المقدَّسة، والخشوع الممزوج بالفرح الذي لا يوصف والذي لا يُعبَّر عنه في الوقت نفسه، ولا مكانَ أنثروبولوجيّ أعمق من للقلب.
«هكذا الكاهن عندما، في أعماق القلب، يفتكر بهذه النعمة التي لا توصف، أن ابن الله يُصلب من أجل عبده، يرتبط لسانه ولا ينطق إلا ببعض كلمات في السر، طالباً من الربّ أن يجعل صلاته كالبخور الطيّب الرائحة، وأن يقدّمها على يديه الى أبيه. فإنّ البخور لا تطيب رائحته الا عندما يحترق في الجمر، والصلاة لا ترضي الله الا اذا تقدمت بنار المحبة وانسحاق القلب»[11].
إنّ ما يصفُه الدويهي بأبلغ الكلام، في بُعده عن نفَس اللاهوت المدرَسي scholastique العقليّ المنطقيّ الجافّ وقربه من النفَس اللاهوتي السرياني القلبيّ الشُعوريّ الشاعريّ، يجعل من تقدمة جسد الربّ لله الآب ذروة التقدمة الأفخارستية. هنا تضحي الأفخارستيا «شوتَفَةً» أي مشاركةً ليس على صعيد العقل والقلب فقط بل ذبحاً شخصياً حرّاً على مثال «الذبيح الغافر الذي قدّمَ ذاته قرباناً لأبيه»، كما يقول القداس الماروني.
هذا الوعي لقمّة التقدمة الأفخارستية الذي تعكسه لنا هذه الكلمات الآتية من بعيد، من أغوار القرن السابع عشر الذي عاش فيه الدويهي، ترجِّع صدى كلمات المطران داود الماروني في كتاب الهدى المنسوخ في أواسط القرن الحادي عشر لتدلّ، بما لا ريب فيه، على المكانة التأمّلية التي كانت للقربان المقدّس، قبل وبعد التقديس. وليس مستحيلاً أو مستغرباً على الباحث أن يكون ما قاله الدويهي هو ما كان يعيشُه فعلاً في قدّاسه. ولنا في شهادة القديس شربل مخلوف البقاعكفري في القرن التاسع عشر، الدليل الأصدق على أمانة الموارنة لهذا التقليد، وهو الذي أسلمَ ذاته بين يدي الآب عند الشَيْلة تحديداً، تماماً كمعلِّمه. وهذا قاله المونسنيور ميشال حايك في كتابه عن شربل:
«عند الرَفعة الصغرى، وهي قمّة القدّاس المارونيّ، حيث الله الآب يقبَل التقدمة، يتلو الكاهن وهو يرفع القربان والكأس هذه الصلاة السريانية الرائعة: يا أب الحق، هوذا ابنك…هوذا دمه المهراق على الجلجلة لخلاصي، يشفع قدّامك عنّي […]»[12].
خلاصة
لقد حاول مسعانا الفكريّ الاقتراب من المصدر الماروني لتعلّق الموارنة بالقربان، فرأينا الموارنة يعيشون عبادتهم للقربان في ليتورجيّتهم، وهي مكانهم اللاهوتيّ الأول. فهل ثمة حاجة بعد لجمعيّة رهبانيّة للقربان الأقدس في الروحانيّة المارونيّة؟ جوابنا أنّها قربانيّة في أصلها وفي تضاعيف ليتورجيّتها. أونطولوجياً، تحيا الروحانية المارونيّة من القربان وبه وفيه ومعه وبدونه لا تكون، لأنها روحانية «شَوتَفة»، أي أفخارستيّة بامتياز. فالقدّاس المارونيّ صنَعَ الليتورجيا والروحانية والبيعة. حتى الوطن اللبناني الذي صنعَه الموارنة لا يُفهم إلّا كشوَتَفَة أي كمشاركة. وتاريخ الموارنة يُفهم، برأيي، كتقدمة على مذبح هذا الشرق من أجل المشاركة في وليمة الحرية والقداسة. ذلك أنّ المصدر يُغري بالإقامة قربه، وفي الإقامة قرب المصدر تكمن الحقيقة.
إنّ روحانيّة جمعية راهبات القربان الأقدس المارونيات القربانية ليست الركوع أمام القربان الأقدس بضع مرات خلال النهار وحسب، بل هي الإقامة قرب المصدر الوحيد لكلّ روحانية، غربية كانت أم شرقية، ألا وهو السرّ القربانيّ. هذه الإقامة فهِمَها الخوري إميل أيضاً إقامةً قرب الفقير، لأن الفقير هو القربان. وعاشَها إقامةً قرب الفتاة القرويّة، التي كانت أفقر الفقراء في حينه، وحين لا يكون قربانٌ للتقدمة في الموضع المحترز، يُضحي كلّ أولاد البيعة خبزَ الشوتَفَة. وطلبَ من راهباته أن يعيشوها قرب خادم القربان، أي الكاهن، لأنه يقيم قربَ السرّ. هذا السرّ الذي لم يبخل الموارنة في احترامه حين يأخذونه باليد، فيلثمونه بالفم الطاهر، ويضعونه رحمةً على عيونهم، منشدين قائلين “وعينيَّ التي مُسَّت به رحمتك”، وذلك قبل أن يُنظِّم الأكوينيّ زياح القربان بأجيال، فيُبصِرون ويُبصَرون شعباً قربانياً مقدَّماً على مذبح الشهادة للمختفي في القربان الأقدس. ومن هنا نفهم إسهام الخوري إميل جعارة ضمن الروحانيّة المارونيّة.
بيبليوغرافيا
- القوانين النهائية الجديدة لجمعيّة راهبات القربان الأقدس المارونيّات، 13 حزيران 2016.
- الأباتي بطرس فهد (تحقيق)، كتاب الهدى. دستور الطائفة المارونية في الأجيال الوسطى، منشورات دار لحد خاطر، سلسلة الخزانة التاريخية، 7، بيروت، 1985.
- شرح القداس الماروني، منارة الأقداس للبطريرك مار اسطفان الدويهي، إعداد أبونا نبيه نعيم الترس، طبعة ثانية، لا د.ن.، 2014.
- 4. Michel Hayek, Le chemin du désert. Le père Charbel moine d’Orient 1828-1898, 2ème édition, Paris, Éd. Xavier Mappus, 1956.
[1] القوانين النهائية الجديدة لجمعيّة راهبات القربان الأقدس المارونيّات، 13 حزيران 2016، قوانين تمهيديّة، مدخل، مادّة 5: روحانية الجمعيّة [ = قوانين 2016].
[3] قوانين 2016، مادّة 187.
[4] وأشهرها نشيد Pange, lingua, gloriosi Corporis mysterium : يا لسان المدح أنشد سرّ قربانٍ عظيم.
[5] الأباتي بطرس فهد (تحقيق)،” كتاب الهدى”. دستور الطائفة المارونية في الأجيال الوسطى، منشورات دار لحد خاطر، سلسلة الخزانة التاريخية، 7، بيروت، 1985.
[6] كتاب الهدى، مرجع مذكور، ص 123.
[7] نفس المرجع.
[8] البطريرك اسطفان الدويهي، “منارة الأقداس“، تحقيق رشيد الشرتوني، 1896، الجزء الثاني، ص 174؛ مذكور في : “شرح القداس الماروني، منارة الأقداس للبطريرك مار اسطفان الدويهي”، إعداد أبونا نبيه نعيم الترس، طبعة ثانية، 2014، ص 143.
[9] كتاب الهدى، مرجع مذكور، ص 124.
[10] البطريرك اسطفان الدويهي، “منارة الأقداس”، تحقيق رشيد الشرتوني، 1896، الجزء الثاني، ص 455؛ مذكور في : شرح القداس الماروني، “منارة الأقداس للبطريرك مار اسطفان الدويهي”، إعداد أبونا نبيه نعيم الترس، طبعة ثانية، 2014، ص 208-209.
[11] المرجع نفسه، ص 209.
[12] Michel Hayek, Le chemin du désert. Le père Charbel moine d’Orient 1828-1898, 2ème édition, Paris, Ed. Xavier Mappus, 1956, p. 124.