من أجل كنيسة سينودسيّة:
الشركة والمشاركة والرسالة
مذكّرة من أجل السينودس حول السينودسيّة
الدليل الرسميّ للإصغاء والتمييز في الكنائس المحليّة:
المرحلة الأولى [أكتوبر 2021- أبريل 2022]
في الأبرشيّات والمجالس الأسقفيّة
تمهيدًا لانعقاد جمعية سينودس الأساقفة في أكتوبر 2023
سينودس الأساقفة
الفاتيكان
نُشرت بواسطة الأمين العام لسينودس الأساقفة
34 ڤيا ديلا كونشلياتسيوني- الفاتيكان
سبتمبر 2021
ترجمة المكتب الإعلامي الكاثوليكي بمصر
صلاة من أجل السينودس:
Adsumus Sancte Spiritus
بدأت كلّ جلسة من جلسات المجمع الفاتيكانيّ الثاني بصلاة Adsumus Sancte Spiritus، الكلمات الأولى من أصل لاتينيّ، وتعني ” أيّها الروح القدس نقف أمامك”، والتي استُخدمت تاريخيّا في المجامع والسينودسات وغيرها من الاجتماعات الكنسيّة لمئات السنين، وتنسب إلى القدّيس إيزيدور الإشبيليّ (560- 4 أبريل 636). ونحن نتبع هذه العملية السينودسيّة، تدعو هذه الصلاة الروح القدس إلى العمل فينا حتّى نكون جماعة وشعب النعمة. بالنسبة للمسيرة السينودسيّة من 2021 إلى 2023، نقترح النسخة المبسّطة التالية[1]، حتّى تتمكّن أيّ مجموعة أو جماعة ليتورجيّة من صلاتها بسهولة أكثر.
أيّها الروحُ القدس، نقفُ أمامَك،
باسمِك نجتمعُ معًا.
تعالَ إلينا، أرشدْنا، حِلَّ في قلوبِنا.
علّمْنا ما يجبُ علينا القيام به،
وأرشدْنا إلى الطريق
الذي يجبُ أن نتبعه معًا.
Top of Form
Bottom of Form
لا تسمحْ لنا نحن الخطأةَ والضعفاء أن نسيءَ إلى العدالة،
لا تسمحْ للجهلِ أن يقودَنا إلى الطريقِ الخطأ،
ولا تجعلِ التحيّزَ يؤثّرُ على أفعالِنا.
لأنّنا نجدُ فيكَ وحدتنا
حتّى نتمكّنَ من السير معًا إلى الحياةِ الأبديّة
ولا نبتعدَ عن طريقِ الحقّ
وما هو صواب.
نطلبُ منك،
أن تعملَ في كل زمان وكل مكان،
في شركةٍ مع الآبِ والابن،
وإلى أبدِ الآبدين. آمين.
فهرس المحتويات
Contents
1.1 ما هو الهدف من هذه المذكّرة؟. 9
2.1 ما معنى السينودسيّة؟ أساس هذا السينودس… 11
3.1 ما هو الهدف من هذا السينودس؟ أهداف العمليّة السينودسيّة. 12
4.1 موضوع هذا السينودس، من أجل كنيسة سينودسيّة: الشركة والمشاركة والرسالة. 14
كلمات أساسيّة للمسيرة السينودسيّة. 14
5.1 الخبرة على المستوى المحلّيّ.. 15
2. مبادئ العمليّة السينودسيّة. 18
2.2 عمليّة سينودسيّة حقًّا: الإصغاء والتمييز والمشاركة. 19
3.2 مواقف من المشاركة في العمليّة السينودسيّة. 20
2.3 دور مجالس الأساقفة وسينودسات الكنائس الشرقيّة. 26
4.3 جمعيّة سينودس الأساقفة. 26
4. السير في طريق السينودس في الأبرشيّات.. 27
1.4 ملخّص لما هو متوقّع في المرحلة الأبرشيّة. 27
2.4 دور الأسقف في العمليّة السينودسيّة. 30
3.4 دور الكهنة والشمامسة في العمليّة السينودسيّة. 32
4.4 خارطة الطريق (تدابير عينيّة للمرحلة الأبرشيّة) 33
1) تعيين مسؤول/ مسؤولي التواصل الأبرشيّ… 33
2) تأسيس فريق سينودسيّ إيبارشيّ… 34
3) تمييز الطريق من أجل إيبارشيّتكم. 34
4) التخطيط للعمليّة التشاركية. 34
5) إعداد منسّقي المجموعات لاجتماعات المشاورة السينودسيّة. 35
6) إقامة ورشة عمل إرشاديّة للفريق السينودسيّ الأبرشي والمنسّقين المحلّيّين.. 35
8) تنفيذ عمليّة المشاورة السينودسيّة ومتابعتها وتوجيهها 35
9) اجتماع ما قبل السينودس الأبرشيّ… 36
10) إعداد وتقديم الملخّص الأبرشيّ… 36
5.4 العناصر الأساسيّة للخبرة السينودسيّة. 36
5. مصادر تنظيم العمليّة السينودسيّة. 37
1.5 منهجيّة العمليّة السينودسيّة الأبرشيّة. 37
2.5 البعد غير الرسميّ للعمليّة السينودسيّة. 38
3.5 الأسئلة الرئيسيّة للمشاورة. 38
الملحق (أ): شخص/ فريق التواصل الأبرشيّ… 43
ا) عمل شخص/ فريق التواصل الأبرشي الوظائف… 43
ب) يجب أن يكون لدى شخص/ فريق التواصل الأبرشي الصفات التالية: 45
ملحق (ب): دليل مقترح لتنظيم اجتماع المشورة السينودسيّة. 47
الملحق (ج): اجتماع ما قبل السينودس الأبرشيّ… 50
د) برنامج وشكل اجتماع ما قبل السينودس الأبرشيّ… 50
ه) إمكانيّة عقد اجتماعات سينودس هجين أو عبر الإنترنت (اجتماعات السينودس الإلكترونيّة) 50
و) دور الشبيبة في الاجتماعات الإلكترونيّة أو الهجين (اجتماعات السينودس الإلكترونية) 50
الملحق (د): تحضير الملخّص الأبرشيّ… 51
ا) ما نوع التقييم/ الاستجابة المتوقّع في الملخّص الأبرشيّ؟ نقل ثمار الخبرة السينودسيّة وتنوّعها 51
ب) أسئلة مقترحة لتوجيه الملخّص الأبرشيّ… 51
ج) تطبيق ثمار الملخّص الأبرشي في الكنيسة المحليّة. 52
ملاحظة: هذه المذكّرة معدّة للاستخدام من قبل الكنيسة الكاثوليكيّة بأكملها. لذلك، يشير مصطلح “الكنيسة المحليّة” بشكل متبادل إلى الأبرشيّة أو المؤسّسة أو أيّ هيئة كنسيّة مماثلة. وعلى نحو مماثل، حيث تستخدم هذه المذكّرة مصطلح “مجلس الأساقفة”، للإشارة إلى المؤسسة السينودسيّة ذات الصلة لكلّ كنيسة ذات الحقّ الخاصّ.
موارد لتنظيم العمليّة السينودسيّة
أوّلاً: فهرس المصطلحات
ثانيًا: المزيد من أسئلة المشاورة لتوجيه العمليّة السينودسيّة
ثالثًا: إشراك مجموعات مختلفة في العمليّة السينودسيّة
رابعًا: إرشادات ونصائح بشأن الإصغاء على المستوى المحلّيّ
خامسًا: مصادر من الكتاب المقدّس
سادسًا: مصادر ليتورجيّة
سابعًا: مقاطع من وثائق الكنيسة حول هذا الموضوع
ثامنًا: معنى توافق الآراء في العمليّة السينودسيّة
الأسئلة المتكررة عن السينودس (FAQs)
الاختصارات
المجمع الفاتيكانيّ الثاني، دستور عقائديّ، كلمة الله (18 نوفمبر 1965) | DV |
البابا فرنسيس، الدستور الرسوليّ، الشركة الأسقفيّة (15 سبتمبر 2018) | CE |
البابا فرنسيس، الرسالة البابويّة العامّة، كلّنا أخوة (3 أكتوبر 2020) | FT |
المجمع الفاتيكانيّ الثاني، الدستور الرعويّ، فرح ورجاء (7 ديسمبر 1965) | GS |
اللجنة اللاهوتيّة الدوليّة، السينودسيّة في حياة الكنيسة ورسالتها (2 مارس 2018) | ITC, Syn. |
المجمع الفاتيكانيّ الثاني، الدستور العقائديّ، نور الأمم (21 نوفمبر 1964) | LG |
الوثيقة التحضيريّة | DP |
البابا يوحنّا بولس الثاني، الرسالة البابويّة العامّة، رسالة الفادي (7 ديسمبر 1990) | RM |
1. المقدّمة
1.1 ما هو الهدف من هذه المذكّرة؟
صُمِّمت هذه المذكّرة كدليل يرافق الوثيقة التحضيريّة لخدمة المسيرة السينودسيّة. الوثيقتان متكاملتان وينبغي قراءتهما معًا في الوقت نفسه. على وجه الخصوص، تقدّم المذكّرة الدعم العمليّ إلى شخص/ فريق التواصل الأبرشيّ، المعيّن من قبل أسقف الأبرشيّة، لإعداد وجمع شعب الله حتّى يتمكّنوا من التعبير عن آرائهم في خبرتهم في كنيستهم المحليّة. هذه الدعوة العالميّة لجميع المؤمنين هي المرحلة الأولى من الجمعيّة العامّة العاديّة السادسة عشرة لسينودس الأساقفة، وموضوعها “من أجل كنيسة سينودسيّة: الشركة والمشاركة والرسالة”.
لتهيئة الفرصة للإصغاء والحوار على المستوى المحلّيّ من خلال هذا السينودس، يدعو البابا فرنسيس الكنيسة إلى إعادة اكتشاف طبيعتها السينودسيّة العميقة. إنّ إعادة اكتشاف الجذور السينودسيّة للكنيسة ستشمل عمليّة خشوع لنتعلّم معًا كيف يدعونا الله لكي نكون كنيسة في الألفيّة الثالثة.
يُقدّم هذا الكتيب كدليل لدعم جهود كلّ كنيسة محليّة، وليس ككتاب قواعد. يتمّ تشجيع أولئك المسؤولين عن تنظيم عمليّة الإصغاء والحوار على المستوى المحلّيّ كي يراعوا ثقافتهم وواقعهم ومصادرهم وعوائقهم، ويميّزوا كيفيّة تطبيق هذه المرحلة السينودسيّة الأبرشيّة، بتوجيهات أسقفهم الأبرشيّ. نشجّعكم على الاستفادة من الأفكار المفيدة من هذا الدليل، ولكن أن يكون لديكم أيضًا أحوالكم المحلّيّة الخاصّة كنقطة انطلاق. يمكن إيجاد مسارات جديدة وإبداعيّة للعمل معًا بين الرعايا والأبرشيّات من أجل تحقيق ثمار هذه العمليّة السينودسيّة. يجب ألاّ ننظر إلى هذه العمليّة السينودسيّة على أنّها عبء ثقيل يتنافس مع الرعويّة المحلّيّة. بل هي فرصة لتعزيز التوبة السينودسيّة والرعويّة لكلّ كنيسة محليّة لكي تكون مثمرة أكثر في الرسالة.
قد أقامت المناطق العديدة بالفعل مسارات للتواصل مع المؤمنين على مستوى رعاياهم وأنشطتهم وإيبارشيّاتهم. نحن مدركون أنّ هناك عددًا من البلدان التي بدأت فيها الكنيسة المحليّة حوارًا سينودسيًّا خاصًّا بها، بما في ذلك الاجتماع الكنسيّ في أمريكا اللاتينيّة ومنطقة البحر الكاريبيّ، والمجلس العامّ في أستراليا، والمسارات السينودسيّة في ألمانيا وأيرلندا. هناك أيضًا سينودسات الأبرشيّات العديدة التي انعقدت في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك السينودسات الجارية الآن. هذه المناطق والأبرشيّات مدعوّة إلى التعبير بشكل مبتكر عن العمليّات السينودسيّة الجارية بالفعل، مع مراحل السينودس الحاليّ الجارية في جميع أنحاء الكنيسة. بالنسبة لبعض المناطق الأخرى، خبرة هذه العمليّة السينودسيّة هي مكان جديد وغير معروف. نعتزم أن توفّر المصادر المقدّمة من خلال هذه المذكّرة أدوات مفيدة في خدمة الجميع، من خلال اقتراح ممارسات جيّدة ومثمرة يمكن تطبيقها على طول الطريق ونحن نسير معًا. بالإضافة إلى هذا الدليل، تتضمّن هذه المذكّرة:
- مصادر ليتورجيّة ونصوص من الكتاب المقدّس وصلاة متاحة على الإنترنت،
- اقتراحات وأدوات منهجيّة أكثر تفصيلاً،
- أمثلة من الممارسات السينودسيّة الأخيرة،
- فهرس مصطلحات للعمليّة السينودسيّة.
من المهمّ بشكل خاصّ أن تتمّ عمليّة الإصغاء هذه في بيئة روحيّة تدعم الانفتاح في المشاركة وكذلك الإصغاء. لهذا السبب، نشجّعكم على ترسيخ الخبرة المحلّيّة للعمليّة السينودسيّة في التأمّل في الكتاب المقدّس والليتورجيّا والصلاة. بهذه الطريقة، يمكن أن تكون مسيرتنا في الاستماع إلى بعضنا خبرة أصيلة لتمييز صوت الروح القدس. يصبح التمييز الأصيل ممكنًا حيثما هناك وقت للتفكير العميق وروح الثقة المتبادلة والإيمان المشترك والهدف المشترك.
تذكّرنا الوثيقة التحضيريّة بالسياق الذي ينعقد فيه هذا السينودس: وباء عالميّ، ونزاعات محلّيّة ودوليّة، وتزايد تأثيرات تغيّر المناخ، والهجرة، وأشكال مختلفة من الظلم، والعنصريّة، والعنف، والاضطهاد، وتزايد أوجه عدم المساواة بين البشر، على سبيل المثال لا الحصر. وفي الكنيسة، يتّسم السياق أيضًا بالمعاناة التي يعاني منها القصّر والضعفاء ” بسبب الاعتداءات الأخلاقيّة، وإساءة استخدام السلطة، وانتهاك الضمير الذي يرتكبه عدد كبير من الإكليروس والمكرّسين[2]. ومع كلّ هذا، نجد أنفسنا في لحظة حاسمة في حياة الكنيسة والعالم. وقد أدّى وباء COVID-19 إلى انفجار أوجه عدم المساواة القائمة. وفي الوقت نفسه، أحيت هذه الأزمة العالميّة شعورنا بأنّنا جميعًا في قارب واحد، “حيث ضرر فرد واحد يصيب الجميع” (كلّنا إخوة، 32). ومن المؤكّد أنّ سياق وباء COVID-19 سيؤثّر على تطوّر العمليّة السينودسيّة. يخلق هذا الوباء العالميّ تحدّيات لوجستيّة حقيقيّة، ولكنّه يتيح أيضًا فرصة لتعزيز إنعاش الكنيسة في وقت حرج من تاريخ البشريّة، حيث تواجه الكنائس المحليّة العديدة أسئلة مختلفة حول الطريق إلى المستقبل.
في وسط هذا السياق، تمثّل السينودسيّة الطريق الذي يمكن من خلاله تجديد الكنيسة بعمل الروح القدس، والإصغاء معًا إلى ما يقوله الله لشعبه. ومع ذلك، هذا السير معًا لا يوحّدنا فقط بصورة أعمق مع بعضنا بعضا كشعب الله، بل إنّه ينقلنا أيضًا لمتابعة رسالتنا كشهادة نبويّة تحتضن العائلة البشريّة بأكملها، جنبًا إلى جنب مع إخوتنا المسيحين من الطوائف والتعاليم الدينية الأخرى.
2.1 ما معنى السينودسيّة؟ أساس هذا السينودس
من خلال هذا السينودس، يدعو البابا فرنسيس الكنيسة بأكملها إلى التساؤل حول موضوع حاسم يتعلّق بحياتها ورسالتها ” إنّ المسيرة السينودسيّة بالتحديد هي الطريق الذي يتوقّعه الله من كنيسة الألفيّة الثالثة”[3]. هذا المسار الذي يتناسب مع خطى “تحديث” الكنيسة الذي اقترحه المجمع الفاتيكانيّ الثاني عطيّة ومهمّة: من خلال السير والتأمّل معًا في الطريق المنجَز، سيكون أعضاء الكنيسة قادرين على التعلّم من خبرات ووجهات نظر بعضهم بعضا، من خلال إرشاد الروح القدس (الوثيقة التحضيرية، 1). مستنيرين بكلمة الله ومتّحدين في الصلاة، سنتمكّن من تمييز إجراءات السعى إلى إرادة الله، ومتابعة المسارات التي يدعونا الله إليها نحو شركة أعمق، ومشاركة كاملة، وانفتاح أعظم لتحقيق رسالتنا في العالم. تصف اللجنة اللاهوتيّة الدوليّة السينودسيّة بهذه الطريقة:
“السينودس” كلمة قديمة وموقّرة في تعليم الكنيسة، معناها يذكّرنا بأعمق محتويات الوحي […] تشير إلى المسار الطويل الذي يسلكه شعب الله معًا. وبالمثل، تشير إلى الربّ يسوع الذي يقدّم نفسه على أنّه ” الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ ” (يو 14: 6)، والمسيحيّون على خطى يسوع، يُدعون في الأصل ” أتباع الطريق” (راجع أع 9: 2؛ 19: 9-23؛ 22: 4؛ 24: 14-22)
أوّلا وقبل كلّ شيء، تشير السينودسيّة إلى الأسلوب الخاصّ الذي يحدّد حياة الكنيسة ورسالتها، معبّرًا عن طبيعتها كشعب الله الذي يسير معًا ويجتمع في المجلس، الذي يعقده الربّ يسوع بقوّة الروح القدس لإعلان الإنجيل. يجب التعبير عن السينودسيّة بطريقة الكنيسة الاعتياديّة في العيش والعمل.
وبهذا المعنى، فإنّ السينودسيّة تمكّن شعب الله بأسره من السير معًا، والإصغاء إلى الروح القدس وكلمة الله، والمشاركة في رسالة الكنيسة في الشركة التي يقيمها المسيح بيننا. في الواقع، إنّ ” السير معًا” هو أكثر ما يُنفِّذ ويُظهِر طبيعةَ الكنيسة كشعب الله الحاجّ والتبشيريّ (الوثيقة التحضيرية، 1).
شعب الله بأكمله يشترك في الكرامة والدعوة المشتركة من خلال المعموديّة. كلّنا مدعوّون، بحكم معموديّتنا، لكي نكون مشاركين نشطين في حياة الكنيسة. في الرعايا، والجماعات المسيحيّة الصغيرة، والأنشطة العلمانيّة، والجماعات الدينيّة، وغيرها من أشكال الشركة، والنساء والرجال، والشباب وكبار السنّ، نحن جميعًا مدعوّون للاستماع إلى بعضنا بعضا من أجل الإصغاء إلى إرشادات الروح القدس الذي يأتي لتوجيه جهودنا البشريّة، ونشر الحياة والحيويّة في الكنيسة ويقودنا إلى شركة أعمق لرسالتنا في العالم. بينما تبدأ الكنيسة في هذه المسيرة السينودسيّة، يجب أن نسعى جاهدين إلى أن نرسّخ أنفسنا في خبرات الإصغاء والتمييز الأصيلة على الطريق لكي نصبح الكنيسة التي يدعونا الله إليها.
3.1 ما هو الهدف من هذا السينودس؟ أهداف العمليّة السينودسيّة
تدرك الكنيسة أنّ السينودسيّة جزء لا يتجزّأ من طبيعتها. كونها كنيسة سينودسيّة تجد تعبيرا عنها في المجالس المسكونيّة، وسينودسات الأساقفة، وسينودسات الأبرشيّة، ومجالس الرعايا والأبرشيّات. هناك الطرق العديدة التي نختبر بها أشكال “السينودسيّة” في جميع أنحاء الكنيسة. ومع ذلك، فإنّ كوننا كنيسة سينودسيّة لا يقتصر على هذه المؤسّسات القائمة. في الحقيقة، ليست السينودسيّة حدثا أو شعارا بقدر ما هي أسلوب وطريقة وجود تعيش بها الكنيسة رسالتها في العالم. تتطلّب رسالة الكنيسة من شعب الله بأسره أن يكون في مسيرة معًا، ويؤدّي كلّ عضو دوره الحاسم، متّحدًا بالآخرين. كنيسة سينودسيّة تسير نحو الشركة لمتابعة رسالة مشتركة من خلال مشاركة كلّ شخص من أعضائها. الهدف من هذه العمليّة السينودسيّة ليس تقديم خبرة مؤقّتة أو لمرّة واحدة للسينودسيّة، بل توفير فرصة لشعب الله بأسره للتميّز معًا كيفيّة التقدّم للأمام على الطريق نحو أن نكون كنيسة أكثر سينودسيّة على المدى الطويل.
كانت إحدى ثمار المجمع الفاتيكانيّ الثاني هي تأسيس سينودس الأساقفة. في حين أنّ سينودس الأساقفة انعقد حتّى الآن كاجتماع للأساقفة مع وتحت سلطة البابا، تدرك الكنيسة بشكل متزايد أنّ السينودسيّة هي طريق شعب الله بأكمله. وبالتالي لم تعد العمليّة السينودسيّة مجرّد اجتماع للأساقفة بل هي مسيرة لجميع المؤمنين تؤدّي فيها كلّ كنيسة محليّة دورًا أساسيّا. أعاد المجمع الفاتيكانيّ الثاني إحياء الشعور بأنّ جميع المعمّدين، السلطة أو العلمانيّين، مدعوّون ليكونوا مشاركين نشطين في رسالة خلاص الكنيسة (نور الأمم، 32- 33). لقد نال المؤمنون الروح القدس في المعموديّة والتثبيت، وتمتّعوا بعطايا ومواهب متنوّعة لتجديد الكنيسة وبنائها، كأعضاء في جسد المسيح. وبالتالي فإنّ السلطة العقيديّة للبابا والأساقفة في الحوار مع حسّ المؤمنين، الصوت الحيّ لشعب الله (حسّ الإيمان في حياة الكنيسة، 74). تسعى المسيرة السينودسيّة إلى اتّخاذ قرارات رعويّة تعكس إرادة الله بقدر الإمكان، وتفسيرها من خلال الصوت الحيّ لشعب الله (اللجنة اللاهوتيّة الدوليّة، السينودسيّة في حياة الكنيسة ورسالتها، 68). ويُلاحظ أنّ التعاون مع اللاهوتيّين– العلمانيّين، والمكرّسين والرهبان– يمكن أن يكون دعمًا مفيدًا في التعبير عن صوت شعب الله الذي يعبّر عن واقع الإيمان على أساس الخبرة الحيّة.
في حين، درست السينودسات الأخيرة موضوعات مثل التبشير الجديد، والعائلة، والشباب، والأمازون، يركّز السينودس الحاليّ على موضوع السينودسيّة نفسها.
إنّ العمليّة السينودسيّة الحاليّة التي نقوم بها موجّهة بسؤال أساسيّ: كيف يتحقّق اليوم ذلك “السير معًا” على مختلف المستويات (من المحلّيّ إلى العالميّ)؛ مما يسمح للكنيسة بإعلان الإنجيل؟ وما هي الخطوات التي يدعونا الروح القدس إلى اتّخاذها لكي ننمو ككنيسة سينودُسيّة؟ (الوثيقة التحضيرية، 2).
في ضوء هذا، فإنّ الغرض من السينودس الحاليّ هو الإصغاء، كشعب الله بأكمله، إلى ما يقوله الروح القدس للكنيسة. ونحن نفعل ذلك من خلال الإصغاء معًا إلى كلمة الله في الكتاب المقدّس والتعاليم الحيّة للكنيسة، وأيضًا من خلال الاستماع إلى بعضنا، وخاصّة لأولئك المهمّشين، وتمييز علامات الأزمنة. في الحقيقة، تهدف العمليّة السينودسيّة بأكملها إلى تعزيز خبرة حيّة من التمييز والمشاركة والمسؤوليّة المشتركة، حيث يتمّ جمع مجموعة متنوّعة من المواهب لرسالة الكنيسة في العالم.
وبهذا المعنى، من الواضح أنّ الغرض من هذا السينودس ليس إصدارَ وثائق. بل يهدف إلى إلهام الأشخاص للحلم بالكنيسة التي نحن مدعوّون إليها، لكي ” تنبت الأحلام، وتحفز الثقة، وتشفى الجراح، وتكوّن العَلاقات، ونتعلّم من بعضنا بعضا، وتبني جسور تنير العقول وتدفئ القلوب وتقوّي الأيدي” (الوثيقة التحضيرية، 32). إذًا، فإنّ الهدف من هذه العمليّة السينودسيّة ليس سلسلة فقط من الممارسات التي تبدأ وتتوقّف، بل هي مسيرة للنموّ بشكل أصيل نحو الشركة والرسالة التي يدعو الله الكنيسة إلى العيش من خلالها في الألفيّة الثالثة.
هذا السير معًا سوف يدعونا إلى تجديد عقليّاتنا وهيكليّاتنا الكنسيّة من أجل أن نعيش دعوة الله للكنيسة وسط علامات الأزمنة الحالية. الاستماع إلى شعب الله بأكمله سيساعد الكنيسة على اتّخاذ قرارات رعويّة تتوافق بقدر المستطاع مع مشيئة الله (اللجنة اللاهوتيّة الدوليّة، السينودسيّة في حياة الكنيسة ورسالتها، 68). المنظور الأسمى لتوجيه هذه المسيرة السينودسيّة للكنيسة هو خدمة حوار الله مع البشريّة (كلمة الله، 2) والسير معًا نحو ملكوت الله (راجع نور الأمم، 9؛ رسالة الفادي، 20). في النهاية، تهدف هذه العمليّة السينودسيّة إلى التحرّك نحو كنيسة مثمرة بشكل أكثر لخدمة مجيء ملكوت السماوات.
4.1 موضوع هذا السينودس، من أجل كنيسة سينودسيّة: الشركة والمشاركة والرسالة
في مناسبة إحياء الذكرى الخمسين لتأسيس سينودس الأساقفة في أكتوبر 2015، أعلن البابا فرنسيس أنّ “العالم الذي نعيش فيه، والذي نحن مدعوّون إلى حبّه وخدمته، حتّى في تناقضاته، يطلب من الكنيسة أن تدعم التعاون في جميع مجالات رسالتها”. هذه الدعوة للتعاون في رسالة الكنيسة موجّهة إلى شعب الله بأكمله. وقد أوضح البابا فرنسيس ذلك عندما وجّه دعوة مباشرة إلى شعب الله بأكمله للمساهمة في جهود الكنيسة نحو الشفاء: “يجب أن يشعر كلّ شخص مُعمّد بالمشاركة في التغيير الكنسيّ والاجتماعيّ الذي نحتاج إليه بشدّة. هذا التغيير يدعو إلى التوبة الشخصيّة والجماعيّة التي تجعلنا نرى الأشياء كما يعمل الربّ”. في أبريل 2021، أعلن البابا فرنسيس عن مسيرة سينودسيّة لشعب الله بأكمله، تبدأ في أكتوبر 2021 في كلّ كنيسة محليّة وتنتهي في أكتوبر 2023 في الجمعية العامة لسينودس الأساقفة.
كلمات أساسيّة للمسيرة السينودسيّة
موضوع السينودس هو “من أجل كنيسة سينودسيّة: الشركة والمشاركة والرسالة”. الأبعاد الثلاثة للموضوع هي الشركة والمشاركة والرسالة. وهذه الأبعاد الثلاثة مترابطة ترابطا عميقا. إنّها الركائز الجوهريّة للكنيسة السينودسيّة. لا يوجد تسلسل بينهما. بل إنّ كلّ واحد منها يغني ويوجّه الاثنين الآخرين. هناك علاقة ديناميكيّة بين الثلاثة يجب التعبير عنها من خلال وضع الثلاثة في الحسبان.
← الشركة: بإرادته السخيّة، يجمعنا الله معًا كشعب مختلف من إيمان واحد، بواسطة العهد الذي يمنحه لشعبه. الشركة التي نتقاسمها تجد جذورها العميقة في محبّة ووحدة الثالوث. المسيح هو الذي يصالحنا مع الآب ويوحّدنا مع بعضنا في الروح القدس. معًا، نحن نستلهم من خلال الإصغاء إلى كلمة الله، بواسطة التعاليم الحيّة للكنيسة، وعلى أساس الحسّ الايمانيّ الذي نتقاسمه. كلّنا لدينا دور لنؤدّيه في تمييز وعيش دعوة الله لشعبه.
← المشاركة: دعوة إلى إشراك جميع الذين ينتمون إلى شعب الله- العلمانيّين والمكرّسين والرهبان- للمشاركة في ممارسة الاستماع العميق والمحترم لبعضنا. هذا الاستماع يخلق لنا مساحة للإصغاء إلى الروح القدس معًا، ويوجّه طموحاتنا نحو كنيسة الألفيّة الثالثة. تعتمد المشاركة في الحقيقة على أنّ جميع المؤمنين مدعوّون وقادرون على خدمة بعضهم من خلال العطايا التي تلقّوها من الروح القدس. في الكنيسة ذات الطابع السينودسيّ، تُدَعى الجماعة بأكملها على اختلاف أعضائها إلى الصلاة والإصغاء والتحليل والحوار والتمييز وتقديم المشورة، فيما يتعلّق باتّخاذ القرارات الرعويّة التي تتوافق مع إرادة الله قدر الإمكان (اللجنة اللاهوتيّة الدوليّة، السينودسيّة في حياة الكنيسة ورسالتها، 67-68). يجب بذل الجهود الحقيقيّة لضمان مشاركة المهمّشين أو من يشعر بأنّه مستبعد.
← الرسالة: الكنيسة من أجل التبشير. لا يمكننا أبدًا أن نتمحور حول أنفسنا. رسالتنا هي أن نشهد محبّة الله في وسط العائلة البشريّة بأكملها. هذه العمليّة السينودسيّة لها بعد تبشيريّ عميق. يهدف إلى تأهيل الكنيسة للشهادة بشكل أفضل للإنجيل، خاصّة مع أولئك الذين يعيشون على الهامش الروحيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ والسياسيّ والجغرافيّ والوجوديّ لعالمنا. وبهذه الطريقة، السينودسيّة هي الطريق الذي يمكِّن الكنيسة من تحقيق رسالتها التبشيريّة في العالم بشكل مثمر، كخمير في خدمة مجيء ملكوت الله.
5.1 الخبرة على المستوى المحلّيّ
المرحلة الأولى من المسيرة السينودسيّة هي مرحلة الإصغاء في الكنائس المحليّة. بعد الاحتفال الافتتاحيّ في روما يوم السبت 9 أكتوبر 2021، ستبدأ المرحلة الأبرشيّة من السينودس يوم الأحد 17 أكتوبر 2021. من أجل المساعدة في المرحلة الأولى من المسيرة السينودسيّة، كتب الأمين العام لسينودس الأساقفة، الكاردينال ماريو جريش، إلى كلّ أسقف في أيار/ مايو 2021، يدعوه إلى تعيين شخص أو فريق للتواصل لقيادة مرحلة الإصغاء المحلّيّة. هذا الشخص أو الفريق هو أيضا حلقة الوصل بين الأبرشيّة والرعايا، وكذلك بين الأبرشيّة ومجلس الأساقفة. يطلب من الكنائس المحليّة تقديم استجاباتهم إلى مجلس الأساقفة الخاصّ بهم من أجل جمع الأفكار قبل الموعد النهائيّ في أبريل 2022. وبهذه الطريقة، يمكن لمجالس الأساقفة وسينودسات الكنائس الشرقيّة أن توفّر بدورها ملخّصًا لسينودس الأساقفة. سيتمّ تجميع هذه الموادّ كأساس لكتابة وثيقتَي عمل (المعروفة باسم أداة العمل). أخيرًا، ستُعقد جمعية سينودس الأساقفة في روما في أكتوبر 2023.
كما ورد في الوثيقة التحضيرية (رقم 31):
الهدف من المرحلة الأولى من المسيرة السينودُسيّة هو تعزيز عمليّة مشاورة واسعة لجمع ثراء خبرات السينودُسيّة المُعاشة، في مختلف صيغها وجوانبها، من خلال مشاركة الرعاة والمؤمنين من الكنائس الخاصّة على جميع المستويات المختلفة، من خلال افضل الوسائل وفقًا للواقع المحلّيّ المحدّد: المشاورة التي ينسّقها الأسقف موجّهة “إلى الكهنة والشمامسة والمؤمنين العلمانيّين في كنائسهم، سواء بشكل فرديّ أو مترابط، دون إهمال المساهمة الثمينة من جانب المكرّسين والمكرّسات” (الشركة الأسقفيّة، 7). على وجه الخصوص، يُطلب مساهمة المؤسّسات المشاركة في الكنائس الخاصّة، وخاصّة المجلس الكهنوتيّ والمجلس الرعويّ، والتي من خلالها حقًّا “يمكن أن تبدأ الكنيسة السينودُسيّة في أن تتكوّن”[4]. وستكون مساهمة الوقائع الكنسيّة الأخرى التي ستُرسل إليها الوثيقة التحضيريّة ذات قيمة ثمينة مماثلة، وكذلك من يرغب في إرسال مساهمته مباشرةً. وأخيرًا، من المهمّ بشكل أساسيّ توفير حيّز لصوت الفقراء والمستبعَدين أيضًا، وليس لأولئك الذين لهم دور فقط أو مسؤوليّة ما داخل الكنائس الخاصّة.
نشجّع الجماعات الدينيّة والأنشطة العلمانيّة وجمعيّات المؤمنين والمجموعات الكنسيّة الأخرى على المشاركة في المسيرة السينودسيّة في سياق الكنائس المحليّة. ومع ذلك، فمن الممكن أيضًا بالنسبة لهم، ولأيّ مجموعة أو فرد ليس لديه فرصة للقيام بذلك على المستوى المحلّيّ، أن يرسل مساهمته مباشرة إلى الأمانة العامّة كما هو مذكور في الشركة الأسقفيّة (المادّة 6 بشأن استشارة شعب الله):
بند 1: نستشير شعب الله في الكنائس الخاصّة، بواسطة سينودسات أساقفة الكنائس الخاصة ورؤساء الأساقفة والمجالس العليا للكنائس ومجامع رؤساء الكنائس الشرقية ذات الحقّ الخاصّ ومن خلال مجالس الأساقفة. في كلّ كنيسة خاصّة، يستشير الأساقفة شعب الله من خلال الهيئات المشاركة المنصوص عليها في الحقّ القانونيّ، دون استبعاد الطرق الأخرى التي يرونها مناسبة.
بند 2: الاتّحادات والائتلافات والمجالس الخاصّة بمؤسّسات الحياة المكرّسة للرجال والنساء، وجمعيّة الحياة الرسوليّة، جميعها تستشير رؤساءها الذين يجوز بدورهم أن يستدعوا مشورة مجالسهم الخاصّة وأعضاء المؤسّسات والجمعيات المذكورة أعلاه.
بند 3: بالطريقة نفسها، تستشير جمعيّات المؤمنين المعترف بها من قبل الكرسيّ الرسوليّ أعضاءها.
بند 4: تقدّم دوائر الكوريا الرومانية مساهمتها، مع مراعاة المقوّمات النوعيّة الصحيحة.
بند 5: قد تحدّد أمانة السينودس العامّة أشكالا أخرى لاستشارة شعب الله.
وسيتمّ تطبيق كلّ مرحلة إصغاء وفق الظروف المحلّيّة. ومن المحتمل أن يكون للأشخاص في الجماعات النائية، التي لا تتوفّر فيها سوى إمكانيّة محدودة للوصول إلى الإنترنت، مشاركة مختلفة عن تلك الموجودة في المناطق الحضريّة. ومن المحتمل أن تنظّم الجماعات التي تعاني حاليا من وباء COVID-19 إمكانيّات مختلفة للحوار والإصغاء عن تلك التي ترتفع فيها معدّلات التعافي. ومهما كانت الظروف المحلّيّة، يُدعى شخص/ فريق التواصل الأبرشي للتركيز على أقصى قدر ممكن من الاندماج والمشاركة، للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص، ولا سيّما أولئك المهمّشين الذين غالبا ما يتمّ استثناؤهم ونسيانهم. إنّ تشجيع أوسع نطاق مشاركة محتمل سيساعد على ضمان أن الملخّصات التي صيغت على مستويات الأبرشيّات ومجالس الأساقفة والكنيسة بأكملها، تحتوي على الوقائع الحقيقيّة والخبرة الحيّة لشعب الله. لأنّ مشاركة شعب الله أساسيّة، وأوّل تجربة للخبرة السينودسيّة بالنسبة للكثيرين، فمن الأساسي أن تقود كلّ ممارسة إصغاء محلّيّة بمبادئ الشركة والمشاركة والرسالة التي تحفّز هذه المسيرة السينودسيّة. يجب أن يشمل تطوّر العمليّة السينودسيّة على المستوى المحلّيّ أيضا ما يلي:
- التمييز من خلال الإصغاء من أجل خلق مساحة لتوجيه الروح القدس.
- سهولة الوصول، من أجل ضمان مشاركة أكبر عدد ممكن من الأشخاص، بصرف النظر عن الموقع واللغة والتعليم والوضع الاجتماعيّ والاقتصاديّ والقدرة/ عدم القدرة والإمكانيّات المادّيّة.
- التوعية الثقافية من أجل الإشادة بالتنوّع داخل الجماعات المحلّيّة واستيعابه.
- الاندماج، وبذل كلّ جهد ممكن لمشاركة أولئك الذين يشعرون بأنّهم مستبعدون أو مهمّشون.
- الشركة القائمة على نموذج الكنيسة المسؤولة.
- احترام حقوق وكرامة ورأي كلّ شخص مشارك.
- الملخّصات الدقيقة تعكس حقّا مجموعة من وجهات النظر النقديّة والتقديريّة لجميع الردود، بما في ذلك الآراء التي لا تعبّر عنها سوى أقلّيّة من المشاركين.
- الشفافية، وضمان أن تكون عمليّات الدعوة والمشاركة والشمول وتجميع المساهمات واضحة وتمّ إبلاغها بشكل جيد.
- الإنصاف، وضمان أنّ المشاركة في عمليّة الإصغاء تعامل كلّ شخص على قدم المساواة، بحيث يمكن سماع كلّ رأي كما ينبغي.
تشجيع شخص/ فريق التواصل الأبرشي للاستفادة من ثراء الخبرة الحيّة للكنيسة في سياقها المحلّيّ. طوال المرحلة الأبرشيّة، من المفيد أن نتذكّر مبادئ المسيرة السينودسيّة والحاجة إلى بعض الهيكليّة من أجل الحوار، بحيث يمكن تخليصها وإبلاغها بصورة فعّالة بكتابة وثائق العمل (أداة العمل). نهدف إلى أن نكون منتبهين لنرى كيف يتكلّم الروح من خلال شعب الله.
2. مبادئ العمليّة السينودسيّة
1.2 من يستطيع المشاركة؟
نرى في الأناجيل كيف يتواصل يسوع مع الجميع. إنّه لا يخلّص الأشخاص بشكل فرديّ فقط، بل كشعب يجمعه معًا، كالراعي الواحد للقطيع كلّه (يو10: 16). إنّ خدمة يسوع تبيّن لنا أنّه لا أحد مستبعد من خطّة الله للخلاص.
إنّ عمل التبشير ورسالة الخلاص لا يمكن فهمها بدون الأخذ بعين الاعتبار انفتاح يسوع المستمرّ على أكثر جمهور ممكن. تشير إليه الأناجيل على أنّه الجموع المكونة من جميع الأشخاص الذين يتبعون يسوع طول الطريق وأيضًا كلّ من يدعوه يسوع لاتّباعه. ويؤكّد المجمع الفاتيكانيّ الثاني “إنّ كلّ الناس مدعوّون إلى وحدة شعب الله” (نور الأمم، 13). يعمل الله حقّا في جميع الأشخاص الذين جمعَهم معًا. ولهذا السبب ” ولما كان لجميع المؤمنين مسحة من القدوس، فإنّهم لا يستطيعون أن يضلّوا في الايمان، وأنّهم يعبّرون عن هذه الميّزة الخاصّة التي يملكونها بواسطة الذوق الفائق الطبيعة لإيمان الشعب بكلّيّته، وذلك بأن يجمعوا إجماعا شاملاً” من الأساقفة حتّى آخر علمانيّ مؤمن”، على حقائق الإيمان والأخلاق (نور الأمم، 12). ويشير المجمع كذلك إلى أنّ هذا التمييز يحرّكه الروح القدس، وينطلق من خلال الحوار بين جميع الشعوب، وقراءة علامات الأزمنة بإخلاص لتعاليم الكنيسة.
في ضوء ذلك، فإنّ الغرض من هذه المرحلة الأبرشيّة هو استشارة شعب الله حتّى تتمّ العمليّة السينودسيّة من خلال الاستماع إلى جميع المعمّدين. من خلال الدعوة إلى هذا السينودس، يدعو البابا فرنسيس المعمّدين جميعًا للمشاركة في هذه العمليّة السينودسيّة التي تبدأ على المستوى الأبرشيّ. الأبرشيّات مدعوّة إلى أن تضع في اعتبارها أنّ الموضوعات الرئيسيّة لهذه الخبرة السينودسيّة هي كلّ المعمّدين. وينبغي الحرص لإشراك الأشخاص الذين قد يتعرّضون لخطر الاستبعاد: النساء، وذوي الاحتياجات الخاصّة، واللاجئين، والمهاجرين، وكبار السنّ، والفقراء، والكاثوليك الذين نادرًا ما يمارسون إيمانهم أو لا يمارسونه أبدا، إلخ. ويجب أيضًا إيجاد وسائل مبتكرة لإشراك الأطفال والشباب.
إنّ المعمّدين كلّهم معًا هم موضوع حسّ المؤمنين، الصوت الحيّ لشعب الله. وفي الوقت نفسه، ومن أجل المشاركة الكاملة في فعل التمييز، من المهمّ أن يستمع المعمّدون إلى أصوات الأشخاص الآخرين في سياقهم المحلّيّ، بمن فيهم الأشخاص الذين تركوا ممارسة الإيمان، والأشخاص من التعاليم الدينيّة الأخرى، والأشخاص الذين ليس لديهم معتقد دينيّ، إلخ. لأنّه كما يعلن المجمع “إنّ آمالَ البشرِ وأفراحَهم، في زمننا هذا، إنَّ أحزانَهم وضيقاتهم، لا سيّما الفقراء والمعذَّبين جميعا، لهي أفراحُ تلاميذِ المسيح وآمالُهم، هي أحزانُهم وضيقاتهم. وهل من شيءٍ إنسانيٍّ حقّا إلا وله صداهُ في قلوبهم؟ (فرح ورجاء، 1).
لهذا السبب، بينما جميع المعمّدين مدعوّون على وجه التحديد للمشاركة في العمليّة السينودسيّة، لا ينبغي استبعاد أي شخص – بغضّ النظر عن انتمائه الدينيّ- من تبادل وجهات نظرهم وخبراتهم، بقدر ما يريدون مساعدة الكنيسة في مسيرتها السينودسيّة للبحث عمّا هو جيّد وحقيقيّ. وينطبق هذا بصفة خاصّة على الأشخاص الأكثر ضعفا أو تهميشا.
2.2 عمليّة سينودسيّة حقًّا: الإصغاء والتمييز والمشاركة
إنّ العمليّة السينودسيّة هي أوّلا وقبل كلّ شيء عمليّة روحيّة. وليست عمليّة ميكانيكيّة لجمع البيانات، أو سلسلة من الاجتماعات والمناقشات. إنّ الإصغاء السينودسيّ موجّه نحو التمييز. ويتطلّب منّا أن نتعلّم ونمارس فنّ التمييز الشخصيّ والجماعيّ. نحن نستمع إلى بعضنا بعضا، وإلى تعاليمنا الإيمانيّة، وإلى علامات الأزمنة، من أجل تمييز ما يقوله الله إلينا جميعًا. يصف البابا فرنسيس الهدفين المترابطين لعمليّة الإصغاء هذه: “الإصغاء إلى الله، حتّى نسمع معه صرخة الشعب؛ أن نستمع للشعب حتّى نتناغم مع الإرادة التي يدعونا الله إليها[5]“.
هذا النوع من التمييز ليس ممارسة لمرّة واحدة فقط، ولكن في النهاية أسلوب حياة متأصّل في المسيح، ويتبع قيادة الروح القدس، ويعيش من أجل مجد الله الأعظم. يساعد التمييز الجماعيّ على بناء جماعات مزدهرة ومرنة لرسالة الكنيسة اليوم. إنّ التمييز نعمة من الله، ولكنّه يتطلّب مشاركتنا البشريّة بطرق بسيطة: الصلاة، والتأمّل، وإيلاء الاهتمام إلى شخصيّة الفرد الداخليّة، والاستماع والتحدّث مع بعض بطريقة أصيلة وذات مغزى وترحيب.
تقدم لنا الكنيسة عدّة مفاتيح للتمييز الروحيّ. بمعنى روحيّ، التمييز هو فنّ التفسير في أيّ اتّجاه تقودنا رغبات القلب، دون أن نسمح لأنفسنا بأن يغرينا ما يقودنا إلى حيث لم نكن نريد أن نذهب. التمييز ينطوي على التفكير وإشراك القلب والرأس في اتّخاذ القرارات في حياتنا الملموسة للبحث عن إرادة الله وإيجادها.
إذا كان الإصغاء هو أسلوب العمليّة السينودسيّة، والتمييز هو الغرض، فإذا المشاركة هي الطريق. إنّ تعزيز المشاركة يقودنا إلى الخروج من أنفسنا لمشاركة الآخرين الذين لديهم وجهات نظر مختلفة عنّا. إنّ الاستماع إلى أولئك الذين لديهم وجهات النظر نفسها مثلنا لا يؤتي ثماره. يتضمنّ الحوار الالتقاء من خلال الآراء المختلفة. في الحقيقة، يتحدّث الله في كثير من الأحيان من خلال أصوات أولئك الذين يمكننا استثناءهم بسهولة، أو تجنّبهم، أو التقليل منهم. ويجب أن نبذل جهدا خاصّا للاستماع إلى أولئك الذين قد نميل إلى اعتبارهم غير مهمّين، وأولئك الذين يدفعونا إلى التطرّق لوجهات نظر جديدة قد تغيّر طريقة تفكيرنا.
3.2 مواقف من المشاركة في العمليّة السينودسيّة
شارك البابا فرنسيس في مختلف المناسبات رؤيته لما تبدو عليه ممارسة السينودسيّة بصورة ملموسة. فيما يلي مواقف خاصّة تمكّن من الإصغاء والحوار الحقيقيّين أثناء المشاركة في العمليّة السينودسيّة.
- يتطلّب كَونُنا، سينودسيّين، وقتا للمشاركة: نحن مدعوّون للتكلّم بشجاعة حقيقيّة وأمانة (صراحة) من أجل دمج الحرّيّة والحقيقة والمحبّة. يمكن للجميع أن ينموا في تفاهم من خلال الحوار.
- التواضع في الإصغاء يجب أن يقابل الشجاعة في الحديث: كلّ شخص لديه الحقّ في أن يسمع صوته، تماما كما يحقّ للجميع التحدّث. يعتمد الحوار السينودسيّ على الشجاعة في التحدّث وفي الإصغاء. الأمر لا يتعلّق بالدخول في نقاش لإقناع الآخرين. بل بالترحيب بما يقوله الآخرون كطريقة يمكن للروح القدس من خلالها أن يتكلّم من أجل خير الجميع (1 كو 12: 7)
- يقودنا الحوار إلى الانفتاح على الجديد: يجب أن نكون على استعداد لتغيير آرائنا استنادًا إلى ما سمعناه من الآخرين.
- الانفتاح على التوبة والتغيير: يمكننا في كثير من الأحيان أن نكون مقاومين لما يحاول الروح القدس أن يلهمنا القيام به. نحن مدعوّون إلى التخلّي عن مواقف الرضا عن الذات والراحة التي تقودنا إلى اتّخاذ قرارات على أساس الكيفيّة التي تمّت بها الأشياء في الماضي.
- السينودسات هي ممارسة كنسيّة للتمييز: يقوم التمييز على القناعة بأنّ الله يعمل في العالم، ونحن مدعوّون للإصغاء إلى ما يقترحه علينا الروح القدس.
- إنّنا علامة علي كنيسة تصغي وتسير: من خلال الإصغاء، تتبع الكنيسة مثال الله نفسه الذي يستمع إلى صرخة شعبه. تقدّم لنا العمليّة السينودسيّة الفرصة للانفتاح على الإصغاء بطريقة أصيلة، دون اللجوء إلى إجابات جاهزة أو أحكام مسبقة الصياغة.
- التخلّي عن الأحكام المسبقة والصور النمطيّة: يمكن لنقاط ضعفنا وخطيئتنا أن تثقل كاهلنا. الخطوة الأولى نحو الإصغاء هي تحرير عقولنا وقلوبنا من الأحكام المسبقة والصور النمطيّة التي تقودنا على الطريق الخطأ نحو الجهل والانقسام.
- تخطّي آفة الإكليروسيّة: الكنيسة هي جسد المسيح المملوءة بالمواهب المختلفة ولكلّ عضو دور فريد يؤدّيه. نحن جميعا نعتمد على بعضنا بعضا، ونشترك كلّنا في الكرامة نفسها وسط شعب الله المقدّس. على صورة المسيح، القوّة الحقيقيّة هي الخدمة. تناشد السينودسيّة الرعاة إلى الإصغاء بانتباه إلى القطيع الموكل لرعايتهم، تماما كما تدعو العلمانيّين إلى التعبير بحرّيّة وأمانة عن آرائهم. يستمع الجميع إلى بعضهم بدافع المحبّة، وبروح الشركة ورسالتنا المشتركة. وهكذا تتجلّى قوّة الروح القدس بطرق مختلفة من خلال شعب الله بأسره.
- معالجة فيروس الاكتفاء الذاتيّ: نحن جميعًا في القارب نفسه. نشكل معًا جسد المسيح. متجنّبين وهم الاكتفاء الذاتيّ، فإنّنا قادرون على التعلّم من بعض، والسير معًا، وأن نبدأ في خدمة بعض. يمكننا بناء جسور تتخطّى الجدران التي تهدّد أحيانا بالفصل بيننا- العمر والجنس والثروة والقدرة والتعليم، إلخ.
- تخطّي الأيديولوجيّات: يجب أن نتجنّب خطر إعطاء الأفكار أهمّيّة أكثر من واقع حياة الإيمان التي يعيشها الأشخاص بطريقة ملموسة.
- إحياء الرجاء: إنّ القيام بما هو صحيح وحقيقيّ لا يتطلّب السعي إلى جذب الانتباه أو تصدّر عناوين الصحف، بل يهدف إلى الإخلاص لله وخدمه شعبه. نحن مدعوّون لنكون منارات رجاء، ولا أنبياء شؤم.
- السينودسات هي وقت للحلم و”قضاء الوقت مع المستقبل”: نحن مدعوّون لخلق عمليّة محلّيّة تلهم الأشخاص، بدون رفض أيّ شخص، لخلق رؤية للمستقبل مليئة بفرح الإنجيل. ستوفّر الاستعدادات التالية المساعد للمشاركين (راجع المسيح يحيا):
- نظرة مبتكرة: لتطوير مسارات جديدة بإبداع وقدر معيّن من الجرأة.
- الاشتمال: كنيسة مشاركة ومسؤولة، قادرة على تقدير تنوّعها الغنيّ، تحتضن كلّ من ننساهم أو نرفضهم في كثير من الأحيان.
- عقل منفتح: دعونا نتجنّب التسميات الأيديولوجيّة ونستفيد من جميع المنهجيّات التي اقتنينا ثمارها.
- الاستماع للجميع دون أن ننسى أحدا: من خلال التعلّم من بعض، يمكننا أن نعكس بشكل أفضل الواقع المذهل المتعدّد الجوانب، الذي من المفترض أن تكون عليه كنيسة المسيح.
- فهم معنى “السير معا“: السير على الطريق الذي يدعو الله الكنيسة أن تسلكه في الألفيّة الثالثة.
- فهم معني الكنيسة المسؤولة: من أجل تقدير وإشراك الدور الفريد والدعوة لكلّ عضو في جسد المسيح، من أجل تجديد الكنيسة بأكملها وبنائها.
- التواصل مع الأشخاص من خلال الحوار المسكونيّ وبين الأديان: أن نحلم معًا ونسير معا مع الأسرة البشريّة بأكملها.
4.2 تجنّب الفخاخ
كما هي الحال في أيّ مسيرة، نحن بحاجة إلى أن نكون على دراية بالفخاخ المحتملة التي يمكن أن تعوق مسيرتنا خلال هذا الوقت من السينودسيّة. وفي ما يلي بعض الفخاخ التي يجب تجنّبها من أجل تعزيز حيويّة العمليّة السينودسيّة وثمارها.
- تجربة الرغبة في توجيه أنفسنا بدلا من أن يوجّهنا الله. ليست السينودسيّة ممارسة استراتيجيّة مشتركة. بل هي عمليّة روحيّة بقيادة الروح القدس. يمكن أن نميل إلى نسيان أنّنا حجّاج وخدّام على الطريق الذي حدّده لنا الله. جهودنا المتواضعة في التنظيم والتنسيق هي في خدمة الله الذي يرشدنا في طريقنا. نحن الطين في أيدي الخزّاف الإلهيّ (اش 64: 8).
- تجربة التركيز على أنفسنا واهتماماتنا الفوريّة. إنّ العمليّة السينودسيّة فرصة للانفتاح، والنظر حولنا، ورؤية الأشياء من وجهات النظر الأخرى، والذهاب في رسالة نحو المهمّشين. هذا يقتضي منّا أن نفكّر على المدى الطويل. ويعني أيضًا توسيع آفاقنا لتتضمّن أبعاد الكنيسة بأكملها وطرح الأسئلة، مثل: ما هو تدبير الله بالنسبة للكنيسة هنا والآن؟ كيف يمكننا تنفيذ حلم الله للكنيسة على المستوى المحلّيّ؟
- تجربة رؤية “المشاكل” فقط. إنّ التحديّات والصعوبات والمصاعب التي تواجه عالمنا وكنيستنا كثيرة. رغم ذلك، فإنّ التركيز على المشاكل لن يؤدّي إلّا إلى أن نكون مرهقين ومحبطين ومتشائمين. نحن نجازف بضياع الضوء إذا ركّزنا فقط على الظلام. بدلا من التركيز على ما لا يسير بشكل جيّد فقط، دعونا نقدّر أين يلد الروحُ القدس الحياةَ، ونرى كيف يمكننا أن نترك الله يعمل بشكل كامل.
- تجربة التركيز على الهيكليّات فقط. ومن الطبيعيّ أن تدعو العمليّة السينودسيّة إلى تجديد الهيكليّات على مختلف مستويات الكنيسة، من أجل تعزيز الشركة الأعمق والمشاركة الكاملة والرسالة المثمرة. وفي الوقت نفسه، لا ينبغي أن تركز الخبرة السينودسيّة أوّلا وقبل كلّ شيء على الهيكليّات، ولكن على خبرة السير معًا لتمييز الطريق الذي يجب اتّباعه، بإلهام الروح القدس. لن تتحقّق التوبة وتجديد الهيكليّات إلّا من خلال التوبة والتجديد المستمرّين لجميع أعضاء جسد المسيح.
- تجربة عدم النظر إلى ما وراء حدود الكنيسة المرئيّة. في التعبير عن الإنجيل في حياتنا، يعمل النساء والرجال العلمانيّون كخمير في العالم الذي نعيش ونعمل فيه. إنّ العمليّة السينودسيّة وقت للحوار مع أشخاص من عالم الاقتصاد والعلوم والسياسة والثقافة والفنون والرياضة والإعلام والمبادرات الاجتماعيّة. سيكون الوقت مناسبا للتفكير في البيئة والسلام وقضايا الحياة والهجرة. يجب أن نحتفظ بالصورة الأكبر لتنفيذ رسالتنا في العالم. كما أنّها فرصة لتعميق المسيرة المسكونيّة مع الطوائف المسيحيّة الأخرى وتعميق فهمنا مع تعاليم الإيمان الأخرى.
- تجربة فقدان التركيز على أهداف العمليّة السينودسيّة. بينما نسير في عمليّة السينودس، علينا أن نكون حذرين أنّه بينما مناقشاتنا قد تكون واسعة النطاق، فإنّ العمليّة السينودسيّة تحافظ على هدف تمييز كيف يدعونا الله إلى السير معًا. لن تحلّ أيّ عمليّة سينودسيّة قلقنا ومشاكلنا جميعها. السينودسيّة موقف ونهج للمضي قدمًا بطريقة مسؤولة ومنفتحة للترحيب بثمار الله معًا بمرور الوقت.
- تجربة الصراع والانقسام. “لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا” (يو 17: 21). هذه هي الصلاة الحارّة ليسوع إلى الآب، طالبا الوحدة بين تلاميذه. يرشدنا الروح القدس إلى أعمق شركة مع الله وبعضنا بعضا. بذور الانقسام لا تؤتي ثمارها. إنّه لَأمرٌ باطل محاولة فرض أفكار المرء على الجسد كلّه عن طريق الضغط أو تشويه سمعة أولئك الذين يشعرون باختلاف.
- تجربة التعامل مع السينودس كنوع من البرلمان. وهذا يخلط بين السينودسيّة و”المعركة السياسيّة” التي يجب أن يهزم فيها أحد الطرفين الآخر من أجل الحكم. ومن المخالف لروح السينودسيّة معاداة الآخرين أو تشجيع الصراعات الخلافيّة التي تهدّد وحدة الكنيسة وشركتها.
- تجربة الاستماع إلى أولئك الذين يشاركون بالفعل في الأنشطة الكنسيّة فقط. قد يكون هذا النهج أسهل في الإدارة، لكنّه يتجاهل في نهاية المطاف نسبة كبيرة من شعب الله.
3. العمليّة السينودسيّة
الشكل 1. إنّ مخطّط المعلومات هذا يعرض المسار العامّ للعمليّة السينودسيّة. تنشر الأمانة العامّة الوثيقة التحضيريّة والمذكّرة كأدوات للكنائس المحلّيّة لتنفيذ المرحلة الأبرشيّة من السينودس. سيتمّ جمع ثمار هذه المرحلة الأبرشيّة في ملخّص لكلّ كنيسة محلّيّة. ثمّ يتمّ صياغة ملخّص آخر من قبل مجالس الأساقفة وسينودسات الكنائس الشرقيّة على أساس الملخّصات الواردة من الكنائس المحلّيّة. ستتلقّى المؤسّسات الكنسيّة الأخرى أيضًا هذه المذكّرة والاستبيان (راجع الجزء 5) للمشاركة في المشاورة ويمكنها صياغة ملخّص خاصّ بها. وهذه المؤسّسات تشمل دوائر الكوريا الرومانيّة، واتّحاد الرؤساء العامّين ورؤساء الاتّحاد الدوليّ العامّ (USG وUISG)، واتّحادات وائتلافات أخرى للحياة المكرّسة، والأنشطة العلمانيّة الدوليّة، وجامعات، وكلّيّات لاهوت. ستصوغ الأمانة العامّة الإصدار الأوّل من أداة العمل (وثيقة العمل) بناءً على الملخّصات الواردة من مجالس الأساقفة، وسينودسات الكنائس الشرقيّة، والمؤسّسات الكنسيّة الأخرى التي ذكرتها الشركة الأسقفيّة. ستناقَش هذه الأداة الأولى من أداة العمل بعد ذلك في الاجتماعات القارّيّة (راجع الجزء 3.3). بناءً على الوثائق الصادرة على المستوى القاريّ، سيتمّ إعداد إصدار ثانٍ من أداة العمل لاستخدامه من قبل جمعيّة سينودس الأساقفة في أكتوبر 2023 (الأمانة العامّة لسينودس الأساقفة).
1.3 المرحلة الأبرشيّة
سيأتي الكثير من غنى مرحلة الإصغاء هذه، من المناقشات بين الرعايا والأنشطة العلمانيّة والمدارس والجامعات، والجمعيّات الرهبانيّة والجماعات المسيحيّة في الأحياء، ومجموعات العمل الاجتماعيّ، والأنشطة المسكونيّة وبين الأديان والمجموعات الأخرى. يبدأ الأساقفة العمليّة، لذلك من المحتمل أن يتمّ تنسيق المشاركة على مستوى الأبرشيّة من خلال قنوات الاتّصال المنتظمة لأسقف الأبرشيّة. يمكن لتلك الرعايا التي تمتلك مجلسًا رعويّا للرعيّة، والأبرشيّات ذات المجلس الرعويّ الأبرشيّ، أن تستفيد من هذه المؤسّسات “السينودسيّة” القائمة لتنظيم وتسهيل وإحياء العمليّة السينودسيّة على المستوى المحلّيّ، بشرط بذل الجهود من أجل الوصول إلى المهمّشين وإلى تلك الأصوات التي نادرًا ما تُسمع صوتها. إنّ الهدف ليس إثقال كاهل الأبرشيّات والرعايا، بل دمج العمليّة السينودسيّة في حياة الكنيسة المحلّيّة بطرق إبداعيّة تعزّز الشركة العميقة والمشاركة الكاملة والرسالة المثمرة.
في مرحلة الإصغاء هذه، ندعو الأشخاص إلى الاجتماع والردّ على أسئلة/ صور/ سيناريوهات التحفيز معًا، والاستماع إلى بعض، وتقديم ملاحظات فرديّة وجماعيّة، وأفكار، واقتراحات. ومع ذلك، إذا كانت الظروف (مثل القيود الوبائيّة أو بعد المسافات) تجعل التواصل وجهًا لوجه صعبًا، فمن الممكن استخدام مجموعات المناقشة عبر الإنترنت بوجود شخص منظّم، والأنشطة ذاتيّة التوجيه عبر الإنترنت، ومجموعات المحادثة (دردشة)، والمكالمات الهاتفيّة، وأشكال مختلفة من وسائل التواصل الاجتماعيّ، وكذلك الاستبيانات الورقيّة وعبر الإنترنت. يمكن أيضًا استخدام موادّ الصلاة وتأمّلات الكتاب المقدّس والترانيم، وكذلك الأعمال الفنّيّة والشعر وما إلى ذلك، لتحفيز التفكير والحوار.
هذه المرحلة الأبرشيّة هي فرصة للرعايا والأبرشيّات للالتقاء والخبرة والعيش معًا في المسيرة السينودسيّة، واكتشاف أو تطوير الأدوات والمسارات السينودسيّة المناسبة بشكل أفضل لسياقهم المحلّيّ، والتي ستصبح في النهاية نمط جديد للكنائس المحلّيّة على طريق السينودسيّة.
وبالتالي، لا يتوقّع هذا السينودس ردودًا من شأنها أن تقدّم مساهمة في جمعيّة سينودس الأساقفة التي ستعقد في روما في أكتوبر 2023 فحسب، بل يرغب أيضًا في تعزيز وتطوير ممارسة وخبرة أن نكون سينودسيّين في سياق العمليّة والمضيّ قدما في المستقبل. وقد أتاحت الكنائس المحلّيّة التي بدأت بالفعل في هذه المسيرة مصادر ممتازة، مثل الدليل المنهجيّ للاجتماع الكنسيّ لمجلس أساقفة أمريكا اللاتينيّة، أو المجلس العامّ لأستراليا ووثائقه الأساسيّة. نحن نشجّعكم على الاطّلاع على هذه الموارد للمساعدة وإلهام عملكم في كنيستكم المحلّيّة.
2.3 دور مجالس الأساقفة وسينودسات الكنائس الشرقيّة
بمجرّد انتهاء المرحلة الأبرشيّة باجتماع ما قبل السينودس الأبرشي والملخّص الأبرشيّ، ستقوم مجالس الأساقفة وسينودسات الكنائس الشرقيّة بجمع المساهمات والملاحظات التي تلقّوها من الأبرشيّات، من أجل صياغة ملخّصات تلخّص مساهمات المشاركين على المستوى المحلّيّ بشكل مناسب. مجالس الأساقفة وسينودسات الكنائس الشرقيّة مدعوّة لتمييز وتجميع هذا الملخّص الأوسع من خلال اجتماع ما قبل السينودس خاصّ بهم.
ستكون هذه الملخّصات بمثابة الأساس للإصدار الأوّل من أداة العمل التي ستنشرها الأمانة العامّة لسينودس الأساقفة.
3.3 المرحلة القارّيّة
ستكوّن أداة العمل الأوّليّة “وثيقة العمل” للاجتماعات القارّيّة السبعة: إفريقيا (SECAM)؛ أوقيانوسيا (FCBCO)؛ آسيا (FABC)؛ الشرق الأوسط (CPCO)؛ أمريكا اللاتينيّة (CELAM)؛ أوروبا (CCEE)، وأمريكا الشماليّة (USCCB وCCCB).
وستصدر هذه الاجتماعات الدوليّة السبعة بدورها سبع وثائق ختاميّة، ستكون بمثابة الأساس لأداة العمل الثانية التي ستستخدم في جمعيّة سينودس الأساقفة في أكتوبر 2023.
4.3 جمعيّة سينودس الأساقفة
سيجتمع الأساقفة والمصغون مع الأب الأقدس في جمعيّة سينودس الأساقفة في روما في أكتوبر 2023، للتحدّث والاستماع إلى بعضهم على أساس العملية السينودسيّة التي بدأت على المستوى المحلّيّ. ليس هدف سينودس الأساقفة أن يطغي على المراحل الأبرشيّة، ومجالس الأساقفة/ سينودسات الكنائس الشرقيّة، والمراحل القارّيّة، بل أن يميّز على المستوى العالميّ صوت الروح القدس الذي كان يتكلّم في جميع أنحاء الكنيسة.
- مرحلة التطبيق
بما أنّ هذا السينودس يهدف إلى تعزيز أسلوب جديد في عيش الشركة الكنسيّة ومشاركتها ورسالتها، فإنّ مرحلة التطبيق ستكون حاسمة للسير معًا على طريق السينودسيّة. يهدف هذا التطبيق إلى الوصول إلى جميع الكنائس المحلّيّة في جميع أنحاء العالم، بحيث يكون للعملية السينودسيّة شعب الله بأكمله كنقطة انطلاق ونقطة وصول (الشركة الأسقفيّة، 7). يمكن أن يكون شخص/ فريق التواصل الأبرشيّ، والأشخاص الآخرون والمؤسّسات الأخرى التي شاركت في مرحلة الأبرشيّة مفيدة في هذا الشأن، بما في ذلك المجالس الرعويّة الأبرشيّة، والمجالس الكهنوتيّة، والمجالس الرعويّة للرعايا.
الأمل هو أن تؤدّي خبرة العمليّة السينودسيّة إلى ربيع جديد من حيث الإصغاء والتمييز والحوار والقرارات، حتّى يتمكّن شعب الله بأكمله من السير بشكل أفضل مع بعضه، ومع العائلة البشريّة بأكملها، تحت إرشاد الروح القدس.
4. السير في طريق السينودس في الأبرشيّات
1.4 ملخّص لما هو متوقّع في المرحلة الأبرشيّة
توفّر المرحلة الأولى من العمليّة السينودسيّة الأساس لجميع المراحل التالية. بدلا من مجرّد الردّ على استبيان، فإنّ مرحلة الأبرشيّة تهدف إلى أن تقدّم لأكبر عدد ممكن من الأشخاص خبرةً سينودسيّة حقّا، للاستماع لبعضهم والسير معا، بإرشاد من الروح القدس.
إنّ روح الله الذي ينير وينعش هذه المسيرة في الكنائس هو نفسه العامل في رسالة يسوع، التي سلّمها للرسل. يعمل الروح القدس عبر كلّ أجيال التلاميذ الذين يصغون إلى كلمة الله وينفّذونها. الروح وفقًا لوعد الربّ، لا يقتصر على تأكيد استمراريّة إنجيل يسوع، ولكنّه يُنير الأعماق الجديدة دائمًا من وحيه، ويلهم القرارات الضروريّة لدعم مسيرة الكنيسة وتقديم قوّة جديدة لرسالتها (يو 14: 25- 26؛ 15: 26- 27؛ 16: 12- 15) (الوثيقة التحضيريّة 16).
تستخدم الوثيقة التحضيريّة “صورتين” من الكتاب المقدّس لإلهام مسيرتنا لبناء كنيسة سينودسيّة. تظهر الصورة الأولى من “المشهد الجماعيّ” الذي يرافق باستمرار مسيرة التبشير، منذ بدء يسوع بالتبشير: يجد كلٌ مكانه – الجموع، والرسل، والربّ (الوثيقة التحضيريّة 17- 21). تشير الصورة الثانية إلى خبرة الروح القدس التي أدرك فيها بطرس والجماعة الأولى خطر وضع حدود غير مبّررة على مشاركة الإيمان (الوثيقة التحضيريّة 22-24). ندعوكم للتفكير في هاتين الصورتين كمصدر للغذاء والإلهام في العمليّة السينودسيّة.
يشهد الإنجيل على جهود يسوع المستمرّة للوصول إلى الأشخاص المرفوضين والمهمّشين والمنسيّين. السمة المشتركة في خدمة يسوع هي أنّ الإيمان يظهر دائمًا عندما يتمّ تقدير الأشخاص: يتمّ الاستماع إلى تضرّعهم، ومساعدتهم في الصعوبات، وتسليط الضوء مدى توفّرهم، والتأكيد على كرامتهم من خلال نظرة الله واستعادتها داخل الجماعة. كما تغيّر بطرس من خلال خبرته مع كرنيليوس، كذلك يجب علينا أن نسمح لذاتنا أن نتغيّر بما يدعونا الله أن نعيشه. يقودنا الله من خلال العمليّة السينودسيّة إلى طريق التوبة المشتركة من خلال ما نختبره مع بعضنا. يصل الله إلينا من خلال الآخرين ويصل إلى الآخرين من خلالنا، في كثير من الأحيان بطرق مدهشة.
ولتحقيق ذلك، من الضروريّ بذل جهود كبيرة لإشراك أكبر عدد ممكن من الأشخاص بطريقة هادفة. هذه هي المسؤوليّة الأولى لمسؤولي التواصل في الأبرشيّة، المعيّنين لتوجيه وتنشيط المرحلة الأبرشيّة من العمليّة السينودسيّة. المساهمة السطحيّة أو المبرمجة التي لا تمثّل بشكل دقيق وغنيّ خبرة الأشخاص لن تكون مفيدة، ولا تلك المساهمات التي لا تعبّر عن النطاق الكامل وتنوّع الخبرات.
بهذا المعنى، ينبغي أن تبدأ المرحلة الأبرشيّة بتحديد أكثر الطرق فعاليةً لتحقيق أكبر مشاركة ممكنة. يجب أن نصل شخصيًّا إلى المهمّشين، ولأولئك الذين تركوا الكنيسة، وأولئك الذين نادرًا ما يمارسون إيمانهم أو لا يمارسونه على الإطلاق، وأولئك الذين يعانون من الفقر أو التهميش، واللاجئين، والمرفوضين، والذين لا صوت لهم، إلخ.
إنّ جوهر الخبرة السينودسيّة هو الإصغاء إلى الله من خلال الاستماع المتبادل، بإلهام من كلمة الله. نستمع لبعضنا من أجل الإصغاء بشكل أفضل لصوت الروح القدس الذي يتحدّث في عالمنا اليوم. يمكن أن يحدث هذا خلال كلّ اجتماع، لكنّنا نشجّعكم بشدّة على عقد عدّة اجتماعات من أجل خلق جوّ أكثر تفاعلا من المشاركة، حيث يمكن للأشخاص التعرّف على بعضهم، وتنمية ثقتهم المتبادلة، والشعور بأنّهم يستطيعون التحدّث بحرّيّة أكبر، وبالتالي يعيشون خبرة سينودسيّة حقّا من السير معًا. بالإضافة إلى الجوانب الأكثر رسميّة من الحديث والاستماع إلى بعضنا، من المهمّ أن تشمل الاجتماعات أيضا لحظات غير رسميّة. يمكن أن تساعد رحلات الحجّ والأنشطة الجماعيّة والفنون المختلفة واستراحات تناول القهوة، في تعزيز الشعور بالانتماء للجماعة، من خلال خبرة مشاركة الحياة مع الآخرين.
تعتمد كيفيّة عقد هذه الاجتماعات على الظروف المحلّيّة. ويمكن تنظيم اجتماعات بين مختلف الرعايا، فضلا عن الجمع بين الخِدمات مثل رعويّة الصحّة أو التربية الكاثوليكيّة، والجماعات الدينيّة، والأنشطة العلمانيّة، والمجموعات المسكونيّة.
في الاستبيان التالي (الجزء 5)، اقتُرِحَت بعض الأسئلة لتحفيز وتسهيل خبرة المشاركة والإصغاء. ليس الهدف الإجابة على جميع الأسئلة، بل اختيار الأسئلة الأكثر صلة بالسياق المحلّيّ الخاصّ بكم. يمكنكم أيضًا طرح أسئلة أخرى، في الواقع نشجّعكم على القيام بذلك. كتوجّه عامّ، نطلب منكم التركيز بشكل أكبر على الأسئلة التي تستدعي القصص الشخصيّة وخبرات الحياة الواقعيّة بدلاً من العبارات “العقائديّة”. انظر الجزء 5 للحصول على بعض الأمثلة.
يجب تجميع الملاحظات التي ظهرت خلال عمليّة الإصغاء في شكل “ملخّص”. كما هو موضّح في خارطة الطريق أدناه (الجزء 4،4)، يجب كتابة ملخّص في كلّ مرّة يعقد فيها اجتماع في الأبرشيّة للردّ على الأسئلة الموضّحة في هذه المذكّرة (الجزء 5). في الوقت نفسه، يُكتَب ملخّص لكلّ إيبارشيّة، وفي النهاية لكلّ مجلس أساقفة. الهدف من هذه الملخّصات، على أيّ مستوًى، ليس إصدار ملخّص عامّ لكلّ ما قيل أو إجراء تمرين أكاديميّ. بل، إنّ الملخّص هو فعل تمييز في اختيار وكتابة ما سيساهم في المرحلة التالية من العملية السينودسيّة، من خلال إرساله إلى الأبرشيّة (في حالة المشاورة داخل الأبرشيّة) وأخيرا إلى مجلس الأساقفة (في حالة كتابة الملخّص بواسطة الأبرشيّة). وبهذا المعنى، فإنّ الملخّص لا يشير فقط إلى الاتّجاهات المشتركة ونقاط التقارب، بل يسلّط الضوء أيضًا على تلك النقاط التي لفتت انتباهنا، أو تلهم وجهة نظر أصليّة، أو تفتح أفقًا جديدًا. يجب أن يولي الملخّص اهتمامًا خاصًّا لأولئك الذين لا يسمع صوتهم في كثير من الأحيان، وإضافة ما يمكن أن نسمّيه “تقرير الأقلّيّة”. ينبغي ألّا تركّز التعليقات على الخبرات الإيجابيّة فحسب، بل يجب تسليط الضوء أيضًا على الخبرات الصعبة والسلبيّة لكي تعكس واقع ما تمّ الاستماع إليه. يجب نقل شيء من خبرة الاجتماع المحلّيّ في التعليقات: مواقف المشاركين، وأفراح وتحدّيّات الالتزام معًا في التمييز.
تُجمَع بعد ذلك التعليقات الواردة من هذه الاجتماعات المحلّيّة في ملخّص شامل على مستوى الأبرشيّة. إنّ الملخّص الذي ستعدّه كلّ إيبارشيّة في نهاية عمل الإصغاء والتمييز هذا سيشكّل مساهمتها الملموسة في مسيرة شعب الله بأكمله. يمكن أيضًا أن يكون بمثابة وثيقة مفيدة لتحديد الخطوات التالية في مسيرة الكنيسة المحلّيّة على طريق السينودسيّة. لتسهيل المراحل اللاحقة من العمليّة السينودسيّة، من المهمّ تلخيص ثمار الصلاة والتأمّل في عشر صفحات كحدّ أقصى. يمكن إرفاق نصوص أخرى بالملخّص الأبرشي من أجل دعم محتوياتها أو مرافقتها.
يُرسَل الملخّص الذي أعدّته كلّ إيبارشيّة إلى المجالس الأسقفيّة وسينودسات الكنائس الشرقيّة. بدورها، ستصوغ هذه المؤسّسات ملخّصها بنفس روح التمييز الموضّحة أعلاه، على أساس الملخّصات الأبرشيّة التي تلقّوها. ستقدِّم المجالسُ الأسقفيّة وسينودساتُ الكنائس الشرقيّة هذا الملخّصَ الذي أعدّوه إلى الأمانة العامّة لسينودس الأساقفة، الذي سيشكّل الإصدار الأوّل من وثيقة العمل (أداة العمل) على أساس ما تمّ مشاركته وعيشه على المستوى المحلّيّ.
2.4 دور الأسقف في العمليّة السينودسيّة
لا وجود للسينودسيّة بدون السلطة الرعويّة لمجمع الأساقفة، تحت أوّليّة خليفة القدّيس بطرس، وينطبق الشيء نفسه على السلطة الرعويّة لكلّ أسقف إيبارشيّ في الأبرشيّة الموكلة لرعايته. تتمثّل خدمة الأساقفة في كونهم رعاة ومعلّمين وكهنة العبادة المقدّسة. إنّ موهبتهم في التمييز تدعوهم لأن يكونوا أوصياء حقيقيّين ومفسّرين وشهود على إيمان الكنيسة. في الكنائس المحلّيّة ومن الكنائس المحلّيّة تتشكّل الكنيسة الكاثوليكيّة الجامعة الواحدة والفريدة (نور الأمم، 23). إنّ ملء العمليّة السينودسيّة لا يمكن أن يكون موجودا حقّا إلّا بمشاركة الكنائس المحلّيّة، الأمر الذي يتطلّب المشاركة الشخصيّة لأسقف الأبرشيّة. وبقوّة هذه الكثلكة يحمل كلّ جزء للآخرين وللكنيسة عطاياه الخاصّة، بنوع أنّ الكلّ والأجزاء منفردة تنمو بمقايضة شاملة متبادلة، وبجهد مشترك نحو ملء الوحدة (نور الأمم، 13). إنّ تنوّع الكنائس المحلّيّة وسياقها وثقافتها يجلبان مواهب مختلفة للجميع، مما يثري جسد المسيح بأكمله. هذا هو المفتاح لفهم طريق سينودسيّة الكنيسة.
لذلك، فإنّ الدور الأساسيّ لأسقف الأبرشيّة في هذه العمليّة السينودسيّة هو تسهيل الخبرة السينودسيّة لشعب الله بأسره في مسيرته نحو كنيسة أكثر سينودسيّة. يقوم الأسقف الأبرشي بدور رئيسيّ في الاستماع إلى شعب الله في كنيسته الأبرشيّة. بإلهام من الروح القدس، يستطيع الأسقف أن يميّز أكثر العمليّات المثمرة للإصغاء إلى شعب الله في إيبارشيّته، على طريق السينودسيّة الذي تقوم به الكنيسة بأكملها. لمساعدة الأسقف الأبرشي في هذه المهمّة، يجب عليه تعيين شخص أو فريق مسؤول عن التواصل بالأبرشيّة. معًا، يمكنهما التمييز بمساعدة الصلاة. الأسقف مدعوّ لأداء دور فاعل في المرحلة الأبرشيّة من هذه المسيرة السينودسيّة. وينبغي أن تعزِّز مشاركتُه حوارًا مفتوحًا وسط تنوّع شعب الله.
يمكن للأسقف أن يسعى للحصول على التعليقات والمشاركة أينما كان ذلك مفيدًا في العمليّة التنظيميّة؛ كما أنّه مدعوّ للتواصل مع المؤسّسات والمنظّمات والهيكليّات المعنيّة في الأبرشيّة، بما في ذلك المجلس الرعويّ الأبرشيّ، والمجلس الكهنوتيّ، والرعايا، والجماعات الدينيّة، والأنشطة العلمانيّة، والخِدمات الرعويّة المختلفة (مثل المدارس والمستشفيات)، واللجان الأبرشيّة لتشجيعهم على المشاركة في المسيرة السينودسيّة وطلب مساعدتهم، إذا رأى ذلك مناسبًا. تحت سلطة الأسقف، يمكن لفريق التواصل الأبرشي التواصل مباشرة مع المنسّقين في الرعايا والجماعات المحلّيّة الأخرى لإعداد وتسهيل عملية المشاورة.
في الوقت نفسه، يمكن للأسقف ضمان تخصيص الموارد المناسبة، بما في ذلك الموارد الماليّة واللوجستية والتقنيّة والبشريّة. الأسقف أيضًا له دور في تشجيع مشاركة مختلف المجموعات والأفراد حتّى تكون العملية السينودسيّة التزامًا تعاونيًّا حقيقيًّا، وتعزيز المشاركة الواسعة للمؤمنين والاستفادة من التنوّع الكامل لشعب الله: الكهنة والشمامسة والمكرّسين والمكرّسات والعَلمانيّين. يمكن للهيكليّات الأبرشيّة التي تسعى بالفعل إلى ممارسة السينودسيّة أن تكون دعمًا حيويًّا في هذا الصدد، خاصّة المجلس الرعويّ الأبرشيّ، والمجلس الكهنوتيّ، والمجالس الرعويّة للرعايا، إلخ.
يمكن إعداد رسالة شخصيّة أو تسجيل فيديو يدعو فيه الأسقف ويشجّع كلّ فرد في الأبرشيّة للمشاركة في عمليّة الإصغاء والحوار والمشاورة. يوصى بافتتاح المرحلة الأبرشيّة من العمليّة السينودسيّة واختتامها باحتفال ليتورجيّ برئاسة الأسقف.
خلال عملية المشاورة، يكون الدور الرئيسيّ للأسقف هو الإصغاء. على الرغم من أنّ المشاركة الشخصيّة للأسقف الأبرشي في عمليّة الإصغاء يمكن أن تتّخذ أشكالًا عديدة، إلّا فإنّنا نشجّعه على المشاركة والاهتمام بصوت المؤمنين. إلى جانب المشاركة في جلسات الإصغاء المحلّيّة في جميع أنحاء الأبرشيّة، يمكن للأسقف أن يعقد، إذا رغب في ذلك، اجتماعات صغيرة جماعيّة مخصّصة، بدعوة ممثّلين من الأبرشيّة، وخاصّة المهمّشين. وبالإضافة إلى ذلك، يمكنه أيضا ممارسة هذا الإصغاء من خلال تحليل التعليقات المجموعة من المشاورات، من أجل تمييز ما يقوله الروح القدس من خلال الأشخاص الموكلين لرعايته. ينبغي أن يجتمع الأسقف بشكل منتظم مع فريق التواصل الأبرشي لمراجعة التقدّم في الاستشارة ومواجهة أيّ صعوبات. يجب الحرص لضمان ألّا يكون لوجود الأسقف والإكليروس تأثير غير متعمّد لخنق المساهمة الأصيلة والحرّة للمؤمنين، خاصّة في الظروف التي وقع فيها شيء مخزٍ، أو ببساطة بسبب موقف مراعاة للأسباب الثقافيّة.
أخيرًا، يعقد الأسقف اجتماع ما قبل السينودس لاختتام المرحلة الأبرشيّة، ويعمل مع فريق التواصل الأبرشي لتنظيمه. يجب أن يسعى هذا الاجتماع إلى تمثيل واسع من جميع أنحاء الأبرشيّة بهدف الاجتماع للصلاة والإصغاء والتأمّل وتمييز المسار السينودسيّ الذي يدعو إليه روح الله الأبرشيّة بأكملها. يمكن للأسقف بعد ذلك مراجعة الملخّص الأبرشي بالتعاون مع مسؤولي الأبرشيّة قبل تقديمه إلى مجلس الأساقفة. من المهمّ جدّا ملاحظة أن الملخّص الأبرشي لا يهدف إلى التعبير عن الأفكار – بالمعنى الإيجابيّ أو السلبيّ- على الأسقف الأبرشيّ. بل ينبغي أن يكون الملخّص الأبرشي تقريرًا صادقًا عن كلّ ما تمّ مشاركته خلال المرحلة الأبرشيّة من العمليّة السينودسيّة، ويمثّل تنوّع آراء ووجهات نظر شعب الله.
ومن المفهوم أن تثير عمليّة المشاورة هذه مجموعة من المشاعر بين القادة الرعويّين، من الحماسة والفرح إلى القلق أو الخوف أو عدم اليقين أو حتّى الشكّ. غالبًا ما تكون ردود الفعل المتباينة هذه جزءًا من الطريق السينودسيّ. يمكن للأساقفة التعرّف على مجموعة متنوّعة من ردود الفعل التي تنشأ في الأبرشيّة، مع تشجيع الانفتاح على الروح القدس الذي يعمل في كثير من الأحيان بطرق مدهشة ومنعشة. فإنّ الأسقف مدعوّ لتوجيه شعب الله، بصفته راعيًا صالحًا لقطيعه، والتواجد في وسطهم ومتابعتهم، والتأكّد من عدم استبعاد أحد أو فقدانه.
3.4 دور الكهنة والشمامسة في العمليّة السينودسيّة
خدمة الكهنة والشمامسة لها نقطتان مرجعيّتان حيويّتان: من جهة، الأسقف الأبرشيّ؛ ومن جهة أخرى، الأشخاص الموكلون لرعايتهم الرعويّة. وهكذا فإنّ الإكليروس الذين في الكنيسة المحلّيّة يقومون بدور نقطة اتّصال مفيدة بين الأسقف وأولئك الذين يستفيدون من خدمتهم. وهذا يوكل للكهنة والشمامسة دورًا رئيسيًّا في السير معًا في وسط شعب الله، متّحدين بالأسقف وفي خدمة المؤمنين. يجب أن يتعلّموا التواصل مع الشعب نيابة عن الأسقف، والتواصل مع الأسقف نيابة عن الشعب. إنّهم مدعوّون إلى أن يكونوا وكلاء للشركة والوحدة في بناء جسد المسيح، لمساعدة المؤمنين على المضيّ قدما معا، السير مع بعضهم بعضا في قلب الكنيسة. بالطريقة نفسها، الإكليروس هم رسل التجديد، ويهتمّون بالاحتياجات المتطوّرة لقطيعهم، ويشيرون إلى الكيفيّة التي يفتح بها الروح القدس طرقًا جديدة. وأخيرا، هم مدعوّون إلى أن يكونوا رجال صلاة يعزّزون لخبرة روحيّة حقيقيّة للسينودسيّة، حتّى يكون شعب الله أكثر انتباهًا للروح القدس ويصغي معًا إلى مشيئة الله.
وبهذا المعنى، للكهنة والشمامسة دور حاسم في مرافقة شعب الله بأكمله على طريق السينودسيّة. إنّ جهودهم من أجل تعزيز وتطبيق طريقة أكثر سينودسيّة لنكون كنيسة المسيح هي ذات أهمّيّة حيويّة. يمكن للكهنة والشمامسة التوعية بشأن الطبيعة السينودسيّة للكنيسة ومعنى السينودسيّة في الرعايا والخدمات والأنشطة التي يخدمون فيها. الكهنة والشمامسة مدعوّون أيضًا إلى دعم وتشجيع وتعزيز وتسهيل المرحلة الأبرشيّة من العمليّة السينودسيّة في الكنيسة المحلّيّة. ويمكنهم القيام بذلك من خلال مؤسّسات المشاركة المُنشأة بالفعل في الأبرشيّة، مثل المجلس الرعويّ الأبرشيّ، المجلس الكهنوتيّ، والمجالس الرعويّة للرعايا. إنّ مشاركة المؤسّسات “السينودسيّة” للكنائس المحلّيّة مطلوبة على وجه التحديد، وخاصّة المجلس الكهنوتيّ والمجلس الرعويّ (الوثيقة التحضيريّة، 31). في طريق الكنيسة السينودسيّ، “يمكن أن تكون مساهمة المؤسّسات المشارِكة في الكنيسة الخاصّة أساسيّة … والتي من خلالها حقًّا “يمكن أن تبدأ الكنيسة السينودُسيّة في أن تتكوّن ” (الشركة الأسقفيّة، 7).
وفي الوقت نفسه، يمكن للكهنة والشمامسة إيجاد طرق جديدة وإبداعيّة لتعزيز خبرة سينودسيّة أصيلة بين المؤمنين العلمانيّين، فيما يتعلّق بمبادرات الأسقف الأبرشي ومسؤولي التواصل الأبرشي المعيّنين لهذه العمليّة السينودسيّة. وتجدر الإشارة إلى أنّ المشاورة التي بدأتها المرحلة الأبرشيّة من العمليّة السينودسيّة ينسّقها أسقف الأبرشيّة وموجّهة ” إلى الكهنة والشمامسة والمؤمنين العَلمانيّين في كنائسهم، سواء بشكل فرديّ أو مترابط، دون إهمال المساهمة الثمينة من جانب المكرّسين والمكرّسات “(الشركة الأسقفيّة، 7).
تخبرنا الوثيقة التحضيريّة، في خدمة يسوع، إنّ اختيار الرسل ليس امتيازًا لمنصب حصريّ للسلطة والانقسام، بل لنعمة خدمة المباركة والشركة الشاملة. بفضل هبة روح الربّ القائم من بين الأموات، هؤلاء يجب أن يحفظوا مكان يسوع، دون أن يحلّوا محلّه: ليس لإضافة عناصر توضيحيّة في حضوره، ولكن لتسهيل مقابلته (الوثيقة التحضيرية، 19). وهكذا، فإنّ جميع الإكليروس، الممنوحين العطايا المقدّسة والمواهب التي تلقّوها من خلال سيامتهم، يؤثّرون بدور حاسم في ضمان أن تكون هذه الخبرة السينودسيّة لقاءً أصيلاً مع المسيح القائم من بين الأموات، مرتِكزا على الصلاة، يغذّيه الاحتفال بالإفخارستيّا ومستوحًى من الإصغاء إلى كلمة الله.
4.4 خارطة الطريق (تدابير عينيّة للمرحلة الأبرشيّة)
ستختلف المهام المعنيّة التي ينطوي عليها تنفيذ مرحلة الإصغاء والحوار داخل كلّ إيبارشيّة اعتمادًا على العوامل المحلّيّة، لكنّ النهج العامّ سيتضمّن الخطوات التالية:
1) تعيين مسؤول/ مسؤولي التواصل الأبرشيّ
يجب أن تختار كلّ إيبارشيّة شخصا أو شخصين للعمل كمسؤولي التواصل الأبرشيّ. يقدّم الملحق (أ) تفاصيل عن المسؤوليّات والصفات المطلوبة لمسؤولي التواصل هؤلاء. من الناحية المثاليّة، يمكن تعيين مساعدَان للقائد كنموذج للمسؤوليّة المشتركة. إذا كان هناك أكثر من مسؤول تواصل إيبارشيّ، فمن المستحسن تعيين امرأة ورجل على الأقل. قد تكون هذه المهامّ تطوعيّة أو مدفوعة الأجر، ويمكن أن تسند إلى أشخاص يعملون بالفعل في الأبرشيّة. يمكن لمسؤولي التواصل في الأبرشيّة أن يكونوا كهنة أو رهبانا أو عَلمانيّين. يمكن للإيبارشيّات أن تفكّر في الدور المحتمل لمسؤولي التواصل الأبرشي في الاستمرار في خدمة طريق السينودسيّة في الأبرشيّة حتّى أكتوبر 2023 وما بعده.
2) تأسيس فريق سينودسيّ إيبارشيّ
من المحتمل أن يحتاج مسؤولو التواصل في الأبرشيّة إلى العمل بالتعاون مع فريق، يمكن تأسيسه إمّا من خلال عمليّة مفتوحة تشمل الأشخاص الذين أعربوا عن اهتمامهم، أو عن طريق التعيين من قبل الأسقف الأبرشيّ. نقترح أن يضمّ هذا الفريق السينودسيّ الأبرشي ممثّلين عن الرعايا والأنشطة والخِدمات الأبرشيّة والجماعات الدينيّة. ويمكن عقدها كهيئة استشاريّة وعمل لصالح مسؤولي التواصل الأبرشيّ. وإلى جانب المرحلة الأبرشيّة من السينودس الحاليّ، يمكن للفريق السينودسيّ الأبرشي الاستمرار في تعزيز وتنفيذ طريق السينودسيّة في الأبرشيّة في المستقبل، بالتعاون مع الأسقف الأبرشيّ.
3) تمييز الطريق من أجل إيبارشيّتكم
توفّر الوثيقة التحضيريّة والمذكّرة معلومات حول السينودس الحاليّ وتقدّم إرشادات لتنظيم عمليّة المشاورة. يجب تطبيق هذه الوثائق بشكل مختلف في سياقات مختلفة، اعتمادًا على الوقائع والتحدّيات الموجودة في الكنيسة المحلّيّة وفي المجتمع، بالإضافة إلى الأخذ في الاعتبار العمليّات السينودسيّة المحتملة المتزامنة أو الحديثة الجارية في الأبرشيّة. وعلى أساس هذه الوثائق، يمكن القيام بتفكير تأمّليّ لتمييز مجالات الاهتمام الرئيسيّة للإيبارشيّة.
4) التخطيط للعمليّة التشاركية
يجب أن تهدف كلّ إيبارشيّة إلى أوسع مشاركة ممكنة، من خلال إشراك مجموعة متنوّعة من المنصّات التي تشمل الاجتماعات على المستوى الرعويّ، واللقاءات بين الرعايا، والمجموعات المدرسيّة، والجمعيّات المحلّيّة، والمنصّات الإلكترونيّة، والتجمّعات اللغويّة الخاصّة، والوسائل المناسبة للوصول إلى أولئك الذين هم بعيدون عن الكنيسة. من الناحية المثاليّة، ستكون هناك فرص لمجموعات متنوّعة للاستماع إلى بعضها. يجب تحديد الموارد اللازمة لعمليّة المشاورة وإتاحتها، بما في ذلك الميزانيّة الإجماليّة، والمرافق المتاحة، والمنصّات الالكترونيّة. ويمكن تنظيم مبادرات تضامنيّة بين الأبرشيّات لتقديم المساعدة الماليّة والموارد البشريّة حسب الحاجة.
5) إعداد منسّقي المجموعات لاجتماعات المشاورة السينودسيّة
يمكن للفريق السينودسيّ الأبرشي العمل من خلال المنسّقين لعقد اجتماعات المشاورة السينودسيّة في جميع أنحاء الأبرشيّة. على سبيل المثال، يمكن الإشراف على المشاورة السينودسيّة داخل الرعيّة من قبل منسّق لتلك الرعيّة، والعمل مع فريق الرعيّة. يجب اطّلاع جميع المنسّقين على روح وأهداف وتوجّهات العمليّة السينودسيّة، ويجب أن يكون لديهم إمكانيّة الوصول إلى المصادر ذات الصلة بما في ذلك هذه المذكّرة وموقع السينودس على الإنترنت. يمكن للمنسّقين بعد ذلك تمييز وتخطيط العمليّات الأكثر ملاءمة لمجموعاتهم المحدّدة، بالتواصل مع الفريق السينودسيّ الأبرشيّ.
6) إقامة ورشة عمل إرشاديّة للفريق السينودسيّ الأبرشي والمنسّقين المحلّيّين
وبما أنّ مستويات الفهم والخبرة فيما يتعلّق بالسينودسيّة من المرجّح أن تكون مختلفة داخل الأبرشيّة، يمكن تنظيم ورش عمل تكوينيّة لتزويد الأشخاص بالتوجيهات حول السينودسيّة وتزويدهم بالمهارات الأساسيّة من أجل العمليّات السينودسيّة. قد تشمل هذه المهارات عقد اجتماعات استشاريّة سينودسيّة، وهذا التكوين الأساسيّ هو في حدّ ذاته نتيجة قَيّمة للعمليّة السينودسيّة الحاليّة. يقدّم الملحق (ب) مخطّطًا لكيفيّة عقد اجتماع استشاريّ نموذجيّ سينودسيّ. والأمر الأساسيّ هو اختيار أساليب مناسبة لتسهّل الإصغاء اليقظ، والمشاركة الحقيقيّة، والتمييز الروحيّ الجماعيّ. تتوفّر مصادر أخرى على الموقع الإلكترونيّ للسينودس.
7) التواصل مع الجميع
لزيادة الوعي وتشجيع المشاركة، يمكن تنفيذ دعاية واسعة حول السينودس لإيصال معنى وأهداف السينودس وكيفيّة مشاركة الأشخاص. تُوفَّر بعض الأمثلة على الموادّ الإعلانيّة على الموقع.
8) تنفيذ عمليّة المشاورة السينودسيّة ومتابعتها وتوجيهها
عندما يصبح كلّ شيء جاهزًا، تبدأ عمليّة المشاورة السينودسيّة. جوهر هذه المرحلة هو اجتماعات المشاورة السينودسيّة التي تعقد في جميع أنحاء الأبرشيّة. يمكن تنظيم احتفال ليتورجيّ من أجل افتتاح المرحلة الأبرشيّة واستدعاء الروح القدس لتوجيه العمليّة بأكملها. خلال المرحلة الأبرشيّة، يجب على مسؤولي التواصل في الأبرشيّة أن يظلّوا على اتّصال منتظم مع منسّقي اجتماعات المشاورة السينودسيّة في الأبرشيّات من أجل متابعة التطوّرات، وتقديم الدعم عند الضرورة، وتسهيل تبادل الأفكار والممارسات الجيّدة، والتعليقات الناشئة. يجب تحديد موعد لتقديم ملاحظات المشاورة، والتي يمكن أن تتبع المبادئ التوجيهيّة للملخّص الأبرشي كما هو موضّح أدناه.
9) اجتماع ما قبل السينودس الأبرشيّ
يُنصح بشدّة أن تتوّج عمليّة المشاورة في الأبرشيّة باجتماع ما قبل السينودس الذي يتضمّن احتفالًا ليتورجيًّا. يجب دعوة تمثيل واسع من جميع أنحاء الأبرشيّة للمشاركة من أجل الاجتماع معًا للصلاة والإصغاء والتأمّل، وتمييز الطريق السينودسيّ الذي يدعو فيه روح الله الأبرشيّة بأكملها. يقدّم الملحق (ج) اقتراحات لتنظيم هذا الاجتماع.
10) إعداد وتقديم الملخّص الأبرشيّ
أخيرًا، يجب إعداد ملخّص إيبارشيّ بناءً على جميع الملاحظات المجمّعة من جميع أنحاء الأبرشيّة بالإضافة إلى تقارير اجتماع ما قبل السينودس. يوفّر الملحق (د) مخطّطًا تفصيليًّا مقترحًا منّا. يجب تقديم هذا الملخّص إلى مجلس الأساقفة في الموعد المحدّد. وبمجرّد الانتهاء من ذلك، ينبغي إبلاغ الأشخاص في الأبرشيّة بالملخّص. يجب على مسؤولي التواصل الأبرشي الحفاظ على مهمّتهم طوال العمليّة السينودسيّة، على الأقلّ حتّى جمعيّة سينودس الأساقفة في أكتوبر 2023، ولكن يمكن أن يستمرّ دورهم إلى ما بعد هذا التاريخ. في المراحل اللاحقة من السينودس الحاليّ، سيكونون نقطة اتّصال مع المجالس الأسقفيّة والجمعيّات القارّيّة، ويمكن أن يساعدوا الأبرشيّة على الاستمرار في المشاركة في العمليّة السينودسيّة. عند الضرورة، يمكنهم أيضًا ضمان الانتقال السلس نحو تنفيذ أيّ اقتراح يُطرَح أثناء المشاورة في الأبرشيّة. بعد كلّ شيء، هذه العمليّة السينودسيّة ليست نهاية بل بداية جديدة.
5.4 العناصر الأساسيّة للخبرة السينودسيّة
يجب استخدام الخطوات المذكورة أعلاه في الجزء 4،4 كإرشادات. في النهاية، تتضمّن المرحلة الأبرشيّة “عناصر” مماثلة لجمعيّة سينودس الأساقفة، مثل تلك التي ستنعقد في روما في أكتوبر 2023. وهذه العناصر هي: البدء باحتفال ليتورجيّ؛ الاجتماع في محفل كبير؛ لقاءات في مجموعات صغيرة، ولحظات من الصمت والصلاة، ومحادثات غير رسميّة، وخبرات مشتركة (مثل الحجّ، والفنون المختلفة، والخبرات مع الأشخاص الضعفاء، وذوي الاحتياجات الخاصّة، وكبار السنّ)، والختام باحتفال ليتورجيّ. يمكن بسهولة ملائمة هذه العناصر الأساسيّة للسينودسيّة مع وضعكم المحلّيّ لتعزيز خبرة سينودسيّة مثمرة في كنيستكم المحلّيّة، مع الأخذ في الاعتبار المبادئ والمواقف والفخاخ الموضّحة في الجزء 2.
5. مصادر تنظيم العمليّة السينودسيّة
1.5 منهجيّة العمليّة السينودسيّة الأبرشيّة
يمكن لكلّ إيبارشيّة أن تميّز الطرق الأكثر ملاءمة لتمكين شعبها من خبرة سينودسيّة يقودها الروح، مع إيلاء اهتمام خاصّ أولئك الذين لم تسمع أصواتهم في الماضي. يمكنكم العثور على نصائح وموارد حول هذا الموضوع على موقع السينودس.
كما ذكر سابقًا، يُشجَّع الأفراد والمجموعات على المشاركة في العمليّة السينودسيّة من خلال كنائسهم المحلّيّة. ومع ذلك، من الممكن أيضًا للأفراد والمجموعات إرسال مساهماتهم بشكل مباشر إلى الأمانة العامّة لسينودس الأساقفة (الشركة الأسقفيّة، 6).
داخل كلّ كنيسة محلّيّة، ينبغي تنظيم الاجتماعات بطريقة تعزّز خبرة سينودسيّة مثمرة أكثر في السياق المحلّيّ. ومن الناحية المثالية، من الممكن تنظيم المزيد من “لقاءات المشاورة السينودسيّة” لنفس مجموعة المشاركين حتّى يتمكّنوا من التعمّق والحوار بشكل أفضل. بدلاً من ذلك، يمكن تنظيم مجموعات جديدة بحيث يتمكّن المزيد من الأشخاص من الاستماع والالتزام مع تنوّع أوسع في الآراء والخبرات.
كما يمكن للأفراد المساهمة بملاحظاتهم على المشاورة من خلال إبلاغ الأبرشيّة مباشرة. وبالنسبة للمساهمات الفرديّة في المشاورة، ينبغي تقديم المعلومات والموادّ الكافية في الوقت المناسب، بحيث يمكن إضافة الآراء المعرب عنها في الملخّص الأبرشيّ. يجب تشجيع الخبرات الجماعيّة للعمليّة السينودسيّة مقارنة بالمساهمات الفرديّة، لأنّها تُظهر بشكل أفضل الروح السينودسيّة للسير معًا. في هذا الصدد، يمكن اقتراح مقاطع الفيديو واجتماعات مرئيّة وتأمّلات الكتاب المقدّس والصلوات لأولئك الذين يساهمون بشكل فرديّ، من أجل توحيدهم أكثر في الخبرة السينودسيّة.
تنظيم اجتماعات استشاريّة سينودسيّة تجمع بين العديد من الرعايا يمكن أن يكون وسيلة جيّدة لجمع مجموعة من الأشخاص من سياقات اجتماعيّة واقتصاديّة مختلفة، وعرقيّة، وفئات عمريّة، إلخ. يمكن أن تجتمع رعيّتان أو أكثر معًا للتخطيط لسلسلة من اجتماعات المشاورة السينودسيّة المشتركة. يمكنهم تركيز مشاركتهم حول خبرة مشتركة ذات صلة، مثل التحدّيات التي يواجهونها كمسيحيّين، أو كونهم كنيسة وسط وباء كورونا، أو شيء مرتبط بسياقهم. يمكن تشكيل فريق تنظيميّ بين الرعايا.
نشجّعكم أيضًا على دمج موضوع السينودسيّة وعمليّة المشاورة السينودسيّة هذه في اللقاءات والاجتماعات المحلّيّة أو الأبرشيّة المقرّر عقدها بالفعل، حيثما أمكن ذلك. بهذا المعنى، يمكن للمرحلة الأبرشيّة من العمليّة السينودسيّة أن تثري قائمة الأعمال الرعويّة القائمة لعام 2021- 2022، ممّا يلهم أيضًا بعض العناصر الجديدة.
2.5 البعد غير الرسميّ للعمليّة السينودسيّة
يُغني الاستماع المتبادل من خلال معرفة بعضنا لبعض ومشاركة الحياة معًا. ويمكن أن يكون من المفيد جدّا مشاركة نشاط مشترك قبل بدء الاجتماعات والحوار فيما بينكم.
بعض الأمثلة على الأنشطة التي يمكن القيام بها معًا هي الحجّ أو العمل الاجتماعيّ أو الخيريّ، أو ببساطة مشاركة وجبة غذاء أو عشاء معًا. إلى جانب تنمية الثقة المتبادلة بين المشاركين، يمكن أن يساعد ذلك أيضًا على تعزيز مشاركة الأشخاص الذين ينجذبون أكثر إلى الإجراءات العمليّة بدلا من المناقشة العقليّة.
يتبع هذا النهج مثال يسوع الذي كان يجمع تلاميذه لتقاسم وجبة طعام أو للسير معًا أو ببساطة قضاء بعض الوقت معًا. قد يكون من المهمّ إتاحة الوقت الكافي والمساحة المناسبة للمشاركين لمشاركة الطعام والشراب، ممّا يطيل من خبرة الاستماع لبعضنا في تبادل أقلّ رسميّة وأكثر عفويّة أثناء أوقات الراحة. ويمكن أن يؤدّي ذلك إلى مشاركة مثمرة أكثر من جانب الأشخاص الذين يشعرون براحة أقلّ في الاجتماعات الرسميّة، فضلا عن إتاحة الفرصة لتوضيح نقط معيّنة بحرّيّة أكبر.
إنّ المشاركة في الأنشطة الرياضيّة والثقافيّة والاجتماعيّة والخيريّة يمكن أن تساهم في بناء الشركة بين المشاركين وتجديد الكنيسة من خلال خبرات جديدة أخويّة.
3.5 الأسئلة الرئيسيّة للمشاورة
يطرح هذا السينودس السؤال الأساسيّ التالي: الكنيسة السينودُسيّة، في إعلان الإنجيل “السير معًا“: كيف يتحقّق هذا “السير معًا” اليوم في كنيستكم المحلّيّة؟ ما هي الخطوات التي يدعونا الروح إلى اتّخاذها للنموّ في “سيرنا معًا“؟ (الوثيقة التحضيريّة، 26)
للإجابة نحن مدعوّون إلى:
- أن نتذكّر خبراتنا: ما هي خبرات كنيستنا المحلّيّة التي تخطر على فكرنا من خلال هذا السؤال؟
- إعادة قراءة هذه الخبرات بشكل أعمق: ما هي الأفراح التي سبّبتها؟ ما هي الصعوبات والعقبات التي واجهتها؟ ما هي الجروح التي أظهرَتْها؟ ما هي الرؤى التي أثارتها؟
- جني ثمار المشاركة: أين يسمع صوت الروح في هذه الخبرات؟ ما الذي يطلبه منّا؟ ما هي النقط التي يجب تأكيدها، وأوجه التغيير، والخطوات التي يتعيّن اتّخاذها؟ أين نسجّل الإجماع؟ ما هي الطرق التي تنفتح أمام كنيستنا المحلّيّة؟
لمساعدة الأشخاص على التعمّق في هذا السؤال الأساسيّ، تسلِّط الموضوعاتُ التالية الضوءَ على بعض الجوانب الهامّة من “السينودُسيّة المُعاشة” (الوثيقة التحضيريّة، 30). للإجابة على هذه الأسئلة، من المفيد أن نتذكّر أنّ “السير معا” يحدث بطريقتين مترابطتين بعمق. في المقام الأوّل، نسير معا كشعب الله. ثانيًا، نسير معًا كشعب الله ولكن مع العائلة البشريّة بأكملها. وهذان المنظوران يغني كلٌّ منهما الآخر، وهما مفيدان لتمييزنا المشترك نحو شركة أعمق ورسالة مثمرة أكثر.
يمكن استخدام الأسئلة المرفقة بالمواضيع العشرة التالية كنقطة بداية أو كمبدأ توجيهيّ مفيد. ينبغي ألاّ تقتصر محادثتكم وحواركم على الأسئلة الموضّحة أدناه:
أوّلا: رفقاء على الطريق نفسه
في الكنيسة وفي المجتمع، نحن على الطريق نفسه جنبًا إلى جنب. في كنيستنا المحلّيّة، من هم أولئك الذين “يسيرون معا“؟ من هم الذين يبدون بعيدين؟ كيف تمّت دعوتنا للنموّ كرفقاء؟ ما هي المجموعات أو الأفراد المهمّشون؟
ثانيًا: الإصغاء
الإصغاء هو الخطوة الأولى، لكنّه يتطلّب وجود عقل وقلب متفتّحَين، دون أحكام مسبقة. كيف مازال الله يتحدّث إلينا من خلال أصوات نتجاهلها أحيانا؟ كيف يتحقّق الاستماع إلى العَلمانيّين، وخاصّة الشباب والنساء؟ ما الذي يسهّل أو يمنع إصغائنا؟ ما مدى حرصنا على الاستماع إلى المهمّشين؟ كيف تُدمَج مساهمة المكرّسين والمكرّسات؟ ما هي حدود قدرتنا على الاستماع، وخاصّة تجاه أولئك الذين لديهم وجهات نظر مختلفة عنّا؟ ما هو الحيّز الذي يتمتّع به صوت الأقلّيّات، ولا سيّما الأشخاص الذين يعانون من الفقر أو التهميش أو الاستبعاد الاجتماعيّ؟
ثالثا: التحدّث بوضوح
الجميع مدعوّون للتحدّث بشجاعة وصراحة، أي بحرّيّة وبصدق وبمحبّة. ما الذي يسمح لنا أو يمنعنا من التحدّث بشجاعة وصراحة ومسؤوليّة في كنيستنا المحلّيّة وفي المجتمع؟ متى وكيف يمكننا أن نقول ما هو مهمّ بالنسبة لنا؟ ما هي علاقتنا مع وسائل الإعلام المحلّيّة (وليس الكاثوليكيّة فقط منها)؟ من يتحدّث باسم الجماعة المسيحيّة وكيف يُختار؟
رابعًا: الاحتفال
لا يمكن أن نسير معًا إلّا من خلال الإصغاء الجماعيّ للكلمة والاحتفال بالإفخارستيّا. هل الصلاة والاحتفالات الليتورجية تلهم وتوجّه حياتنا المشتركة ورسالة جماعتنا بشكل فعّال؟ كيف تلهم أهمّ القرارات؟ كيف نعزّز المشاركة الفعّالة لجميع المؤمنين في الليتورجيا؟ ما هي المساحة الممنوحة لممارسة خدمتَي القارئ والشدياق؟
خامسًا: رسالتُنا المسؤوليّةُ المشتركةُ
تظلّ السينودُسيّة في خدمة رسالة الكنيسة التي دُعي إليها جميع أعضائها للمشاركة فيها. وبما أنّنا جميعًا تلاميذ مرسلون، كيف يدعَى كلّ مُعمّد للمشاركة في رسالة الكنيسة؟ ما الذي يمنع المعمّدين من أن يكونوا فعّالين في الرسالة؟ ما هي مجالات الرسالة التي نتجاهلها؟ كيف تدعم الجماعة أفرادها العاملين في خدمة المجتمع بطرق مختلفة (الالتزام الاجتماعيّ والسياسيّ، والبحث العلميّ والتربية، وتعزيز العدالة الاجتماعيّة وحماية حقوق الإنسان، والاهتمام بالبيئة، وما إلى ذلك)؟ كيف تساعد الكنيسة هؤلاء الأعضاء على عيش خدمتهم للمجتمع بطريقة إرساليّة؟ كيف التمييز حول الخيارات الإرساليّة وبواسطة من؟
سادسًا: الحوار في الكنيسة والمجتمع
يتطلّب الحوار المثابرة والصبر، ولكنّه يتيح أيضًا التفاهم المتبادل. إلى أيّ مدى تجتمع الشعوب المتنوّعة في جماعتنا من أجل الحوار مع بعضهم؟ ما هي أماكن ووسائل الحوار داخل كنيستنا المحلّيّة؟ كيف نعزّز التعاون مع الأبرشيّات المجاورة، ومع الجماعات الدينيّة الموجودة في المنطقة، والجمعيّات والأنشطة العلمانيّة، وغيرها؟ كيف التعامل مع الرؤى المختلفة والصراعات والصعوبات؟ ما هي القضايا المحدّدة للكنيسة والمجتمع التي يجب أن نوليها المزيد من الاهتمام؟ ما هي تجارب الحوار والتعاون التي عشناها مع المؤمنين من الديانات الأخرى، ومع أولئك الذين ليس لديهم انتماء دينيّ؟ كيف تتحاور الكنيسة وتتعلّم من القطاعات الأخرى في المجتمع: مجال السياسة والاقتصاد والثقافة والمجتمع المدنيّ والأشخاص الذين يعيشون في فقر؟
سابعًا: المسكونية
الحوار بين المسيحيّين من مختلف الطوائف، المتّحدين بمعموديّة واحدة، له مكانة خاصّة في المسيرة السينودُسيّة. ما هي العلاقات التي تربط جماعتنا الكنسية بأعضاء من تقاليد وطوائف مسيحيّة أخرى؟ ما الذي نتشاركه وكيف نسير معا؟ ما هي الثمار التي اقتنيناها من هذا “السير معا“؟ وما هي الصعوبات؟ كيف يمكننا اتّخاذ الخطوة التالية للتقدم في سيرنا معا؟
ثامنًا: السلطة والمشاركة
الكنيسة السينودُسيّة كنيسة تشاركيّة ومسؤولة. كيف يمكن لجماعتنا الكنسيّة تحدّد الأهداف لتحقيقها، والطريق للوصول إليها، والخطوات التي يجب اتّخاذها؟ كيف تمارس السلطة أو الإدارة داخل كنيستنا المحلّيّة؟ كيف نطبّق العمل الجماعيّ والمسؤوليّة المشتركة؟ كيف نجري التقييمات وبواسطة من؟ كيف نعزّز الخِدمات والمسؤوليّة من جانب العَلمانيّين؟ هل كانت لدينا خبرات مثمرة سينودسيّة على المستوى المحلّيّ؟ كيف تعمل المؤسّسات السينودُسيّة على مستوى الكنيسة المحلّيّة (المجلس الرعويّ في الرعايا والأبرشيّات والمجلس الكهنوتيّ، وما إلى ذلك)؟ كيف يمكننا تعزيز أسلوب أكثر سينودسيّة في مشاركتنا وقيادتنا؟
تاسعًا: التمييز واتّخاذ القرار
في الأسلوب السينودسيّ، نتّخذ قرارات من خلال تمييز ما يقوله الروح القدس من خلال جماعتنا. ما هي الإجراءات والعمليّات التي نستخدمها في اتّخاذ القرار؟ كيف يمكن تطويرها؟ كيف نعزّز المشاركة في عمليّة صنع القرار داخل الهيكليّات الهَرميّة؟ هل تساعدنا طرق صنع القرار على الاستماع إلى كلّ شعب الله؟ ما هي العَلاقة بين الاستشارة وعمليّة صنع القرار وكيف يتمّ تنفيذهما؟ ما هي الأدوات والإجراءات التي نستخدمها لتعزيز الشفافية والمسؤوليّة؟ كيف يمكننا أن ننمو في التمييز الروحيّ الجماعيّ؟
عاشرًا: التنشئة على السينودُسيّة
تنطوي السينودسيّة على تقبّل التغيير والتكوين والتعلّم المستمرّ. كيف يمكن لجماعتنا الكنسيّة أن تشكّل أشخاصا أكثر قدرة على “السير معا” والاستماع إلى بعضهم والمشاركة في الرسالة والانخراط في الحوار؟ ما هي التنشئة التي تقدَم للتمييز وممارسة السلطة بطريقة سينودسيّة؟
يقدّم موقع السينودس اقتراحات حول كيفيّة طرح هذه الأسئلة على مجموعات مختلفة من الأشخاص بطرق بسيطة وجذّابة. ليس بالضرورة أن تجيب كلّ إيبارشيّة أو رعيّة أو مجموعة كنسيّة على الأسئلة جميعها، بل يجب عليها أن تميّز وتركّز على جوانب السينودسيّة الأكثر صلة بسياقها. يشجَّع المشاركون على مشاركة خبراتهم الواقعيّة بصدق وانفتاح، والتفكير معًا في ما يمكن أن يكشفه الروح القدس من خلال ما يشاركونه مع بعض.
كلمة شكر
كلمة شكر صادقة لجميع الذين ينظّمون وينسّقون ويشاركون في هذه المسيرة السينودسيّة. بإرشاد من الروح القدس، نشكّل الحجارة الحيّة التي يبني بها الله الكنيسة التي يرغب فيها في الألفيّة الثالثة (1 بط 2: 5). لتتشفّع لنا الطوباويّة مريم العذراء، ملكة الرسل وأمّ الكنيسة، ونحن نسير معًا على الطريق الذي يحدّده الله أمامنا. كما هي الحال في العلّيّة في عيد العنصرة، نرجو أن ترافقنا رعايتها الأموميّة وشفاعتها، بينما نبني شركتنا المتبادلة وننفّذ رسالتنا في العالم. معها، نقول معًا كشعب الله: “ليَكُنْ لي بٍحَسَبِ قَوْلِكَ” (لو 1: 38).
ملحقات
الملحق (أ): شخص/ فريق التواصل الأبرشيّ
يجب أن تختار كلّ إيبارشيّة* فردا أو اثنين للعمل بمثابة شخص/ فريق التواصل الأبرشيّ، أو كمساعدين للقائد في المرحلة الأبرشيّة من المشاورة السينودسيّة. إذا كان ذلك ممكنًا، ينبغي تنظيم فريق من الأشخاص للتعاون معهم.
يوصى بنموذج القيادة المشتركة، بدلاً من تعيين شخص واحد مسؤول عن التواصل، لأنّ هذا يعكس طبيعة المسيرة السينودسيّة. نشجّعكم على العمل مع مساعد القائد، والتعاون مع فريق من أجل التعلّم من بعضكم بعضا، ومشاركة المسؤولية، وإثراء إبداع وحيوية المسيرة السينودسيّة في إيبارشيّتكم.
ا) عمل شخص/ فريق التواصل الأبرشي الوظائف
سيشمل عمل شخص/ فريق التواصل الأبرشي الوظائف أو المهام العامّة التالية:
- العمل كحلقة وصل بين الأبرشيّة ومجلس الأساقفة (وشخص/ فريق التواصل الخاصّ بهم).
- العمل كنقطة مرجعيّة للرعايا والمجموعات الكنسيّة الأخرى في الأبرشيّة فيما يتعلّق بالتشاور السينودسيّ.
- خدمة الشخص (الأشخاص) المسؤول عن التواصل الرئيسيّ لأسقف الأبرشيّة فيما يتعلّق بالمسيرة السينودسيّة.
- العمل بطريقة سينودسيّة مع فريق لتطوير كيفيّة إبراز تفاصيل المسيرة الأبرشيّة، ومناقشة الموضوعات والقضايا المتعلّقة بالسينودسيّة (كما حدّدتها الأمانة العامّة لسينودس الأساقفة ومجلس الأساقفة)، وكذلك عمليّة جمع وتحليل وتلخيص مساهمات المشاورة من جميع أنحاء الأبرشيّة.
- دعوة جميع الرعايا للمشاركة في مسيرة المشاورة، وتنظيم الاجتماعات للمشاركة في المسيرة السينودسيّة على المستوى المحلّيّ. يمكن للرعايا أن تتّحد مع رعايا أخرى لتعزيز شعور أكبر بالتواصل والسير معًا. يجب على شخص/ فريق التواصل الأبرشي تشجيع الرعايا على روح الأخوة والمسؤوليّة المشتركة، والمشاركة الكاملة والنشطة للرهبان والمكرّسين والرجال والنساء العلمانيّين في الجماعة، بمن فيهم الأطفال والشباب والعزّاب والمتزوّجين والأسر وكبار السنّ. وبهذه الطريقة، ستمثّل مسيرة المشاورة تنوّع السياقات والقدرات الاجتماعيّة والاقتصاديّة والثقافيّة والعرقيّة على المستوى المحلّيّ، وكذلك تشجيع المشاورة مع أولئك الأقلّ نشاطًا في ممارسة الإيمان الكاثوليكيّ، وأولئك الذين ينتمون إلى طوائف مسيحيّة مختلفة وتعاليم دينيّة أخرى، والمقيمين في المجتمع المحلّيّ أو المدنيّ الذين لا صلة لهم بالرعيّة.
- دعوة كلّ خدمة ونشاط ومؤسّسة كنسيّة وإدارة أو مكتب داخل الأبرشيّة لتقديم مساهمات للأسئلة المدرجة في المذكّرة، والوثائق المصاحبة لها من وجهة نظر خدمتهم أو مجالات اهتمامهم. يمكن لكلّ مجموعة من هذه المجموعات أن تعقّد مشاوراتها الخاصّة، أو أن تعمل مع بعضها/ أو مع الرعايا في الأبرشيّة. يجب بذل الجهود لإشراك جميع الرسالات والثقافات والجماعات والمجموعات والمبادرات والجهود المسكونيّة/ بين الأديان داخل الأبرشيّة في مسيرة المشاورة، ممّا يعزّز خبرة أصيلة للسينودسيّة في الكنيسة الخاصّة.
- تقديم التدريب والمتابعة (في شكل ورش عمل وندوات عبر الإنترنت ومقاطع فيديو وموادّ/ أو دعم شخصيّ) لأولئك الذين سيكونون مسؤولين عن تنفيذ وتسهيل مسيرة المُشاورة على المستوى المحلّيّ (في الرعايا والجماعات وما إلى ذلك)، من أجل مساعدتهم على فهم معنى السينودسيّة، وأهداف المسيرة السينودسيّة الحاليّة، وخصائص الخبرة السينودسيّة التي يحاولون تعزيزها (لمزيد من المعلومات يرجى الرجوع إلى المذكّرة أو موقع السينودس).
- تطوير طرق لتلقّي المساهمات من مسيرة المشاورة عبر الأبرشيّة، ونقل هذه المسيرة إلى الرعايا والمجموعات الأبرشيّة والجماعات الدينيّة والأنشطة، مع أوسع مشاركة ممكنة. وقد يشمل ذلك ما يلي:
- اقتراح أن تقوم الرعايا أو الجماعات بتعيين شخص/ فريق مسؤول عن التواصل خاصّ بهم للقيام بالمشاورة.
- اقتراح أن تجري الرعايا أو الجماعات اجتماع أو اثنين أو أكثر للمشاورة مع الأشخاص في الجماعة المحلّيّة. قد ترغب الرعايا أو المجموعات في إجراء مشاورة خاصّة لمجموعات معيّنة (على سبيل المثال، للمراهقين والشباب والمتزوّجين والمهاجرين واللاجئين، ومَن هم أقلّ نشاطًا في الإيمان، ومَن يعاني من الفقر والتهميش).
- اقتراح أن تجد الرعايا طريقة لتجميع أو تدوين ملاحظات عن كلّ مشاورة/ محادثة (إمّا عن طريق سكرتير/ مدوِّن ملاحظات، أو من خلال تسجيل الاجتماع إلكترونيًّا، أو قيام المشاركين أو المساعدين بتحميل ملاحظاتهم عبر الإنترنت، أو بوسائل أخرى).
- تحديد موعد نهائيّ محدّد، والعمليّة أو الوسائل التي يتمّ من خلالها إرسال جميع المساهمات إلى شخص/ فريق التواصل الأبرشيّ.
- تشجيع الاجتماعات بعد مسيرة المشاورة مع المشاركين وغيرهم، لتبادل ما تمّ القيام به لمتابعة المساهمات المقدّمة، وتمييز الخطوات التالية لدمج روح وأسلوب السينودسيّة على المستوى المحلّيّ.
- تفقّد كلّ رعيّة أو جماعة طوال مرحلة المشاورة بانتظام، وتوفير الدعم والتشجيع والمتابعة والإعراب عن الشكر خلال المسيرة.
- جمع الملخّصات/ المساهمات/ الأفكار من المشاورات المحلّيّة في الوقت المناسب.
- الإشراف على تنظيم اجتماع ما قبل السينودس الأبرشي (انظر ملحق ج).
- تحليل وتلخيص المساهمات التي جُمعت، وإعداد ملخّص واحد موجز إيبارشيّ يبلغ عدده عشر صفحات كحدّ أقصى، ويُرسَل بعد ذلك إلى مجلس الأساقفة بحلول الموعد النهائيّ المعلن. ينبغي إعداد هذا الملخّص من قبل فريق العمل مع الشخص أو الفريق المسؤول عن التواصل الأبرشيّ، بالتعاون مع الأسقف و/أو مَن يعيّنه (انظر الملحق د).
- إرسال الملخّص الأبرشي إلى مجلس الأساقفة في الوقت المناسب.
ب) يجب أن يكون لدى شخص/ فريق التواصل الأبرشي الصفات التالية:
- شخص ناضج روحيًّا في الإيمان الحيّ.
- متعاون بالفطرة.
- متواصل فعّال.
- القدرة على تلخيص مجموعة متنوّعة من المعلومات.
- القدرة على التفاعل بشكل جيّد مع الأشخاص من مختلف السياقات الثقافيّة والجيليّة والكنسيّة.
- الإلمام بالهيكليّات والمسارات الأبرشيّة.
- خبرة سابقة في العمل في المبادرات التعاونيّة أو المسارات السينودسيّة.
- التواضع في العمل مع مساعد القائد أو مع الفريق، منفتح بلطف على أفكار وهبات الآخرين، بالإضافة إلى تجربة طرق جديدة للمضيّ قُدمًا.
وتجدر الإشارة إلى أنّ شخص/ فريق التواصل الأبرشي ليس من الضروري أن يكون فردا من الإكليروس. وإذا استُخدِم نموذج القيادة المشتركة، يوصى بشدّة بأن يكون القائدان المشاركان رجلا وامرأة. أحدُهما على الأقلّ شخص علمانيّ.
يجب أن يعكس الفريق المتعاون مع شخص/ فريق التواصل الأبرشي تنوّع الأبرشيّة، وأن يضمّ قادة الأبرشيّة الرئيسيّين: النساء والرجال، العلمانيّين والإكليروس والمكرّسين من مختلف الثقافات والأجيال والسياقات، وتمثيل الخِدمات والمواهب المتنوّعة للكنيسة، ولا سيّما النشاط الرعويّ للإيبارشيّة مع الشباب والعائلات والمهاجرين واللاجئين والفقراء. من المفيد لو كان بعض أعضاء الفريق قد عملوا سابقًا/ مؤخّرًا مع مسيرات سينودسيّة محلّيّة أو إيبارشيّة أو وطنيّة أو جهود مماثلة.
ملاحظة: في المذكّرة وجميع الملاحق والمصادر المصاحبة، يشير مصطلح “الأبرشيّة” إلى الكنائس الخاصّة بشكل عامّ، ويمكن استبداله بمصطلحات إيبارشيّة أو مؤسّسة أو أيّ هيئة كنسيّة أخرى مماثلة.
ملحق (ب): دليل مقترح لتنظيم اجتماع المشورة السينودسيّة
يمكن تنظيم اجتماعات المشاورة السينودسيّة بين مجموعات مختلفة في الرعيّة أو بجمع مختلف الأشخاص معًا من رعايا مختلفة. يمكن للمؤسّسات الأبرشيّة الأخرى أو المنظّمات الدينيّة والعَلمانيّة أن تتعاون أيضًا لعقد الاجتماعات. فيما يلي مخطّط عام للخطوات التي يمكن اتّخاذها.
- يمكن تشكيل فريق تنظيميّ لتخطيط وتنفيذ مسيرة المشاورة والاجتماعات على المستوى المحلّيّ، بما في ذلك تمييز كيفيّة التواصل مع الأشخاص والأساليب الأكثر ملاءمة لتعزيز الحوار والمشاركة في خبرة سينودسيّة أصيلة.
- يمكن تشجيع المشاركة من خلال إعلانات الرعيّة ووسائل التواصل الاجتماعيّ والرسائل وما إلى ذلك. وبمساعدة الأحياء المحلّيّة وكذلك المؤسّسات الكنسيّة مثل المدارس والمراكز الاجتماعيّة، يمكن بذل جهد خاصّ لتحديد أولئك الذين لم يكونوا على تواصل منتظم بالجماعة الكنسيّة منذ فترة من الزمن والتواصل معهم. يجب الحرص لإشراك أولئك المستبعَدين أو الذين لا تؤخذ أصواتهم في الاعتبار في كثير من الأحيان.
- يجب أن يشمل المشاركون بشكل مثاليّ أشخاصا من مختلف الجماعات والخبرات والثقافات والأعمار ومجالات الحياة. قد يعتمد الحجم الكلّيّ للمجموعة على المكان المتاح وعدد المساعدين.
- قبل الاجتماع بحوالي 2-3 أسابيع، يجب إرسال الموادّ التحضيريّة للصلاة والتأمّل لجميع المشاركين. يمكن أن تتضمّن هذه القراءة خلفيّة موجزة عن السينودسيّة، وسؤال (أسئلة) التأمّل الرئيسيّة، والطرق المقترحة للصلاة والتمييز حول هذه الأسئلة، بما في ذلك مقاطع الكتاب المقدّس الموصى بها. كما يجب أن يتمّ إطلاع المشاركين على الطريقة التي سيتمّ اتّباعها في الاجتماعات السينودسيّة. ينبغي أن يخصّصوا وقتًا للتحضير الشخصيّ باستخدام جميع هذه الموادّ؛ لأنّ هذا الأمر بالغ الأهمّيّة لإجراء حوار مثمر.
- ينبغي أن تكون أسئلة التأمّل الرئيسيّة ذات صلة وموجزة. غالبًا ما يكون من الأفضل أن يكون هناك عدد أقلّ من الأسئلة التي يمكن استكشافها بعمق، بدلا من طرح الأسئلة العديدة التي تُغطَّى بشكل سطحيّ. يطرح هذا السينودس السؤال الأساسيّ التالي: الكنيسة السينودُسيّة التي تعلن الإنجيل “السير معًا“: كيف يتحقّق هذا “السير معًا” اليوم في كنيستكم الخاصّة؟ ما هي الخطوات التي يدعونا الروح إلى اتّخاذها للنموّ في “سيرنا معًا“؟ (الوثيقة التحضيريّة، 26)
للإجابة نحن مدعوّون إلى:
- أن نسأل أنفسنا: ما هي خبرات كنيستنا الخاصّة التي تخطر على فكرنا من خلال السؤال الأساسيّ؛
- إعادة قراءة هذه الخبرات بشكل أعمق: ما هي الأفراح التي سبّبتها؟ ما هي الصعوبات والعقبات التي واجهتَها؟ ما هي الجروح التي أظهرَتْها؟ ما هي الرؤى التي أثارتها؟
- جني ثمار المشاركة: أين يسمع صوت الروح في هذه الخبرات؟ ما الذي يطلبه منّا؟ ما هي النقط التي يجب تأكيدها، وأوجه التغيير، والخطوات التي يتعيّن اتّخاذها؟ أين نسجّل توافق الآراء؟ ما هي المسارات التي تنفتح أمام كنيستنا الخاصّة؟
غالبا ما يكون من المثمر جدّا للمشاركين التفكير في مسيرة جماعتهم المحلّيّة حتّى الآن. ما هو تاريخ إيمان حياة الجماعة؟ كيف وصلت الجماعة إلى ما هى عليه الآن؟ كيف كان الله حاضرًا؟ إنّ تذكّرَ الماضي معًا غالبًا ما يساعد على بناء الجماعة وتوجيه مسارها إلى الأمام.
لمساعدة الأشخاص على استكشاف هذا السؤال الأساسيّ بشكل أكمل، أُعِدَّت عشرة موضوعات لتسليط الضوء على الجوانب الهامّة من “السينودسيّة المُعاشة” (الوثيقة التحضيريّة، 30). يمكن استخدام الأسئلة المصاحبة لكلّ موضوع من الموضوعات العشرة كنقطة انطلاق أو مبادئ توجيهيّة مفيدة لإثراء المشاورة. يمكن العثور على هذه الأسئلة في الجزء الخامس من المذكّرة وتتوفّر نسخة أكثر تفصيلاً متاحة في الموادّ المصاحبة على موقع السينودس.
- ينبغي ضمان وجود عدد كاف من المساعدين للمجموعات وفقًا للطريقة والشكل المختارين لاجتماع المشاورة، وأن يكونوا على استعداد كاف لتنفيذ المسيرة. ينبغي أيضًا تحديد مجموعة من الأشخاص الذين سيعدّون ملخّص المشاورة.
- ستؤدّي الصلاة الجماعيّة والليتورجيّة دورًا حيويًا في الاجتماع. إنّ الاستماع إلى بعضنا بعضا يقوم على الإصغاء إلى كلمة الله والروح القدس. يمكن استخدام أشكال صلاة ذات معنى لطلب توجيه الله والإلهام والسماح له بتعميق الشركة مع بعض. يمكن أن تكون الليتورجيّا والتأمّل معًا في الكتاب المقدّس وسائل مفيدة جدّا في هذا الشأن.
- يمكن استخدام طريقة مناسبة للحوار الجماعيّ الذي يتماشى مع مبادئ السينودسيّة. على سبيل المثال، إنّ طريقة المحادثة الروحيّة تدعم المشاركة النشطة والاستماع اليقظ والحديث التأمّليّ والتمييز الروحيّ. يشكّل المشاركون مجموعات صغيرة من حوالي 6-7 أشخاص من خلفيّات متنوّعة. تستغرق هذه الطريقة حوالي ساعة على الأقلّ وتتكوّن من ثلاث مراحل:
في المرحلة الأولى، يأخذ كلّ شخص أدوارًا متساوية لمشاركة ثمرة صلاته، فيما يتعلّق بأسئلة التأمّل التي تمّ تداولها مسبقًا (انظر رقم 5 من هذا الملحق). لا يوجد نقاش في هذه المرحلة، وجميع المشاركين يستمعون ببساطة وبعمق إلى كلّ شخص، ويلاحظون كيف يتحرّك الروح القدس داخلهم وداخل الشخص الذي يتحدّث وفي المجموعة ككلّ. ويتبع ذلك وقت من الصمت لملاحظة التحرّك الداخليّ للمرء.
في المرحلة الثانية، يشارك المشاركون أكثر ما أعجبهم في المرحلة الأولى وما الذي حرّكهم خلال وقت الصمت. يمكن أن يكون هناك القليل من الحوار أيضًا، ويتمّ الحفاظ على نفس الانتباه الروحيّ. مرّة أخرى، يتبع ذلك وقت من الصمت.
وأخيرًا، في المرحلة الثالثة يتأمّل المشاركون في ما يبدو أنّه يتردّد صداه أثناء المناقشة وما الذي حرّكهم بعمق أكبر. كما يتم أيضًا ملاحظة رؤى جديدة وحتّى الأسئلة التي لم تناقَش. يمكن أن تختتم المناقشة بصلاة شكر عفويّة. عادة ما يكون لكلّ مجموعة صغيرة مساعد وسكرتير. (هناك وصف مفصّل لهذه المسيرة في موقع السينودس).
- بمجرّد انعقاد المناقشة في المجموعة، ينبغي على المشاركين مراجعة خبراتهم في المسيرة ومشاركتها داخل مجموعتهم الصغيرة. كيف كانت تجربتهم؟ ما هي النجاحات والإخفاقات؟ ما هي الرؤى الجديدة والمنعشة التي قد يكتشفونها؟ ماذا تعلّموا من طريقة العمل السينودسيّة؟ كيف كان الله حاضرًا في العمل خلال فترة تواجدهم معًا؟
- ثمّ يجب على المشاركين اتّخاذ قرار بشأن التقييم الذي يرغبون في إيصاله إلى فريق التنظيم أو التيسير. يمكن استخدام الأسئلة التوجيهيّة لملخّص الأبرشيّة على النحو المبين في الجزء الرابع من المذكّرة كأساس لهذا التقييم على المستوى المحلّيّ (انظر أيضًا الملحق د).
- يمكن لجميع المشاركين بعد ذلك أن يجتمعوا معًا لاختتام الاجتماع. يمكن لممثّل واحد من كلّ مجموعة صغيرة أن يشارك باختصار خبرة المجموعة. يجب إبلاغ المشاركين بالمرحلة التالية من المسيرة السينودسيّة، حتّى يدركوا كيف ستساهم مشاركتهم في الكنيسة بأكملها. يوصى بأن يختتم الاجتماع بصلاة أو ترنيمة شكر.
- بعد الاجتماع، يمكن لأعضاء فريق تنظيم أو تيسير الاجتماع استعراض الخبرة بأكملها، وإعداد ملخّص، بناء على التقييم المقدّم من جميع المجموعات الصغيرة. يمكن بعد ذلك إرسال التلخيص إلى شخص/ فريق التواصل الأبرشيّ.
- إذا كان الأشخاص غير قادرين على حضور الاجتماع وجهًا لوجه أو عبر الإنترنت، فينبغي بذل الجهود للوصول إليهم من خلال الرسائل النصّيّة أو المكالمات الهاتفيّة أو الراديو أو الوسائل الأخرى المناسبة. ومن المهمّ أن نبذل قصارى جهدنا للاستماع إلى آراء الجميع، ولا سيّما المهمّشين.
لمزيد من المصادر، يرجى زيارة موقع السينودس.
الملحق (ج): اجتماع ما قبل السينودس الأبرشيّ
ا) مقدمة
تتوِّج كلُّ كنيسة خاصّة المرحلة الأبرشيّة باجتماع ما قبل السينودس الأبرشيّ. يوفّر هذا الاجتماع الفرصة لمختلف أعضاء الأبرشيّة للاجتماع معًا، من أجل الاحتفال الليتورجيّ والصلاة معًا والتفكير في خبرتهم في المسيرة السينودسيّة في الأبرشيّة، والاستماع إلى التقييم الذي ظهر من اجتماعات المشاورة السينودسيّة في جميع أنحاء الأبرشيّة، والحوار حول الواقع الحالي للكنيسة الخاصّة وعلامات الأزمنة، وتمييز دعوة الروح القدس للأبرشيات عن طريقة المسيرة السينودسيّة. في حين أنّ الكثير من مسارات المشاورة خلال المرحلة الأبرشيّة قد حدثت داخل جماعات محدّدة من الكنيسة الخاصّة، مثل الرعايا والخِدمات والمجموعات الكنسيّة الأخرى، فإنّ الهدف من اجتماع ما قبل السينودس الأبرشي هو الجمع بين مختلف قطاعات الأبرشيّة بأكملها، بما في ذلك مجموعات الأقلّيّات والمهمّشين، وتمكين المشاركين من الصلاة والإصغاء والتأمّل والتمييز معًا. بعد هذا الاجتماع، ينبغي إدراج نتائج اجتماع ما قبل السينودس الأبرشي كجزء من الملخّص الأبرشيّ، إلى جانب التقييم المنبثق عن اجتماعات المشاورة السينودسيّة من جميع أنحاء الأبرشيّة. (انظر الملحق د لمزيد من المعلومات حول الملخّص الأبرشيّ).
ب) الأهداف
- تتويج شهور المرحلة الأبرشيّة من المشاورات السينودسيّة مع شعب الله.
- الاحتفال والتأمّل في الحقائق والخبرات الناشئة من المسيرة الأبرشيّة للسير معًا في المسيرة السينودسيّة.
- تسليط الضوء على الموضوعات الرئيسيّة للاستشارة الأبرشيّة مع مجموعة مختارة من الممثّلين من مختلف الجماعات الأبرشيّة.
- إشراك أفراد من مختلف الجماعات (الرعايا والخِدمات والأنشطة والمدارس والإكليروس والجماعات الدينيّة والمهمّشين والشباب والمجموعات الثقافيّة، … إلخ) في التفكير في خبرة ومساهمة عمليّة المشاورة، بالنظر إلى الملخّص الأبرشي على أساس التقييم الوارد من جميع أنحاء الأبرشيّة.
- الإصغاء إلى ما يقوله الله من خلال شعب الأبرشيّة، لتمييز إرادته للكنيسة الخاصّة، والمسارات التي يدعو الكنيسة إلى اتّباعها في الأبرشيّة نحو شركة أعمق، ومشاركة كاملة، ورسالة مثمرة أكثر.
- إبراز أفضل الممارسات والمسارات السينودسيّة، والدافع والحيوية الجديدين نحو أن نكون كنيسة أكثر سينودسيّة من حيث السير معًا، والاستماع المتبادل، والمسؤوليّة المشتركة.
- تطوير الملخّص الأبرشي الذي ينقل مشاركة شعب الله خلال مسيرة المشاورة في الأبرشيّة، كمساهمة في المسيرة السينودسيّة الحالية للكنيسة بأكملها.
ج) المشاركون
يعتمد أعضاء هذا الاجتماع السينودسيّ على الوضع المحلّيّ للإيبارشيّة. يمكن للإيبارشيّات تطبيق هذه المبادئ التوجيهيّة وفقا لحجم السكّان، والمسافات الجغرافيّة، والموارد المتاحة، والسياق الثقافيّ للأشخاص، وما إلى ذلك. من الناحية المثاليّة يجب أن يتضمّن الاجتماع من الأعضاء:
- مطران الأبرشيّة، والأساقفة المساعدين، وشخص/ فريق التواصل الأبرشيّ.
- الأشخاص الذين غالبًا ما لا تسمع أصواتهم بشكل كاف، مثل مَن يعانون من الفقر، وكبار السنّ، ومجموعات الأقلّيّات، والأشخاص المعزولين، والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصّة، والمهاجرين، واللاجئين، وجماعات السكّان الأصليّين، وما إلى ذلك.
- قادة علمانييّن (رجالا ونساءً وشبابا من خِدمات ومؤسّسات إيبارشيّة مختلفة).
- أشخاصا علمانيّين آخرين (رجالا ونساء وشبابا مدعوّين من رعايا ومؤسّسات كنسيّة أخرى).
- الإكليروس (كهنة الأبرشيّة ورهبانا وشمامسة، … إلخ).
- أعضاء معاهد الحياة المكرّسة وجمعيّات الحياة الرسوليّة (التي تعكس تنوّع المواهب)، وقيادة مؤسّسات الأعمال الرسوليّة والخيريّة.
- مندوبي المسكونيّة والحوار بين الأديان المهتمّين (وغيرهم ممّن غير الكاثوليك ولكن يمكنهم تقديم مساهمات بمنظورات مفيدة للكنيسة).
- الأشخاص ذوي المهارات المتخصّصة المطلوبة للاجتماع، بما في ذلك المساعدين والخبراء الرعويّين أو اللاهوتيّين في الدراسات الكنسيّة.
د) برنامج وشكل اجتماع ما قبل السينودس الأبرشيّ
سيكون برنامج هذا الاجتماع هو الاحتفال بالمسيرة السينودسيّة في الأبرشيّة حتّى الآن، والتفكير في التقييمات الواردة من مسيرة المشاورة في الأبرشيّة، والتحرّك نحو تطوير الملخّص الأبرشيّ، الذي يمثّل ثمار الإصغاء والتمييز لشعب الله في الأبرشيّة. هذا الملخّص الأبرشي سيكون مساهمة الأبرشيّة المرسلة إلى مجلس الأساقفة.
سوف يتشكّل نمط هذا الاجتماع من خلال التمييز مع الأسقف وشخص/ فريق التواصل الأبرشيّ، لتحقيق الأهداف المذكورة أعلاه بشكل فعّال في سياق الأبرشيّة (أنظر موقع السينودس لمزيد من الاقتراحات والمصادر). يوصّى بشدّة بأن تتوّج المرحلة الأبرشيّة باحتفال ليتورجيّ، مع شكر لله على ما تمّ اختباره، واستدعاء توجيهات الروح القدس في المسيرة القادمة. يمكن لكلّ إيبارشيّة أن تميّز كيفيّة تطبيق العناصر الأخرى للاجتماع. والشخص المسؤول عن التواصل في الأبرشيّة مسؤول عن جمع كلّ التقييمات الواردة من مسيرة التشاور في جميع أنحاء الأبرشيّة. يمكن تقديم التقييم إلى المشاركين في الاجتماع الذي يتوِّج المرحلة الأبرشيّة.
ه) إمكانيّة عقد اجتماعات سينودس هجين أو عبر الإنترنت (اجتماعات السينودس الإلكترونيّة)
قد يكون من الضروريّ أو المفيد الترتيب لعقد اجتماعات عبر الإنترنت أو هجين، إمّا لجلسات التشاور المحلّيّة أو للاحتفال الأبرشي الذي يتوّج المسيرة في الأبرشيّة. يمكن أن تكون الاجتماعات عبر الإنترنت، أو الجمع بين الاجتماعات وجهًا لوجه والاجتماعات عبر الإنترنت خيارًا فعّالاً، لا سيّما في وسط وباء كوفيد -19. ينبغي الحرص لضمان عقد هذه الاجتماعات عبر الإنترنت أو الهجين بروح من الصلاة والشركة والإصغاء اليقظ إلى بعضنا وإلى الروح القدس. ينبغي على المساعدين أو المشرفين ضمان أنّ جميع المشاركين قادرون على المساهمة وصوتهم مسموع، بمن فيهم أولئك الأقلّ ارتياحا أو دراية بالتكنولوجيا.
و) دور الشبيبة في الاجتماعات الإلكترونيّة أو الهجين (اجتماعات السينودس الإلكترونية)
نشجّع الأبرشيّات على مشاركة الشباب في تخطيط وتنفيذ هذه الاجتماعات الإلكترونيّة، وبالتالي استكشاف طرق مبتكرة لجعلها متاحة وسهلة الاستخدام لجميع المشاركين، مع الأخذ في الاعتبار الاحتياجات المختلفة لمختلف الفئات العمريّة.
يمكن استخدام أدوات مثل وسائل التواصل الاجتماعيّ والمنصّات الافتراضيّة والتكنولوجيا التفاعليّة، بشكل كبير في الوصول إلى المزيد من الأشخاص، وجمع الردود التي يمكن تسليمها إلى شخص/ فريق التواصل الأبرشيّ. يمكن للشباب أن يكون لهم دور رئيسيّ في المساهمة في هذه الجهود على نحو إبداعيّ وفعّال.
الملحق (د): تحضير الملخّص الأبرشيّ
ا) ما نوع التقييم/ الاستجابة المتوقّع في الملخّص الأبرشيّ؟ نقل ثمار الخبرة السينودسيّة وتنوّعها
ينقل الملخّص الأبرشي الثمار الرئيسيّة لتمييز كلّ شعب الله في الأبرشيّة. من المستحسن أن يتمّ تسجيل هذا في مستند مكتوب يصل إلى عشر صفحات. يمكن تقديم موادّ أخرى مثل الصور ومقاطع الفيديو والقصص والتعبيرات الفنّيّة والشهادات الشخصيّة كمرفقات، فيما يتعلّق بالمساعدة على نشر خبرة المشاركين ومساهماتهم.
ينبغي أن يعكس الملخّص الأبرشي تنوّع وجهات النظر والآراء المعرب عنها، وأن يولي اهتمامًا خاصًّا للخبرات الحيّة للمشاركين، الإيجابيّة والسلبيّة على حدّ سواء. ينبغي أن يكون الملخّص مطابقا لآراء الأشخاص، ولأيّ شيء يتّضح من تمييزهم وحوارهم، بدلا من سلسلة من البيانات المعمّمة أو الصحيحة عقائديًّا. لا حاجة إلى إهمال وجهات النظر التي تتعارض مع بعضها، ولكن يمكن الاعتراف بها وذكرها على هذا النحو. ينبغي عدم استبعاد الآراء لمجرّد أنّها أعربت عنها أقلّيّة صغيرة من المشاركين. في الحقيقة، في بعض الأحيان يمكن أن يكون منظور ما يمكن أن نسمّيه “تقرير الأقلّيّة” دليلا نبويًّا على ما يريد الله أن يقوله للكنيسة.
ب) أسئلة مقترحة لتوجيه الملخّص الأبرشيّ
يمكن تنظيم محتوى الملخّص وفقا للأسئلة التالية التي تُقدّم كاقتراحات. الغرض هو نقل الثمار المتنوّعة والرؤى والأفراح والتحدّيّات التي تواجه الخبرة السينودسيّة، والتمييز بين أفراد الأبرشيّة بشكل مناسب:
- فيما يتعلّق بمسيرة المشاورة، ما هي الخطوات الرئيسيّة المتّخذة في الأبرشيّة؟ ما هي الأسئلة الرئيسيّة المطروحة؟ ما الذي تمّ إنجازه لمشاركة أكبر عدد ممكن من المشاركين والتواصل مع المهمّشين؟ تقريبًا ما هي نسبة الأشخاص المشاركين في الأبرشيّة بطريقة أو بأخرى؟ هل كانت هناك أيّ مجموعات من الأشخاص الذين كانت مشاركتهم جديرة بالملاحظة بشكل خاصّ؟ هل كانت هناك مجموعات محدّدة من الأشخاص لم يشاركوا لأيّ سبب؟
- ما هو الشيء الأكثر أهمّيّة في خبرة المشاورة الكاملة؟ ما هي النقط الهامّة والثانويّة، أو العزاء والحزن؟ ما هي التدابير أو المواقف أو المشاعر الملحوظة؟ ما هي التوتّرات أو الخلافات التي ظهرت خلال مسيرة الإصغاء؟ ما هي الموضوعات أو القضايا التي أظهرت وجهات نظر متنوّعة؟ عمومًا، ما هي الثمار التي جلبها الروح القدس من خلال هذه الخبرة؟
- من بين التقييمات الواردة من الاجتماعات المحلّيّة، ما الذي كان مهمّا بشكل خاصّ أو مفاجئًا أو غير متوقع؟ ما هي وجهات النظر الجديدة أو الآفاق الجديدة التي اتّسعت؟ ما هي القصص الاستثنائيّة، أو خبرات الحياة الواقعيّة التي كانت مؤثّرة بشكل خاصّ ولماذا؟ ما هي وجهات النظر التي يبدو أنّ لها صدًى قويًّا؟ ما هي وجهات النظر التي ذكرت بشكل أقلّ ولكنّها مثيرة للاهتمام وجديرة بالملاحظة؟
- بشكل عامّ، ما الذي ألهم به الروح القدس الجماعة لرؤيته فيما يتعلّق بالواقع الحاليّ للسينودسيّة في الكنيسة الخاصّة، بما في ذلك الأنوار والظلال الحالية؟ ماذا كان على المشاركين أن يقولوا بشأن المجالات التي تحتاج فيها الكنيسة إلى الشفاء والتوبة، في حياتها الروحيّة وثقافتها ومواقفها وهيكليّاتها وممارساتها الرعويّة وعَلاقاتها واتّساعها التبشيريّ؟
- ما هي الطرق التي يدعو بها الروح القدس الكنيسة الخاصّة للنموّ في السينودسيّة؟ ما هي الأحلام والرغبات وأماني الكنيسة التي عبّر عنها المشاركون؟ بناء على ملاحظاتهم، ما هي الخطوات التي تشعر الأبرشيّة بأنّها مدعوّة إلى اتّخاذها لتصبح أكثر سينودسيّة؟ ما هي الخطوات التالية لإيبارشيّتنا في المسيرة السينودسيّة، في الشركة مع الكنيسة بأكملها؟
- ما هي الصورة الثقافيّة (الصور) التي توضّح خبرتنا السينودسيّة؟
- يوصَى بإعداد الملخّص من قبل فريق صغير من الأشخاص بدلاً من مجلس كبير. سيقوم هذا الفريق بمهمّته بالتعاون مع أسقف الأبرشيّة وشخص/ فريق التواصل الأبرشيّ. يجب أن يقرأوا جميع التقارير بروح الصلاة. يجب أن تكون اجتماعات الفريق نفسها سينودسيّة ومميّزة روحيًّا، من خلال الإصغاء إلى الصوت الحيّ لشعب الله في الأبرشيّة بتوجيه الروح القدس.
ج) تطبيق ثمار الملخّص الأبرشي في الكنيسة المحليّة
يمكن لكلّ إيبارشيّة أن تختار إعداد الملخّص إمّا قبل أو بعد اجتماع ما قبل السينودس الأبرشيّ، طالما أنّ ثمار ذلك الاجتماع مدرجة أيضًا في الملخّص الأبرشيّ. بقدر المستطاع، ينبغي أن يشعر الجميع أنّ صوته ممثّل في الملخّص. كنموذج للشفافية، يمكن أن يصبح أعضاء فريق الصياغة وعمليّة جمع التقييمات معروفين للجميع. يوصَى بشدّة بأن يُعلَن الملخص بمجرّد صياغته، كمعيار للمسيرة الأبرشيّة على طريق المسيرة السينودسيّة. بقدر المستطاع، يمكن إعطاء الفرص لشعب الله لمراجعة محتوى الملخّص الأبرشيّ، والردّ عليه قبل إرساله رسميًّا إلى مجلس الأساقفة.
[1] يمكن العثور على النسخة الأصليّة من Adsumus Sancte Spiritus على موقع السينودس.
[2] البابا فرنسيس، رسالة إلى شعب الله (20 أغسطس 2018)
[3] حديث البابا فرنسيس بمناسبة إحياء الذكرى الخمسين لتأسيس سينودس الأساقفة في 17 أكتوبر 2015
[4] حديث البابا فرنسيس بمناسبة إحياء الذكرى الخمسين لتأسيس سينودس الأساقفة في 17 أكتوبر 2015
[5] حديث البابا فرنسيس بمناسبة إحياء الذكرى الخمسين لتأسيس سينودس الأساقفة (17 أكتوبر 2015).