الدكتورة نور حداد
- للسياحة الدينيَّة في لبنان تاريخ قديم.
- في العام 2008 تأسّست جمعية لتنمية الحجّ والسياحة الدينية في لبنان (APL)باشراف مجلس الأساقفة و البطاركة في لبنان.
- في عام 2010 تأسّست وحدة السياحة الثقافية الدينية بمبادرة من رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري و بتمويل ايطالي.
- في 2010 تمّ تنظيم مؤتمرين لتحديد مفاهيم السياحة الدينية و لتفعيلها.
- في 29 أيار 2016 وضع مزار سيدة المنطرة؛ مغدوشه، على الخريطة السياحية العالمية.
- في شباط 2018 أعلنت سنة 2018 سنة السياحة الدينية.
- · في حزيران 2018 أطلقت تطبيق Holy Lebanon بعد حصولي على مساعدات
من أهل وأصحاب ومن الوزير ميشال ادّه والوزير أفيديس كيدانيان أبدى تجاوبًا كبيرًا وشجّعنا على متابعة المشروع. و هو أول تطبيق بالعالم للسياحة الاسلامية و المسيحية.
في تموز 2018 إعلان الفاتيكان لبنان وجهة للحج الديني لسنة .2019
رسمت الحضارات القديمة تاريخ لبنان وأغنته بالمغاور والمعابد والقصور والكنائس، والكاتدرائيات والجوامع و المقامات، و المناسك، والاديرة وغيرها؛ وجعلت منه أرضًا مميّزة على مختلف الأصعدة. كما انتشرت على طول الطرقات الساحلية والجبلية، مئات المعالم الدينية والأثرية التي تعود إلى الطوائف اللبنانية كافة. قد يكون بعضها ليس مسيحيًّا صرفًا ولا إسلاميًا صرفًا، وإنّما ذا بُعد جغرافي وتاريخي وأثري أحيانًا، إذ قد يُبنى المقام على معبد مقدس سبقه، فيتراكم المقدس في المقدس مما يولّد نوعًا من التفاعل على المكان وتطوره.
إن لبنان بلد للسياحة الدينيَّة بامتياز، وهو الذي تكثر فيه بشكلٍ لافت أماكن العبادة المسيحية والإسلامية علمًا أن في بعض المزارات سجّل عدد الحجاج الذين يرتادونها أرقامًا قياسية، في ما تبقى أماكن عبادة أخرى متواضعة أقلّ شهرة. نستطيع القول ان هناك أكثر من 6000 موقع ديني في لبنان و هذا بدون اعتبار المزارات الصغيرة.تنتشر مراكز العبادة في المناطق اللبنانية من دون أن تتطابق بالضرورة مع معيار التوزيع الطائفي عينه. كذلك يمكن أن يكون التوزّيع الجغرافي للأماكن المقدسة معقّدًا، ليس فقط بسبب الأحداث التاريخية التي عاشها لبنان، وإنّما أيضًا بسبب عملية التنقل والنمو الديموغرافي.
وإذا كان اللبنانيون معتادين على السياحة والاصطياف في نصف فصل الربيع وفي كامل أشهر الصيف، فإنّ هذه السياحة الدينيّة الجديدة تعني في ما تعني سياحة لكلّ أشهر السنة، كما تعني إنماءً للقرى والأرياف، فضلاً عن المدن باعتبار أنّ المعالم الأثرية الدينية منتشرة في الأماكن النائية عن العاصمة بيروت، وهذا طبيعي.
وقد يعتقد البعض أنّ السياحة الدينيّة سياحة مستجدة في لبنان وهذا غير صحيح. وإذا كان الاعلان عن تخصيص 2019 لهذه السياحة والترويج لها والإكثار من المحاضرات والندوات للتعريف بها قد حصل في السنتَيْن الأخيرتَيْن، إلاّ أنّ الموضوعية تستدعي أن نقول أن عمر هذه السياحة يعود إلى ربع قرن وربما أكثر. ولعلّ المهمّ في الاعلان عن سنة 2018 كسنة للسياحة الدينيّة هو أن هذا الحدث ترافق مع كلام للبابا فرنسيس في نهاية 2018 مفاده أن “لبنان يجب أن يوضع من جديد على خريطة السياحة الدينية العالمية في العام 2019”. وعندما تقول شخصية دينية عظيمة كالبابا فهذا يعني وجوب تعزيز هذه السياحة.
قصّة السياحة الدينية بدأت، تاريخيًّا، حينما قامت الوزارة بإصدار منشورات عدّة و ذلك منذ التسعينات، فضلاً عن فيلمَيْن، الأوّل عن لبنان كأرض مقدسة والثاني عن جميع الأماكن الدينية. العام 2010 شهد ندوة أولى لجميع الأشخاص الذين يعملون في مجال السياحة الدينية في لبنان من تنظيم الجمعية لتنمية الحجّ و السياحة الدينية في لبنان APL . في تلك الندوة، أُلقيت أولى المحاضرات من نوعها المختصّة بالسياحة الدينية فقط. ثم تبعتها ندوة ثانية حصل خلالها تشاورٌ جدّي حول كيفية تطوير هذه السياحة من تنظيم وحدة السياحة الثفافية الدينية الذي أطلقه رئيس الوزراء سعد الحريري مع مساهمة الجمهورية الإيطالية. ولكن مع الأسف، حصلت تطورات سياسية واجتماعية حالت دون التمكّن من السير قدمًا في هذا العمل، فضلاً عن أن التمويل الايطالي الذي كان موضوعًا لتنشيط السياحة الدينية قد جّمد.
وفي العام 2015، تسلّم الوزير ميشال فرعون مهام وزارة السياحة وعيّنني مستشارته في موضوع السياحة البيئية والريفية، وكذلك في كلّ ما له علاقة بالسياحة الدينية. وبعد اطلاعه على ما أُنجز خلال الفترة السابقة، أبدى تعجّبه من توقّف المساعدة الإيطالية فحرّك الاتصالات وتمكّن من اعادة تنشيط وحدة السياحة الثقافية الدينية و التمويل الإيطالي. وفي العام 2016، اصطحبني الوزير فرعون معه إلى مركز الجمعية العالمية للسياحة UNWTO في مدريد لنبحث في كيفية تنمية قطاع السياحة الدينية والترويج لها، فعقدنا إجتماعات عدّة وقرّرنا إعلان حدث سياحي ديني كبير هو إطلاق مزار سيّدة المنطرة في مغدوشة في أيار 2016 لوضع هذا المزار على الخريطة السياحية العالمية. ومن المعلوم أن هذا الموقع هو رمز ديني وتراثي لأن هذه المغارة المقدسة العجائبية، كما يتردّد شعبيًّا هناك، كانت تنتظر فيها السيّدة مريم العذراء يسوع المسيح يوم كان يبشّر في مدينة صيدا. وقد شاركت في هذا الحدث الضخم في 29 أيّار 2016 الهيئة العالمية للسياحة. علمًا أنّ الاحتفال الرسمي شارك فيه الأمين العام لتلك الهيئة وشخصيات رفيعة بينهم السيّدتان بهية الحريري ورندا برّي، فضلاً عن الوزير السنيوره و زوجته و النائب ميشال موسى وغيرهم من الشخصيّات الدينية و الاجتماعية.
في 17 أيار 2017 أطلقت “وحدة السياحة الثقافية الدينية” في رئاسة مجلس الوزراء المرحلة الأولى من مشروع “السياحة الثقافية الدينية”، خلال حفل اقيم في السراي الكبير تحت عنوان “احتفاء بتنوعنا”، برعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وحضوره. و عرض في هذا الحفل فريق عمل الوحدة وعلى رأسه السيدة رولا العجوز إصدار كتاب و خرائط سياحية دينية ووثائق .
2018 كان عام السياحة الدينيّة في لبنان، بحسب ما أعلن وزيرا السياحة والخارجية أفيديس كيدانيان وجبران باسيل في مؤتمر صحافي في شباط 2018. و أخيرا كلنا آمال بإعلان الفاتيكان لبنان وجهة للحج الديني لسنة 2019
لبنان أرض القداسة و أرض مقدّسة و ترويج له من خلال التطبيق Holy Lebanon
نحن نؤمن بأن لبنان هو، فعلاً، أرض مقدسة لأن يسوع المسيح والعذراء مريم والرسل والأنبياء جميعًا زاروا جنوب لبنان، فضلاً عن وجود أماكن دينية كثيرة جدًّا للأنبياء، ولدينا من الأدلة ما يبيّن هذه الحقيقة. وإلى ذلك، فقط ورد ذكر أرض لبنان في العهد القديم من الكتاب المقدس حوالى 96 مرّة، وألهَمَتْ أكثرَ من كاتبٍ وشاعرٍ في العصور السحيقة، وأطلقوا عليها مرّة اسم أرض اللبن والعسل، ومرّةً أخرى أرض المُرّ والبخور، لأن رائحة القداسة والإيمان تضوعُ في أرجائها.
ولعل أبرز ما يجدر ذكره على هذا الصعيد، هو مرور السيد المسيح بلبنان لدى شفائه الفتاة الكنعانية المريضة، وكان هذا الحدث أوّل تبشير للمسيحية. يضاف إلى ذلك، أنّه ألقى أكثر من عظة واجترح أكثر من أعجوبة بين صور وصيدا، أوّلها أعجوبة تحويل المياه إلى خمر في عرس قانا الجليل. وكان الرسول بولس مرّ في مدينة صور خلال رحلته الأخيرة إلى مدينة القدس حيث اعتقل. لقد تفاعل لبنان مع الأديان السماوية الثلاثة المعترف بها (اليهودية والمسيحية والإسلامية) منذ بزوغها. كذلك تعترف الحكومة اللبنانية بـ 18 طائفة دينية رسميًّا منها 11 طائفة مسيحية. وقد أسّست كلّ من الطوائف مراكزها وتملك مزارات، مقامات، كنائس، جوامع وأديرة خاصة بها.
Holy Lebanon ، هو اول تطبيق الكتروني يعنى بالسياحة الدينية المتعددة الطوائف في لبنان، مجاني باللغة الإنكليزية.
تم اطلاق Holy Lebanon App في7 حزيران في مؤتمر نظمته بحضور وزيري الاعلام السابق ملحم رياشي والسياحة افيديس غيدانيان ورعايتهما وأقيم في المركز الثقافي في سن الفيل بمشاركة الكثير من الشخصيات الدينية والاجتماعية والسياسية.
“هولي ليبانون- اب” هو دليل عملي عن لبنان وارضه المقدسة، يدعم التنمية المستدامة والحوار بين الأديان.
يقدم التطبيق لبنان كوجهة سياحية جذابة ، فهو يجمع الكثير من المعلومات عن أماكن العبادة في لبنان ومعالمها لدى الطوائف المسيحية والاسلامية، والطقوس، والاحتفالات والعطلات الدينية في لبنان، وكذلك الأطباق والحلويات التي تعد خلال المناسبات الدينية كما يسلط الضوء على السكن والمطاعم في جوار المعابد الدينية ، والمنتجات.
ويعد هذا التطبيق أوّل مشروع وطني شامل يغطّي 300 موقع إسلامي ومسيحي، ويجمع الكثير من المعلومات عن أماكن العبادة في لبنان ومعالمها لدى الطوائف المسيحية والإسلامية، ونبذة تاريخية عن كلّ موقع والشخصية الدينية المكرّس لها، إضافة إلى الطقوس الدينية الشعبية التي يقوم بها المؤمنون في المقام. وإلى ما تقدّم، يتضمّن الموقع رزنامة عن الاحتفالات والعطلات الدينية في لبنان.
والجدير ذكره ان “هولي ليبانون ” يقدم معلومات تثقيفية الى اللبنانيين والأجانب. هو تطبيق يمكن أن يصل إلى الآلاف من الناس. كما يمكن استخدامه خلال زيارة البلاد، او الاستمتاع بمغامرات افتراضية وتصفح محتوياته عبر الانترنت من اي مكان في العالم .
ويعتبر هذا الدليل كأداة بين أيدي الافراد والمنظمات والجمعيات تساعدهم على التخطيط للقيام بزيارات دينية وتنظيم رحلات الحج واكتشاف لبنان.
يمكنكم تحميل مجاّنيا هذا التطبيق مجانًا على هواتفكم.
Google Play (Android) https://goo.gl/j15So5
The App Store (iOS) https://goo.gl/Uq677s
كثير من الشخصياّت ساهموا و يساهمون حتى الآن في هذه التنمية و لكن عليكم أن تلاحظوا من له تأثير عملي و فعلي في هذا المجال. الكلام سهل…
بدأنا نشعر حاليًّا أن قطاع السياحة الدينية بات راسخًا في الأرض وفي الخارج أيضًا. فعلى الصعيد الداخلي، فإن هذه السياحة تعرف نشاطًا بارزًا بدليل أن ما يقارب من 4 مليون شخص يزورون سنويًّا ضريح القديس شربل، بحسب القيّمين على الدير. ويتمّ تناول نحو 1،2 مليون قربانة مقدسة سنويًّا. والملفت أنه في 23 من شهر تموز من كلّ عام الذي يصادف فيه يوم رسامة القديس شربل كاهنًا، يزور نحو 250 ألف شخص الدير المذكور والمحبسة، إضافة إلى مراسلة 133 دولة طلبًا للبخور وصور القديس وأفلام مصوّرة عن الصلاة والقداديس.
وزارة السياحة تسعى اليوم لدعم تنمية السياحة الدينية وقد أطلقت فيلمًا قصيرًا عن إعلان البابا فرنيسيس في نهاية 2018 مفاده أن لبنان يجب أن يوضع من جديد على خريطة السياحة الدينية العالمية في 2019، وكذلك عن لبنان كأرضٍ للقديسين. و من ناحية أخرى أعمل مع الوزارة على اصدار منشور القديسين في لبنان، لبنان أرض القداسة والقدّيسين.
المردود المعنوي والمادي المنتظر من هذه التنمية كبير. إعلان الفاتيكان لبنان وجهة للحج الديني لسنة 2019 يساهم في الترويج الجدّي بقدر ما يكون المردود المادي كبيرًا بفضله. وفي الحقيقة، نحن متفائلون كثيرًا بتطوّر هذا القطاع إيجابًا بدليل آلاف السياح الذين تقاطروا ويتقاطرون إلى لبنان للتعرّف إلى أمكنته الدينية، سواء المسيحية منها أو الإسلامية. ومن البديهي القول أن لهذا النشاط السياحي مردودًا كبيرًا على الاقتصاد، كما على القرى والبلدات الريفية، فضلاً عن المدن الكبيرة على طول الساحل، مما يساهم بتنمية مستدامة على مستوى لبنان ككلّ، ولن تستثني هذه التنمية أي قطاع من القطاعات.